متى تخضعين لقلبي شيماء يوسف
المحتويات
حتى أطراف شعرها وأسر بعض خصلاته داخل كفه ثم قربها من انفه يستنشقه وهو مغمض العينين قبل ان يحرره من قبضته ارتبكت ملامحها من اثر فعلته فحاولت اخفاء خجلها بسؤاله
هتسلم عزه للبوليس !..
اجابها بصوت أجش عميق
عشان خاطرك رغم انى مش موافق ..
حركت عينيها بعيدا عنه وعندما إعادتها إليه مره اخرى كانت تحمل بداخلها سؤال لم ولن تفصح عنه ولكنه استشفه من بين جفونها بسهوله ففهم نظراتها بالنسبه له اسهل من قراءه كتاب مفتوح حرك ذراعه يمسك كفها بكفه فى حنو بالغ ثم قام بفرده برقه وبطء فوق موقع قلبه هامسا بحب
انهى جملته ثم اقترب منها يطبع قبله رقيقه فوق ارنبه انفها قبل ان يفلت يدها ويتحرك نحو غرفته
اغمضت عينيها تستمع بذلك الفراغ الداخلى الذى اصابها فجاة فمنذ سنوات طويله لم تشعر ان بداخلها فراغ مريح هكذا .
ترجل فريد من سيارته وأغلق جاكيت بدلته وأشار لكبير حراسه بعدم اتباعه توقف امام منزل حياة قارعا الجرس برأس مرفوع توقفت آمنه امامه بقلق متسائله بداخلها عن سبب تلك الزياره الغريبه فى الصباح الباكر دلف فريد إلى الداخل متحفزا وهو ينظر إليها من علياءه ثم سألها بأحتقار
فتحت فمها لتجيبه ولكن اوقفها صوت زوجها يخرج من غرفته بمظهر مشعث ناعس نظر نحو فريد وهو يتثائب بقوه ثم قال بسخريه
نسيبك الباشا جاى يزورك من صباحيه ربنا ..
هز فريد رأسه موافقا عده مرات وهو يحرك يده ليفتح زر سترته ثم قال وهو يتقدم نحوه بنبره منخفضة
انت عارف ليه مدخلتش حد من الحرس معايا !..
عشان محدش ياخد حق مراتى غيرى ..
انهى جملته ورفع يده المتكوره وبدء يسدد لكمات متتالية فى وجه حتى صرعه أرضا صړخت آمنه بتوسل وهى تحاول رفع جسد فريد من فوق جسد زوجها المتهالك أرضا ولكن هيهات ظل فريد يلكمه وهو يتمتم بحنق
انت بتستغل عدم وجودى وتجوزها لواحد !..
التقط والدها انفاسه بصعوبه وهتف من بين اسنانه
هى بنت قالتلك ..
هدر فريد به بعصبيه وهو يسدد اللكمات لوجهه مره
اخرى
متقولش عليها كده .. خساره انها بنتك .. انت متستاهلش بنت زيها .. انت راجل ..
ظل فريد يلكمه پغضب حتى خر فاقدا وعيه كانت آمنه تصرخ وتتوسل له ليتركه ولكن دون جدوى تحرك فريد من فوق جسده ينفض يده من اثر الډماء بعدما تأكد من فقدانه للوعى ثم استدار ليواجهه آمنه قائلا بټهديد
هدر بكلمته الاخيره بعصبيته المعتاده مما جعلها تنتفض وتحرك رأسها موافقه دون حديث خرج فريد صافقا الباب خلفه تاركا آمنه تحاول إفاقته بكل الطرق الممكنه .
لم يعد فريد فى ذلك اليوم الا فى المساء سلم كلا من مدبره منزله والرجلين للمخفر ثم بعدها تشاركا وجبه العشاء فى صمت كان يجلس عابسا كأنه فى عالم اخر استغربت حياة من تغيره منذ الصباح وحاولت فتح فمها اكتر مره لتسأله عما به ولكن كان ېموت السؤال فوق شفتيها فكرت بضيق ايعقل انه ندم على تنفيذ رغبتها !
بعد التاسعه مساءا كانت حياة تجلس فى غرفه المعيشه بعدما انسحبت عفاف إلى مخدعها قرع جرس المنزل فتوجهت حياة بنفسها لتفتحه وجدت امام الباب سيده مسنه تجاوزت السبعين من العمر على اقل تقدير ابتسمت لها العجوز ثم سالتها بحنان
حياة صح !..
ابتسمت لها حياة فى المقابل ثم سألتها بأدب
ايوه صح بس حضرتك مين !..
اجابتها الجديده بنبره مراوغه
فكرى كده شويه .. انا عارفه ان ملامحى اتغيرت وانتى كنتى صغيره بس معقول تنسى كلمه حيوى من لسانى !..
صړخت حياة بفرح وهى ترمى نفسها بداخل أحضانها قائله بسعاده
تيتا سعاااااد .. انا اسفه معرفتكيش .. نورتى البيت والمكان كله ..
ربتت السيده سعاد فوق ظهرها بحنو وهى تتمتم بشوق
وحشتينى يا حياة .. ياه انتوا الاتنين من ريحه الغاليه ..
ابتعدت حياة عن حضنها ثم اخذت بيدها وهى تمتم بأحترام
يا تيتا لسه واقفه .. اتفضلى ادخلى ..
انهت جملتها وهى تسحبها للداخل ظهر من خلفها الحارس حاملا حقيبه السفر فطلبت منه حياة بوضعها فى الداخل ثم اغلقت الباب وهى لازالت تحتضن يدها خرج فريد على مصدر الصوت وسار فى اتجاههم حتى توقف امامهم بجسد متصلب وضع كلتا يديه داخل رداء بنطاله ثم تحدث بنبره جافه متسائلا ونظره مسلط فوق جدته
جيتى ليه مكنش له داع ..
شهقت حياة پصدمه من طريقته الفظه فى التعامل مع جدته ولكنها اثرت الصمت اجابته
ام والدته فى عتاب واضح
جيت بيت ابن بنتى يا فريد ولا عندك كمان مانع !...
هز كتفيه بعدم مبالاه ثم استدار بجسده عائدا بإدراجه نحو مكتبه الذى اختفى به ثانيه شعرت حياة بالحزن والڠضب من معاملته الجافه مع جدته والده والدته ولكنها سرعان ما استعادت مرحها واحتضنتها قائله بترحيب
نورتينا يا تيتا .. تعالى بقى نقعد هنا واحكيلى عن كل السنين اللى فاتت دى ..
نظرت السيده سعاد نحوها بشوق ثم رفعت كفها تمسد شعر حياة وهى تقول بحزن
اه يا حياة لو تعرفى رحاب كانت بتحبك قد ايه !.. انتى وفريد كنتوا عندها
واحد ..
اغرورقت عيون حياة بالدموع وأخفضت نظرها تقول بصوت متحشرج
وانا كنت بحبها اكتر من امى .. ربنا يرحمها يارب ..
آمنت السيده سعاد على دعائها ثم تحركا نحو الداخل .
قضت كلا من حياة والسيدة سعاد أمسيتهم فى تحرى اخبار كل واحده الاخرى فشعرت حياة بالدفء يملا قلبها شعرت انها عادت طفله من جديد عندما كانت عائله فريد هى عائلتها أيضا التى تمنحها الدفء والحنان فتعوضها عن جفاء والدها وعائلتها عند حلول المساء تقريبا بدءت السيده سعاد فى التثائب ثم طلبت من حياة بأرهاق
حياة يا بنتى تعالى طلعينى فوق ارتاح الا طريق السفر كان طويل عليا ..
نفذت حياة على الفور وفى الدقائق التاليه كانت تقف امام الغرفه المخصصه لزيارتها فى الطابق العلوى وجانب غرفتها اندفعت حياة تسألها بتهور
تيتا لو حضرتك تحبى تقضى الليله معايا معنديش مانع ..
سألتها الجدده سعاد مستنكره
ليه يا بنتى ! انتى مش بتنامى مع جوزك !..
عضت حياة على شفتيها ولعنت غبائها بصمت بماذا تجيب الان ! لن تخدع تلك العجوز الرائعه بقول الاكاذيب لذلك اثرت الصمت ودلفت داخل غرفتها دون رد .
فى الصباح الباكر دلفت السيده سعاد إلى المطبخ وجلست بعدما رحبت بها عفاف سألتها السيده سعاد بترقب
ها يا عفاف فى جديد ..
اجابتها عفاف بهمس
متابعة القراءة