متى تخضعين لقلبي شيماء يوسف
المحتويات
بائت كل محاولاتها المستميتة بالفشل لذلك تخلت عن الفكره وعادت إلى قاعه تجلس هناك بخنوع وهى تضم ركبتها نحو قفصها الصدرى تنتظر هبوط سقف الغرفه فوق جسدها الضئيل فجاة لمحت جسد عريض برائحه ما تعرفها جيدا وتميزها من بين مئات الروائح تتجه نحوها انتظرت وصوله إليها ثم تنهدت بأرتياح قبل ان تنتنفض من جلستها لتركض نحوه وتشكو إليه ذلك الوخز الذى اصاب كفها تململت فى نومتها ثم همست بأسمه بخفوت من بين غفوتها
كان صوتها لا يزيد عن الهمهمة ولكنه وصل إلى حواسه وصل إلى قلبه قبل اذنه انتفض يعتدل فى جلسته وهو يجيبها بصوت أجش مملوء بالحنان
عيون فريد وروح فريد
رفعت كفها الموضوع به تلك الابره الحاده ثم اجابته بوهن
فريد فى ۏجع هنا خليه يروح
ابتسم بحزن ثم امسك يدها بحذر كأنه يتحدث إلى طفلته
حبيبى مينفعش تتشال دى عشان تخفى بسرعه
مليش دعوه انت وعدتنى خلى الۏجع ده يروح
مرر إصبعه أسفل جفنه يمسح تلك العبرات التى تجمعت داخل عيونه قبل سقوطها وهو يتمتم لها قائلا
حاضر ثوانى وهشيلهالك
انهى جملته ثم تحرك بجسده للخارج يبحث عن الممرضه التى اصطحبها معه عاد بها إلى الغرفه ثم طالبها بنبرته الآمرة المعتاده
نظرت إليه الممرضه بدهشه ثم فتحت فمها معترضه
بس يا فريد بيه ده مش كويس عشانها
اجابها فريد پحده ونفاذ صبر
قلتلك شليها بتوجعها شوفى اى طريقه تانيه تاخد بيها العلاج
اطرقت الممرضه برأسها مفكره فى حل ما ثم اجابته على مضض قائله
هو الحل الوحيد انى اشيلها دلوقتى واستبدلها بأبره عاديه بس الصبح لازم اعلق محلول تانى عشان الجفاف
ماشى على الاقل تكون ارتاحت شويه منها
انتهت الممرضه من عملها وقامت بنزع تلك الابره الحاده من يدها وقامت بوضع لاصق طبى فوق أثرها ثم انسحبت من الغرفه بهدوء
تسلل فريد مره اخرى إلى جوارها بهدوء ثم قام بطبع قبله حانيه على كف يدها المټألم وموضع اللاصق الطبى قبل ان يستلقى على الفراش بهدوء تحركت حياة وقد بدءت تشعر بالبرد يتسلل إلى جسدها الضعيف لتندس داخل احضانه وهى تتمتم بخفوت
هنا انا بردانه
اجابها بصوت أجش عميق
انا دايما هنا
تتذكر ما فعله ستقوم بتعنيفه ولكنه فكر بيأس وليكن فهو ليس قديسا ولا تنتظر منه ان تكون بمثل هذا القرب منه ويستطيع السيطره على مشاعره
ظنت حياة انها داخل حلم غريب ولكن جميل يقوم رجل ما ذو قناع بأنقاذها من بين براثن وحش مخيف ثم يطلب منها بحب وهو يركع على ركبه واحده ان تتزوجه وافقت بفرحه على طلبه فقفز يبنتصب فى وقفته بسعاده ثم احتضنها بحب وهو يتمتم فى اذنها بكلمات حب مدت حياة كفيها وهى تبتسم له لنزع ذلك القناع الذى يخفى ملامح فارسها عنها فوجدته فريد ابتسمت بخجل ثم أسندت رأسها فوق كتفه براحه قبل ان تغمض عينيها وتذهب فى نوم عميق
صباح الخير
ابتسمت له بخجل فهى تعلم انها لازالت داخل الحلم ولكنها تستمع بكافه تفاصيله بدءت تتحرك من الفراش فاعتدل على الفور يسالها مستفسرا
حبيبى رايحه فين !
اطرقت راسها بخجل وقد بدءت وجنتيها تورد ثم اجابته بتعب شديد وهى لازالت مطرقه الرأس
عايزه اروح الحمام واغسل وشى ممكن!
ابتسم لها بأشراق ثم اقترب منها يضع ذراعه تحت ركبتها ويحملها بين ذراعيه حتى وصل إلى باب الحمام فاوقفته معترضه
لو سمحت نزلنى وانا هكمل
اقترب برأسه من وجهها ثم سألها بخبث
طب مينفعش اكمل للاخر !!
هزت راسها له معترضه فانزلها على مضض وبحذر واختفت هى بجسد هزيل ومتعب داخل الحمام بعد قليل خرجت منه وقد بدءت تترنح من شده الحراره والتعب فيبدو ان هذا المشوار القصير قد اضناها حملها فريد على الفور سألها بقلق
حياة انتى كويسه !
أصدرت همهمه خفيفه ثم حركت راسها تحت صدره وهى مغمضه العينين سألها مره اخرى بترقب يتمنى بداخله رفضها
تحبى انزلك !
حركت جسدها لاعلى قليلا حتى تستطيع الاختباء داخل تجويف عنقه ثم قالت بعدم وعى
مش مشكله انا عارفه انك مش هنا
اجابها بصوت أجش هامس
مش ممكن اكون هنا
حركت راسها داخل عنقه ثم تمتمت هامسه
شششش انت مسافر وانا عارفه ان كل ده مش حقيقى
انهت جملتها ثم انتظمت انفاسها دلاله على ذهابها بنوم عميق
متى تخضعين لقلبى
الفصل الحادى عشر ..
قضت حياة اليوم التالى لها ما بين الصحوه والغفوه مع الاستمرار الدائم لهلاوساتها وأحلامها الغريبه والتى كان العامل المشترك بينهم جميعا هو شخص واحد .. فريد .
اما عنه هو فكان ملازما لها خلال الليل والنهار لا يتحرك من جوارها الا لمتابعه اخر التطورات لمعرفه مرتكب تلك الچريمه بحقه وحقها ثم يعود إليها مره اخرى راكضا ينصت بإستمتاع إلى هلاوسها بقلب أب حنون قبل ان يكون قلب عاشق وما أشد سعادته عندما كان يستمع إلى اسمه يخرج من بين شفتيها عالما انه محور تلك الهلاوس فهى مازالت تلجأ إليه مثلما كانت تفعل فى صغرها وها هو الان يجلس بجوارها يستمع إليها ويلبى طلباتها مثلما كان يفعل أيضا وهو صغير تذكر بسعاده ان اول خطوه لها تحركت نحوه هو واول ركضه لها كانت لتصل إليه واول شكوى منها كانت إليه كان تفسير والدته ووالدتها على ذلك التعلق الشديد هو افتقار كلا منهما لوجود اخ او اخت من نفس فئتهم العمريه وكم سمع من شفتيهما كلمه حياه اختك ولكنه ابدا لم يستسيغ تلك الكلمه ويبدو ان قلبه أيضا لم يفعل فهى ببساطه لم تكن اخته .
فى اليوم الذى يليه بدءت حرارتها تعود طبيعيه وعليها كانت استفاقتها قريبه لذلك قام فريد بنقلها إلى غرفتها وأكد على كل من بالمنزل واولهم السيده عفاف التى كانت ترعاها فى اوقات انشغاله بعدم التطرق لتلك الحاډثه والاهم عدم التحدث عن اى تفاصيل تخص ميعاد عودته او وجودها داخل غرفته .
فى منتصف النهار فتحت حياة عينيها بتثاقل ووهن قطبت جبينها وعقدت حاجبيها معا محاوله تذكر ما حدث استغرق الامر قليلا لمعرفه ما يدور حولها وسبب تيبس عضلاتها قبل ان تنتفض من نومتها بفزع وتنظر حولها بقلق حركت رأسها عده مرات محاوله طرد تلك المخاۏف من رأسها طمأنت نفسها بقوه كانت مجرد احلام والدليل انها هنا غافيه داخل غرفتها اذا ليس هناك داع للقلق هكذا حدثت نفسها داخليا مجرد احلام عابره ليست الا طل هناك سؤال واخد يفرض نفسه داخل عقلها
متابعة القراءة