و بها انا متيم أمل نصر

موقع أيام نيوز

الكلام ده
هتفت بها پصدمة ناهضة عن مقعدها وقف هو الاخر ليقابلها بوقفته أمامها أسفل المظلة الشمسية يتابع بإصرار
مش مهم جيبته منين يا شهد المهم دلوقتي ازاي نتصرف انا مش عايز اعرضك لأي خطړ ولا عايزك تدخلي في أي مشاكل وصراعات مع الناس دي أمين اخويا جاب كل المعلومات عنهم وعرف ان والدك كان معاه حق لما بعد عنهم .
لاح على وجهها توترا وحرج فهمه جيدا حبيبته الأبية ترفض الظهور أمامه بمظهر الضعف كما أنها تخجل من هذه النقطة السوداء والتي تمس عائلتها لتزيد من تأكيد الفكرة برأسه.
عادت تسأله بإلحاح ورأسها تضج
بالأفكار السيئة
يا حسن انا لازم اعرف المصدر اللي وصلك الكلام ده من الأول دي اول مرة انت تكلمني فيها وكمان في يوم مهم

زي ده انا بصراحة الشكوك ملت مخي وعايزة افهم عشان اتجاوب معاك ولو عندك نية يا بن الناس للفركشة أو حتى متردد....
قطعت مجبرة بحضوره الطاغي حينما اقترب بجسده منها ليقلص المسافة بينهم واضعا انظاره ڼصب عينيها ليرد بصوت مفعم بالعاطفة نحوها
أنا مقدر عصبيتك وعارف بكل اللي بيدور في دماغك بس كمان برجوا منك تركزي كويس في كلامي انا بفاتحك عشان معايا الحل اللي ينهي أي اشكال من بدايته انا بحبك يا شهد ولا يمكن افرط فيكي حتى لو بعمري كله.
صمتت تبتلع ريقها تأسرها عينيه يجذبها الحنان المتدفق بهما يغمرها عطره الرجولي بدفء جعلها كالمغيبة تستمع بإذعان وهو يستطرد
لو ليا عندك معزة يا شهد اسمعي كلامي المرة دي وبلاش تغلبي العند ما بينا عشان بفاجئك بقراري قراري ده مأخدتهوش من فراغ دا جه بعد ما سألت واتأكدت من صحة المعلومات اللي اتقالتلي هل هتنكري ان عيلة والدك حاولوا معاكي انتي واخواتك بعد ۏفاة الوالد عشان ياخدوكم وياخدوا مكتب المقاولات بتاعه واللي أسسه بعرقه وشقاه
غامت عينيها مع تذكرها للحروب التي واجهتها من جهة نرجس السلبية وافراد عائلتها واطماعهم ومن جهة أخرى هؤلاء الأشخاص من عائلة أبيها والذين ظهروا فقط بعد رحيله وقد كانت تظنهم السند قبل أن تفاجأ بغدرهم ونيتهم السيئة بكل وقاحة للأستيلاء على ورثها وورث أخواتها وعليهن أيضا قبل أن تنتفض وتخرب كل الخطط والمؤامرات التي كانت تحاك حولها بمساعدة أبو ليلة والحج عابد....
استدركت فجأة لتباغته بسؤالها
حسن هو ابراهيم اللي بلغك بالحواديت دي
لم ينكر صحة تخمينها ليرد بعملية
رغم اني مبحبوش وبرضوا مضمنش حسن نيته لكن اللي يهمني دلوقتي الحل هتثقي فيا يا شهد وتوافقي على عرضي
اشتدت ملامحها واحتدت عينيها بوميض مشتعل هذا المعتوه لايزال ينخر كالسوس من خلفها عقله الخبيث لن يرتاح سوى بتخريب حياتها كما فعل قديما وأفسد العديد من الفرص لقد ظنت بالموافقة على خطوبته من شقيقتها رغم معارضتها الشديدة في البداية إلا أنها تأملت أن يكون قد ازاحها من تفكيره ويتخطى التعلق المړيض بها ولكنها كانت مخطئة. 
كل ده تفكير يا شهد
قالها حسن لتسفيق من شرودها وتجيبه بالرد الحاسم
انا موافقة على عرضك من قبل حتى ما اعرفه
عادت لواقعها الجديد على صوت نرجس وهي تخاطبها بود زائف
الف مبروك يا شهد الف مبروك يا حبيبتي. 
تلقت العناق والقبلات منها تغتصب ابتسامة بصعوبة ردا علبها
الله يبارك فيكي يا مرات ابويا تسلمي.
تسلمي انتي يا حبيبتي من كل شړ.
قالتها نرجس قبل ان تفسح المجال لشقيقتها وتتجه بمباركتها نحو حسن الذي كان يبادلها الود رغم عدم ارتياحه لها اما سميرة فهي كالعادة لا تخفي كرهها وذلك ما يبدوا جليا في ابتسامتها الصفراء.
انسحبا الاثنان لتأتي مجيدة بصخبها وضحكة من القلب تشرق وجهها بالفرحة تردد بمرح
العرسان عاملين ايه
قالتها لتتلقى عناق ابنها على الفور لتربت بكفيها على ظهره ضاحكة وابتسامة صافية بود حقيقي تطالع بها شهد تحمل في طياتها السلام والإطمئنان لتبدد سنوات من الغيوم والضباب
من النافذه إلى المقعد المجاور لشقيقته ثم إلى النافذة مرة أخرى ينظر إلى الشارع يترقب انتظارها ويطالع الساعة بتوتر يعصف به حتى هتفت به رحمة
ما تهدى بقى يا بني خايلتني.
التف إليها والقلق يصدر مع كل حرف يخرج بين كلماته
أهدى ازاي بس يا رحمة وانتي بتقولي العريس دا جاي بكرة انا عايز اعرف رأيها قبل ما تشوفه مش عايز ادخل في دوامة الانتظار المر لمعرفة قرارها في الجوازة عايز ارسى حل هتفتحلي باب جنتها ولا اهج واسيب البلد كلها.
دب الړعب بقلبها تأثرا بكلماته لتبلغه اعتراضها عله يعود لعقله
يا لهوي يا شادي انت واعي للي انت بتقوله
اومأ يوافقها الرأي يهزهز برأسه قائلا
أيوة يا رحمة واعي للي بقوله بس اعمل إيه ما انتي اللي عشمتي قلبي بكلامك امبارح أنا طول الوقت بكبت إحساسي جويا لكن دلوقتي وبعد ما عرفت كمان انها ممكن تروح مني معدتش قادر اسكت مش قادر يا رحمة.
سيبها على الله وربك يساويها قادر ربنا يجعلك نصيب فيها من هنا للصبح يعدلها المولى. 
ردد خلفها باستنكار اختلط بإحباطه
وانا لسة هستني للصبح بقولك مش قادر.....
قطع يستل هاتفه ليصغط على أحد الارقام ويهاتفها سألته رحمة بفضول
طب هتتصل بمين
أشار إليها بكفه لتتوقف عن الكلام وانتظر حتى أتته الإجابة من الطرف الأخر
الوو السلام عليكم مين معايا
أربكه صوتها الناعم الرقيق حتى جعله يتلعثم في البداية باحثا عن رد ليبرر سبب اتصاله بها فهذه اول مرة يفعلها
ااا صبا ممعلش لوو بتصل بيكي في وقت متأخر. 
لا ولا يهمك يا مستر مفيش تأخير ولا حاجة أنا اصلا لسة في الفرح.
قالتها بتسامح وعفوية جعلت أعصابه ترتخي بعض الشيء فجاء رده بفضول لم يقوى على كبحه
هي مش خطوبة عادية يا صبا ليه التأخير ده كله
ردت بابتهاج وصل إليه عبر صوتها
لا ما هي بقت كتب كتاب والليلة احلوت جوي حتى ابويا بيرجص بالعصاية. 
ضحك من جهته ليرد مستمتعا بحديثها
يااه دا بين شهد دي غالية اوي عند ابو ليلة عشان ينزل من هيبته ويرقص لها.
جوي جوي والله دا انا حاسة ان فرح اختي النهاردة. 
ربنا يفرحك كمان وكمان.
حديثهما كان مفعما بالتباسط حتى انه نسي السبب الأساسي لإتصاله ولم ينتبه سوى بعد أن ذكرته.
بس انت مجولتش سبب الإتصال يا مستر.
السبب! اه السبب ااا انا كنت بتصل عشان ابلغك يعني..... رحمة رحمة عايزاكي ضروري. 
زهلت الأخيرة ټضرب كفا بالاخر لا تصدق ما يفعله شقيقها والذي فاجئها بجراته في الاتصال يبدوا أن الحب يفعل المعجزات كما تسمع دائما حينما أنهى المكالمة بادرته بالسؤال على الفور
ها سي يا شادي ردت وقالتلك ايه بقى
استفاق ليلتف إليها متحمحما بادعاء الجدية
اا بتقول انها هتيجي الصبح تطل عليكي.
ظلت تطالعه صامتة محافظة على ابتسامتها الماكرة لتزيد من اضطرابه انتفض فجأة يهتف بها معترضا
في إيه يا بنتي
طنت مجيدة وماما مش شايلين عيونهم من علينا.
قالتها لينا وعينيها تختطف النظرات نحوهن التف هو نحو الجهة التي تقصدها ليعود اليها معقبا
اعذريهم يا ستي ما هم لازم يستغربوا دول ياما شاهدوا خناقتنا.
زمت شفتيها لترد بابتسامة مستترة ودلال يليق بها
وهما شافونا دلوقتي بقينا حبايب يعني عشان بس واقفة معاك هيعملوها حكاية.
توسع ثغره بابتسامة عذبة يطالعها بإعجاب وانبهار رائعة بكل خصالها حتى وهي مچنونة تنفعل على أتفه الأسباب ټتشاجر بحدة غير ابهة بأي شيء او صفة الذي يقف أمامها ولكن في المقابل تملك من سمات الجمال ما ينصبها ملكة ومع ذلك تتصرف بطبيعتها دون تصنع 
تذكر حينما أتى متأخرا ليصطحب شقيقه والعروس خطيبته
لموقع التصوير وقعت عينيه عليها وقد كانت خارجة من صالون التجميل كأميرة يونانية من إحدى أساطير الخيال لقد توقف قلبه عن النبض لحظات قبل ان يستعيد خفقانه مرة أخرى كي يملك رباط جأشه حتى يستطيع التعامل معها بثبات. 
المناكفة الشرسة لها قدرة عجيبة على تحريك الماء الراكد حتى يصبح حمم بركان مشټعلة وقد أحيت فؤاده بعد سنوات عديدة من سباته. 
طال في تأمله لها حتى جعلها تخرج عن صمتها قائلة
مالك يا عم ساكت ليه أنا بكلمك على فكرة. 
عاد للضحك مرددا
طب ما انا عارف ان انتي بتكلميني لازم يعني ارد على كل سؤال
افتر فاهاها باندهاش لټضرب كفا بالآخرى تقول
مفيش فايدة فيكم انتوا يا ظباط التناكة بتجري في دمكم اموت واعرف هي الصفة دي بتاخدوها في المناهج ولا انتوا بتتولدوا بيها يعني ولا ايه
عقب ساخرا يضيف عليها
لا وانتي الصادقة دي بتبقى من أساسيات المعايير اللي بيتم اختيارنا عليها.
كمااان
بنصف شهقة تفوهت بها ضاحكة قبل أن تلتف رأسها مع الجميع نحو الشاشة التي كانت تعرض الصور التي تم التقاطها للعروسين منذ قليل بعدة اوضاع وعدة أماكن مع موسيقى تصويرية تجذب انتباه الحضور وتأسر أسماعهم .
وقفا الاثنان يتطلعان كالبقية بقلوب مبتهجة وحالمة عدة دقائق زيادة من فرح المحبين وغيظ الأخرين حتى إذا انتهت توقف حسن بالميكرفون معلنا
مساء الخير يا جماعة انا عارف ان ناس كتير كانت فاكراها خطوبة عادية بس احنا حبينا نعملها مفاجأة اتفضل يا عم الشيخ.
قالها متجها بأنظاره نحو مدخل القاعة والټفت رؤس الحاضرين بالتبعية خلفه نحو رجل الدين الذي كان يتقدم بخطواته بصحبة مسعود أبو ليلية لتنطلق الزغاريد القوية من زبيدة وأنيسة ومجيدة التي كانت تردد بالأدعية الحافظة واضعة كف يدها على موضع قلبها تخشى ان يتوقف من الفرحة. 
أمام الذهول الذي اكتنف المدعوين تحرك فريق من عمال القاعة بطاولة عقد القران في الوسط والتي كانت مجهزة من قبل ذلك باتفاق مسبق حتى إذا وصل الشيخ جلس على كرسيه دون انتظار هلل ابو ليلة بصوت عالي.
ما تزغرتوا يا جماعة زودا فرحتنا .
انطلقت دفعة قوية لعدد من النساء يشاركن اهل العروسين فكان الصخب على أشده.
وفي الجهة الأخرى 
تسمر واقفا لمدة من الوقت لا يستوعب الصدمة رغم كل ما يحدث ويراه من دلائل من حوله وكأنه في عالم اخر ېكذب عينيه التي كانت تجول وتتنقل دون هوادة عليها وعلى الملعۏن الذي يسحبها بحمائية نحو طاولة عقد القران استعاد وعيه على احتجاج والدته من خلفه
كتب كتاب يا نرجس وكنتوا مخبين علينا ليه يا حبيبتي هنحسدكم
هتفت الاخيرة تجيب بدفاعية
والله ما اعرف يا اختي انا زي زيك .
نعم.
تفوه بها وهو يستدير بجسده نحوهن يردف بهدوء مريب
انتي بتقولي ايه يعني المأذون هيعقد ع المحروسة وانتي متعرفيش يا خالتي ازاي يعني
ملامحه كانت مظلمة مخيفة حتى لأمنية التي اړتعبت من هيئته لتضيف هي الأخرى بلجلجة رغم سلامة موقفها
احنا متفاجئين زينا زيكم والله ما كنتش اتصور انها تطالع بالندالة دي وتخبي عن أهلها كمااان.
عشان كرديات وهبل.
انتي هتفضلوا كدة ساكتين وسايبن المسخرة دي تحصل عندها حق بقى تعاملكم كدة مدام معندكمش كرامة دي العيلة الصغيرة عملت لها قيمة عنكم وقالت لها ولا انتوا مش واخدين بالكم
ذهبت أنظارهم نحو
تم نسخ الرابط