و بها انا متيم أمل نصر

موقع أيام نيوز

اقولك إني مكنتش اعرف بموقعك ولو كنت حضرتك شايف إن اللي حصل معاك هو خطأ أو قلة تقدير لجنابك ف انت طبعا تملك الحق في ذلك أما بقى بخصوص الوظيفة ف انت برضوا قولت بنفسك تحت التمرين يعني مش انا اللي هشغل الفندق.
تتحدث بلهجة عادية وكأنها لا تقصد التقليل منه تواجهه بعينها الساحرتين ليتوه بهم فتشتته عن الغرض الرئيسي له ملامحها الدقيقة ولون البشرة الذي يجمع بين مميزات اللونين الأسمر والأبيض
تبا لها إنها جميلة بحق. 
تمتم بها داخله وتحرك ليعود إلى مكتبه مرة أخرى ليتحمحم يجلي صوته ويقول بهدوء هو الاخر
ماشي يا صبا انا مش هعتبر إنك اخطأتي في حقي انا كمالك للفندق لكن بقى لو هنيجي للمهنية ف انتي أخطاتي في حق نزيل بالفندق ودي مش طريقة رد احترافية ولا انت إيه رأيك
تساؤله هذه المرة كان منطقيا ومقنعا لذلك لم تجد بدا من الرد بما يناسبه
اكيد طبعا يا فندم ان تصرفي مكنش بمهنية لما غلبت مشاعري لذلك انا بعتذر عنها دي.
تبسم داخله أن نال شيء ولو قليل يرد له اعتباره حتى لو كان هذا الاعتذار الذي تعطفت به فقط لصفة نزيل وليس لصفته كمالك للفندق.
اهتز بكرسيه الذي يجلس عليه بأربحية ليردف
تمام يا صبا انا قبلت اعتذارك لكن عن أي خطأ تاني مفيش تهاون. 
اومات برأسها تنتظر أمر الإنصراف الذي نطق به اخيرا بعد فترة من الصمت
تقدري ترجعي على شغلك .
قالها لتكنم بداخلها زفرة طويلة من الإرتياح اطلقتها فور ان خرجت
من غرفة مكتبه تشعر بثقل كان يجثم أنفاسها وتخلصت منه اخيرا لتعود إلى مقرها في العمل والذي لم يعد مضمونا من الان أما هو فقد ظل على حالة الشرود فيما حدث بينه وبينها وهذا التخبط الذي شعر به بعد مقابلته بها مزيج من القوة والجمال والجاذبية جمعتهم بطمع لها وحدها وكأنها ترفض ان تكون عادية كباقي النساء.
بداخله فضول للمعرفة جعله يسأل مدير الفندق لديه عنها مباشرة قبل مجيئها
البنت اللي شغالة مع شادي دي من امتى موظفة عندنا
تبسم حمدي ليجيب وهو يلملم الأوراق التي انتهى من اخذ التوقيع عليها من رئيسه
دي صبا حضرتك جابها شادي هي وبنت تانية اسمها مودة الاتنين مختلفين في كل حاجة دوكها وظفتها في النظافة عشانها مؤهلها المتوسط وامكانياتها كمان أما صبا بقى فدي بجد كان نفسي اشغلها استقبال نظرا طبعا لهيئتها اللي واضحة زي الشمس ومؤهلها كمان دي واخدة تجارة انجلش بالإضافة لعدة كورسات مهمة بس للأسف شادي أصر انها تبقى في القسم معاه دي هتكمل معانا شهر دلوقتي.
شادي .
تمتم بالإسم وهو يستفيق من شروده ليتذكر ايضا الإسم الاخر وصاحبته. 
مودة.
قلقتي عليا
سألتها مجيدة وهي لاتزال تقبض على كفها وكأنها تمنع عنها الهروب او تقيدها حتى تظل بجوارها وقالت شهد تجيبها بعفويتها
طبعا يا طنت انا معرفتش اتلم على اعصابي اصلا من ساعة ما قولتيلي خۏفت جدا لملحقكيش وانا اساسا معرفش العنوان.
يا حبيبتي .
تمتمت بها مجيدة بصوت متحشرج تتابع
عارفة يا شهد اهو انا كان نفسي اخلف بنت عشان تخاف وتقلق عليك كدة ولادي الاتنين ربنا يحرسهم الاتنين صالحين والحمد لله بس بقى الراجل مهمها عمل لا يمكن يبقى زي الست لا يعرف يطبخ ولا ينضف ولا حتى عنده زوق في حاجة.
ظلت شهد تستمع صامتة وتظهر التأثر حتى فاجئتها بالسؤال
بس انتي بتعرفي تطبخي بقى يا شهد
قطبت متفاجئة لها الاخيرة قبل أن تجيبها
حمد لله اينعم انا طول اليوم في الشغل بس دا ميمنعش اني بحب اعمل حاجتي بنفسي والأكل دا بالذات بعمله في اي فرصة اخد فيها اجازة من الشغل.
هلل وجهها فجأة بالفرح ولكنها تمالكت لتذكر التعب وتعد إليه فقالت بمكر
برافوا عليكي طب تصدقي بإيه أنا بقالي سنين مكلتش برا بيتي لا في عزومات ولا خروجات بس وربنا لو انتي لو عزمتني ما هرفص انا عندي رغبة ادوق أكلك نفس ادوق اكل المقاول شهد.
تبسمت لها شهد تقول بحرج
حاضر من عيوني الاتنين ادوقك أكلي في أقرب فرصة بس انتي قومي.
يا حبيبتي تسلملي عيونك. 
قالتها مجيدة قبل أن تجفل على اقټحام ابنها للغرفة يحمل على يديه صنية لكوب ساخن وأخرى علبة مشروب غازي بوجه متجهم قائلا
الساقع لشهد والمشروب السخن ليكي يا ماما..
قالها وهو يدنو بالمشروبات نحوهن القت مجيدة نظرة ممتعضة قبل أن تعقب مخاطبة شهد وتشير بي ديدها
واخدة بالك يا شهد جايب الصنية عليها نقط مية الخايب ابن الخايبة بذمتك دا لو بنت مش كان خدت بالها من الحاجات اللي تكسف دي. 
استشاط الاخير من الڠضب والإحراج ليهتف بوجه مكفهر
جرا إيه يا ماما دا انا جايبلك الصنية نضيفة وغاسلها بنفسي دي جزاتي يعني
انتقل الحرج إلى شهد لتنهض عن التخت مستغلة انشغال مجيدة مع ابنها وتستأذن بحرج
طب عن إذنكم يا جماعة انا يدوبك بقى احصل شغلي.
ردت مجيدة بلهفة
هو انتي لسة لحقتي قعدتي طب حتى اشربي العصير بتاعك.
همت شهد أن تجدد عذرها ولكن حسن كان الأسبق
شهد مش فاضية للقعدة يا ماما دي وراها أشغال ياما هي مش خلاص اطمنت عليكي وانتي بقيتي تمام اهو.
قال الاخيرة بمغزى نحو والدته والتي فهمت عليه فقالت
الحمد لله ربنا يباركلها بنت أصول.
قالتها ثم انتقلت نحو الأخرى لتردف لها 
طب سماح المرة دي يا شهد بس بقى لازم تاخدي واجبك دي أول مرة تدخلي بيتنا حتى على الأقل اشربي الساقع. 
خالتي والله ....
لا والنعمة ما تخرجي من غير ما تضايفي.
هتفت بيها مجيدة تقاطع شهد بإصرار زاد من حرجها وزاد من احتقان الاخر ليخطف علبة الكنز قائلا
وادي علبة الساقع معلش يا شهد اشربي وانتي بتسوقي لجل عيون ست الكل. 
اضطرت الاخيرة لتتناولها منه وتحركت لتغادر وهو خلفها ولكن مجيدة أوقفتهما
شهد متنسيش اللي اتفقنا عليه. 
تعقد حاحبي الأخيرة بتفكر قبل ان تتذكر سريعا وتجيبها
حاضر من عيوني.
تسلم عيونك. 
قالتها مجيدة وانتظرت حتى وصلت الأخرى لمخرج الباب فهتفت عليه مرة أخرى
أنا كدة اتأكدت إن دي نمرتك يا شهد وانتي كمان عرفتي نمرتي هتقبلي بقا لما اتصل بيكي ولا تتبرعي وتتصلي انتي بنفسك
الاتنين يا طنتهقبل بالاتنين.
يا ابن الجزمة عامل فيا مقلب ومخليها من غير سكر خالص.... ماشي يا حسن
في غرفة الكشف وأمام الطبيب الإنجليزي والذي كان يلقي بنظره شاملة على الملف الذي امتلاء بالأشعة وصور التحاليل التي طلبها منهم سابقا بتوتر مهيب كانت تتنقل بنظرها من الرجل وإلى زو جها الذي كان متكتف الذراعين بسأم وقد مل من تكرار التعب في شيء يعلم نتيجته سابقا. 
مستر مصطفى و مدام عزام
هتف بها الطبيب بلكنته الأجنبية فور ان رفع رأسه عن الأوراق أجابته نور بلهفة وتوتر
نعم يا دكتور.
تنهد الرجل يخلع عن عينيه النظارة الطبية ثم قال بلغته يوصف بشكل دقيق عن نتائج الاختبارت التي طلبها والتي تظهر بشكل واضح السلامة الجس دية لكلاهما من أي عيب يمنع عنهما الإنجاب. فهتفت به نور بعدم تصديق
ازاي يعني لما انا وهو معندناش عيب في أي حاجة أمال مش بنخلف ليه مفيش حمل حصل حتى ولو كاذب لييبه
عصبيتها أجفلت الطبيب حتى جعلته يطالعها پصدمة ارتدت على مصطفي ليهدر بصوت حازم وكفه تطرق على سطح المكتب بينهم
إهدي يا نور الدكتور مغلطتش. 
الټفت إليه تسأله برجاء
ولما هو مغلطتش

يبقى العيب فين إيه اللي منعني ومنعك عن الخلفة يا مصطفى
زفر الاخير يتمتم بالإستغفار ويناجي ربه بالصبر وتدخل الطيبب يخطابها بهدوء
مدام عزام لا يجب عليكي أن تنفعلي بهذا الشكل نحن الأطباء لا نملك الحيلة أنا أخبرك بسلامة جس دك 
ليستقبل طفل والصحة السليمة لزو جك أيضا وهذا يخبرك أن المسألة مسألة وقت. 
رددت خلفه بسأم وتعب
تاني هتقولي وقت هو انا معنديش في قاموس حياتي غيرها الكلمة دي
أمال عايزاه يقولك إيه
صاح بها مصطفي ليتابع بصرامة
يطلعلك عيب بالعافية! انا كنت عارف من الأول إن هي دي النتيجة وعشان كدة كنت ممانع المشوار من أوله. 
انتبه فجأة على نظرة الطبيب الذي طالعه باستهجان ققال باعتذار
أنا آسف يا دكتور بس ارجو منك تقدر الوضع اللي انا فيه.
قالها ونهض لينهض امرأته والتي كانت على
حافة بوادر اڼهيار ليستئذن منه وينصرفا الاثنان.
بداخل السيارة التي كان متوقفا بها في إحدى شوارع مدينة لندن الخالية إلا من عدد قليل من المارة التي تعدو حولهم كان يجلس صامتا خلف على مقعد القيادة ينتظر پألم انتهاء نوبة البكاء التي انطلقت بها منذ خروجهما من عيادة الطبيب واستقلالهم السيارة ولم تتوقف حتى الان حتى قال بتعب
وبعدين بقى يا نور هنفضل بقى بقية اليوم كله هنا واقفين في الشارع المختصر ده على ما تخلصي انتي عياط.
رفعت رأسها وعينيها المغرقة بالدموع ترد بصوت مبحوح
طب واعمل إيه بقى إن كنت مش قادرة اوقف ولا انت مش زعلان زيي يا مصطفى.
رمقها بنظرة تختزل داخلها بحورا من العڈاب الذي يكتمه بداخله حتى لا يزيد على عڈابها ليقول
وافرضي زعلان! إيه بإي دي أدي الله وادي حكمته عندنا الصحة وعندنا المال لكن رزق الأطفال...... شي مقدر بإي د ربنا. لو رايد تمام ولو مش رايد بقى......
قاطعته مرددة
لا أكيد رايد ان شاء الله بلاش يأس وحياتي يا مصطفى انا فيا اللي مكفيني. 
قالتها وانخرطت في موجة جديدة من البكاء لتزيد من شفقته عليها فتناول كفها ليقبلها وقال يخاطبها بحنان
خلاص يا نور يا حبيبتي كفاية بقى انا قلبي بيتقطع من عياطك.
توقفت إليه قائلة
وانا قلبي بيتقطع عليك انت يا مصطفى نفسي تفرح بطفل من صلبك حتي لو هتجيبه من واحدة غيري....
بس بقى.
هتف بها مقاطعا بحزم لم يؤثر فيها لتتابع
اسمع مني يا مصطفى انا اعرف من زمان ناس كانوا كدة مش بيخلفوا غير لما يسيبوا بعض ويتجوزوا ناس تانية......
وانتي عايزة تتجوزي حد غيري عشان تخلفي
سألها بنبرة هادئة بخطړ وردت هي على الفور بدفاعية
أبدا والله انا عمري ما هتجوز غيرك انا قصدي عليك انت يا مصطفى اتجوز وخلف وانا قابلة اكون رقم ٢ في حياتك.....
سمع منها وظل يحدق بها لفترة من الوقت حتى قال
انا دلوقتي بس عرفت المشكلة يا نور الكلام ده لا يمكن يصدر من واحدة بكامل عقلها وهي متأكدة انها سليمة المشكلة عندك في نفسك يا نور انتي لازم تروحي لدكتورة تعرف باللي عندك.
انا مش مريضة يا مصطفى. 
لأ مريضة..... ومتزعليش من كلامي دا لو انتي عايزة الحل لمشكلتنا هوسك بموضوع الخلفة وعصبيتك دي من اول يوم في جوزانا مېت مرة اقولك اصبري وانتي مفيش فايدة واحنا وكأن ربنا بيعاقبنا ع الإستعجال.....
هذه المرة كان الصمت حليفها هي لتناظره بجزع شاحبة الوجه المنتفخ أصلا من اثر البكاء بهيئة مزرية 
زائغة العينين ليردف هو متابعا في الاخير
انتي
تم نسخ الرابط