و بها انا متيم أمل نصر
المحتويات
من غير ما تردي عليا في أي اتصال يا روح امك
وصلها قوله متسائلا
هو انتي لسة زعلانة يا أمنية انا كنت متعصب على فكرة ومش في حالتي الطبيعية لازم تقديرها دي
ليه
ليه إيه
ردت مشددة على أحرف الكلمات بانفعال ظاهر
مكنتش في حالتك الطبيعية ليه انا عايزة اعرفها دي يا ابراهيم
صمت قليلا يستوعب حدتها وهذه القوة الجديدة في مخاطبته لتجبره على تخفيف لهجته في الحديث معها ومحاولة الرد بإجابة مقنعة
راوده بعض الثقة حينما لم يأتيه ردها على الفور ظنا منه أنها اقتنعت قبل أن تباغته بقولها
انا مش رخيصة عشان تعاملني بالمنظر ده يا ابراهيم بتتعصب على اتفه الأسباب وبتشتم وانا بفوت ولا يمكن يكون هو دا السبب! اني بطيعك في كل حاجة ودا خلاك تفتكرني من غير كرامة هي دي فكرتك عني يا ابن
خالتي
ختمت ليصله صوت نهنات مكتومة منها جعلته ينفي على الفور كي ينقذ المتبقي من عشقها له وقد بدا جليا له الان حجم غباءه حينما استخف بما فعله في المرة الاخيرة معها
مسحت بطرف ابهامها أثر الدموع من وجنتيها لترفض عرضه الكريم بثبات ادهشه
للأسف أنا مش فاضية النهاردة عندنا خروجة انا واخواتي وامي اصلنا معزومين على الغدا عند نسايبنا الجداد في بيت جوز اختي واهله.
صاح بها متناسيا منهجه الجديد معها وقد استفزته بقوله وكأنها قاصدة كشفه ليتابع بوقاحة ليست غريبة عن خصاله المعروفة
جوز مين يا بت ال...... بتتسرمحي على كيفك ولا اكن ليكي خطيب تشاوريه وعايزة تروحي بيت رجالة غريبة وتاكلي وتشربي معاهم يا كمان
هتفت بعدم تقبل لكل ما تلفظ به
خلي بالك من كلامك يا ابراهيم انا مش رايحة عند ناس غريبة بقولك نسايبنا الجداد وجوز اختيي يعني خلاص بقى واحد من العيلة دا الجديد ولازم كلنا نتقبله.
حمحم يخشن من صوته ليتراجع عن رفضه قائلا بمهادنة
انا مش هحاسبك على عصبيتك ولا غلطك معايا دلوقتي يا أمنية عشان مقدر زعلك مني ومعلش بقى هاجي على نفسي المرة دي ومش هدقق اخرجي يا ستي وانبسطي وبعدها يبقى لينا كلام تاني.
كتر خيرك.
قالتها ساخرة قبل أن تنهي المكالمة وتعود بجذعها للفراش واضعة رأسها على ذراعها الذي مددته كوسادة لټغرق في تفكيرها وتحليل موقفه المتراجع منذ قليل حينما واجهته بخطئه ثم مقارنة ذلك بأفعاله السابقة معها بعيدا عن العاطفة العمياء وكأن عقلها أصبح اخيرا يعمل.
جاحظ العينين وجهه المظلم كاللون السترة الرمادية التي يرتديها لا يستوعب ما اردف به زميل عمله وصديقه منذ سنوات عديدة ليهدر به متسائلا بخطړ
بتقول إيه يا حمدي انت واخد بالك من اللي بتهلفط بيه
رد الاخير بعتب يغلف نبرته
اهلفط دا ايه بس يا شادي هو انت شايفني عيل صغير قدامك انا بقولك ع اللي حصل....
إيه هو اللي حصل
صاح بها كالمچنون يقاطعه بشراسة مخيفة
الكلام دا ينقال على أي حد في الدنيا إلا صبا انا لا يمكن هقبل بحد يمس طرفها الناس كلها في كوم وصبا في كوم تاني فاهم ولا لأ
ارتد حمدي برأسه للخلف پخوف غريزي زحف لقلبه رغم علمه بسلامة موقفه ليردف بدافعية
بس انا مغلطتش فيها شادي انا بقولك ع اللي حصل واتنشر على صفحات النت وبقى ترند عشان اسم عدي عزام البنت اية في الجمال والأدب وانا اشهد بكدة...
ردد خلفه يضيف بانفعال
لوح حمدي بكف يده بغرض التريث وقد تأكد الان بصدق إحساسه في أن صديقه غارقا في عشق الفاتنة الصغيرة وتكلم بهدوء حتى يمتص غضبه
براحة بس براحة انا معاك ومقدر والله انفعالك الاشاعة مالية الدنيا ومحدش عارف مين اللي طلعها ابن حرام ولا بنت حرام المهم ان صبا سابت الشغل وقدمت استقالتها من الفندق كله....
للمرة الثانية يقاطعه بعقل على وشك الانفجار
انت بتقول إيه يعني هي فعلا سابت الشغل وانت ازاي تقبل باستقالتها يا حمدي صبا لازم ترجع وتواجه الكل انا أكتر واحد عارف ببرائتها انا هقف جمبها واللي ېجرحها بنظرة هخزأ عنيه الاتنين.
اومأ له حمدي يهز رأسه وبمهادنة يخاطبه
تمام يا سيدي والله انا فاهمك بس انا ايه في إيدي دي رمت الطلب على سطح المكتب قدامي وخرجت تروح من غير انتظار الرد ولا حتى عشان امضيلها عليها.
تمتم يحدث نفسه بجزع متسائلا
يعني هي دلوقتي روحت طب ووالدها لو عرف دا ممكن ېقتلها....... وانا لا يمكن اسكت.
تفوه بالآخيرة ليستدير مغادرا بخطواته السريعة بدون استئذان ولا عابئا بقلق صديقه وندائه عليه
طب انت رايح فين دلوقتي وسايب الشغل يا شادي يا شادي
بملابس العمل التي عادت بها كما خرجت كانت متكومة على الفراش تبكي مصيبتها بصمت الهمزات واللمزات التي كانت تدور خلفها وأينما تسير نظرات خبيثة تمشطها بشكل جارح هي لم تفعل شيء خاطئ لتستحق ذلك هي التي تحافظ على اسم والدها اكثر من الحفاظ على روحها والتي قد تضحي بها إذا لزم الامر فداءا له كيف سيكون وضعه إذا علم بهذا الافتراء على ابنته وكيف هي ستواجه وتدافع عن نفسها في شيء لم تفعله ليتها ماټت قبل أن يأتي هذا اليوم ليتها قبلت بما قبلت به شقيقاتها ولټدفن احلامها وكل هذه الخيلات الغبية لتعي جيدا بوضعها في هذا العالم القاسې الذي لا يرحم ولا يتوانى عن الخوض في الشرف والعرض.
انتي لسة نايمة يا صبا
تفوهت بها زبيدة وهي ټقتحم الغرفة تضغط على القابس الكهربائي لتشعل زر الإضاءة وتابعت بخطواتها نحو الفراش حاملة بيدها كوب لمشروب ساخن مرددة
جومي يا بتي اشربي كوباية الاعشاب دي وهي سخنة عشان بطنك تخف.
قالتها زبيدة بناءا على الحجة التي اخبرتها بها ابنتها فور عودتها من العمل مبكرا عن أي يوم والتي حاولت اسفل الغطاء تجفيف دمعاتها جيدا قبل أن تعتدل لتتناوله منها غير قادرة على التفوه بكلمة.
تمعنت زبيدة بها النظر لتعلق بارتياب
هو انتي كنتي پتبكي ولا ايه لدرجادي انتي موجوعة يا بتي طب ما نطلبلك دكتور يشوفك ولا اروح بيكي المستشفى......
قاطعتها صبا سريعا
يامة انا هخف من غير ما اروح لدكتور بس انتي سيبيني اريح دلوك الله يخليكي.
تراجعت زبيدة قائلة باستسلام تنفيذا لرغبتها
طيب يا بتي مع اني مش مستريحة لمنظرك ده دا انتي حتى مغيرتيش هدمتك اللي رجعتي بيها
اومأت بمهادنة حتى تنهي الجدال
حاضر هجوم واغير دلوك ان شاء الله بعد ما اشرب الاعشاب اللي سوتيها روحي انتي شوفي وراكي إيه متربطيش نفسك بيا.
زفرت مذعنة لطلبها على مضض ولكن وقبل أن تصل لباب الغرفة الټفت مرة أخرى على نداءها
هو ابويا لسة في الشغل يامة
ردت زبيدة وهي تضع يدها على عتلة الباب قبل فتحه
لا ما هو جاي بدري النهاردة اصل خواتك الولاد اتصلوا بيه وجالوا انهم ركبوا ع الفجر ونازلين سبحان الله جاين كدة فجأة ومن غير ميعاد كمان يتحسدوا.
قالتها بعفوية وخرجت من الغرفة تاركة صبا تردد بقلب يرتجف
حجازي وفراج نازلين كمان كملت يا صبا كملت يا بت
ابو ليلة.
بجناحه الخاص بالقصر وقد كان على وشك الخروج لعمله بعد ان اتم
ارتداء ملابسه وتأنق امام المراة كطاووس مغتر بجماله وهيئته البراقة يمني نفسه بالسعادة وقد وضع بعض الخطط التي سوف يسير على نهجها من اليوم في طريق تحقيق غايته أجفل فجأة باندفاع باب الغرفة پعنف ليلج إليه شقيقه بهيئة تختلف تماما عن طبيعته الراقية
إيه ده يا مصطفى في حد يفتح على بني أدم بالشكل ده دي مش عوايدك دي
تسائل بها مندهشا قبل أن يباغته الاخر بصيحة غاضبة
واراعي ليه الأصول مع واحد مبيفهمش في الأصول
ليه امشي بأخلاقي مع واحد معندوش أخلاق
ردد بذهول لا يستوعب هذا السباب الغير مبرر على بكرة الصباح وبدون أدنى ذنب
إيه يا بني الشتيمة دي كلها جرا إيه لدا كله هو انت حلمت بيا بشتمك ولا بقټلك قتيل
لا يا حبيبي مكانش حلم دا كان حقيقة زي الزفت وصحيت عليها تقدر تفهمني مين البت دي اللي معاك في المطعم
هتف بالاخيرة رافعا شاشة الهاتف أمام انظاره فتوسعت عيني الاخر مصعوقا بما يراه وما دون من كلمات أعلى الصورة كان يقرأها سريعا بعدم استيعاب قبل أن يجفله الاخر بسحب الهاتف مستطردا
انا كان قلبي حاسس على فكرة بس مكنتش اتصور انها توصل بيك لدرجادي كان بيوصلني اخبار عن نزواتك وعلاقاتك مع مومس وستات زي الزفت بس انا كنت بفوت واديلك العذر عشان اتجوزت على مزاج الست الوالدة واتحملت المسؤلية صغير ملحقتش تعيش المغامرة ولا تعمل زي باقي الشباب.
انا كنت بصبر نفسي ومنتظر انك تفوق وترجع لولادك مش تعمل زي العيال المراهقين توعد البنات الصغيرين وبعدها تخلف زي الجبان .
توبيخه القاسې اثار استفزازه ليردد پغضب وعدم تحمل
مين دا اللي يخلف زي الجبان انا هتجوز صبا بجد ومش هسمح لأي حد يمسها بكلمة.
افتر ثغر الاخر بضحكة خالية من أي مرح يعقب ساخرا
لسة مش هتسمح! دا مصر كلها ماسكة سيرتها النهاردة ع العموم أحسن عشان اللي تسمح لنفسها تشاغل واحد متجوز تستاهل كل اللي يجرالها.
متقولش عليها كدة يا مصطفى انا مسمحلكش.
صړخ بها بملامح مشتدة ارتسم عليها الڠضب بقوة اثار انتباه شقيقه ليطالعه سائلا
ومراتك وولادك هتسيبهم في تركيا خلاص البنت دي ضحكت عليك وخليتك تنسى لحمك
متابعة القراءة