و بها انا متيم أمل نصر
المحتويات
مكشوف جعل الفتاة تميل برأسها لتسألها بضيق
وانتي مالك بتسألي ليه انتي مين أصلا
اندفعت الډماء برأس صبا شاعرة بالإهانة فهذه الفتاة تعاملها بعجرفة وكأنها وارثة مع أهل المنزل
همت ان تقارعها پعنف لتريها من هي صبا ولكن الاخر كان قد أتى على الصوت يحمل ابنة شقيقته فوف ذراعه فقال مرحبا بوجهه البشوش كعادته
انتهزتها فرصة لتصب سخطها نحو هذه الفتاة
الهانم اللي واقفة معوجة جدامك دي هي اللي منعاني وبترد عليا من فوق مناخيرها.
شهقت الفتاة ضاربة بكفها على صدرها تخاطب شادي بدفاعية
والله ما عملت حاجة دا هي اللي واقفة متنحة قدامي وانا بسألها عن اسمها.
سمعت منها لتبرق عينيها بشراسة جعلت لسانها ينطق بلكنة الجنوب وبانفعال قلما يصدر منها
يا لهوي ياما هو انتي هتاكليني ولا ايه
هتفت بها المدعوة سامية أما عن شادي فقد اخفى بصعوبة ابتسامته ملحة ليتصنع الجدية في قوله
مفيش داعي للنرفزة يا صبا ادخلي الأول بدل وقفة الباب .
ردت بتحدي ادهشه
مش جبل ما اعرف مين دي
تخصرت الفتاة ترد بميوعة قاصدة كيدها
لتاني مرة بقولك انا سامية يا حبيبتي انتي بقى اللي مين
شايف الاستفزاز يعني اخلص عليكي دلوك
هذه ألمرة لم يقوى على كبتها فتبسم بعرض فمه ليزيح بخفة سامية عن المدخل قبل أن يجذب الأخرى من كفها حتى ادخلها واغلق الباب ثم رد يجيبها
دي تبقى سامية بنت خالي وبنفس الوقت تبقى عمة ولاد اختي .
قالها قبل ان يصل صوت الأخرى
افتر فاه شادي لثانية وقد كان على وشك الرد ليفحمها فهو الأعلم بعمر كل واحد منهن ولكنه عاد لعقله محدثا صبا التي كانت على حافة الإڼفجار
بقولك إيه يا صبا انتي جاية تسألي على رحمة صح ادخلي هتلاقيها في أوضتها.
خطفت نظره حانقة نحو الفتاة قبل ان تذعن لقوله مرددة
الف سلامة عليكي يا رحوم مالك بس
قالتها صبا ممسكة بيد الأخرى والتي كانت مستلقية على ظهرها فوق الفراش وردت ممازحة رغم تعبها
اتقلب حالي يا ختي اهي دي جزاة الست اللي تقل عقلها وتحمل
بعد ما تخلف عيلين.
بضحكة شقية من صبا ردت تناكفها
بجى على عيلين وفرهدتي امال امي انا اللي مخلفة ستة قبلي تعمل ايه ولا عمتي فوزية اللي ابو جوزها ماټ النهاردة دا دي لوحدها مخلفة تسعة ما شاء الله يسدوا عين الشمس .
قالت صبا بمشاكسة وابتسامة تداعب ثغرها
ولما انتي عارفة كدة مش كنتي تاخدي بالك حرصي بجى ع العيل المتعب ده وخلي بالك لا تعمليها تاني.
هتفت رحمة بصوت أضحكها
يا ختيييي اعمل فين تاني كمان توبة من دي النوبة اسمع لكلام المنيل جوزي كل اللي عليه عايزين نخاوي العيال ووقت الجد بشيل انا الهم وحدي.
ربتت صبا على كفها برقة تدعمها
معلش يا ستي ربنا يقدرك ويقومك بالسلامة ما هي العيال رزق برضوا.
اومأت رحمة باقتناع ولكن قد خبأت ابتسامتها لتقول
مكدبش عليكي انا بهزر اه بس ربنا بس هو اللي عالم بحالي اصلي رقدتي دي زودت على اخويا يعني مش كفاية مسؤلية امي عشان ازود عليه انا بهمي
متقوليش كدة بعد الشړ عليكي من الهم.
قالتها صبا ثم عادت بإدراك مردفة
طب معلش يعني في السؤال هي البت اللي اسمها سامية دي لازمتها ايه هنا في البيت
رحمة وابتسامة عابثة لاحت على صفحة وجهها مع تفكير افقدها تركيزها في الرد
هي ملهاش لازمة.... قاصدي يعني...... خلتيني اتلخلبطت يا صبا سامية بتيجي تطل عليا وعلى ولاد اخوها اصلها بقت تقريبا ساكنة مع جوزي في شقتنا توضب الشقة تحت وتحضر حاجته قبل ما تطلع هنا وتطل عليا وو كتر خيرها يعني بتحاول تشوف اللي محتاجاه.
رددت صبا خلفها متسائلة بامتعاض
وايه بجى اللي انتي محتاجاه والهانم بتعملهولك
زاد اتساع ابتسامتها في الرد بمكر
يعني مثلا في مشاوير الدكتور ورعاية الولاد ولو عاملة اكلة حلوة تيجي تجيبها وتدوقني.
خرج صوت صبا بحدة على غير ارادتها
مشاوير الدكتور دي حاجة واجب عليها على فكرة مش اخت جوزك وحتى حكاية الولاد برضوا رغم ان انا شايفة شادي دلوكت هو اللي شايل البت مش هي.
زادت رحمة بخبثها
لا ما هي مش فاضية دلوقتي اصلها دخلت المطبخ تروق المواعين بعد العزومة اصلها جابت صنية اكل عملاها كلها بنفسها.
عزومة وصنية أكل كمان ليه هي كانت عاملة ايه بالظبط
تسائلت بفضول وملامح وجهها تقلصت بغيظ وردت رحمة بابتسامة مستترة
لا هي كانت عاملة كتير صراحة رقاق باللحمة المفرومة وفرخة مشوية دا غير المحاشي.
غمغمت صبا تردد داخلها الاصناف المذكورة وشيء من الحقد يكتنفها أن تجيد هذه الفتاة صنع ما تفشل فيه دائما بالإضافة لهيئتها المبالغ فيها من الأهتمام بالنفس وكأنها.......
ساكتة ليه يا صبا
سألتها رحمة حين طال صمتها وتحمحت هي تجلي حلقها في محاولة للرد
بزوق لتخفي هذا الشعور بداخلها
لا يعني....... اصلك لما جيبتي سيرة الأكل فتحتي نفسي إنا كمان اجوم احصل ابويا زمانه وصل عشان اتغدى معاه انا وامي.
يا ريتك قدمتي كنتي اكلتي معانا.
قالتها رحمة بتسلية وقد اعجبها الوضع وكان رد صبا أن أومأت لها بابتسامة صفراء زادت من مرح الأخرى وقالت على مضص
معلش ما ليش نصيب ادوق انا الأكل الحلو ده بألف هنا وشفا.
ضحكت رحمة مرددة قبل أن تلتفت على طرق باب الغرفة
الله يهنيكي.
همت صبا أن تغادر ولكن اقدامها توقفت فور ولوجه الغرفة حاملا الإبنة الصغرى لشقيقته يردد بمزاج رائق
تعالي يا رحمة شوفي بنتك بتقول انها هتعيش معايا دايما وخلاص استغنت عنكم .
استجابت رحمة تشهق متصنعة العبوس مرددة
اخص عليكي بت بقى بتبيعي. امك وابوكي في اول ملف
ضحكت الصغيرة ټدفن رأسها في حضڼ خالها حتى اقتربت منها صبا تداعبها بعفوية
اخص عليكي انتي يا ست رحمة دي شوشو دي احلى فيها جلة الأصل ولا ايه يا شموسة تيجي معايا شوية نلعب مع بعض ع التليفون.
سمعت الطفلة لتومئ رأسها بحماس وارتمت بعفوية على صبا التي تلقفتها من ذراعي شادي الذي انتفض وكأن ماس كهربائي صعقه فور أن تلامست كفيه بكفيها دون قصد ومن هذه المسافة بهذا القرب ارتد على الفور عن الإثنان متحمحما حتى يجلي حلقه عائدة للمزاح
يعني خلاص يا ست شمس نسيتي خالك.
تطلعت إليه الصغيرة مبتسمة بدلال قبل أن تريح رأسها على كتف صبا التي ضحكت لعفوية الطفلة فعقبت والدتها
شوفت اهي باعتك عشان متشوفش نفسك عليا تاني.
تطلع شادي نحو الصغيرة ذات الثلاث سنوات متجاهل النظر نحو من تحملها ليمرر كفه الكبيرة على شعرها القصير بحنان قائلا
معلش يا ستي انا راضي حبيبة خالها بتلف تلف وترجعله.
قطبت صبا مندهشة العبارة ثم التفتت للطفلة الصغيرة وشددت بضمتها قائلة بحب حقيقي لها
شموسة بتدلع عشان عارفة غلاوتها عندنا كلنا واللي يلاقي الدلع ميدلعش ليه
على رأيك والله.
قالتها رحمة قبل أن تفاجأ بشقيقة زوجها ټقتحم الغرفة بعد طرقها للباب على عجالة لتلج حاملة بيدها صنية عليها عددا من أطباق الحلوى قائلة
انا جيت ادوقوا بسبوستي ما هو الأكل ميحلاش من غير الحلو ولا إيه يا شادي يا ابن خالي
قالتها وهي تقترب منه بالطبق الممتلئ ف ارتد بجزعه يعترض بزوق
متشكرين يا سامية على زوقك بس للأسف أنا مليش في الحلو اوي عن اذنك اشوف الشغل اللي ورايا.
قالها وخرج سريعا لتلتف هي نحو رحمة تقول بعتب
عاجبك كدة طب حتى يجاملني بحتة صغيرة.
ردت رحمة بابتسامة ضعيفة
ما انتي عارفة أكله خفيف اساسا يعني مش هيتحمل تاني على الأكل التقيل.
اضافت صبا على قولها باستغلال للموقف
دا غير انه جالك ان ملهوش في الحلو هيبلع بعافية يعني!
وفي إحدى الكافيهات
كان جالسا على طاولة وحده في انتظارها وقد اتخذ موقعه مقابلا للمدخل حتى لا تجد صعوبة في البحث عنه بوقاره المعتاد واضعا قدما فوق الأخرى بأريحية غير ابها بأي شيء يغمره الحماس لمقابلة هذه المچنونة ومشاكستها بعد أن استطاع بحيلة ماكرة منه أن يتخذ موعدا معها.
صدح الهاتف بمكالمة واردة اعتقد انها منها قبل أن يخيب ظنه ويجد الأسم الاخر تناوله بيأس يستجيب بالرد هامسا بغيظ
ايوة يا ماما عايزة ايه
ايوة يا نور عيني عايزة اعرف هي معاك ولا لسة
لا إله إلا الله موصلتش يا مجيدة اهمدي بقى.
لييييه بقى يكونش رجعت في كلامها
يا ستي لو رجعت كانت هتبلغني اقفلي بقى يا ماما انا مش عايز صوتي يعلى.
ماشي يا أمين هقفل بس بشرط تبلغني بكل اللي يحصل بعد ما تخلص المقابلة.
ويعني انت حد يقدر يخبي عنك يا ماما دا انت استدرجتيني ولا أجدعها وكيل نيابة وسحبتي مني كل اللي انتي عايزاه.
لا يا حبيبي لسة فيه حاجة ناقصة.
ايه تاني يا ماما
عايزة اسألك ناوي تديها حاجتها النهاردة ولا هتأجل
ااجل ليه طبعا هديها حاجتها .
يا بن الخايبة كدة على طول مش تصبر شوية على ما تاخد وتدي معاها.
اخد ولا ادي ايه بس يا ماما هو انتي تعرفي عني الاخلاق دي برضوا اقفلي الله يخليكي ولا اقولك هقفل انا.
انهى المكالمة ثم اغلق الهاتف مدمدما
وادي التليفون كله كمان يا ست مجيدة عشان اجننك أكتر ست مفترية بجد.
قال الأخيرة ورأسه ارتفعت نحو التي ولجت لتستحوز على اهتمام معظم الموجودين من أشخاص حوله من رواد وحتى عمال على الرغم من هيئتها العملية بملابس محتشمة كموظفة عائدة من عملها تسير غير مبالية وشعرها يتطاير معها متناغما مع خطوتها تتقدم باتجاهه بصورة تحبس الأنفاس في الصدر ليتمتم على غير إرادته قبل أن تصل إليه
يا وعدي.
مساء الخير يا حضرة الظابط.
وقف يستقبلها مرحبا وقد امتدت كفه لمصافحتها
مساء الخير يا لينا عاملة ايه
حمد لله .
دمدمت بها وهي تجلس على المقعد المقابل له وعاد هو لمحله وشعور بالارتباك المفاجئ طفى عليه ليردف بعدم تركيز
ااا يارب تكوني بخير تحبي بقى اطلبلك حاجة تشربيها
ردت بحدة تجفله
هو الطبيعي ان اخد حاجتي وامشي بس انا راجعة من شغلي مفرهدة اطلبلي أي حاجة بقى ابل بيها ريقي عصير ولا مية حتى عشان ما كلفكش.
بانشداه لقولها المباغت ظل فاهه مفتوحا لعدة لحظات قبل أن يستجمع نفسه ليرد بأريحية وقد رفعت عنه شعور الحرج
لا يا ستي ما يهمكيش الجيب عمران والحمد لله اطلبي اللي انتي عايزاه يا لينا.
أومأت برأسها قبل أن تلتف إلى النادل تشير إليه ليصل إليها وتأمره بالمشروب الخاص بهذا المقهى المشهور
ها بقى فين حاجتي
عقب ساخرا وقد ادهشه
متابعة القراءة