و بها انا متيم أمل نصر

موقع أيام نيوز

وذهبت لتنفيذ الأمر على الفور لتغمغم شهد خلفها بغيظ جعل صبا تضحك
عاملين فيها عمر وسلمى جاتكم نيلة .
اهلا اهلا بالمشهندس دا إيه النور ده
هتف بها ابو ليلة وهو يصافح حسن والذي رد بابتسامة مهنئا
الله يبارك فيك يا عم ابو ليلة ويتمم على خير دي الست والدتي ودا امين اخويا رائد في الشرطة.
هلل أبو ليلة مرحبا وهو يصافحهما
يا مشاء الله يا اهلا يا هانم نورتي الفرح اهلا بيك يا سيادة الظابط دا المنطقة زادها شرف بزيارتكم.
ردت مجيدة بابتسامة رزينة كعادتها أما أمين فقد اخفى حرجه بكذبة اخترعها على الفور
الله يخليك يا حج انا بس كنت قريب من هنا وقولت اطمن بالمرة على حالة الأمن في وجود الست والوالدة وحسن اخويا.
حاول حسن السيطرة على ضحكة ملحة وتجاوب ابو ليلة مع الاخر
الله يحفظكم ويجعل البلد امان دايما بيكم تعالوا اتفضلوا تعالوا.
قالت مجيدة بلهفة
هنقعد فين مش لما نسلم الأول ونبارك لأهل العروسة هي فين المقاول شهد
هوا يا هانم واندهلك عليها. 
قالها مسعود ثم التف خلفه يهتف على فتى صغير من اهل المنطقة بجواره
إنت يا واد روح انده الست شهد جوا
اومأ له المذكور ينفذ طلبه بإذعان وخطا الثلاثة بصحبة مسعود نحو عدد من المقاعد الفارغة وذهب هو كي ياتي بواجب الضيافة جلست أولهم مجيدة وما هم أن يجلس أمين هو الاخر حتى صدر صوت سيارة فهتف منزعجا
أكيد دي عربيتي انا قلبي كان حاسس من الأول.
اوقفته مجيدة تجذبه من قماش قميصه قائلة
بقولك إيه اطمن على
عربيتك وتعالى تاني.
اعترض بوجه متجهم
أجي فين تاني يا ماما انا أساسا ورايا مشوار مهم وقت ما تحبوا تروحوا إتصلوا بيا وانا اجي اخدكم واروح بيكم سلام بقى
قالها وارتد عائدا على الفور هتفت من خلفه مجيدة
استنى يا ولد.
ولكنه ذهب سريعا حتى يلحق بسيارته خارج الڼصبة القماشية للفراشة ليتفاجئا بخيال امرأة تقفت بجوارها وټضرب بكفها لتصدر صوت الإنذار بإزعاج يجعل المارة يلتفتون إليها هدر أمين غاضبا نحو المرأة التي تعطيه ظهرها
انتييي دي عربيتي على فكرة. 
الټفت إليه المرأة أو الفتاة كما رأها الان بهيئة انثوية تشبه الأجانب الأشعر الأصفر الحرير والوجه المستدير بعينيان كالزجاج الملون تبرق بشړ وهي تصرخ فيه
ولما انت عارف عربيتك مخليها هنا في نص الشارع ليه اركن انا عربيتي فين دلوقت
التف برأسه نحو ماتشير به لهذه السيارة الصغيرة ثم عاد قائلا بحزم
انا عارف ان دا مكان مش كويس للركنة بس انتي كان لازم تبقى زوق شوية وتقولي رأيك باحترام .
بنصف شهقة تخصرت أمامه لتردف بغيظ
احترام ولا زوق دا إيه هو انا ناوية اتعرف بيك بقولك عايزة اركن عربيتي. 
صړخ بدوره وقد اخرجته عن طوره الرزين الهاديء
وانا بقولك استني دقيقة هزيح العربية وامشي من الحارة دي واسيبهالك خالص.
قالها ثم اقترب ليعتلي سيارته حتى ينهي الجدال ف الټفت هي لتهتف منادية على أقرب شخص عرفته أمامها
عبد الرحيم تعالي هنا خد المفاتيح على ما الأستاذ ده يخلصنا من عربيته. 
سمعها لېصرخ خلف عجلة القيادة
قولت مفيش داعي للغلط ولا انتي عايزني اغير رأيي
رمقته بنظرة متعجرفة بصمت ثم تحركت لتذهب من أمامه تدعي عدم الإكتراث شيعها بنظراته وهي تتهادى بخطواتها الأنيقة ككل شيء بها قبل يغمغم وهو يدير المحرك
بنت مغرورة وطويلة اللسان .... بس حلوة!
وعودة إلى الداخل حيث كان الحفل مشټعلا برقص ابراهيم وأمنية وصديقاتها أفراد عائلتها وعائلته على أغاني المهرجانات والأنغام الصاخبة بشكل يشعل الحماسة داخل الشباب الصغار والكبار أيضا حيث يسرق الفرد لحظات من الفرح تلهيه لعدة لحظات قليلة عن الهموم ومشاكل الحياة التي لا تنتهي.
اضطرت شهد لتركهم وترك صبا مع رؤى يندمجن مع الباقي واستسلمت لسحب الفتى الصغير بن جيرانها والذي أخبرها عن رغبة مسعود في رؤيتها حتى إذا ما وصلت إليه هتفت على الفور ما أن راته أمامها
خير يا ابو ليلة باعتلي ليه بقى
أجاب يشير لها بكفه.
باعتلك عشان تسلمي ع الضيوف يا ست هانم. 
هتف بالاخيرة نحو مجيدة التي انتبهت إليه تناظره بتساؤل قبل ان يفاجئها بقوله
دي المجاول بتاعنا يا ست هانم إيه رأيك بجى
ضيقت عينيها الاخيرة ببعض التشتت قبل أن تستوعب سريعا لتنهض هاتفة
المقاول شهد معقول 
أجفل حسن على صيحة والدته ليلتف نحو ما تقصد ف تخشب وبرقت عينيه بعدم تصديق ليجبر على متابعة والدته صامتا وهي ترحب بشهد
إيه الحلاوة والطعامة دي معقول انت المقاول ولا انا فاهمة غلط ولا إيه
ضحك أبو ليلة ليرد بمرح
لا يا ستي مش فاهمة غلط دي المجاول شهد اللي شغالة في المعمار وراثة عن والدها الله يرحمه ماتجولها يا بشمهندس.
سمع حسن وظل على حالته مزبهلا بعدم استيعاب فتابع ابو ليلة هذه المرة نحو شهد
دي بجى والدة البشمهندس حسن جاية تهني وتبارك مع والدها.
تبسمت شهد برقة ازهلت الاخر مع الهيئة الجديدة لها وهي تصافح والدته بمودة
اهلا وسهلا بيكي يا هانم نورتينا. 
مجيدة بلهفة ومبالغة جذبتها من كفها لتقبلها على وجنتيها تردد
هانم إيه بقى دا انتي اللي هانم وستين كمان.
رغم استغراب فعل المرأة استجابت شهد لها بابتسامة ودودة قبل أن تتجه لهذا الجالس بصمته حتى الان قائلة
منور يا بشمهندس .
نهض المذكور وامتدت كفه ليقدم التهنئة
الف مبروك لأختك.
الله يبارك فيك .
قالتها شهد وهي تبادله المصافحة وقد كانت هذه اول مرة وكأنه أول تعارف حقيقي بينهم هذا ما شعر به وقد لامست كفه كفها انثى بحق وقد تخلت عن ملابس الرجال ترتدي فستان ناعم يشبه الحرير باللون النبيتي زينة وجهها هادئة مرسومة عينيها بروعة جعلته يتوقف عليها قليلا وقد اغراه الدفء بها ونسي أنه مطبقا على كفها لولا أنها تململت لتنزعها.
ف تركها لوالدته التي انتبهت لما يحدث أمامها باعين الصقر ثم تبادلت معها حديث ودي سريع قبل أن تذهب.
فور مغادرتها الټفت مجيدة نحو ابنها تقول بمرح وهي تطرقع بأصابع الوسطى والإبهام
بقى هي دي المقاول اللي انت شغال معاها يا سي حسن يا حلاوتك وحلاوة مقاولينك. 
يا نهار اسود. 
همس بها حسن وكف يده امتدت لتطبق على الأصابع التي تطرقع بها مجيدة يتابع بتحذير
بلاش عمايلك دي يا ماما الناس هتاخد بالها. 
سمعت مجيدة لتطالعه بنظرة ذات مغزى تقول
طب شيل إي دك ولا انت استحليت مسك الأيادي يا واد
صعق حسن قبل ان يستدرك سريعا ويرفعهم ثم قال يخاطبها برجاء
أديني شيلتهم اهو ممكن بقى نمشي الله يخليكي وخلي الليلة دي تعدي على خير.
مالت برأسها مبتسمة بمشاكسة لتعود للطرقعة مرة أخرى تردد
ونمشي ليه بقى انا بهيص مع اغنية الفرح فيها حاجة دي
قالتها ثم الټفت تراقب بعينبها وتندندن بسعادة مع الأغنية الدائرة واستسلم حسن يتمتم بقلة حيلة
انا اللي استاهل انا اللي جيبت دا كله لنفسي. 
انتفض فجأة على صيحتها
ولا يا حسن شوفت البت اللي عاملة زي الخوجاية دي
نظر حسن نحو ما تشير إليه والدته فقال يجيبها
ما هي دي بقى البنت اللي قولتلك عليها قبل كدة صاحبة شهد. 
شهقت مجيدة مرددة بتذكر
هي دي بقى لينا
اوقفت تتابع بإحباط 
وشك فقر يا أمين ابن مجيدة.
عند منصة العروسين 
وقد وصلوا إليها اخيرا ليستريحو بعد وصلة للرقص استمرت لقرابة الساعة فقالت أمنية بأنفاس متلاحقة
الله انا مكنتش اعرف ان الفرح هيطلع حلو كدة ولا كنت اتوقع ان شهد هتعملي الهيلمان دا كله وفي ظرف يوم واحد بس! امتي لحقت تعمل دا كله
نفث ابراهيم دخان سيجارته التي اشعلها منذ قليل قبل ان يعقب على قولها
عشان لما اقولك بس ان اختك دي كانزة على قلبها اد كدة تبقي تصدقيني.
تبسمت بعرض وجهها تجيبه
وانا يعني لو مش مصدقاك كنت عملت دا كله عشانك ولا انت لسة عندك شك في حبي ليك
تطلع إليها صامتا وعينيه تجول على وجهها ثم نزلت على رقبتها وجيدها المكشوف من فستان الخطوبة والذي كان ضيقا في الأعلى على جس دها المكتنز حتى الخصر ثم يتسع بطبقاته حتى الكاحل في الأسفل فقال بلهجة ذات مغزى
هنخلص ونقضي بقية الليلة عندكم صح انا عريس يعني لازم اتعشى عند عروستي .
ضحكت بميوعة تردد
ايوة امال ايه هتتعشى بس مش لوحدك يا عنيا الست شهد عازمة امك وابوك

واخواتك واجواز خواتك هتاخد عشاك معاهم وتروح معاهم. 
نعم يا ختي.
هدر بها فاتحا فمه پغضب شعرت بالحرج وعينيها تتلفت يمينا ويسارا نحو المدعوين خوفا ان ينتبه أحد منهم فقالت بمهادنة
وطي صوتك يا إبراهيم انت عايز تفضحنا ولا إيه
ولا ناسي الشروط اللي وافق
ابوك عليها
كز على اسنانه يردف باعين حمراء
ازاي يعني تبقى خطوبتنا النهاردة ومنقعدتش مع بعض 
توقف يتابع بلين ولهجة مغوبة
دا انا كنت محضرلك كلام كتير اوي النهاردة يا بت من جوا معاميع قلبي زهقنا بقى من كلام التليفونات ولا انتي مزهقتيش يا نونتي ولا مش حاسة باللي حاسس بيه انا دلوقتي
عبست ملامحها فقالت بلهجة المقهورة
حاسة يا عنيا أكيد حاسة بس منها لله المحروسة اختي دايما كدة قاطعة عليا فرحتي. 
اعتدل ابراهيم بظهره للخلف بعد أن وصل لمقصده ليتمتم وعينيه تتطلع على شهد التي تبدلت لواحدة أخرى لا يعلمها ثم صبا بجوارها ولينا في الناحية الأخرى تراقص رؤى الصغيرة ليتمتم داخله بغيظ بعد أن عادت أنظاره نحو عروسه
الفرح مليان مزز وانا حظي ميجيش غير عليكي
في مكان آخر
ويالتحديد في شرفة غرفته وقد جافى عينيه النوم بعد محاولات مستميتة باءت كلها بالفشل حتى انتفض عن الفراش وتركه ليجلس في هذا الوقت المتأخر من الليل برودة في الجو لا يشعر بها مع تفكيره المتواصل بها وصورتها لا تغادر ذهنه كل همسة وكل خجلة منها انطبعت بعقله لتزيد من تعذيبه تنهد بإحباط متزايد وكل هذا يحدث معه من اول يوم من اول يوم لها معه في العمل لقد اشتاق إليها بصورة مؤذية يتمنى انقضاء الليل باقصى سرعة يتمنى رؤيتها يتمنى سماع صوتها الان.
إيه يا بوي هو انت مش ناوي تنزل معانا
سمع الصوت وانتفض ېكذب أذنيه قبل ان تهبط عينيه للأسفل ويصعق برؤيتها حقا تخاطب والدها الذي انزلهم أمام البناية ثم عاد لسيارته ليعود إلى حفل الخطبة مرة أخرى.
كانت تقف مع والدتها وبهيئة تسحب الأنفاس من صدره وتشعله بڼار الغيرة ايضا مع تذكره لعدد العيون التي رأتها قبله وتغزلت بحسنها رغم عدم تعمدها لذلك وحشمة ملابسها ولكن هذه صفة اساسية بها.
ابتعد عن سور الشرفة قليلا وتركها تدلف لداخل البناية ورغم صخب المشاعر التي تدور داخله إلا أنه حينما استدرك تبسم ثغره بتعجب وقد تحققت أمنية له اخيرا وبهذه السرعة الان فقط يستطيع النوم.
بداخل المكتب المتواضع بشقة صغيرة في إحدى المباني السكنية القديمة كانت شهد تمارس عملها الذي اعتادت على فعله منذ ۏفاة أبيها لتحل هي محله في كل شيء بعد أن اجبرتها الحياة
تم نسخ الرابط