و بها انا متيم أمل نصر
كمان
نفى الاخير بهز رأسه
لا يا عم وانا اقدر خد البت واللي جاي في السكة كمان ان كان ولد ولا بنت حتى انت تؤمر يا باشا.
أيوة كدة.
قالها عامر لتضج الطاولة بضحكاتهم حتى زوج الأطفال مجد الذي كان واقفا برزانة كعادته وفريدة التي كانت تضحك بخجل وكأنها تعي المقصود من الكلمات
بطاولة بعيدة شيئا ما على الحفل الصاخب والأصوات القوية للسماعات حيث كانت تتابع الأجواء الرائعة بابتسامة تزين محياها بجوار زوجها الذي كان جالسا على مضض يحصي الدقائق والثواني حتى تكمل ساعة ثم يذهب بها مغادرا كما اشترط عليها مقدما
الله يا كارم شكلهم يجنن وهما بيروقصوا مع بعض وولاد عمك دول طلع زوقهم يجنن البنات قمامير
ناظرها من طرف عينيه بامتعاض وظل على حاله من الصمت فاستطردت هي
ولا كاميليا اللي يشوفها يقول اخت العروسة واقفة مع لينا هي وطارق ولا اكنهم أهلها بجد ولا العروسة التانية مرات المهندس اخوه بصراحة الفرح كله يجنن يا كارم.
في إيه يا ستي عمالة توصفي وتشعري ولا اكنك حضرتي افراح يجي إيه ده في فرحنا اللي مصر كلها تشهد بيه.
ذهب عنها العبث وطغى ملامحها شيء من حزن دفين داخلها حتى ظهر في ردها له
انا مش بتكلم على قيمة في الفرح والا اللي اتصرف فيه انا بتكلم على العفوية الفرحة اللي طالعة من القلب وبتظهر على الوشوش إحنا فرحنا كان اسطوري يا كارم وانت مقصرتش معايا في أي حاجة ربنا يخليك بس انا كان ناقصني أوي الحتة دي
مفيش حد بياخد كل حاجة يارب وعمر السعادة ما كانت كاملة مع أي بني أدم ولا انتي كمان مش شايفة نفسك سعيدة
شعرت بغيرة مستترة خلف غلظة كلماته فلطفت قائلة بابتسامة عذبة تعلم جيدا بتأثيرها عليه
وهو دا سؤال برضوا يا روح قلبي دا انت فرحت عمري كله مش سبب سعادتي وبس.
رق قلبه لفعلتها ودنى بوجهه طابعا قبلة خفيفة على أعلى رأسها قابلتها بابتسامة قبل أن تنتبه لزوج السيدات الاتي يقتربن مع والدة زوجها
سألته فانتصبت راسه يجيبها بهمس حذر
دي الست مجيدة والدة العرسان والتانية باينها والدة لينا عروسة أمين.
اعتدلت بجذعها وشعور بالحرج ظل يكتنفها لا تعلم سببه ولكن سرعان ما تبدد كل ذلك مع اقتراب مجيدة ترحب بود وابتسامة عذبة بها وبكارم
حمد الله على سلامتك يا حبيبتي اقسم بالله لو اعرف كنت جيتلك لحد عندك.
خرجت منها باضطراب واضح لسماحة المرأة الغير عاديه فتكلف زوجها بالرد أيضا
كأنك جيتي يا طنت مجيدة دا انتي أم الأصول.
اضافت والدته هي الأخرى
انا قولت كدة من الأول بس هي بقى اللي محبكاها
يا ست خليكي في فرحك.
خرجت الأخيرة في مخاطبة لمجيدة التي تبادلت معها الرد بمزاح كعادتها قبل أن تنصرف مع رفيقتها أنيسة والتي لم تقوي على كبت السؤال الملح برأسها
هي مرات كارم دي ممثلة مشهورة ولا حاجة اصلي حاسة اني شوفتها قبل كدة بس مش عارفة فين
بابتسامة صافية مشبعة برضا يغمر قلبها وقد اكرمها ربها بالعوض الحقيقي لأبناءها ردت مجيدة
اه يا أنيسة هي فعلا مشهورة واتجوزت كارم عشان هو نصيبها اللي مكتوب لها بالظبط زي ولادنا كدة.
توجهت بالأخير نحو المنصة الجالس عليها ابناءها وزوجاتهم لتخرج بتنهيدة ارتياح خرجت من العمق وهي تتأملهم
الحمد لله.
عادت أمنية لتجلس على طاولتها بجوار شقيقتها الكبرى فريال والتي كانت تلاعب طفلها مع متابعة أجواء الحفل ووالدتها التي علقت بتهكم
اخيرا يا اختي جيتي تريحي رجلك ما تكملي لحد الصبح أحسن ما انتي اتعديتي من الهبلة الصغيرة.
مالت أمنية برأسها تتأملها بدهشة افقدتها النطق فتكفلت شقيقتها بالرد
وماله يا ماما لما ترقص للصبح مش فرح اختها الكبيرة.
التوى ثغر نرجس بعدم تقبل والټفت تشيح بوجهها للناحية الأخرى فخرج صوت أمنية
سبيها يا فريال أصلها زعلانة على اختها اللي بتقطمها كل ما تشوفها صعبان عليها يدخل قلوبنا الفرح ولا اكن الراجل اللي ماټ ده مكانش جوزها لما قټله المحروس ويتم بناتها.
بوجه مكفهر الټفت لها نرجس تردف الكلمات من تحت أسنانها
عيب عليكي يا أمنية الكلام انا بتكلم على منظرك قدام الناس ثم كمان ابن اختي بيأكد انه معملش حاجة دي اختك هي اللي بتفتري عليه....
تدلى فك أمنية بذهول شديد تتبادل النظرات المصعوقة لبلاهة والدتها أم هو الحقد الذي يعمي القلوب فيحجب عنها روية الحقيقة ولكن في كل الحالات تجنبها هو الأفيد.
انتفضت فجأة تترك مقعدها مخاطبة شقيقتها
بقولك ايه يا فريال انا رايحة اكمل رقص لو قعدت اكتر من كدة هيجرالي حاجة عن اذنك يا أختي.
ارقصي يا اختي على خيبتك اهي ضيعت ابن خالتك منك وسابتك في الهم والشغل عشان هي تتهنى يا عالم بقى مين هيرضى بيكي
أما أمنية فقد اندمجت مع الفتيات في الرقص الرزين بهز الذراعين مع شهد ورؤى وحتى لينا غافلة عمن حدد هدفه بمتابعتها من وقت ان اصطدم بها في بداية اليلة حتى انه لمح لصديقه العريس من أجل أن يمهد له الطريق في الارتباط بها فور عودته من رحلة العسل.
انتهى الحفل وعاد كل فرد إلى مؤاه صبا التي أكملت ليلتها بالحديث على الهاتف مع حبيب قلبها ليسمعها من كلمات الغزل الجميل وذكر ما تم في حفل اليوم لمناقشة الترتيبات لحفلهم الذي اقترب ميعاده وهذه التفاصيل الجميلة التي تعشقها الفتيات.
شوفت لما حسن وأمين شالوا العرايس وجعدوا يلفوا بيهم.
جاءها صوت بضحكة ماكرة ليسألها
وانتي بقى عايزاني اشيلك يا صبا مش خاېفة ابوكي يطخك بالبندجة.
بادلته الضحكة ولم ترد ما بين اعتراض وأمنية ترادوها صمتت تاركة أمرها له فجاء رده يفاجئها
طب والله ليحصل يا صبا.
هو اللي يحصل
سألته بعدم فهم فضحك يردد بسعادة مراهق في بداية شبابه
هيحصل اللي في بالك يا صبا ومكسوفة تطلبيه لكن والله انا ما هتكسف بس يجي يومنا وانتي تشوفي بس ادعي ربنا مقعش بيكي.
ايه
صدرت منها عالية وقد اثارها الحماس بقوله ف استعادت رشدها سريعا لتتابع بصوت خفيض
انت بتجول إيه يا عم انت
ضحك ليكمل حديثه الممتع معها برسم الأحلام والمشاكسة والمشاجرة احيانا في تدريب يومي حتى بجمعهم بيت واحد
في اليوم التالي صباحا
دلف لداخل جناحه معها بعد استقلاله أول طائرة عائدة للوطن وعلى عكس ما توقع وجدها مستيقظة في هذا الوقت المبكر وكأنها لم تنم ليلتها من الأساس
نور .
سمعت بإسمها منه ف الټفت بلهفة
تترك الشرفة راكضة نحوه فتلقفتها ذراعيه يرفعها عن الأرض بضمة قوية وكأن الغياب مر عليه سنوات وليس يوم واحد بليلته.
غاصت في عناقه ببكاءه حارق أجفله ترتجف بين ذراعيه حتى أثارت بقلبه الجزع ف استل نفسه عنها بصعوبه ليكوب وجهها بين يديه مرددا وهو يتأملها بمزيد من الخۏف
مالك ليه العياط دا كله حصل حاجة في غيابي
نفت تهز رأسها دون صوت فتابع بأسئلته يستكشف الأمر المريب
مفيش طيب ماما تعبت معاكي ولا جرالها حاجة
فعلت نفس الأمر ونهنات بكاءها ازداد علوها حتى صړخ بعدم احتمال
أنا قلبي وقع في رجلي يا نور جيبي من الاخر الله يخليكي.
سمعت وحاولت التماسك لتتحرك من أمامه حتى تناولت ملف طبي من أعلى الكمود لتضعه أمامه تناوله بحركة سريعة يلقي نظرة استكشاف لمحتواه حتى ارتفعت رأسه إليها يردد بعدم فهم أو بالأصح يخشى التصديق
يعني ايه فهميني.
من بين بكاءها الحارق كانت تخرج الكلمات بابتسامة غريبة
اللي فهمته صح يا مصطفى.... دا تحليل الډم اللي بيقول..... إني حامل.
تجمد يطالعها ساكنا بأعين توسعت بشدة فعادت هي للبكاء تومئ برأسها مؤكدة
والله زي ما بقولك يا حبيبي انا حاسة من فترة بس كنت بكدب نفسي الدكتورة شافت التحليل وهي كمان مكانتش الفرحة سايعاها انا.......
قطع استرساله بأن خطڤها ليسحقها بين ذراعيه وصوته يتردد ببحة ترافقها دمعة ساخنة سقطت على أطراف عينيه
بتتكلمي بجد يا نور يعني هخلف طفل منك يا نور.
على صوت بكاءها مع التماس الضعف والارتجاف الذي تخلل نبرته مشفقة عليه بشدة لقد ذاق الأمرين في الصبر عليها ولم يمل حتى حدث المستحيل اخيرا.
وفي مكان آخر
داخل غرفتها وقد استيقظت باكرا كعادتها لتؤدي فرضها وحين انتهت من الورد اليومي لتجد الساعة تقترب من السابعة هبت منتفضة تتذكر موعد الأولاد وسفرهم
وصلت إلى غرفة حسن الأقرب إليها لتطرق بصوت عالي أجفله مع ندائها
قوم يا حسن انا عارفاك خوم نوم وانتي يا شهد قوم انتي كمان.
انتفض من امام المرأة التي كان يهندم أمامها هيئته
انا صاحي يا ماما اقسم بالله صاحي وعارف بميعاد الطيارة وشهد كمان صاحية اطمني.
وصله صوتها المشاكس كعادتها من خلف الباب
خلاص يا خويا متعصبش نفسك براحة كدة هروح انا اشوف الحلوف التاني صباحية مباركة يا عرييس.
عقب من خلفها مغمغما باستهجان
عريس فين بعد حلوف دي دايما ست الحبايب تختمها.
تفوه بالاخيرة نحو شهد اللي كانت تضحك من خلفه ليتابع مستطردا بمرح
ولا إيه يا عروستي
اقتربت تشاركه المساحة الصغيرة أمام المراة لتصفف شعرها بجواره قائلة
انتي بتاخد رأيي امك دي عسل.
والله انتي اللي عسل.
قالها ليجذب نحوها يضمها مقبلا
لها بعشق يتابع بروحه المرحة بتغزله
يا شهد حياتي وقلبي كمان يا عسسل.
وفي الغرفة المجاورة
وقد كان ينتظرها على طرف التخت بغيظ يفتك به حتى إذا طلت اخيرا بهيئتها المهلكة ترتدي مئزر الحمام وشعرها المبتل يحاوط وجهها ويزيد من فتنته وهدوء اثار استفزازه ليهتف بها ساخطا
ما كنتي كملي نومك احسن في البانيو ساعة مستنيكي.
القت الفوطة الصغيرة من يدها بإهمال فلم يعجبها رده وردت غير مبالية
ولا اما انت مزنوق أوي كدة ما كنت خرجت للحمام اللي في الصالة حبكت يعني اللي في الأوضة.
افتر فاهه بذهول لينهض مستقيما يقابلها بحنق مرددا
مزنووق! كل تفسيرك راح ع الزنقة وكمان عايزاني اخرج في أول يوم ليا على حمام الشقة دي كانت امي تاكل وشي بتريقتها.
تخصرت تميل برأسها باستخفاف ردا على كلماته غير واعية بحجم ما تفعله به
وانا اعملك ايه يعني ما انت اللي جايبه لنفسك بخناقك على أول الصبح دا بدل ما تسمعني كلمتين حلوين على بداية اليوم.
قارعها بانفعال ظهر بتقليد طريقتها في الكلام مرددا
كلام حلو وهيجي منين الكلام الحلو وانتي عصبتيني من أولها دا غير انك مأخرانا اصلا.
اشټعل حجري
الفيروز بعينيها لترمقه بنظرات حاړقة تحتج على سخريته منها
أنا صوتي مسرسع كدة بتتريق عليا أمين ما انا لو صوتي وحش كدة اتجوزتني ليه عشان تعكنن عليا في اول يوم كمان......
رافق كلماته الاخيرة الضړب بقبضتيها على صدره حتى أوقف كل شي الضړب بتكبيل يديها الاثنتين بيده والكلمات التي ابتلعها بحلقه بعد أن أخرسها بقبلته قاومته في البداية ولكن سرعان ما استكانت مستجيبه له غير انها استدركت الوقت لتباغته فجأة بدفعة بقوة أجفلته يناظرها بذهول مستفسرا وكانت إجابتها
ميعاد الطيارة يا أمين هو انت نسيت
نظر إلى الساعة بيده فارتفعت راسه قائلا بعجالة
لسة فاضل نص ساعة تعالي بقى.
........ تمت ........