و بها انا متيم أمل نصر
المحتويات
توازنه ليرد نافيا بحرج لهذا الموقف الذي بوغت به
انا مليش صفة وسطيكم انا جاركم وبس والله والكلام اللي قالته صبا ده انا متفاجئ بيه زي زيكم.
عشان مألفاه من مخي.
قالتها بثبات تحسد عليه وكأنها غير مبالية بعواقب فعلها ف الټفت جميع الرؤس نحوها بأعين ڼارية وأخرى متسائلة فتابعت بتماسك ينبع من ڠضب مكتوم داخلها
انا عملت كدة عشان اجطع عليه الطريق من أولها متأخذنيش يا بوي ولا تعتبره تعدي عليك انت ولا اخوتي بس الراجل اللي كان هنا دا متجوز ومعاه ولدين وبيقولك جاي يخطبني بعد الكلام والحديت اللي اتشاع عليا وعليه يعني الموضوع اللي احنا بجالنا ساعات بنلت ونعجن فيه انا بجى مجبلتهاش لنفسي مع واحد من عيال عمي زي ما كان اخواتي مخططين من شوية يبجى هجبلها مع ده
حتى لو كان يا صبا برضوا مكنش يصح تدخلي اسم الراجل في حاجة محرجة زي دي ولا انتي مش واخده بالك من غلطك في حجه كمان.
ذكاء المرأة لا يقل إطلاقا عن ابنتها هذا ما استنبطه بعقله وقد رأى بأم عينيه حجم الارتباك والإضطراب الذي انتاب صبا في بحث عن رد مناسب ليستغل هو وقد جاء دوره الان بالتقاط الفرصة الذهبية والتي أتت على طبق من ذهب بفضل لباقتها المدهشة في ضړب عدة عصافير... بحجر واحد.
قالتها بطريقة بدت كالمزحة أثارت امتعاض شقيقيها لتتابع بجدية موجهة الحديث نحوه
أنا اسفة يا مستر شادي.
أخفى بصعوبة ابتسامته رغم اشراق وجهه الذي بدا ظاهرا بوضوح أمامهم ليرد على قولها
مفيش داعي للاعتذار يا صبا انا مش زعلان اساسا بل بالعكس.
انا عارف ان الوقت ممكن يبقى مش مناسب بس بصراحة بقى مينفعش انتظر أكتر من كدة عم مسعود انا بطلب منك إيد صبا رسمي واتمنى من كل قلبي انكم توافقوا على طلبي ودا بغض النظر طبعا عن أي كلام او شيء حاصل انا يبقى ليا الشرف لو ناسبتكم.
دلف لداخل جناحه بخطوات وئيدة متثاقلة حتى وصل لأريكته فارتمى بجسده عليها بانهزام ألقى بسلسلة مفاتيحه على المنضدة الصغيرة بجواره ليتمدد مستلقيا بإحباط أنفاسه تخرج بخشونة وقد نال منه شعور التعاسة حتى افقده كل معاني الأشياء الجميلة من حوله هذه الصڤعة التي تلقاها منها وأمام الجميع حينما رفضته وبكل ثقة مفضلة هذا النكرة عنه هو من يحرك بطرف إصبعه الصغير جيوش من الرجال والنساء التي تعمل تحت إمرته يأتي هذا اليوم فيتساوى بمن هو أقل منه في كل النواحي.
انتفض فجأة متذكرا ما تفوه به هذا الملعۏن عن ذكر مكالمة سمعتها الملعۏنة الصغيرة الأخرى من...
دمدم بسبة وقحة مع استدراكه المتأخر أنها المتسبب في ما حدث بالإضافة إلى هذه الشائعة المغرضة والتي زادت من تضخيم الأمر سوءا.
عاد يغمغم متوعدا
أقسم بالله لاربيكي واندمك عليها
انتي كنتي عارفة ان الواد ده هيتجدملك يا بت
سألها بنظرة ثاقبة متمعنا في النظر إليها بشكل كان يثير بقلبها الجزع ورغم هذا تمكنت من الرد بتماسك مذهل
عاد بظهره للخلف وتفحص النظرات بريبة ما زال قائما فتدخل حجازي قائلا
بس دا شكله كان مستنياها يا جلب اخوكي ما صدج وجاتله الفرصة ع العموم هو كان باين عليه من الاول ما هي الحمجة اللي كان بيتكلم بيها دي تبين جوي انها مش مسألة جيرة ولا شغل وبس.
عقبت تنفي التلميح المبطن من خلف كلماته
الكلام ده هو اللي يتسأل عنه اما انا بجي عارفة نفسي زين لا عمري عشمت حد ولا حتى اتلونت بنص كلمة ولا انتوا مش عارفين بتكم
لا عارفينها يا ست صبا عارفينها زين جوي.
قالها والدها بلهجة لم تريحها وتابع يزيد من توترها
لكن اللي عايزين نعرفه دلوك ايه رأيك انتي بقى فيه
ردت مستهبلة تدعي عدم الفهم
رأيي في إيه
استفزه الرد فقال محتدا
ردي ع السؤال عدل يا بت انت عارفة جصدي.
ابتعلت ريقها بتوتر غلف ملامحها الجميلة ممتزجا بخجل تجاهد لإخفاءه وتعلثمت قليلا حتى استطاعت اخراج صوتها متصنعة عدم الاكتراث
انا مليش رأي طبعا الرأي رأيك انت.
يعني مرفضتيش على طول يا ست صبا زي ما بتعملي كل ما نجيبلك سيرة أي حد من عيال عمك
هتف بها فراج يجفلها وقد أتي فجأة من الداخل لينضم معهم وبدون سابق اثار بفعله حنقها فردت كازة على أسنانها
ويعني شوفتني دلوك وافجت ثم انت عارف من الاول كمان مشكلتي من الجواز في البلد او لأي فرد من عيال عمي.
جادل يصيح غاضبا بها
ومالهم عيال عمك يا بت دا انتي تحمدي ربنا لو لجيتي حد منيهم يرضى بيكي
قابلت صيحته بأخرى ساخطة وقد استفزها بقوله
عن ما حد فيهم رضي ولا انت فاكرني هتأثر بالحكيوة اياها دي لا يا حبيبي طول ما انا واثقة في نفسي زين ميهمنيش أي حد.
وطي صوتك يا بت.
هدر بها حجازي وتابع بأمر للآخر كي ينهي الشجار من أوله
وانت كمان يا فراج جفل على كدة خلينا في اللي احنا فيه.
وايه هو اللي احنا فيه يا واد ابوي دي رفضت عدي عزام عارف بجى دا يبقى مين دا يبقى اخو مصطفى عزام اللي بإشارة منه يجدر يشتري بلدنا والمحافظة بحالها ولا انت متسمعش عنه
ردد خلفه والده باستنكار ينهي الجدال بحزم
يسمع ولا ما يسمعش الموضوع دا خلص وانتهى على كدة انا اساسا كنت هرفض على طول من غير تردد ولا حتى وخد مشورة منيكم يروح هو لمرته ولا لصاحبة النصيب وخلونا احنا في اللي ايدينا.
وايه هو اللي في إيدينا دلوك يا بوي هتوافج ع المحروس اللي اسمه شادي ولا نرجع لمرجوعنا الأساسي ونجوزها لحد من عيال عمنا
قالها حجازي
بتساؤل واعترضت هي قائلة
تاني هتجول عيال عمي ما جولنا فضناها يا واد ابوي وانتوا عارفين رأيي من الأول .....
قاطع فراج استرسالها وبصراحته الفجة سألها
يعنى عايزة شادي
أجفلها حتى تخضب وجهها بحمرة الخجل ومع ذلك حافظت على واجهتها الا مبالية لتنهض عنه بسأم قائلة
انا جايمة وسايبهالكم خالص اصل شكل فراج مش عايز يجيبها لبر معايا النهاردة واصل.
تركتهم وذهبت لغرفتها فعاد حجازي لسؤال والده
وبعدين يا بوي رسيت على
ايه
زفر يطرد كتلة كثيفة من الهواء مشبعا بحيرته وظل صامتا لعدة لحظات بتفكير حتى ارتفعت رأسه نحو زوجته التي تتابع منذ البداية دون تدخل فقرر توجيه السؤال إليها
وانتي رأيك إيه يا زبيدة
رمقته بنظرة يفهمها جيدا حينما تدخل لعقله وتعلم ما يدور بداخله لترد بعدها بإجابة مبهمة
الرأي رأيك يا ابو حجازي ومدام مرفضتش من أولها كعادتك مع أي واحد غريب يبجى خد وجتك في التفكير زين عاد!
على المقعد المجاور للسرير الطبي المستلقية عليه بلا حول لها ولا قوة كان جالسا بترقب موجع لا ينفك عن النظر إليها أو السهو عن مراقبتها ولو لحظة لقد كاد أن يفقدها منذ ساعات قليلة ولولا حكمة القدر التي جعلته يحضر ويرى بنفسه نتاج الإثم الذي يفعله ثم يلحق بإنقاذها على اخر لحظة وإلا كانت ذهبت للعالم الاخر كي يعيش بذنبها ولتعاسته محروما منها.
فرق دقائق لا بل ثواني ثواني فقط هي التي فصلت بين الحياة أو المۏت
عاد بذاكرته قبل عدة ساعات
كارم.
عاد من ذكراه المؤلمة على صوت والدته والتي ولجت اليه داخل الجناح الذي يضم زوجته في المشفى نهض يستقبل عناقها كالغريق الذي وجد أحد ما يشجعه على المقاومة للنجاة.
شددت عليه بذراعيها تمرر كفها على ظهره بحنان وتربت بالاخر على كتفه حتى انسل عنها بصعوبة غير قادرا حتى على الكلام القت بنظرها نحوها بتمعن قبل ان تعود اليه سائلة
هي عاملة ايه دلوقت
اومأ برأسه يجيب بصوت كالهمس
أحسن من الأول.
عادت بتأملها مرة أخرى لتضيف بتقليل
انا شايفاها كويسة هي راسها بس اللي متعورة وباينها حاجة بسيطة كمان ليه انت بقى الخۏف دا كله مش لدرجادي يعني
حدجها بنظرة حادة وقد تغيرت ملامح التعب لأخرى غاضبة فتحرك يشير لها لتتبعه إلى خارج الجناح.
وفي الخارج وقف لها متحفزا بتجهم يعلو قسماته ليثير بقلبها الريبة في سؤاله
إيه مالك بتبصلي كدة ليه
اجاب على سؤالها بسؤال
ماما هو انتي مش متأثرة لحاډثة رباب ولا باللي جرالها
تغير وجه المرأة لترد على قوله باستهجان
ايه اللي انت بتقوله ده هو انت شايفني قلبي حجر أكيد طبعا متأثرة انا بس صعبان عليا حالتك إنت مش شايف نفسك ازاي وشك اصفر زي اللمونة وهيئتك بعفارك وترابك طب ع الاقل استحمي وغير هدومك على ما فاقت.
كل اللي هامك منظري
هدر بها منفعلا ولكن بصوت مكتوم حتى لا يلفت إليهما الأنظار ليتابع مفرغا شحنة غضبه
مراتي اهم من أي شكل وأي حاجة في الدنيا لو جرالها انااااا..... لا منصب ولا أي شيء له لازمة من غيرها.
توقفت تطالع هذا الجانب المفاجئ منه وكأنها تكتشف ابنها من جديد ليخرج صوتها بعدها بلحظات بابتسامة جانبية ضعيفة
يااااه انا مكنتش اعرف انك بتحبها اوي كدة ياللا بقى ربنا يقومهالك بالسلامة وتبقى هي قد الحب ده.
عاد بانفعاله غير قادرا عن التغاضي عن تلمحيها
ومتبقاش قد الحب ليه انت شايفاها متساهلش عشان طول الوقت بتقارني بينها وبين كاميليا اختها واللي مازالتي لحد الان شايفاها فرصة عمري اللي ضيعتها من ايدي بغبائي صح يا أمي
رغم ڠضبها من الھجوم الغير مبرر منه في هذا الوقت الحساس وفي مكان عام كالمشفى ولكن سؤاله المباشر جعلها تجيب على الفور غير قادرة على الصمت
بصراحة بقى اه انا عارفه ان مش وقته بس انت اللي أجبرتني الفرق بينها وبين كاميليا فرق السما والأرض وانا هنا مش بتكلم عن الجمال لأن مراتك ما شاء الله عليها بس انا بتكلم عن الشخصية فين دي من دي...
لكن ابنك مش ملاك.
هتفت مقاطعا لها بحدة واستطرد
عارفة عيوبي وانا عارف عيوبها استوعبتها واستوعبتني إحنا عيشنا مع بعض اكتر من خمس سنين هي الوحيدة اللي حبتني
متابعة القراءة