و بها انا متيم أمل نصر
المحتويات
يخفي ضيقه
معلش يا هانم دي ارزاق ربنا يوسع ع الجميع خلينا احنا مع عروستنا القمر.
قال الأخيرة مخاطبا شهد التي امتقع وجهها من فعل زوجة أبيها المستفز تشتت تركيزها عن الإختيار الأمثل حتى كادت أن تشير على أي واحدة لولا
مجيدة التي قالت بمزاح تقصده
عروستنا القمر تنقي براحتها يا عم جورج بلاش تستعجلها وتعالى انت ركز معايا انا .
اللي يشوفك وانتي كيوت كدة ومش عارفة تردي ع الراجل ما يصدقش ان دي سيادة المقاول اللي بتتحكم في رجالة بشنبات.
ما بلاش لاطلعلك بالمقاول اللي جوايا وانتي حر ساعتها بقى محدش هيتكسف غيرك..
ضحك بتوسع يقارعها
والله ولو عملتيها في الشارع حتى هعرف برضوا اتصرف وارجعك لأصلك رقيقة وكيوت من تاني انا خلاص بقيت مالك مفاتيحك عرفتيها دي ولا تحبي اقنعك بيها
باندهاش شديد ردت تجادله بمرح
اقنعك بالمفاتيح.
مفاتيح إيه
مفاتيح قلبك هي دي محتاجة زكاء يا شهد.
قالها بانفعال مصطنع جعلها تنطلق بضحك مكتوم لا تعرف التوقف عنه وقد استطاع أن يجبرها بخفة ظله على الاندماج معه الأخد والرد بأريحية دون التعب بتفكير مضني فيما يصح أو لا يصح يعلم ما يحزنها وما يضحكها وكأنه بالفعل قد ملك مفاتيحها.
تفوه بها وقد اعتلى ملامحه شحوب مفاجئ وجوم غطى على تعابيره زاغت عينيه أم أنه شرد لعالم اخر هذا ما شعرت به شقيقته بعد أن أخبرته بهذا الأمر عن قصد فتابعت
ما هو دا الطبيعي أمال يعني كانت هتقعد كدة من غير جواز العمر كله
دفعة قوية من الهواء الذي انحبس داخل صدره طردها بزفير طويل ليخرج صوته
بإحباط متعاظم يردف الكلمات الثقيلة على لسانه بصعوبة جمة
ومالك بتقولها كدة وكأنها ھتموت مش هتتجوز
تطلع إليها بإجفال يسألها
ليه بتقولي كدة يا رحمة
بأنفعال بدا جليا في كلماتها
إنت عارف انا اقصد ايه يا شادي بلاش يا بن ابويا وامي نلف على بعض هتفضل لحد إمتى ساكت
ابتلع ليردد مستنكرا باضطراب
ساكت عن إيه بالظبط ما تخلي بالك من كلامك يا رحمة.
واخلي بالي ليه غلطت فيك مثلا يا خويا جيب م الاخر دا انت ھتموت ع البت......
انتفض كالملسوع يقاطعها عن المواصلة
اموت على مين يا رحمة إنتي اټجننتي ولا إيه دي عيلة.
لا مش عيلة.
هتفت بها لتتابع بإصرار
إنت اللي شيل المسؤلية خلاك تنسى نفسك وسنك الحقيقي مش اللي كبرتوا الهموم انت لسة في عز شبابك يا شادي وهي معدية سن الرشد يبقى ايه المانع
اعترض يقاطعها للمرة الثانية ولكن بحدة وكأنه كان في انتظار الفرصة ليطلق سراح وحش الكتمان المحبوس بداخله
المانع فيا أنا يا رحمة مش هقولك على القيود اللي حاططها أبوها بس هفكرك بحالي.... مش عايز اشيلها فوق طاقتها عشان انا حملي كبير وهي زي الوردة عايزة اللي يرعاها والدلع اتخلق للي زيها عشان هي تستاهله لكن انا بقى هقدملها إيه
ردت برغبة قوية امتزجت بحماسها
إن كان على أمي أنا معاك ومش هسيبك هي بس شهور الحمل تعدي وهتلاقيني ان شاء الله بشيل عنك أكتر من الاول.....
قطعت فجأة تتطلع إلى هذا الحزن الذي کسى عينيه فقالت بجزع
ليه يا شادي الحزن دا كله لدرجادي إنت معندكش الثقة في نفسك.
مش موضوع ثقة يا رحمة
أمال موضوع إيه
رد بتنهيدة مثقلة خرجت من العمق
مش عارف اشرحهالك ازاي بس أنا...... خاېف يا رحمة.
انت خاېف!
نهض عن مقعده واتجهت أبصاره لخارج نافذة الغرفة التي كان يخطو نحوها يفرج لها عما يجيش بصدره
خاېف اواجهها باللي جوايا ومتقبلش ساعتها مش هتحمل اقعد ثانية قصادها في الشغل أو حتى ابقى جيرانها هنا في العمارة مش هتحمل ابعد عنها بعد ما دوقت قربها بنظرة منها بحس بسعادة في حياتي ما عرفتها يوم ما بتضحك الدنيا كلها بتضحك قدامي أنا مش قادر ابعد ولا قادر اقرب الشوق جوايا بېقتلني ليها وبنفس الوقت خاېف لصورتي تتهز في عنيها ع
الأقل دلوقتي شايف احترامها ليا مين عالم بقى لو واجهتها هشوف إيه
حب .
قالتها رحمة بأعين ترقرت بها الدموع وقد أوجعها الألم الذي ارتسم جليا على صفحة وجهه لتردف بما لمسته بحاسة المرأة منها التف إليها يطالعها باستفسار لا يصدق ما التقطته أذنيه ولكنها عادت تؤكد بيقين نبت بداخلها
أيوة حب يا شادي انا شايفة كدة وانت كمان شايف بس مش مصدق.
لم يرد ولكن ظل على نظرته الساهمة لها عله يستوعب ما تفوهت به يداعبه الأمل في التصديق وتصدمه صخرة الواقع أن ما يتحدث الان هو شقيقته نفض رأسه ليقول برجاء يشوبه الضيق
يااارحمة الله يرضى عنك بلاش الكلام ده انا مش حمل اتعلق بحبال دايبة.
تبسمت تشاكسه بثقة
لا ما انت اتعلقت واللي كان كان بس هي مش حبال دايبة انا متأكدة منها دي وانت كمان هتتأكد بنفسك وبكرة تقول اختي قالت.
رسم على ملامح وجهه العبوس يتصنع السأم من قولها رغم حفلات الصخب التي كانت تدور بداخله يتمنى أن يحدث.
انتفضا الإثنان فجأة على طرق باب الغرفة وصوت سامية يهتف
قافلين الباب عليكم ليه يا ولاد خالي انا حضرت العشا هاكل لوحدي يعني ولا إيه
التف نحو شقيقته يلوح كفيه أمامها معترضا بسخط طالعته بضحكة مكتومة قبل أن ترد بصوت عالي
حاضر يا سامية حضري السفرة عندك وانا شادي هيسندني ونخرجلك.
طب ما تتأخروش بقى لا الأكل يبرد دا حلاوته وهو سخن وموللع.
قالتها بنبرتها المائعة تشدد على الأحرف حتى جعلته يزبهل بانشداه نحو شقيقته والتي لم تكن قادرة على التوقف في الضحك.
من شرفة المنزل التي كانت جالسة بها تستذكر من كتابها الدروس المقررة عليها هذا العام وبنفس الوقت تتابع الحركة الدائرة في الشارع من مارة وسيارات تخترق المنطقة وتخرج منها على أحر من الجمر تنتظر بلهفة وترقب حتى إذا ما وقعت عينيها على طيف السيارة التي تقلهم من أول دخولها الحارة انتفضت عن مقعدها تركض للداخل مرددة
وصلوا وصلوا العرايس وصلوا.
أمنية والتي كانت مارة بالصدفة في الصالة بعد خروجها من المطبخ وتناول وجبة إفطارها عقبت تطالع لهفتها بضيق
وافرضي وصلوا بتجري كدة ليه زي الهبلة هتتكنفلي على بوزك.
ضحكت رؤى وهي تتناول اسدالها لتسقطه عليها وترتديه ثم لفت طرحته سريعا قائلة
عشان اللحق اسلم على عريس اختي قبل ما يمشي.
قالتها وتحركت من أمامها مغادرة من باب المنزل على الفور مصمصت أمنية بشفتيها لتردد بحنق خلفها
إللي ما شوفت حتى ربع الفرحة دي يوم خطوبتي انا اللي ابقى شقيقتها من امها وابوها لكن اقول إيه أصناف وسخه.
وفي الخارج واصلت رؤى ركضها حتى وصللت إلى مدخل البناية لتتلقف والدتها والتي كانت حاملة بعض الأكياس الكبيرة تقول بلهاث شيليهم مني يا ختي وخففي عني شوية.
ردت رؤى بابتهاج متعاظم وهي تتفقد بنظرها سريعا محتويات الأكياس
ما شاء الله كل دي هدوم وهدايا .
التوى ثغر نرجس وهي تتخطاها معلقة بسخط
ايوة يا ختي زي انت شايفة كدة ابعدي بقى خليني اروح اريح قطيعة اتهد حيلي في اللف والدوران .
واصلت غمغمتها وهي تصعد الدرج
يا عيني عليكي يا أمنية يا بنتي إللي ما شوفتي حتى نصهم.
خبئت الإبتسامة على وجه رؤى وفتر الحماس الذي كان متقدا منذ قليل فهذه النبرة من والدتها وشقيقتها لا تعجبها بل وتعتبره جحود سافر في حق من هي تستحق أكثر من ذلك بعد طول صبرها وشقائها معهن.
الټفت بيأسها نحو العروسين الذين مازلا في السيارة حتى الان يتناقشان في أمر ما يخصهم لوحت بكفها تحية لهما لتقابلها شهد بقبلة في الهواء وحسن ايضا كان يدعوها بكفه لتأتي ولكنها تحججت بحمل الأشياء وضرورة الصعود بهم حتى تترك المجال لهما.
وفي داخل السيارة كان الجدال على أشده بعد أن فاجئها بقراره
كان لازم تبلغني من الأول يا حسن ازاي يعني عايز الخطوبة في قاعة انا عملت حسابي على حاجة ع الضيق في شقتنا.
وانا كمان كنت عامل حسابي على كدة بس مكدبش عليكي بقى لما حسبناها أنا ووالدتي لقينا ان الموضوع هيبقى مرهق احنا قرايبنا كتير ومينفعش نعزم حد ونسيب حد
زفرت تشيح بوجهها للناحية الأخرى ولكنه لاحقها بقوله
الأمر مش مستاهل العصبية ولا الضيقة دي كلها يا شهد.
طالعته ببعض الضيق ولسانها يعجز عن قول السبب الحقيقي لرفضها فمن أين ستأتي بالمال الذي يغطي هذه الليلة بهذا الفعل المفاجئ خرج صوتها تجادله بعتب عل هذه الطريقة تثنيه عن هذا الأمر
إنت شايفه أمر مش مستاهل لكن انا شايفاه العكس هي الحاجات دي سلق بيض دا لازملها تجهيز وحجز القاعة حتى الفستان هنا في الشقة غير ما هيبقى هناك في القاعة إمتى هلحق اعمل دا كله
بابتسامة عذبة رد ببساطة أذهلتها
ولا تحملي أي هم القاعة اتحجزت من امبارح اخويا أمين اتصرف مع واحد معرفة والراجل قام بالواجب وجامله أما بقى عن الفستان والبيوتي سنتر فدول أمرهم سهل يا شهد نقي اللي انتي عايزاه اون لاين وانا سداد يا ستي .
هتفت معترضة بانفعال
تاني مصاريف يا حسن هو احنا لحقنا من الشبكة ولا الهدايا عشان تفتح في الحاجات الفارغة دي
ضحك يزيد بغيظها ليرد بتسلية أدهشتها
الله يا شهد انتي بقيتي زوجة مصرية أصلية واحنا لسة ع البر أمال لما ندخل في الجد هتعملي إيه
قاومت بصعوبة ضحكة ملحة حتى لا تضعف أمامه فبدت مرتسمة على ملامحها كابتسامة مستترة رأى هو ذلك فامتد طرف سبابته يداعب أنفها لتحدجه بنظرة محذرة بهمس
خلي بالك يا عم الناس واخدة بالها مش كفاية قعدتنا في العربية كدة مكشوفين قدامهم.
رد مشاكسا
واعملك إيه طيب ما انتي اللي عاملة تحذيراتك عشان مدخلش في عدم وجود راجل في البيت.
أيوة طبعا اللي محرماه على اختي وخطيبها لا يمكن اعمل عاكسه.
قالتها بإصرار زاده إعجابا بها قبل أن تغير لتعود للنقاش مرة أخرى
نرجع لمرجعونا ياريت يا حسن ترجع عن قرارك وتخلي الكلام ده لليلة الكبيرة اهي ليلتك وانت حر فيها أما ليلة الخطوبة دي على أهل العروسة يعني.....
ليلة مين اللي ع العروسة
قالها بمقاطعة مستفسرا وكان ردها بعفوية
ما انا قولتلك يا حسن دي عادتنا من زمان .
ارتفعت رأسه يهزهزها بتفهم قائلا
ااه يعني هي الحكاية كدة لا ستي احنا معندناش الكلام ده يعني سيبك من الرغي بقى واقتنعي ياريتني سيبت مجيدة معايا وموصلتهاش قبل ما نيجي عشان كانت سبتتك في ثواني.
فتحت فاهاها وهمت
متابعة القراءة