و بها انا متيم أمل نصر

موقع أيام نيوز

يا عنيا بوقفك قبل ما تتمادى اكتر من كدة ولا انت عايز تضيعني
ابتلع ريقه يلملم شتات نفسه هو الاخر بأن أخرج سېجارة واشعلها يخرج فيها غيظه فتابعت إليه بلهجة أخف
إيه كل ده مكفكاش للصلح
ارتفع طرف شفته يناظرها بعدم رضا قبل أن يقول
وانتي بقى مسمية ان دا صلح
شهقت لتتخصر بعبائتها السمراء تقول مستنكرة
امال انت تسميه إيه بقى يا عنيا جايالك برجلي لحد عندك في المخزن اللي في ضهر دكان ابوك يعني
توقفت بقصد ملمحه عما حدث منذ قليل ثم تابعت
ولا انت كمان هتنكر.
بنظرة وقحة مرر عينيه على معالم الأنوثة لديها والبارزة بوضوح رغم العباءة السمراء الشيء الوحيد الذي يجذبه بها فقال بمكر وهو ينفض رماد سيجارته
لا مش هنكر يا أمنية بس دا يجي إيه بقى جمب كرامتي اللي بعترتيها على باب شقتكم لما خلتيني اروح وقفايا يقمر عيش واتهمتيني اني عايز اسوء سمعتك انتي بقى شايفني كدة! وانا اللي جاي اطمن واسلم عليكي!
تاني يا ابراهيم!
هتفت بها بسأم لتزفر وتردف بتعب
واحنا مش أصلحنا خلاص دا انت زليت أمي عليها وعذبتني عڈاب وانا اتصل واترجى وقلبك القاسې غير بجملة وحيدة بعد دا كله
لو عايزاني تعاليلي المخرن واديني جيت و.... ارضيك بإيه تاني
على طرف لسانه كان يود أن يخرج ما يدور برأسه ويحتاجه منها الان ولكنه تمالك ليجيب بخبث وتروي في انتظار المنفعة
هو انتي ليه محسساني اني وحش اوي كدة مع انك اكتر واحدة عارفة انني هممني المصلحة وعارفة اني خطبتك مخصوص عشان اجيبلك حقك من اختك الحرامية اللي سارقاه عايز ابقالك ضهر بدل ما انتي واخواتك وخالتي كدة عاملين زي الشحاتين عندها وهي تعبي في كرشها من مال ابوكي يا بت دا انتو بتخدموا بلقمتكم عندها.....
أنا مبخدمش حد.
هدرت بها بوجه اظلم بالكره والحقد تتابع
انا قاعدة زي الست في بيت ابويا ولا يهمني شهد ولا حتى ألف غيرها.
رقص حاجبيه ليكيدها بقوله
بس امك بقى شغالة خدامة عندها هي واخواتك ولا هتقدري تنكريها دي كمان
امتقع وجهها وتبدلت ملامحها للقهر وتصيح به
انت عايز ايه يا ابراهيم
تبسم بشيطانية وقد اسعده تأثير كلماته عليها فقال 
يعني هعوز ايه يا ختي انا بس كنت برد عليكي اديكي شايفة اهو خير ابويا زايد ومغطي المخزن متعبي بالبضاعة يعني مش محتاجلك انا بس شفقان عليكي عشان محبش الظلم. 
ردت تمتم بمسكنة وهي تعدل بحاجبها
ربنا موجود بقى هو اللي بيخلص الحقوق ما انا لو امي ناصحة كانت لمت الليلة من أولها خدت حقنا منها لكن تقول ايه بقى.... 
قاطعها بقوله
طب ما تشتغلي انتي معاها عشان تعرفي تجيبي حقك وحق اخواتك منها.
اعترضت باستهجان مرددة
انتي عايزاني انا اشتغل لا يا حبيبي انا متحملش شغل ولا قرف هي ناقصة تعب وهدة حيل وكمان حر وشمس يأثروا على بشرتي ولا جمالي.
بابتسامة جانبية ساخرة ردد خلفها
لا وانتي جمالك مقطع الدنيا. 
توقفت بنظرة غاضبة تحدجه قائلة
هو انت قصدك تتريق عليا يا ابراهيم
سمع منها واعتدل مستقيما ليجيب وهو يتجه نحو الباب الخارجي للمنزل
لا يا ختي ولا اقول ولا اعيد انا بس مستغرب كلامك وخۏفك الزيادة دا على نفسك ولا هيئتك مع ان اختك يعني اهي بقالها سنين في الكار بتاع دا اللي استلمتوا اصغر منك ومع ذلك لسة بخيرها ومتغيرش فيها غير حبه السمار اللي غطوا وشها الابيض من الشمس وبرضوا حلوة.....
قال الأخيرة مشددا عليها وهو يحاول في قفل البتب الكبير حتى انفتح والتف إليها فوجدها متغضنة تعوج فمها بامتعاض مرددة
حلوة! بقى بعد كل المرار اللي شايفينه دا منها بتقول حلوة.
تنهد بغيظ يقول بقرف
وايه دخل ده بده انا بتكلم ع الشكل بطلي غباوة.... ويالا بقى هوينا اطلعي عشان انا كمان اطلع قبل ما اتخنق.
ابتعلت الإهانة بمعاملته الجافة معها تلقي بنظرة نحو الشارع الذي كان خاليا فقالت قبل ان تغادر
طب متنساش بقى تتصل بيا بعد ما توصل الدكان .
مش هنسى يا ختى.
تمتم بها لتذهب من أمامه ويتابعها بعينيه حتى وصلت إلى الشارع الرئيسي واختفت به ليأخذ انفاسه ويخرج هو ايضا يغمغم بحنق وهو يغلق الباب من الخارج
قال جمالها وبشرتها فاكره نفسها السفيرة عزيزة المحروسة!
في غرفة المكتب الصغير كانتا الاثنتان على يجلسن على الاريكة القديمة المتهالكة يتناولان

بنهم في الأطباق البلاستيكية الطعام الحارق واصوات الضحكات تصل إلى خارج الغرفة.
اممم الله ېخرب بيتك وبيت اللي يأمنك على اكله بوقي اتحرق يا زفته.
صړخت بها شهد بأعين تدمع وكفها ټضرب على جدار الحائط بجوارها والأخرى تقهقه بتسلية ولا تستطيع التوقف فصاحت بها متابعة
يا بت الشطة حړقت بقي اوقفها ازاي
اجابتها لينا من بين ضحكاتها
وقفي الأكل يا أمي وصاحبتك هتقوم بقى بالواجب متخفيش انا هتخلص ع الاتنين عادي اوي معايا.
كمااان بجحة وليكي عين تطمعي في اللي في إيدي
دا انتي على كدة قاصدة بقى
أجابت بهز رأسها وضحكة منتشية ترتسم على ملامح وجهها وتقول
اه بصراحة يا صاحبتي اصل الكشري المرة دي يجنن بجد.
عقبت شهد ساخرة تردد
كشړي! ودا بقى فيه كشړي! دا بقى شطة بطعم الكشري ربنا يحميكي لشبابك انا معدتك اتحرقت.
كانت لينا تتناول بتلذذ لتزبد من غيظها وهي التي تتناول ملعقة وتتوقف دقائق حتى تستطيع تتناول الاخرى فرغم المعاناة كانت تستمتع هي الأخرى.
انهت طبقها لينا لتضعه الفارغ في سلسة المهملات القريبة منها فقالت لشهد بامتنان على طريقتها
مرسي ازي يا شهد ع العزومة الجميلة دي الواحد كان محتاج جرعة الحرارة وانه يشعر بلذة الألم في......
في مصارينه. 
قالتها شهد مقاطعة لها لتضحك الأخرى وهي تسقط بجس دها بجوارها وتقول بموافقة
هو فعلا كدة.... عرفتي تعبري ع اللي جوايا يا شهد .
سمعت لتقول بدهشة ترافق ابتسامتها
اقسم بالله انتي الناس مغشوشة فيكي اللي يشوفك من برا بشكلك ولا لبسك الخوجاتي ده ميفتكرش أبدا ان زوقك كدة على فكرة. 
بكفيها الإثنان فركت لينا على شعر راسها الكستنائي لتسقطه أمامها ثم تعيده للخلف پجنون قائلة
انا عارفة نفسي كويس I am special أنا مميرة حطيها قاعدة في دماغك دي يا صاحبتي.. يعني لازم اكون مختلفة عن كل الناس.
ارتفع حاجبي شهد وانخفضا سريعا لتعقب ضاحكة
انتي مش مميزة يا قلبي انتي مخك ضارب 
وضعت لينا قدما فوق الاخر لتقول بزهو
حتى مع دي برضوا مميزة. 
همت شهد ان تستمر بمناكفتها ولكن صوت الهاتف منعها تناولته لتجيب بدون ان تركز في الرقم
الووو... إزيك يا شهد...
سمعت
الأخيرة لتجيب بارتباك وقد علمت بهوية المتصل.
اهلا ست مجيدة عاملة ايه
جاءها الرد بصوت عاتب
كويسة يا ستي بس لازم يعني انا اتصل عشان تسأليني. 
ردت شهد بحالة شديدة الحرج 
انا آسفة والله يا ست مجيدة لو كنت مقصرة في السؤال بالتليفون بس ربنا العالم انا كل ما اشوف البشمهندس حسن بسأله عنك واسأليه بنفسك.
في الناحية الأخرى تبسمت الأخرى بملأ فمها وقد أعجبها ردها فهمت ان تزيد بدلالها ولكنها توقفت على صوت السعال الخفيف وتبعه قول شهد وهي تخاطب شخصا ما بجوالها.
لينا ازازية المية والنبي .
إيه لينا !
غمغمت بها مجيدة ثم انتظرت قليلا حتى ارتشف شهد من الماء لتخاطبها
هنيا يا قمر. 
الله يهينيكي يا حجة.
قالتها شهد لتجفلها مجيدة بقولها
هو انتي قاعدة فين دلوقتي يا شهد انتي وصاحبتك
تطلعت شهد بدهشة نحو صديقتها وهي تجيبها
انا قاعدة في مكتب الشغل وصاحبتي معايا بس انتي عرفتي منين ان لينا صاحبتي
تجاهلت مجيدة الرد ع السؤال وقالت تزيد من دهشتها
بقولك ايه انا ليا عندك حق عرب عشان قولتلك اعزميني عندك وانتي معبرتيش.
والله يا حجة انا.....
متكمليش يا شهد انا مش بضغط عليكي انا بس عايزاكي تصالحيني.
تعرقت شهد بشدة فكلمات مجيدة المفاجئة لها مع حرارة الكشري جعل الاضطرب يبدوا جليا على ملامح وجهها حتى انتبهت لها لينا لتناظرها باستفهام فهته لتلوح لها بكفها للإنتظار قبل ان تجيب
طب انتي عايزاني اصالحك ازاي يا ست مجيدة
ها إيه رأيك بقى
قالتها ميرنا وهي تدلف لداخل الملهى والذي كان فارغا من رواده سائلة الاخرة والتي كان تجول معها بعينيها بانبهار على شيء حولها لتردد ضاحكة بلهاء
رأيي في إيه بس دا عامل زي اللي بنشوفه في التلفزيون لأ دا مش زي دا احلى كمان....
ضحكت ميرنا لتجلس على أحد المقاعد واضعة قدم فوق الأخرى تزيد من انبهار مودة لتسألها بفضول
لكن انتي بتقدمي الخمرا وتقعدي مع الزباين تفتحي أزايز 
افتح إيه
تفوهت بها الأخرى لتطلق ضحكة مجلجلة حتى لفتت انتباه رجل البار الأجنبي قبل ان يعود لمواصلة عمله في ترتيب طاولة البار امامه وتنظيفها ثم اردفت
يا بت افهمي انا شغالة نادلة يعني اقدم الطلبات وبس انتي في مكان محترم يا بنتي الحاجات اللي بتقولي عليها دي تحصل في الأماكن اللي برا مش هنا.
اومأت مودة بتحريك رأسها فقالت بأسف
طب معلش بقى سامحيني لو كنت غلطت انا مفهمش اوي في الكلام ده.
تبسمت ميرنا وهي تجذبها لتجلس على الكرسي المقابل لها فقالت
انتي طيبة اوي يا مودة وانا عمري ما ازعل منك عشان الصفة دي اللي عندك بالذات عكس صاحبتك دوكها يا ساتر. 
قصدك مين صبا
اه هي صبا دي متقنعرة ورافعة مناخيرها كدة لفوق بتسلم عليا بطرف صوابعها بقرف ليه كدة يعني بصراحة انا زعلت منك يا مودة لما عرفتيني عليها.
قالتها بلهجة عاتبة اثرت في الأخرى لتقول 
والله ما متنقعرة هي بس شايفة نفسها عشان ابوها مدلعها اكمنها اخر العنقود دا غير ان حالته كويسة مش مخليها محتاجة حاجة مشافتش الغلب زي حالتنا ولا اتمرمطت من شغلانة لتانية دي حتى الوظيفة اللي مسكتها دي جاتلها كدة بالواسطة من الاستاذ شادي اللي اخته تبقى جارتها
اردفت الأخيرة ببؤس فقالت الأخرى تدعي الأشفاق عليها
يا حبيبتي دا انتي باينك شقيتي وتعبتي اوي لهو انتي معندكيش اخوات ولا اب يصرف عليكي زي المحروسة دي.
مصمصت بشفتيها تصدر صوتا لتقول
يا حسرة انه خوات ولا أنه أب دا ابويا مشافش وشي من ساعة ما اتولدت طلق امي وهي حامل بيا المسكينة فضلت تعافر عليا وعلى تربيتي لحد اما ماټت وانا عمري تلتاشر سنة وسابتني مع ستي بقى نناقر في بعض انا قليلة الحظ في كله اساسا. 
ابدت لها ميرنا ملامح متأثرة بشدة عكس ما كان يدور برأسها فهذه الفتاة نكاد ان تشببهها في الظروف لكن باختلاف الطباع والمظهر ف ميرنا رغم كل الظروف التي مرت بها كيتمية تربت في ملجأ وكان جمالها هو سبب شقائها في البداية نظرا لطمع الرجال بها لتكن عرضة للاستغلال منذ صغرها قبل ان تعي جيدا لتستغل هي هذه الصفة بحنكة تعلمتها مع قسۏة الزمن 
لتستعمل ذكائها جيدا في جلب المال بعدم الاستهانة بإمكانياتها فلا تستسلم أو تكن متاحة للجميع لا بل كانت تترقي في هذا المجال رويدا رويدا حتى صارت
تم نسخ الرابط