و بها انا متيم أمل نصر

موقع أيام نيوز

باكية
هي عارفة كويس ان بقالنا يومين ما بنتكلمش عشان كدة بتنكشني عشان تزيد عليا الغلب ما انتو كلكم مش حاسين بيا منعينه يدخل البيت ولا يجي ويفرحني زي بقية العرسان انتو قاطعين عليا فرحتي ومديقين على ابراهيم عايزينه يطفش ويسيبني هو دا كان غرضكم من الأول صح انا دلوقتي بس اللي فهمت.
قالت الأخيرة وانطلقت بنوبة لبكائها بصوت عالي والتقطتها نرجس داخل احضانها لتزيد من سخط شهد في الرد نحوهن
انتي كمان بتاخديها في حضنك جاي على هواكي أوي استعباطها
وانا ذنبي إيه بس يا بنتي 
قالتها نرجس بدفاعية كعادتها لتصيح بها وبابنتها
اسمعوا بقى انتو الجوز انا كلامي كان واضح من الأول الواد دا ملوش داخلة هنا غير مع اهله وبعد اتفاق معايا انا
شخصيا واكون حاضرة كمان مش عجبوا تحكمواتي يبقى يلم نفسه ويخلص شقته وانا بقى لو هشحت يا أمنية هجوزك عشان اخلص منك ومن قرفك انتي ملكيش غيره اساسا هو يستهالك وانتي تستاهليه...... وع العموم بقى دا اخر كلام عندي واللي مش عاجبوا يشرب من مية البحر. 
قالتها والټفت لتغادر بڠضبها وتتركهن انتفضت خلفها رؤى تنناول حقيبتها وفور ان تحركت خطوتين توقفت لتلقي بكلماتها نحو التي تبكي بحړقة في حضڼ والدتها
بټعيطي وعاملة نفسك مظلومة على اساس ان احنا اغبيا زيك ومش فاهمينك ولا فاكراني مش عارفة انه بيجيلك واحنا مش موجودين امال دا لو فاتحين له البيت ده هيعمل ايه
قالت الاخيرة بشراسة اجفلت الاثنتين قبل ان تغادر بقرف من أمامهن
لمسات حانية صغيرة ناعمة كانت تدور بعشوائية على ملامح وجهها حتى أصبحت تستمتع بها مفضلة عدم الأستيقاظ كي لا تنحرم منها ظنا منها انها تحلم زادت اللمسات مع همهات طفولية وضحكات مكتومة جعلتها تتيقن انه واقع. 
لتفتح جفنيها وتصعق برؤية الوجه الصغير وابتسامة شقية بمعنى ان لقد انكشفنا
ظافر.
قالتها وانتفضت لتعتدل بجذعها عن الفراش لتخطفه داخل احضانها فتقبله بفرح وعشق حتى انتبهت على زهرة الجالسة في الناحية الأخرى من الفراش متربعة القدمين تتأملهم بابتسامة رائقة لتصيح بها 
كدة برضوا يا زهرة قاعدة انتي مكانك وسايبة العفريت ده شلفطلي ملامح وشي .
قولنا نعمل فيكي مقلب والاستاذ ظافر استغل الوضع على اكمل ما يكون واكنه مدرب ع الحركات دي بقالوا سنين. 
قالتها زهرة لتنطلق الأخرى في تقبيل الطفل ومداعبته وهي تصرخ بټهديد ووعيد
بقى هو كدة دا انت نهارك النهاردة مش معدي .
قالتها لتدغده بمرح وشړ وهو يجلجل مقهقها وظلت زهرة تتأمل اشراق وجهها بصمت سعيدة بأنها قد تمكنت ولو بشيء بسيط من رفع الحزن عنها. 
جيبتي جوز المتخلفين معاكي ولا لأ
سألتها نور لتناظرها قليلا باستفهام قبل ان تستوعب سريعا لتجيبها
لا يا ستي الحمد لله عامر الريان النهاردة اتكفل بيهم وخدهم معاه على مزرعة الخيل يراقبوا اخوهم وهو بيتدرب
مجد باشا. 
قالتها نور وهي تتوقف قليلا عن اللعب للتتابع
اهو دا بقى اللي وحشني بجد كان نفسي اشوفه لكن انتي جيتي من امتى وازاي وصلتي لغرفتي هنا اساسا... يا نهار أبيض...
توقفت لتكمل الحديث بهمس
هي طنت بهيرة مشفتكيش
ضحكت زهرة تنفي بهز رأسها وهي تجيبها بنفس الهمس
لا الحمد لله مشفتنيش ولا انا شوفتها بس حتى لو حصل يعني انا اساسا دخلت بصحبة مصطفي باشا عزام يعني حماية..
خبئت ابتسامة الأخرى لتعقب بأسى
يعني هو اللي اتصل بيكي يا زهرة عشان تجيبي الولد وتخففي عني كالعادة برضوا بيفتكر يفرحني وينسى نفسه
قالت زهرة في محاولة انكار مكشوفة منها
وانتي مين قالك بقى ان هو زعلان دا الراجل قالي بنفسه حصل خلفة او محصلش انا متمسك بنور ومش عايز اولاد من واحدة غيرها افهمي بقى يا مچنونة. 
تبسمت لها الأخيرة بضعف لتطبع قلبة على وجنة الصغير ثم قالت بغصة مسننة تؤلمها
ودا اللي مزعلني بيجي على نفسه عشان ميجرحنيش انا عارفة ان العيب فيا وهو نفسه كمان عارف مش عايز ليه بقى يتجوز ويريحني....
يريح مين يا ست انتي
هتفت بها زهرة تقاطعها بعبوس عقد ملامح وجهها لتتابع بعدم تصديق
في إيه يا نور هو انتي ليه مصرة ان العيب فيكي إذا كان الدكاترة نفسهم برا وجوا مصرين وأجانب كلهم أكدوا انك سليمة زيك زيه ليه بقى الإصرار على إن العيب فيكي
ابتعلت وهربت بعينيها من النظر بخاصتي الأخرى لا تجد من الكلمات ولا الحجة التي تمكنها من الإقناع هي متأكدة من شيء تعلم حقيقته وتخجل من البوح به أو بمعنى أصح لا تريد النبش في جراح ماضي هو السبب الرئيسي لما تواجهه الان فخرج صوتها بتحشرج
كل واحد وعارف بنفسه يا زهرة وانا تعبت من شيل الذنب يعني لما اطلب من

مصطفى انه يتجوز مش عشانه وبس لا دا عشاني انا كمان ارتاح.
همت زهرة ان تتكلم ولكن الأخرى قاطعتها قبل ان تبدأ
حتى لو الدكاترة أكدو اني سليمة في الخارج انا عارفة اني معطوبة في الداخل.
طالعتها زهرة بعدم فهم لتضيف الأخرى بقناعة
عارفة انك مش مصدقة زيه بس انا محدش هيعرفني قدي خليه بقى يريحني....
بشبه ابتسامة ليس لها معنى ردت زهرة بتأكيد هي الأخرى
جوزك مكدبش لما انك محتاجة دكتور يا نور
تغضن وجه الأخرى وانتفضت لتنهض من الفراش حاملة الطفل على ذراعها لتقول پغضب
انتي كمان يا زهرة هتقولي زيه هي الرغبة في الأطفال بقت مرض يعني
تنهدت زهرة بثقل تنهض خلفها لتقارعها وهي تقف أمامها
مش الرغبة نفسها يا نور احنا بنتكلم عن انفعالك ده والعصبية الزيادة على شيء في علم الغيب الخلفة دي رزق من عند ربنا ومحدش ابدا يقدر يمنع رزق ربنا ساعة ما يريد بيقول كن فيكون دا لو انتي اصلا فيكي عيب زي ما بتقولي
وإذا كان المنع من عند ربنا نفسه.
غمغمت بها داخلها قبل ترسم ابتسامة مغت صبة على شفت يها تردد
ونعم بالله.
بتعملي إيه يا صبا
سألها لتجيبه بعدم تركيز وانظارها مثبتة على شاشة الحاسوب التي تعمل عليها أمامها
بشوف الأسئلة اللي بتوصل ع البريد الإلكتروني عشان اجمعهم واجيبهم لحضرتك بس انا ملاحظة ان تقريبا معظم الأسئلة زي بعضها......
ناظرها بتساؤل فتابعت بلهفة
دول بيسألوا عن حفلة عمر دياب معقول الفندق هنا هيجيب الهضبة....
قالت الأخيرة بأعين متوسعة من الإنبهار لتزرع ابتسامة على وجهه مرددا خلفها
اه يا صبا هيجيب الهضبة بتحبي اغانيه على كدة
تبسمت بحرج تجيبه وانظاراها هبطت تبحث في الملفات بعدم تركيز
يعني مش حكاية احب اغانيه ولا اكرها بس دا الهضبة يعني اشهر من الڼار ع العلم.....
ترك شادي ما كان يعمل به ليمارس هوايته المعتادة في تأملها يشبع انظاره منها ومن خجلها الذي يغلب طبعها مهما ادعت من القوة والجرأة فقال يناكفها
شكلك كدة مش طالعة لوالدك ولا بتحبي الفن الأصيل دا الراجل ليلاتي يشغل الست في البلكونة جمبي ويردد وراها 
هذه المرة ابتسمت بملأ فمها تحاول ان تسيطر على حرجها في الرد عليه
هو صوت ابويا بيوصلك
تبسم بتأكيد يجيبها
ودخان الشيشية اللي بيكركر فيها انا تقريبا بقيت ادخن سلبي وراه زي ما حفظت كمان الاغاني معاه.
كتمت بكفها على فمها حتى لا تصدر ضحكتها صوتا لتقول
معلش بجى اتحمل جارك راجل رايق وميحبش السهر بعيد عن بيته لا على جهوة ولا مع أصحاب نصيبك كدة.
احلى نصيب 
ود ان ينطق بها مع انه شيء في علم الغيب ويقارب المستحيل ولكنها اخطات مرة أخرى وذلف لسانها بكلمات الجنوب والتي لم يعلم انها بهذا الجمال سوى الان بعد ان سمعها منها .
صباح الخير يا شادي.
أجفل بها لينتفض عن محله فور رأى صاحب الصوت متفاجئا بحضوره يقف أمامه بهيئته الراقية والنظارة السوداء تغطي على اللون الأخضر في عينيه ليتمتم بالتحية ردا عليه ومعه صبا هي الأخرى والتي وقفت احتراما
لحضوره رغم احتقانها من هيئته المغرورة وتخايل خطواته وكأنه الطاوس. 
عملت إيه في ترتيبات الحفل
سأل بها شادي والذي رد يجيبه رغم دهشته
حضرتك انا مجهز البيانات وكنت هجيبهالك على اخر اليوم
اومأ عدي برأسه وعينيه المختفية تحت اللون القاتم للنظارة تتابعها في الناحية الأخرى تقف بتململ وكأنها غير عابئة به ولا بحضوره وهو الذي اجبرته قدميه ليأتي كي يراها.
فقال شادي والذي كان مرتابا من حضوره الغريب
حضرتك لو عايز تشوف البيانات انا ممكن اديهالك دلوقتي تشوفها.
رد عدي بعد ان يأس منها ومن لا مبالاتها
خليها اخر اليوم بقى زي ما قولت انا اساسا مش فاضي.
قالها وتحرك مغادرا بخطواته السريعة وعاد الاثنان لأماكنهم فغمغم شادي بشعور غير مريح
عجيبة يعني جاي بنفسه يسألني ع التقارير
خرجت مودة من إحدى غرف الفندق التي انهت تنظيفها وترتيبها تخرج المكنسة الكهربائية الضخمة بغرض ان تضغها على الحامل في الخارج حتى اجفلت بمن اصطدمت بها
أسفة معلش مكنش قصدي .
لا ولا يهمك بسيطة.
قالتها مودة بعدم تركيز قبل أن تلتف نحو الفتاة الجميلة ذات الشعر الطويل والزينة المتقنة على ما ترتديه من ملابس قصيرة ولكن مهلا
هو انتي شغالة معانا هنا في الفندق
سألت مودة الفتاة بعد انتباهاها على شعار الفندق المدون على الزي الخاص بها رغم الاختلاف الكلي لهيئة من تقف أمامها واجابت الأخرى بابتسامة
ايوة يا حبيبتي انا شغالة هنا زي زيك لهو انا مش باين عليا
ردت مودة تبادلها الابتسام
بصراحة لا مش باين عليكي دا انا في الأول افتكرتك من النزلاء قبل ما اخد بالي من اليونيفورم بتاعك بس انتي ازاي لبسك غريب كدة هو انتي قسم إيه
ضحكت الأخرى لترد وهي تساعدها في تحريك الحامل
قبل ما اقولك انا قسم ايه قوليلي انتي الأول انا لبسي غريب في إيه بالظبط.
توقفت قليلا بتردد قبل ان تجيبها بحرج
اصله يعني...... متأخذنيش قصير كدة لفوق الركبة دا غير انه ضيق فوق وتحت.... بس عسل والله على جس مك المظبوط.
قالت الأخيرة وكأنها تصحح خطأها مما جعل الأخرى تضحك لها ثم توقفت تقول
شكلك طيبة اوي يا عسل وانا بقى استريحتلك اوي وعايز اصاحبك إيه رأيك اعرفك بنفسي وانتي تعرفيني بنفسك.
اومأت مودة لها بحماس وضحكة مرتسمة ببلاهة على وجهها لتمد بكفها أمامها تقول
انا اسمي مودة وشغالة هنا في قسم النظافة زي ما انتي شايفة كدة.
تقبلت الاخرى لتبادلها المصافحة تأخذ دورها في التعريف
وانا بقى يا ستي اسمي ميرنا شغالة هنا برضوا بس في أرقى حتة في الفندق المكان اللي بيضم البشوات والأجانب الفايف ستار بس .
باعين تبرق بالأنبهار سألتها مودة بفضول
مكان ايه
وصل إلى الموقع ليعلم بالصدفة انها كانت حاضرة منذ قليل ولكنها اختفت خلف المبني في الأرض الخالية تقريبا إلا من أشجار السدر المنتشرة بكثافة في هذه المنطقة الصحراوية بدون تفكير تحرك على الفور ليبحث عنها حتى تفاجأ بشبحها جالسة على أحد الاحجار الكبيرة يبدوا انه كانت شاردة في شيء ما لدرجة لم تجعلها تنتبه له ولخطواته التي كانت تدعس
تم نسخ الرابط