و بها انا متيم أمل نصر
المحتويات
اللي يهمك يهمني واللي يسعدك يسعدني واللي يحزنك يحزني انا كمان اقتنعتي بقى يا شهد
اقتنعت يا عيون شهد وفهمت كل كلمة قولتلها ربنا ما يحرمني منك.
قالتها ثم لفت ذراعيها حول ساعده لتعود إليه وتريح رأسها على حصن أمانها ومصدر السعادة الذي كان مخزنا في انتظارها.
بداخل الشرفة التي دخلتها خلسة وقفت تنتظره على حسب الاتفاق بعد أن اتصل بيها يريد رؤيتها ضروري لم تكمل دقيقة حتى أتى إليها مسرعا ليتوقف فجأة ينظر لوجهها البهي والذي اشتاق إليه بصورة موجعة طوال الساعات الماضية بعد أن حرم من رؤياها.
مساء الفل والورد والياسمين.
تبسمت بخجل لتزيد من عڈابه بصوتها الذي يهمس برقة
مساء الخير عامل ايه بجى
رد بوجه عابس كطفل
أناا أنا في حالة ما يعلم بيها غير ربنا يا صبا قاعد على ڼار مستني كلمة من والدك يا يحيني يا يموتني.
بعد الشړ عليك.
تمتمت بها بدون تفكير واستدركت حين رأت ابتسامته لتتراجع سريعا مردفة
زاد اتساع ابتسامته مع انتباهه للمحة الخجل التي اعتلت تعابيرها فقال بنفاذ صبر
وبعدين بقى الله يرضى عنك حاولي معاه خليه يريحني خليني أدخل البيت من بابه بدل ما انا عامل كدة زي العيال المراهقين.
بابتسامة مستترة عادت لمكرها تلاعبه
وه واحاول كيف معاه يعني ما انا جولتلك من الأول الرأي رأي ابويا أنا مليش كلمة.
يا شيخة اه صح ما انا مصدقك بس برضوا يا صبا مفيش ضرر تحاولي مع السيد الولد او الست زبيدة وتحنوا على جاركم الغلبان دا انا حتى ابويا مېت والله وامي ست تعبانة.
اومأت تحرك رأسها بتفاهم وهي تضحك بصوت مكتوم حتى ظهرت أسنانها البيضاء وهو يشاركها بابتهاج يكاد يوقف قلبه من السعادة حتى انتفضا الاثنان على الصوت القريب لوالدها فارتد للخلف بظهره يومئ لها بكف يده لتعود هي الأخرى قبل أن يدخل والدها اذعنت لأمره ولكن وقبل أن تخرج من الغرفة تفاجأت به يدفع الباب ويلج اليها ليخاطبها متفاجئا هو الاخر ويسألها
أخفت ارتباكها لتجيبه بلهجة تبدوا عادية
ولا حاجة يا بوي انا كنت بس بطبج الهدوم واحطها في الدولاب عن اذنك.
هربت على الفور من أمامه وظل هو يطالع اثرها لفترة من الوقت قبل أن ينتبه على ستائر الشرفة المفتوحة ليعض على لسانه ويغمغم بفراسة اختلطت بغيظه
اه يا بت ال... الفرطوس
بعد تناول وجبة الغذاء وفي جلسة عائلية ضمت
الله يا بت يا صبا كوباية حبر تعدل المزاج صح هو
دا بس اللي فالحة يا مضړوبة الډم.
ضحك الجميع وردت هي تقارعه بشقاوة
حرام عليك يا حجازي يعني هي دي فكرتك عني طب مخدتش بالك من طبج السلطة اللي عملته والا اللحمة اللي حمرتها لحد السمنة ما نترت على يدي.
لا كتر خيرك يا ستي ظلمتك انا يا بت ابوي مكنتش اعرف انك اتطورتي كدة .
تدخل فراج يردد بمناكفة لا يتخلى عنها ابدا في التعامل معها
انا من يومي اجول عليها خايبة ولا عمرها هتفلح اهي دي نتيجة الجلع.
سمعت منه واحتدت ترد على قوله بغيظ رغم الابتسامة الذى غزت افواه الجميع
لم نفسك يا فراج وبطل غلاستك ولا انت ټموت لو ناكشتني
ضحك يكيدها مرددا
اديكي جولتيها بنفسك انا بستمخ لما انكشك بس كمان انا مغلطتش انتي لازم تتعلمي حتى عشان لما تروحي بيتك تخدمي نفسك وجوزك الحلا والجمال مش كل حاجة يا بت أبوي.
التوى ثغرها بحنق لا تقوى على الجدال معه في هذه النقطة التي اقتنعت بها منذ فترة طويلة ولكن تعلمها يسير بصورة بطيئة مع محاولات الفشل المتكررة منها.
تدخل حجازي يلطف بدعابة
لا ما هي لو خدت اللي بيحبها هيصبر عليها ويفوتلها يا واد ابوي مش جالك المثل حبيبك يبلعلك الظلط وعدوك يتمنالك الغلط.
اومأت زبيدة تدلي بدلوها هي الأخرى لكن بمكر.
ايوة يا ولدي خصوصا كمان لما يكون عارف الصفة دي عنها من الأول ومع ذلك راضي وموافق.
أومأ حجازي بغمزة بطرف عيناه مرددا بمغزى
ايوة بجى يا ست زبيدة وكمان لما يبجى واجع على بوزه هتعك كد ما تعك برضوا هيجول الله.
رمقته باندهاش اختلط بخجلها الذي كان واضحا كضوء الشمس رغم محاولاتها إنكار ما وصل بذهنها
من تلميح
في إيه يا حجازي انت بتتكلم كدة وكأنه موجود مش لما ياجي صاحب النصيب.
اندمج فراج في اللعبة يسألها
يعني انتي شايفة انه مجاش
ردت على سؤاله بسؤال متحفزة
جصدك إيه فراج انت كمان
ضحك يزيد من غيظها مع نظرات الاخرين الكاشفة لها حتى تدخل والدها بحزم قائلا
فوضها انت وهو وجيبوا معاها من الاخر انتي يا بت موافجة ع اللي اسمه شادي ده ولا لأ
ها.
تمتمت بها في البداية مجفلة من السؤال المباشر قبل أن تستعيد شخصيتها العنيدة في الرد
وانا مالي بالكلام ده يا بوي ما انا جولتلك من الأول ان الرأي رأيك
اقترب برأسه منها يخاطبها بخبث
يعني لو رفضته مش هتزعلي يا عين ابوكي
بهتت وانسحبت الډماء من وجهها وطالعته بړعب لم يخفى عليهم حتى نهضت بكبرياء زائف
انا جايمة وسايبهالكم يا بوي وانتوا حرين.
جرت اقدامها لتنسحب تاركة الأمر لهما واندست خلف جدار الطرقة الفاصلة المؤدية للحمام والمطبخ وبقلب وجل كانت تراقب الحديث الذي دار من خلفها والذي بادر ببدايته فراج بصراحته الفجة
ما تفوضها يا بوي ورد ع الواد ده ان كان بأيوة ولا لأ.
ردت والدته برفض
ولاه ليه بجى ما الراجل زين وتمام التمام.
بس غريب يا زبيدة.
هتف بها زوجها ضاربا بكفه على فخذه فقارعه حجازي بقوله
يعني هو كان غريب ع الملة يا بوي ما كلنا ولاد تسعة ومدام راجل زين ايه عيبه يا بس راضي بيها ومجدر الظروف.
زفر يشيح بوجهه للجهة الأخرى باعتراض فتابعت زوجته بصوتها الهادئ تخاطبه برقة
خلاص يا ابو لية متحبكهاش هي الناس كل يوم بتلاجي عريس زين لبنتتها ومدام راجل وبيشيل المسؤلية دا غير ان أخلاجه عالية وهيصون بتك دي نعمة وحرام نرفصها برجلنا.
نظر إليها بملامح ممتعضة فزاد حجازي من ضغطه
جول أمين يا ابو ليلة وخلينا نلزها البت دي انت عارفاها دماغها مركوب جديم ومش هترضى بأي حد زيحها بجى عشان تبجى خلصت رسالتك وتروح الحجة الكبيرة مع زبيدة حبيبتك.
تبسمت زبيدة بخجل وجاء رد مسعود الذي أحرج هو الاخر متمتما بسبة
اه يا بن الكلب....
ضحك الجميع خلفه ليأخذ وقته قليلا في التفكير قبل يرد اخيرا من تحت أسنانه
خلاص غوروا واعملوا اللي عايزين تعملوه.
سمع منه فراج ليهلل بفرح
الله أكبر خلونا نفرح.
تبسم حجازي برضا وغمغمت زبيدة بغبطة تغمرها
هاين عليا ازغرط والله.
أوعي يا مرة خلي كل حاجة لما تبجى في وجتها لا يجولوا علينا مدلوجين.
قالها مسعود لينهيها بحزم وفي الناحية الأخرى خلف الجدار كان قلبها يتراقص بفرح حقيقي وقد تحقق اخيرا مبتغاها في الارتباط برجل يعشقها وتعشقه.
وفي المساء كانت الجلسة التي جمعت الأسرتين مجيدة وابنائها الاثنان في ضيافة طارق الذي حضر اليوم كرجل العائلة الذي يختص معه التحدث في أمر شقيقته والتي كانت جالسة بأدب بجواره والدتها التي لم تتوقف عن الترحيب
انتوا نورتونا والله.
يا حبيبتي دا نورك عشان تعرفي بس انا الزيارة دي كنت متأكدة انها هتحصل يعني هتحصل.
قالتها مجيدة فضحكت لتثير الابتسام على وجه الجميع وعلقت أنيسة ضاحكة
انتي هتقوليلي ما انا عارفاكي اللي في دماغك بتنفذيه يعني بتنفذيه.
شهقت تعترض ببرائة
وانا برضوا عملت حاجة يا اختي دي كلها امور نصيب بس اقولك كفاية النسب الحلو والجدع الامير ده اللي حاضر معانا احنا اتشرفنا بيك يا استاذ طارق.
بابتسامة صادقة رد يجيبها
الشرف لينا يا ست مجيدة حضرة الظابط تاريخ مشرف والمهندس اكيد ميتخيرش عنه انا بس لولا عندي ظروف خاصة لكنت خليت المدام تحضر هي كمان وترحب بيكم دي فرحت اوي اول اما جيبتلها سيرة عن حضرة الظابط فاكرها يا أمين
رد يجيبه بمودة خالصة
طبعا فاكرها مدام كاميليا من أكتر الشخصيات المحترمة اللي قابلتها في حياتي.
تدخل حسن قائلا بمرح
طيب انا شايف ان الاجواء حلوة والعرسان ما شاء الله عليهم انا بقول نقرا الفاتحة بقى واي حاجة بعد كدة في الاتفاقات المعروفة مش هنعترض عليها ولا انتوا رأيكم
التف طارق نحو انيسة التي أومأت موافقة بابتسامة وردت لينا برقة أذهلته
اللي تشوفه يا أبيه طارق.
رفع شفته مغمغما باستغراب لرقتها المفاجئة
ابيه!
استدرك بعد ذلك ليرد بابتهاج حقيقي
أكيد طبعا مش هنختلف نقرأ الفاتحة..
.
في غرفة المكتب الخاصة بوالده قديما والتي أصبحت مقره الدائم الان في متابعة اعماله الكثيرة من خلالها كي لا يبتعد عن زوجته في هذه المرحلة الهامة من علاجها بعد الخروج من المشفى منذ عدة أسابيع حتى وهي في كنف والدته والتي أصرت على مجيئهم منزل العائلة من أجل مساعدته أيضا في رعايتها ورعاية الطفل الصغير عمار ومع ذلك أبى أن يقصر في حقها ولذلك فضل مباشرة العمل من هنا ومن يريده يأتي إليه كعدي عزام الذي كان يراجع معه عدد من العقود في هذه الوقت.
كدة كل حاجة تمام يعني نخش المناقصة بقلب جامد.
قالها مخاطبا عدي بحماس والذي رد بفتور أصبح من أهم سماته الشخصية هذه الأيام
خلاص يبقى انا هبتدي في الإجراءات من بكرة.
ختم عبارته وهو يدفع الملف
الذي كان بيده على سطح المكتب بضيق انتبه له الآخر ليترك هو أيضا ما كان يعمل عليه ويرمقه عدة لحظات بتفحص ثم ما لبث أن يسأله بفضول استبد به
هو انت لسة برضوا متأثر بموضوع البت اياها
تجمد يطالعه بنظرة خاوية وأعين فقدت لمعة الشغف والحياة الصاخبة ليزفر طاردا كتلة كثيفة من الهواء المشبع بإحباطه قبل أن يقول اخيرا
وإيه الفايدة اتأثر ولا متأثرش ما خلاص.....
سأله مرددا باهتمام
خلاص إيه
زاد عبوس الاخر ليطرق بأطراف أصابعه على سطح طرقات رتيبة مملة والكلمات تخرج بصعوبة منه
أنا عرفت انها كتبت كتابها امبارح على الزفت جارها شادي اللي ساب الشغل عندي وراح اشتغل في فندق منافس بوظيفة أعلى نظرا لكفائته إللي انا عارفاها كويس.
اكتنف كارم شعور جارف بالأسف فخاطبه بما يشبه الإعتذار
أنا مكنتش اعرف ان الموضوع اتطور معاك للدرجادي بس يعني... دي مش اخر الدنيا والستات على قفا من يشيل.
لا يا كارم عمر الموضوع ما كان كدة.
قالها عدي بصدق ما يعتمل بصدره ليستطرد بصوت طغى عليه الشجن
أنا دلوقتي بس إتأكدت إن امتلاك سيدات العالم كله بملكات الجمال اللي فيه ما تساويش نظرة واحدة من ست انت بتحبها وتحبك بجد.
وإن إحساس الكره لما تشوفه في عيون الست الوحيدة اللي حركت مشاعرك مفيش في الدنيا
متابعة القراءة