اخطائي سهام العدل
المحتويات
.
فجأة رن جرس الهاتف المنزلي فإذا بأخاهم الأكبر أكرم الذي هاجر البلاد منذ عشر سنوات ولم يعد يتحدث ليطمئن عليهم ويبارك لعبير علي قرب زفافها ... لقد بعد ولم يفكر في العودة مرة أخري ... حتي ۏفاة أمه لم يحضر عزاها .
مرت الأيام والكل مشغول في تجهيزات الزفاف ... ونور في حيرة من أمرها لعدم سؤال مصطفي عنها أو أخذ خطوة أخري من يوم لقائهما ... الحيرة ټقتلها هل أعرض عن طلبه ... هل فكر ورآها
جاء يوم زفاف عبير وتزين الشارع و البيت بالزينة ...وصدحت أصوات الأغاني والزغاريد تملأ الحي ...
كانت العروس علي هيئة ملاك وعريسها النحيف طائرا من الفرحة بعروسه الجميلة .
فريدة كانت أقل مايقال فاتنة الجمال ...ارتدت فستان باللون الأحمر مبرزا مفاتنها فيه نجوم باللون الفضي وحجابا
لم يستطع علي أن يخفض عينيه من عليها فهو يعشق النظر إليها بدون شيء وهي الآن قمة في الجمال يتمني أن يفتح قلبه ويغلقه عليها ويحجبها عن الأعين ... فقد كانت محط أنظار الجميع ولكن هانت وقرب اللقاء فالآن يستطيع أن يتقدم لخطبتها وتصبح ملكه للأبد لكنه يريد أن يستقر من حيرته ويعرف رأيها في الزواج منه
فريدة مبتسمة علي ... ازيك ... فيه حاجة .
علي كويس الحمد لله ... ممكن كلمة علي انفراد .
شعرت فيروز بالاحراج فقالت طب انا هسبقك يافيري وابقي تعالي ورايا.
هزت فريدة رأسها بالايجاب لها ثم قالت لعلي اتفضل ياعلي ... فيه حاجة ... انا تحت أمرك.
ابتسمت فريدة ابتسامة أسرته بجد ... شكرا أوي ياعلي .. ده بس من ذوقك.
تجرأ علي قائلا فريدة ... أنا عايز أتجوزك .
اندهشت فريدة مما سمعته فصمتت لبرهة وقالت أنت بتقول إيه ياعلي !!!
علي مترقبا اللي سمعتيه يافريدة ... أنا عايز اتجوزك ... وكنت مستني فرح عبير عشان أفاتح عم وهدان في طلب الجواز منك.
علي متعجبا ليه يافريدة ... هو انتي مش موافقة
فريدة مبررة مش قصدي ياعلي ... بس انت عندي زي يامصطفي ... انت اخويا ياعلي.
علي مجيبا بس أنا مش أخوكي يافريدة ... ثم أخفض بصره وقال ... أنا بحبك يافريدة ... بحبك من سنين طويلة.
اندهشت فريدة لما سمعته فلم تتوقع أن علي الذي كان يلاعبها منذ طفولتها يكن لها هذه المشاعر هو زينة الرجال بل أكثرهم خلقا ولكن ماذا تقول !!! فقلبها ملك لغيره وليس علي القلوب سلطان... ولكن لابد أن تحسم معه الأمر قبل أن يفاتح أخاها وأباها ...فاستردت شجاعتها قائلة أنا عمري ماشفتك غير أخ ياعلي ... أنت ألف بنت تتمناك بس للأسف
صدم علي لما سمع ...فقد تحطمت آماله في لحظة ... أحلام عاشها سنين طويلة علي أمل يوم سيجمعهما أراد أن يركع علي ركبتيه ويتوسل لها أن توافق فهي نبض قلبه ولكن أبت كرامته أن يحدث ذلك .
رأت فريدة الصدمة والحزن علي وجهه فشعرت ناحيته بالشفقة فأرادت أن تخفف عنه قائلة علي ... سامحني أرجوك ... فعلا أنا اسفة لكن ....لكن....
علي مقاطعا مفيش لكن ... ربنا يسعدك يافريدة ...
وتركها وذهب .....
سار علي هائما علي وجهه شاعرا أنه منزوع القلب يشعر أن من حوله يري ڼزيف قلبه.... ظل سائرا حتي وجد نفسه في مكان خالي من البشر ... ظل ينظر إلي الفراغ ثم نزل علي ركبتيه مطأطئا رأسه يبث إلي الله وجعه بعد شوق السنين
علي صارخا قانطا يااااااارب .... أنا سنين طويلة مش بعصيك عشان تكافئني بها ....ليييه ...بتعمل فيا كده ليه ... دا أنا عشت عمري بتمناها .... بعدت عنها عشان آخدها في حلالك ... بټحرق قلبي ليه .
ثم خر باكيا بحړقة ... لايدري كم فات من الوقت حتي سمع آذان الفجر ... فنهض مستغفرا ...طالبا من ربه العفو والسماح علي قنطه ... ثم سار ذاهبا لأداء صلاة الفجر.
بعد مرور يومين رن هاتف مصطفي برقم فاطمة فتح مصطفي الخط .
مصطفي السلام عليكم ... ازيك ياست الكل .
فاطمة عليكم السلام ... ازيك يامصطفي.
مصطفي بخير الحمد لله ... عارف إني مقصر والله .
فاطمة لا يابني ...لامقصر ولا حاجة ... أنا بس بطمن عليك .
مصطفي ربنا مايحرمنا منك ... انا عند وعدي بس ابويا يرتاح من ارهاق الفرح وهنيجي .
فاطمة مبروك ماعملتم ... وأنا في انتظاركم ... تشرفونا في أي وقت .
مصطفي الشرف لنا ياست الكل ... نور عاملة إيه
فاطمة كويسة يابني نحمد الله .
مصطفي مفيش تحسن في حالتها
فاطمة هي الحمد لله أهدي بكتير من الأول ... بس لسه منعزلة لوحدها .
مصطفي طب ممكن تعطيني رقمها
فاطمة للأسف مفيش معاها رقم ... مبتكلمش حد ... بس أنا هعطيها التلفون .
مصطفي خدي راحتك ... أنا في انتظارك .
دخلت فاطمة علي نور غرفتها ...وجدتها جالسة في مكانها في ركن الغرفة .
فاطمة نور ... مصطفي عايز يكلمك.
لمعت عيني نور وخفق قلبها
بشدة لسماع اسمه أخذت من أمها الهاتف وخرجت أمها .
نور ألووووو.
شعر مصطفي براحة شديدة لسماع صوتها ازيك يانور .
نور برجفة كويسة.
مصطفي الحمد لله ... يارب دايما
نور بحرج فكرتك نستني ... أو غيرت رأيك ...ومن غير حرج ده حقك .
مصطفي متعجبا ليه أغير رأيي ... أنا بس كنت مشغول .
نور الله يعينك .
مصطفي كان عندنا فرح أختي من يومين ...عقبالنا .
نور بفرحة لكلمته مبروك ...ألف مبروك .
مصطفي بصراحة ... أنا كان نفسي أعزم والدتك وأعزمك ..
بس قولت مينفعش الا اما نيجي انا ووالدي ويبقي رسمي عشان احراجك.
صمتت نور وارتفعت نبضاتها.....
مصطفي جهزي نفسك ياأحلي عروسة عشان أجيب الحاج ونيجي كمان يومين .
نور بفرحة بجد.
مصطفي ضاحكا بجد يامجنونة .
نور إيه .... مچنونة !!!
مصطفي في إيه ياست البنات ... بهزر ... متزعليش.
نور مفسرة لا .... أنا مزعلتش ... بخجل هزر براحتك.
مصطفي طب ممكن طلب
نور اتفضل.
مصطفي ممكن تثقي في نفسك أكتر من كده ... أنا عايزك تفهمي انك مكسب لأي حد ... أنتي إنسانة نقية وبريئة أنضف وأحسن من ناس كتير.
نور شكرا علي كلامك ده ... وصدقني هحاول أعمل اللي تقول عليه.
مصطفي بمرح سأكون سعيدا ياآنسة نور ...
نور بابتسامة شكرا.
مصطفي خلي بالك من نفسك ... وهاتي رقم وابعتيلي الرقم.
نور حاضر .
مصطفي سلام .
نور سلام .
في اليوم التالي راقب مصطفي مروة علي بعد ... وجدها تلاعب ابنها وتضحك معه ... ولكن الحزن في عينيها ... لم يخفي عليه أنها تعاني منذ فترة ولكن لايعلم مالسبب
عاد إلي غرفته وطلب من محمود أن يترك مذاكرته ويأخذ زياد بعض الوقت فهو يريد التحدث مع مروة بدونه .
فعل محمود ماطلبه مصطفي ثم دخل مصطفي لمروة وبدأ حديثه مالك يامروة ... فيه إيه
مروة مفيش يامصطفي.
مصطفي لا فيه ... ولازم افهم فيه إيه ...جوزك فين يامروة
مروة قولتلك عنده شغل .
مصطفي شغل ميحضرش فرح اختك ... أنتوا اكيد متخانقيين ... طب فهميني يمكن أقدر أحل حاجة .
بدأت الدموع تتساقط من عيني مروة في صمت.
مصطفي طب احكيلي عشان ترتاحي وأنا مش هكلمه في حاجة .
اڼفجرت مروة
باكية أنا اتطلقت يامصطفي.
مصطفي محتضنا إياها اهدي بس وفهميني اتطلقتي ليه
مروة من بين شهقاتها مسكته بيخوني في شقتي .
مصطفي كاظما غيظه وبعدين .
مروة طلبت منه الطلاق ...طلب مني أتنازل عن حقوقي مقابل يطلقني ويعطيني ابني ... وافقت .
مصطفي بس الحيوان ده ... ميتسكتش عليه ... لازم يتربي.
مروة ممسكة في ملابس أخيها أرجوك يامصطفي... هو باعني ... سيبيه يروح لحاله وربنا هو اللي بيحاسب ... انا هربي ابني بعيد عنه وانا مبقتش عايزاه .
أحس مصطفي بثقل علي صدره لعذاب أخته ولكنه أراد طمأنتها تصدقي ...أنتي الكسبانة ... هو أنا عارف انتي كنتي متجوزة الحمار ده ازاي ... وكمان انتي اعطيتي للبيت روح ... روقي كده وفوقي عشان تخطبيلي .
ابتسمت مروة من بين دموعها ربنا يفرح قلبك ياحبيبي.
في غرفة أخري في المنزل ...
فريدة تتحدث في الهاتف منزعجة يانهار أسود .... مسافر النهاردة من غير مايقولي ...يامصيبتي....
يتبع
الفصل_التاسع
في منزل مصطفي
علمت فريدة من فيروز أن عمرو مسافر ولم يكن لديه إلا وقت قصير ... جن چنونها ... كيف ... أين وعوده ... تحلم كل يوم به وهو يتأبط ذراعها وهي بفستانها الأبيض ... لابد أن هناك سر وراء ذلك هذا مااعتقدته فريدة
استأذنت فريدة والدها في الخروج للاطمئنان علي فيروز لأنها مريضة ادعت ذلك
هرولت فريدة إلي منزل عمرو ... فتحت لها فيروز وأشارت لها أنه في الغرفة ... دخلت عليه دون أن تطرق الباب ووجدته يجمع بعض مستحضراته من علي طاولة الزينة ويضعها في حقيبة صغيرة وبجانبه حقيبة كبيرة.
تفاجأ عمرو بدخولها فريدة ... إيه اللي جابك
فريدة ده الكلام ده طلع بجد وأنت مسافر.
عمرو ببرود أيوة مسافر .
فريدة طب وأنا ....
عمرو أنتي إيه ...
فريدة أنا ... اللي بينا ... هتسبني وتمشي .
عمرو اللي بينا انتهي ... كملي حياتك ... أنا مسافر أشوف حياتي ويمكن مرجعش .
اقتربت منه فريدة وامسكت في ملابسه وقالت پبكاء انت اټجننت ... انت كده خدعتني ... دا أنا حبيتك ... سلمت لك نفسي ...وبعد ده كله هتسيبني وتمشي .
دفعها عمرو بهدوء انا مخدعتكيش يافريدة ...متنكريش اننا قضينا وقت حلو مع بعض ... وخلاص كله انتهي.
انفعلت فريدة قائلة ليه هو انت فاكرني واحدة من اياهم ... انا سلمتك نفسي عشان بحبك وصدقت انك هتكتب عليا رسمي زي مااتفقنا ... بس انا مش هسيبك تمشي بالسهولة دي ... دا أنا اقټلك ياعمرو ... فاهم ... اقټلك .
عمرو ببرود ياللا يافريدة مضيعيش وقتي انا اتأخرت وبدأ يزيحها من أمامه.
امسكت فريدة في تلابيبه انت فاكر نفسك ايه ... انت حيوان... ودي غلطتي لاني صدقتك ... أمنت لك رغم تحذير كل اللي يعرفك ليا ... حتي اختك حذرتني ... بس انا اللي كنت معمية ب حبك ...
بس صدقني مش هسيبك انا اخواتي رجالة ومش هيسيبوك.
ضحك مستهزءا هههههههههههه.... وكان فين اخواتك دول وانتي نايمة يا... أخت الرجالة ... بلاش تعيشي الدور ياشاطرة ....وغوري في
متابعة القراءة