اخطائي سهام العدل

موقع أيام نيوز

لمست فيك الشهامة والرجولة بجانب الطيبة .
نظر لها مصطفي نظرة لم تفهم معناها فأحبت أن تعطيهم فرصة للمناقشة فقالت علي الرغم من أي شيء أنتم ضيوفي وانا رايحة اجيب الغدا .
هم علي معترضا لا لا ياهانم احنا مش هنتغدي .
ربتت فاطمة علي كتفه بحنان قائلة مش عايز يبقي بينا عيش وملح ياعلي يابني.
شعر علي بالإحراج من كلامها فقال مرحبا ده شرف لينا ياهانم.
خرجت فاطمة وتركت الشابين في حيرة من أمرهما فبدأ علي الحديث الست دي تحير متعرفش هي مفترية ولا طيبة .
قال مصطفي في حيرة زي زيك ياعلي مش فاهمها .
علي طب ناوي تعمل معاها ايه ...وهتحل المشكلة دي ازاي 
مصطفي مش عارف ياعلي ... نفسي ارتاح من التفكير والدين واقب علي وش الدنيا .. بس ذنبي إيه أعيش مع واحدة ربنا يعافينا يعني زي ماانت شايف واكمل حياتي كده والله اعلم المستخبي إيه.
علي بس مفيش حل تاني يامصطفي.
مصطفي يبقي كده وكده سجن ياعلي.
علي يبقي خلاص يامصطفي سجن أهون من سجن.
وفجأة سمعا صړاخ وتكسير فشعرا بالقلق.
قبل دقائق خرجت فاطمة من الغرفة ذاهبة للمطبخ تطلب من مساعدتها عزيزة ان تجهز الغداء للضيوف وكالعادة اشتكت لها من عدم التزام نور بدوائها ورفضها لتناول الغداء فشعرت فاطمة بالقلق عليها وذهبت لتطمئن عليها حتي تنتهي مساعدتها من تجهيز الغداء.
دخلت فاطمة غرفة نور بعد أن طرقت الباب ووجدتها كالعادة تجلس في ركن الغرفة وتنظر للسقف وهي في عالم آخر وشعرها المموج متناثر حولها كالعادة بعضه ملقي خلفها ....شعرت بوالدتها ولكن لم تعطيها انتباه ... تمنت أن تخرج بدون أن تتكلم فهي تشعر أنها في أقصي لحظات اڼهيارها وتتمني ألا يفلت منها زمام الأمور فبعدها عن المهدئات جعل منها بركان يثور بين وقت وآخر ولكن قلب الأم لم يتحمل رؤيته نبضه بهذه الحالة.
فبدأت فاطمة الحديث نور ... هتفضلي كده لحد امتي .
لم تتحرك نور ولم تعير حديث أمها أي اهتمام.
استكملت أمها أنا فكرت اما ترجعي من عند الدكتور مراد هتتحسني ... بس انتي علي الحال ده بقالك مدة يابنتي لا أكل ولا علاج.
ظلت نور علي وضعيتها ولم تتحرك.
رفعت
فاطمة صوتها علي فكرة أنا بكلمك ... عيب اللي بتعمليه ده.
أخفضت نور بصرها بلامبالاة وتحدثت ببرود نعم ... المطلوب مني ايه !
اقتربت منها أمها ووقفت أمامها تاخدي علاجك ياحبيبتي وتتغذي عشان صحتك .
تحولت نور وقالت بأسي أنتوا ليه مش قادرين تصدقوا ان انا جزعت من الأدوية ... بشوفها بتعب وأعصابي بتتعب وبدأ صوتها في الارتفاع شيئا فشيء ...واظن كمان الأكل ده مش ڠصب ... وريحي نفسك ومتشيليش همي ...وابعدوا عني وبدأت تتحرك بكرسيها.
شرعت فاطمة
في تهدأتها ياحبيبتي محدش عندي أغلي منك ... أهم حاجة صحتك ...زفرت نور نفسا ممتلئا بالغيظ 
اقتربت أمها من النوافذ ترفع الستائر ولكن صړخت نور اقفليها تاني ... انتي عارفة اني بحب الضلمة .
لم تبالي فاطمة لكلام ابنتها وأكملت مابدأته وقالت بطلي بقي أسلوبك ده واتعودي تشوفي النور ... ابدأي تغيري حياتك وتفائلي يابنتي اللي جاي أحسن .
نور بنبرة كلها غيظ المشكلة انك عارفة ان النور بيوترني ... وكمان حياة ايه اللي ابدأها وبدات تضحك ضحك استهزازئي يملؤه الألم واستدركت قائلة بنبرة مرتفعة حياة معاقة بعد التلاتين.
عندما وجدتها فاطمة علي هذه الحالة خشت أن تصاب باڼهيار كعادتها ففتحت أحد الأدراج وأخرجت عبوة بها بعض الأقراص المهدئة ووضعتها في يدها واقتربت من نور وفي يدها الاخري كوب به ماء وقالت لها خدي يانور العلاج ده ... انتي تعبانة .
أخذت منها نور الكوب ورمته في الأرض وصړخت في أمها علاج ... علاج ... علاج... ابعدوا عني ... اخرجي بره ... سيبيني في حالي وتحركت بكرسيها وشرعت في تكسير كل مايقابلها.
في شقة في أحد الأحياء الشعبية شاب يبلغ من العمر الخمس والعشرون عاما ينام علي سرير ينظر لفتاته وهي ترتدي ثيابها وتلف حجابها بهرولة هشوفك امتي تاني يافريدة .
فريدة مش عارفة ياعمرو ... بس اللي متأكدة منه ...إن الفترة الجاية صعب أوي ياحبيبي.
عمرو لا يافري متتأخريش عليا مبقدرش استغني عنك ... ثم ينهض ويقترب منها بتوحشيني يافرفورة.
فريدة هانت ياعمورة .. لسه أسبوعين وعبير تتجوز وتيجي لبابا زي مااتفقنا وبدل من العرفي ده يبقي رسمي وابقي عروسة .
عمرو متنحنحا هتبقي أحلي عروسة ياقلبي ...أكيد طبعا بس لازم اشوفك مرتين كمان في الاسبوعين دول ... مقدرش علي بعدك .
واقترب منها أكثر ..تحدثت فريدة هحاول ياعمرو ... امتي يجي اليوم اللي منبعدش عن بعض أبدا ونكمل عمرنا سوي في النور من غير خوف وقلق .
عمرو هيجي ياحبيبتي ... بس انتي ياللا عشان اتأخري ... وطبع قبلة علي جبينها.
ودعته فريدة وذهبت لتعود لمنزل والدها ... سارت حالمة باليوم الذي ستصبح فيه عروس بفستانها الأبيض وعمرو يتأبط ذراعها ... لقد ملت من حب الخفاء الذي دام أربع سنوات منذ ان كانت في السادسة عشر من عمرها فهو عمرو الشقيق الأكبر والوحيد لصديقة عمرها فيروز كانت هي طفلة في نظرة بينما هو كان طالب بالجامعة فعلت المستحيل للفت انتباهه كان حلمها أن يشعر بها وبحبها وتم بالفعل وحين تمت الثامنة عشر اعترف لها أنه أيضا يبادلها نفس الشعور وقتها أحست أنها ملكت الدنيا بأكملها وبعد مرور عام بدأ يتجاوز معها وتطورت العلاقة كانت تستسلم له فريدة من فرط حبها ومشاعرها نحوه وعندما طلب منها بدافع الحب رفضت استطاع ان يقنعها أن يتزوجا عرفيا حتي تتاح الفرصة لهما بالزواج الرسمي وكعادة فريدة وبسلبيتها معه وافقت ورضخت لرغباته وهاهي الآن تتمني ان تجري الأيام حتي تتحقق امانيها فقد تحسنت الامور وعمل عمرو في التجارة مع ابيه وستتزوج عبير ويحين دورها في الزواج ... وصلت البيت وفرحتها عارمة بأحلامها التي علي حافة المنال.
عودة لمنزل نور 
انتبها الصديقان للصړاخ وأصوات الزجاج المنكسر 
علي فيه ايه بيحصل ....الناس دي حياتهم كلها تخوف ليه كده .
مصطفي عندك حق ... بس ملناش دعوة ... احنا بس نخلص من المصېبة دي ونشوف هنعمل ايه
ازداد صوت الصړاخ والكسر فنظرا الشابان إلي بعضهما لبعض وتقدم مصطفي قائلا احنا هنسكت كده فرضا حد محتاج مساعدة.
علي طب نخرج لهم ازاي وهما ستات لوحدهم ... مينفعش يامصطفي.
مصطفي وقد قام واقفا ماهو عشان ستات مفيش معاهم راجل .. تعالي نخرج ونشوف فيه ايه ولو في مساعدة نساعد .
تقدم مصطفي علي علي بعد أن خرجا من باب المكتب وسارا في أنحاء المنزل الكبير حتي سمعا صړخة استغاثة مدوية آتية من جانب في المنزل .
اتجه مصطفي وعلي مهرولان ناحية الغرفة فوجدا فاطمة تمسك بيد نور وتصرخ بينما تبكي سيدة مماثلة في العمر للسيدة فاطمة علي الجانب الآخر من نور.
القي مصطفي نظرة متفحصة علي نور وجد يدها ټنزف بشدة إثر زجاج مكسور.
فاطمة عندما رأتهما الحقوني بنتي بتضيع مني .
اقتحم مصطفي الغرفة ونزع يد نور
من أمها وتفحصها جيدا فوجد بها قطعة زجاج كبيرة فنزعها بقوة فصړخت نور من الألم ثم صړخت في مصطفي ابعد عني يابني آدم أنت .
مصطفي اهدي ياآنسة إما نطهر الچرح ونربطه... والټفت يطلب مطهر وشاش وقطن وهرولت عزيزة تأتي بما طلب.
صړخت نور فيه أنا مش قلت لك ياحيوان ...سيبني ...ابعد عني..
قالت فاطمة بآسف أنا آسفة يابني ... هي مش مدركة للي بتقوله.
بينما كان ينظر مصطفي لنور نظرة توعد .
التفتت نور لأمها بانفعال ليه مچنونة ... اطلعوا كلكم بره ... سيبوني في حالي .
فاجأها مصطفي منفعلا اخرسي .
تفاجأت نور من رد فعله عندها أتت عزيزة بدأ
مصطفي في مداواة الچرح وربطه ونور لاتحيد بعينيها عنه وعندما انتهي .
قالت نور بهدوء اخرجوا كلكم وسيبوني لوحدي .
قالت أمها طب خدي أدويتك عشان أطمن عليكي وهسيبك والله ... بس ريحي قلبي .
انفعلت نور مرة أخري مش هآخد حا.....قاطعها مصطفي فين الأدوية ياأمي .
قامت فاطمة وأتت بالأدوية المهدئة معايا يابني.
مد مصطفي يده لها طب هاتيها ... أخذها مصطفي وناولته عزيزة كوبا من الماء .
يمد مصطفي يده لنور خدي علاجك ياانسة .
انفعلت نور مش هاخد حاجة 
أقترب منها مصطفي محذرا خدي أدويتك يانووووور.
نظرت له محدقة لاتعلم لما تستلم له بهذه الطريقة فوضع هو الأدوية بين أصابعها المطوية في يدها اليسري فرفعتها علي فمها وسقاها هو الماء والجميع في الغرفة ينظر لما يدور بتعجب .
انتهي مصطفي وخرج لعلي بعدما القي عليها نظرة وقد تعجب من جمالها وهي شعثاء الشعر ملتهبة العينين.
انتظرا الصديقان فاطمة حتي أتت لهما بعدما نامت ابنتها .
دخلت فاطمة وعلامات الأسف تغطي وجهها أنا آسفة بجد علي اللي حصل ومستعدة أنفذ طلباتك يامصطفي وأساعدك مقابل انقاذك حياة ابنتي وبعفيك من أي حاجة تانية .
وقف مصطفي متحمسا لفاطمة أنا موافق اتجوز نور وبشروطك ياأمي.
يتبع
الفصل_السادس
بعد غروب الشمس في إحدي المقاهي يجلس مصطفي وعلي بعد أن خرجا من منزل السيدة فاطمة واتفق مصطفي معها اتفاق مبدأي حتي أن يتقابلا ويتحدثا في التفاصيل.
ينظر علي لصديقه الصامت منذ أن كانا في منزل نور وبدأ قائلا إيه يامصطفي هتفضل ساكت كده كتير
مصطفي أقول إيه ياعلي
عليقولي بتفكر في إيه وناوي علي إيه 
مصطفي ناوي علي اللي سمعته ياعلي ... الست هتسد المبلغ اللي عليا وأنا هتجوز بنتها.
علي وأنت أد قرارك من جواز البنت دي.
مصطفي مستنكرا جملة علي إيه الصعب في كده!!!
علي قصدي انها صعبة ودماغها صعبة ...يعني شوفت اسلوبها وطريقتها ... هتتعب معاها أوي يامصطفي.
مصطفي لو كنت شوفت اللي شوفته في عنيها ياعلي كنت عرفت إن التمرد والقسۏة دي وراهم حزن وكسرة وإحساس بالعجز... البنت دي محتاجة مساعدة ياعلي ... محتاجة اللي ياخد بإيدها ويطلعها من اللي هيا فيه ...يخرج الحلو اللي جواها .
علي بس ده جواز يامصطفي ... عارف يعني إيه يعني حياة ...واحدة هتكمل عمرك وياها ... واللي فهمته من أمها أنها هتنفذلك طلباتك بس هتاخد عليك مؤخر وأكيد مش هيكون قليل يعني هتربطك ربطة متتحلش ... ودي في الأول والأخر بنتها مش هتستحمل إنك تلعب بها .
مصطفي عارف الكلام ده كويس ياعلي ... وأنا متحمل نتيجة كل خطوة همشيها حتي لو كان قراري ده غلط ... كفاية عليا اني هحقق أمنية الست دي اللي شوفت النهاردة في عنيها نظرة استغاثة وكأنها بتقولي ساعدني يابني .
علي متحيرا علي العموم يامصطفي ربنا يكتب لك اللي فيه الخير ... قوم بينا ياللا نروح عشان تريح بعد اليوم الطويل ده .
مصطفي لا ياعلي ... بلاش روح أنت ... لسه
تم نسخ الرابط