اخطائي سهام العدل

موقع أيام نيوز

عليكم ... ازيك ياكمال يابني .
كمال عليكم السلام بخير ياعمي ....ثم توجه بعينيه لمروة مساء الفل يامروة.
مروة بخجل مساء الخير .
كمال يندفع قائلا للأب عمي احنا عايزين نقعد ونتفق بقي .
الأب طب يابني احنا هنتفق علي السلم ... اطمن علي فريدة وعلي وبعدين نبقي نتكلم .
شعر كمال بالحرج
من اندفاعه طبعا ياعمي ... اتفضل ... اتفضل..
صعد ثلاثتهم لشقة علي ... فتح علي الباب ورحب بهم واستقبلهم في غرفة الصالون لحين قدوم فريدة .
اتت فريدة أبيها بشوق كطفلة صغيرة وحشتني اوي يابابا ... وحشتني .
الأب وانتي كمان ياحبيبتي ... وحشتيني اوي .
ثم توجهت لمروة بلهفة حضنك وحشني أوي يامروة ... 
قال كمال مازحا شوفتي يافريدة ... أنا عايز اجيبلك مروة معاكي في البيت عشان تبقي جمبك ... بس انتي همتك معايا .
ابتسم الجميع وقالت مروة بخجل الموضوع ده سابق لأوانه .
كمال ولو مشي بسرعة السلحفاة أنا راضي .... بس اطمن انك ليا .
الأب والله يابني ...انا بثق في مروة وقرارتها .... اتفاهموا سوا واللي تتفقوا عليه أنا موافق عليه.
كمال ينظر لمروة بحب اطمن ياعمي ... عمرنا ماهنختلف أبدا ان شاء الله ... واللي تحبه مروة أنا هعمله .
علي ربنا يسعدكم .... بس اجدعنوا عايزين نفرح.
الأب ربنا يقدم اللي فيه الخير .
نهضت فريدة وسحبت مروة من يدها ليذهبا لإحضار بعض المشروبات للجميع .
مال الأب وهدان علي على طمني يابني أنتوا كويسين ومفيش مشاكل .
شعر على بالحرج ولكنه رد قائلا الحمد لله ياعمي احنا بخير .... اطمن .
الأب الحمد لله ربنا يهنيكوا واشيل عيالكم .
شعر علي بالقهر والۏجع ... فماذا يقول وماذا يفعل ...تنهد وطلب من الله الصبر سرا.
مر بضعة أيام علي أبطالنا .... وكل في عالمه الخاص ... 
غادر مصطفي منزل نور ولم يعد لمنزله حتي لا يشعر أحدا من أهله بشيء .... مكث في مكتبه كل الوقت ...ولكنه فقد بهجة الحياة فهو يعلم من فاطمة أن نور عادت لاكتئابها من جديد واعتكفت في غرفتها ... حاول مرات عديدة أن يتواصل معاها ولكنها رفضت بشدة .
تأقلمت فريدة علي وضعها الجديد في منزل علي ... تقضي معظم الوقت أثناء غيابه في عمله مع والدته بالطابق السفلي ... اندمجت هى وأمه سويا ... وجدت فيها ماحرمت منه بسبب ۏفاة أمها .... وعند عودته كانت تعود إلي غرفتها وتمكث فيها .... نادرا ماكان يلتقيان .
علي شقة علي يرن جرس الباب ... فينهض علي ليري من الطارق ....فإذا به مصطفي.
علي مصطفي .... أهلا يامصطفي ... اتفضل .
كانت فريدة تسترق السمع من غرفتها لتعلم من جاء إليهم وعندما علمت أنه مصطفي ...خرجت مندفعة لأخيها 
فريدة مصطفي ... وحشتني ... وحشتني أوي .
مصطفي بشوق ولهفة فدائما مارآها الجميع ابنتهم قبل ان تكون أختهم وحشتيني أوي ياديدة .
جلس ثلاثتهم في غرفة الصالون ... أحس علي ان مصطفي يحمل هما كبيرا فبادر قائلا لفريدة قومي يافريدة جهزيلنا عشا ....
فريدة بسعادة حاضر ... دقايق ويكون جاهز .
ذهبت فريدة فاقترب
علي من مصطفي مالك ياصاحبي ... مهموم ليه 
مصطفي بصوت ملىء بالۏجع غبية ياعلى ... هدمت كل حاجة بينا في لحظة ... دمرتني وډمرت نفسها .
علي استهدي بالله كده واحكيلي ... ايه اللي حصل بالظبط.
قص عليه مصطفي ماحدث وما وصلت إليه الأمور بينهما ....
هدأه علي قائلا انت كده مش غلطان يامصطفي ... وانت مضحكتش عليها ... متحملش نفسك ذنب حاجة ....بس لازم تقعد معاها تاني لانها بتحبك وانت بتحبها يبقي خسارة اللي بينكم يضيع في لحظة ...
بعد دقائق نادتهم فريدة لتناول العشاء وحاول علي ترطيب الجو لتغيير االحالة المزاجية لمصطفي .
ابتسم الصديقان كثيرا علي حديثهما سويا ...شعرت فريدة بشعور عظيم لما وجدته بين مصطفي وعلي ... وكانت سعادتها الأكبر لانها رات ابتسامة علي تملأ وجهه .... 
بعد العشاء قال مصطفي متعشما انا عارف اني هرذل عليكم ...بس انا ونور زعلانين سوي ... وانا هنام عندكوا النهاردة ... لان مش عايز حد في البيت يحس بحاجة يافريدة ...ومال علي على وبصراحة جسمي تعبني من نومة المكتب.
جحظت عين فريدة بينما شعر علي بالارتباك ولكنه حاول اخفائه تنورنا يامصطفي ... ايه اللي انت بتقوله ده .
مصطفي عارف طبعا اني هنوركم ... بس خدوا راحتكم واعتبروني مش موجود.
مال علي علي فريدة جهزي اوضتك لمصطفي ... وحاولي تخفي اي حاجة تدل انك بتنامي فيها ....
فريدة باحراج حاضر .
بعد ددقائق نادت فريدة مصطفي تعالي ياديشا ادخل ارتاح ياحبيبي ... اقترب منها بارهاق وقبل رأسها ... ودخل الغرفة ....
فريدة بتحرج وأأأنا هنام فين .
علي بوجه عابس هتنامي في أوضتي عشان مصطفي ميحسش بحاجة .
دخلت فريدة غرفة علي تبعها علي بهدوء ثم أغلق الباب ...
نظر علي لفريدة وهي ترتدي منامتها القطنية وشعرها المرفوع علي شكل ذيل حصان بانسيابيه ...ابتسم بداخله علي هيئتها الطفولية البريئة .
جلست علي طرف الفراش محرجة ... فشعر علي فريدة خدي راحتك ونامي .... انا هنام علي الأرض هنا وانتي نامي براحتك علي السرير .. 
لم تشأ فريدة مجادلته ... فصعدت علي السرير في هدوء وحلت رباط شعرها ونامت متوسدة يداها تحت رأسها .
بينما افترش علي الأرض ببعض الأغطية ونام عليها وتوسد
ذراعه .
فريدة علي ...
علي نعم ...
فريدة أكيد انت عارف مصطفي ونور زعلانين سوا ليه ...صح.
علي لا ... معرفش .
فريدة متكدبش ياعلي .
علي نامي يافريدة ...
فريدة مش عايزة انام ...
علي براحتك ...
فريدة عارف ياعلي ... حرام مصطفي ونور يزعلوا ... الحب اللي عينيهم كانت بتحكيه يوم فرحنا ... خسارة تيجي حاجة تعكره.
علي الحب الحقيقي بس اللي بينتصر في النهاية يافريدة ...عشان كده مصطفي ونور هيرجعوا لبعض .
تقلبت فريدة في الفراش وبينما هي تضع يدها تحت الوسادة وجدت شيئا ما ... سحبته بهدوء حتي لايشعر علي ...تفاجأت لما رأت وسقطت دموعها دون سابق إنذار ....
وجدت ظرف فيه مجموعة صور لها في أوقات وأماكن مختلفة ... وصورة لها بفستان زفافها مكتوب علي ظهرها ثم جاء بك القدر إلي ... أهدتني إياك الأيام ذات رحمة ...وأحببتك!!!.... أحببتك كما لم أحب شيئا في حياتي 
وصورة اخري بفستانها الأحمر في فرح عبير مكتوب علي ظهرها أنا لا أكرهك ... لكنك أصبتني في موضع لا تبرأ جراحه سريعا
أعادت فريدة الصور في الظرف واعادته مكانه ...ثم شردت فيما كانت فيه وفيما وصلت إليه ... خنقتها عبرة شهقت شهقة كبيرة للتخلص منها.
شعر بها علي فسألها يطمئن فريدة ... انتي كويسة 
فريدة بصوت مكتوم بالبكاء كويسة ...
انتظرت فريدة بعض الوقت ... حتي اطمئنت ان علي استغرق في النوم ...
هبطت من الفراش وجلست القرفصاء بجواره تتأمله بشعره الأسود الناعم ورموشه السوداء الطويلة ... بدأت تتحسس ملامحه البيضاء الجميلة ...وقالت بصوت منخفض سامحني ياعلي ... سامحني ... بس أوعدك إني مش هخسرك تاني أبدا وهعمل المستحيل عشان أكسبك ياعلي .. لازم اعوضك عن كل چرح أنا سببتهولك .
الفصل_الخامس_عشر
الأخير
استيقظت من النوم وأعدت ابنها للذهاب إلي الروضة ثم رن جرس هاتفها المحمول برقم غريب ... فأمسكت بهاتفها وردت السلام عليكم ... مين معايا
كمال عليكم السلام ... صباح الفل والياسمين .
احمرت وجنتيها كمال!! ... جيبت رقمي منين 
كمال وحشتيني أوي أوي ... شهر من يوم ماشوفتك عند علي وفريدة ... هتجنن عليك يامروة .
مروة مااحنا اتفقنا ياكمال يومها ... انك هتصبر شوية وانت وافقت .
كمال مبقتش قادر اصبر يامروة .
مروة ابني محتاج لي ياكمال وأنا خاېفة من اللي جاي .
كمال أولا ابنك ده ابني لانه كفاية انه حتة منك 
ثانيا أنا كمان محتاج لك أوي .
صمتت مروة منصتة
له ولم ترد .
كمال انا جهزت الشقة وكل حاجة ... ناقص بس نحدد ونعمل كتب الكتاب والفرح.
مروة بذهول فرح !!! فرح إيه ياكمال
كمال فرحنا يامروة .
مروة لا ياكمال أحنا مش هينفع نعمل فرح ... انا خلاص اخدت نصيبي من الدنيا ... و..
قاطعها كمال مروة احنا هنعمل فرح ... وانتي هتنسي اللي فات في حياتك وهتتولدي معايا من جديد ... وهتبقي أحلي عروسة ...سيبيني احقق لك كل اللي تمنيته لك في يوم .
مروة كمال أنا مش عارفة اقولك ايه ... انت كل حاجة بتفاجئني بها .
كمال لاني مبقتش عايز اضيع ايام من عمرنا ... كفاية اللي ضاع في حرماني منك يامروة ... كنت بمۏت كل لحظة وانتي بعيد عني .... نفسي اعيش كل دقيقة جاية معاكي .
مروة بحنان اوك ياكمال ... اتفق مع بابا علي الميعاد المناسب وانا موافقة .
كمال بسعادة قلب كمال وروح كمال ... اقرب وقت هتكوني معايا ياحياة كمال .
دخلت عليها الغرفة بدون أن تطرق الباب ....وعندما رأتها نور بانفعال قولت محدش يدخل عليا ...
فاطمة بصرامة أنا ادخل وقت ماحب واخرج وقت ماحب .
نور حقك طبعا ... مانا خلاص مليش سعر في الحياة ... بتبيعي وتشتري فيا زي ماانتي عايزة .
فاطمة افهمي اللي تفهميه ... غبية وهتفضلي طول عمرك غبية .
نور غبية عشان صدقت لعبتكم ... كان لازم افهم ان فيه حاجة غلط.
فاطمة فين الغلط ... انا كنت عايزاكي تعيشي ... واما لقيت انسان مناسب اخلاق ومحترم ... استغليت الازمة اللي كان فيها ... واما شافك حبك واتعلق بك ... لا وكمان رفض اي حاجة مني مقابل جوازه منك ... راح جابلك شبكة بامكانياته ورفض مساعدة ... تكاليف الفرح اتكفل بها ... طلب مني ياخدك ويعيش بك في شقة مستقلة ورفضت عشان تبقي معايا وضغطت عليه تعيشوا هنا ... فين الغلط ياست نور .
نور كل حاجة كانت غلط ... حبه كدب وجوازة كدب ... خدعتوني .
فاطمة انتي اللي عايزة تشوفي كده ... لانك لو مكنتيش حسيتي الحب اللي في قلبه لك تبقي عديمة الاحساس ... ده هيتجنن عليكي ... وانتي عنادك هيخسرك كل حاجة .
نور أنتوا فعلا خسړتوني كل حاجة .
فاطمة بالعكس ... انا قدمت لك اكبر هدية في حياتك ... بس انتي اللي مصممة تعيشي في الشرنقة اللي انتي فيها ... 
صمتت نور واستدارت بكرسيها مولية ظهرها لامها .
فاطمة اخر كلام يانور ... انا الحمد لله ضميري مرتاح من ناحيتك
وانتي حرة في حياتك ... وانا مش هضغط عليكي ... وانا هروح لمصطفي واطلب منه يطلقك عشان ترتاحي من الكدب والخداع اللي انتي عايشاه ....بس متبقيش ټندمي بعد كده لاني وقتها مش هعبرك .
استدارت فاطمة مغادرة الغرفة عندها نور تركت لدموعها العنان ...تشكو ألما وحزنا وحيرة.
استعد علي للذهاب لعمله في الصباح كعادته ... وقبل أن
تم نسخ الرابط