اخطائي سهام العدل
يخرج من المنزل لحقته فريدة .
فريدة علي ...
علي نعم .
فريدة تمد يدها بعلبة بلاستيكية خد ياعلي دي معاك ومتكسفنيش النهاردة زي كل يوم .
علي قولت لك يافريدة ... انا بتصرف في الشغل ومتبقيش تتعبي نفسك تاني .
فريدة تعبك راحة ياعلي .. بس الله وكيلك ماتكسفني .
علي لا اله الا الله ... مد يده واخذها منها طب متشكر .
فريدة بسعادة تسلم ياعلي ... ربنا يجبر خاطرك ... طب اقعد افطر معايا لسه بدري .
فريدة براحتك ...طب متتأخرش انت عارف ان ماما عزمانا علي الغدا وكمال هيجيب مروة تتغدي معانا .
علي حاضر مش هتأخر .
فريدة ربنا يعينك ويقويك ياعلي .
نظر لها علي نظرة امتنان تسلمي ...عايزة اقولك متشكر علي مساعدتك لامي كل يوم ... بتحكيلي علي اللي بتعمليه معاها ...
علي بحب ياااارب ... انا نازل... البيت مش ناقصه حاجة او انتي محتاجة حاجة .
فريدة بابتسامة ناقصني ترجع بالسلامة واطمن عليك .
علي الله يسلمك من كل شړ وهم بفتح باب الشقة عندها نادته فريدة .
ابتسم لها علي حاضر من عنيا ... لو بتحبي حاجة تانية اجيبهالك .
فريدة تسلم عنيك ... لو احتجت حاجة هكلمك ... خلي بالك من نفسك .
ابتسم لها علي وغادر ...وضعت فريدة يدها علي قلبها وبدأت تدور حول نفسها في الشقة بسعادة بالغة ... ثم
دخلت الي غرفته كعادتها كل صباح بعد مغادرته تنام علي سريره وتحتضن وسادته لتشم رائحته فيها .
أخيرا تكلم علي مشيحا بوجهه عنها أأأنا آسف ... فكرتك تحت .... مكنتش اعرف .
فريدة ولا يهمك ... تركته وذهبت.
بعد ان انتهي خرج من الحمام وارتدي ملابسه وجدها ترتدي عباءتها الملونة وحجابها تنوي النزول ... دخل غرفته فدخلت خلفه ...
فريدة أنا هستناك ننزل سوي .
علي منفعلا بدون أسباب قولتلك متدخليش أوضتي ... وكمان انزلي انتي... انا هبقي انزل براحتي .
التفتت مولية له ظهرها مغادرة الغرفة والشقة بأكملها.
جلس علي فراشه يتنهد من انفعاله ويخلل أصابعه شعر رأسه ... فقد أحس بالذنب من انفعاله عليها ...
نهض وصلي ودعا ربه أن يزيل همه الذي تكتل علي صدره فهو بين نارين معها ... ڼار عشقه الأزلي لها وڼار الخذلان علي مافعلته به وبنفسها .
بعد قليل هبط علي لتناول الغداء مع الجميع ... وجد كمال ومروة يجلسان حول السفرة يتهامسان بحب ... وامه تجلس بجوار زياد تلاعبه ... ألقي عليهم السلام وجلس معهم علي السفرة يبحث بعينيه عن فريدة .
الأم تنادي ياللا يافريدة كفاية الموجود يابنتي وتعالي اتغدي .
جاءت فريدة بيدها طبقين بهما نوعين من الطعام وتفاجأت بعلي ولكنها لم تظهر أي رد فعل ...
وضعت الأطباق وجلست بجواره لتناول الغداء ... وبين حين واخر تمازح زياد ...
قال كمال مقاطعا للجميع باركولنا ياجماعة انا اتفقت مع عمي وهدان النهاردة وهنعمل الفرح بعد أسبوعين .
الام مبروك ياحبايبي ...ربنا يتم عليكم بالخير .
مروةبخجل الله يبارك فيك ياخالتي .
فريدة لايامروة ... انتي تقوليلها ياماما ... بكرة اما تعيشي وياها هتعرفي انها ام ثانية لنا .
الأم بعينين دامعتين ربنا يجبر خاطرك يابنتي ويفرح قلبك ويرضيكي واشيل عيالك عن قريب... كل همي في الدنيا أشوفكم سعداء ومفيش حاجة تعكر صفوكم .
علي ربنا يبارك فيك ياأمي ... احنا عايشين ببركة دعائك لنا.
عادت فريدة إلي كرسيها ...وأكمل الجميع تناول الطعام .
شكر الجميع في مذاق الطعام ...فقالت الام فريدة اللي عملت كل حاجة ... والله ياقلبي ماقعدت من الصبح غير اما طلعت تغير هدومها .
نظر لها علي نظرة امتنان فتعمدت فريدة تجاهله ...
بعد
عدة أيام في منزل نور ...
دخلت فاطمة علي نور الغرفة وجدتها كما تتركها دائما ... تجلس علي كرسيها في ركن من أركان الغرفة مولية ظهرها لها ...
فاطمة بصرامة لو سمحتي لفي كده كلميني
نور بجمود دون ان تلتف عايزة مني إيه
فاطمة لا مش عايزة منك حاجة بس حبيت أبشرك ... مصطفي خلاص طلقك رسمي وورقة طلاقك هتوصلك ... يارب بس تكوني ارتاحتي .
شعرت نور ان الأرض تميد بها وتفقد القدرة علي الرؤية .....
لم تعلم كم مر عليها من الوقت وهي غائبة عن الوعي ... حتي انها لم تستطع ان تفتح عينيها رغم رجوع الوعي لها ... ولكن هل ماحدث وسمعته من أمها حقيقيا ...ام انها هلاوس من تلك التي أنتابتها في الفترة الأخيرة ... هل ماتشعر به حقيقة ... لمسة يد مصطفي علي شعرها ... رائحته في أنفها ...
فتحت عينيها بصعوبة بالغة لتتحقق من ظنونها ... عندما فتحت عينيها ... هل انا في حلم ... ...
مصطفي بلهفة نور ... انتي كويسة
نظرت له نور بدهشة وكانها تتأكد انها تسمع صوته....
مصطفي ردي عليا ياحبيبتي ... متوجعيش قلبي عليكي ...
مصطفي اهدي ياحبيبتي ... اهدي يانور ...
نور من بين بكائها مصطفي... انت بجد .
مصطفي ايوة بجد ومعاك ...
نور تشهق من بين بكائها وحشتني اوي ... وحشتني .
مصطفي انتي كمان وحشتيني يانور .
نور بعتاب طلقتني ليه يامصطفي .. ليه ... هونت عليك
مصطفي بحب أنا مۏتي أهون من اني اطلقك ...
رفعت نور راسها يعني بجد انت مطلقتنيش
هز مصطفي راسه نافيا ...
حاولت نور الاعتدال بصعوبة في فراشها فساعدها مصطفي في الجلوس.
نور امال ماما قالتلي كده ليه
مصطفي بتشد ودنك ... ماأنتي عذبتينا معاكي ...
نور بعتاب بس
مش للدرجة دي ... دا انا كنت ھموت فيها ...
مصطفي بعيد الشړ عنك يانور ... بس متنكريش انك عنيدة اوي ...
نور بدلال خلاص بقي يامصطفي ... ماانت اتفاجئت بكلامكم ...
مصطفي معاتبا بس المفروض ثقتك في حبي لك تكون اقوي يانور ...
مالت عليه نور بس انا حبي لك فاق كل الحدود ....
مصطفي الحب أساسه الثقة يانور ... وحرام نضيع كل حلو بينا في لحظة شك او سوء ظن .
نور مقبلة ماانا اتعلمت من اخطائي ... سامحني بقي... اما حسيت اني هفقدك ...كنت ھموت .....
لم يعطها فرصة ان تكمل حديثها
استيقظ علي من نومه يوم أجازته علي رائحتها في الغرفة ...بحث بعينيه فلم يجدها .... أيعقل ان يستيقظ كل يوم علي رائحتها ولم يجدها ...
نهض من فراشه وغادر غرفته ... بحث بعينيه عنها فوجدها تخرج من المطبخ ترتدي كعادتها في الفترة الأخيرة قميص حاول تجاهلها دون إلقاء تحية الصباح وذهب للاستحمام ...
خرج وجدها اعدت طاولة الإفطار تناديه علي ... ياللا عشان نفطر ...
علي شكرا مش هاكل دلوقتي ....
وتركها ودخل غرفته وجدها نظمتها أثناء تواجده في الحمام ...
دخل وبدا في تمشيط شعره ....بينما دخلت فريدة خلفه ...
فريدة بحدة هو فيه حد بيقول مش هفطر .... ياللا خلص عشان نفطر .
نظر لها علي بطرفي عينه ... وقال فريدة ... لو سمحتي اخرجي افطري وسيبيني لوحدي ...
عاندته فريدة وجلست علي طرف فراشه لا مش هخرج ياعلي ... االنهاردة يوم أجازتك وأنت سايبني طول الأسبوع لوحدي .... مانا مش هعيش آكل لوحدي واعيش لوحدي كده ... شاركني حتي الاكل ياعلي .
ترك علي المشط من يده وتوجه
وقال بحدة مصطنعة اظن اني متفق معاكي من البداية علي كل ده... وانتي كنتي موافقة ... ايه اللي غير رايك
فريدة بحزن زهقت ياعلي ... زهقت ... انا مش طالبة منك حاجة ... عايزة بس احس ان حد مشاركني حياتي ... وانت لو مرة معايا كويس ... عشر مرات بتعاملني وحش .
انفعل عليها علي وانتي عايزاني اتغاضي عن اللي عملتيه وابقي كويس ومفيش حاجة ... انتي بجد انسانة طبيعية ....معقول مش حاسة بالبلوة اللي حطيتي نفسك فيها .
نهضت فريدة منفعلة عليه ايوة انسانة طبيعية ياعلي ... طبيعية عشان مش هوقف حياتي علي غلطة عملتها وندمت عليها ... وهنساها ياعلي .... ايوة متتعجبش هنساها عشان اكمل حياتي صح ... ربنا سبحانه بيقبل التوبة ياعلي ...
وأشارت بسبابتها ناحية وجهه وانا رغم خطيئتي بحذرك ياعلي ... متجيبش سيرة الماضي تاني ... اعتبرها بجاحة ... قلة ذوق ... اعتبرها زي ماتعابرها ...
وتركته مغادرة وهو واقف مذهول منها ... التفتت عند باب الغرفة قائلة ويكون في معلومك ... دي شقتي ادخل في اي حتة فيها براحتي ... اعمل اللي عاوزاه برضه براحتي ... حط الكلام ده في دماغك .
ثم خرجت من الغرفة .... ذهب خلفها علي منفعلا فريدة ...
التفتت فريدة برهبة دون رد...
اقترب منها علي بتساؤل عايزة ايه يافريدة ....عايزة توصلي لايه
فريدة تدعي الجهل مش فاهمة ...
علي لا فاهمة ... أسلوبك ولبسك وحركاتك ... عايزة توصلي لإيه يافريدة
وقفت فريدة بحرج
ولكنها استجمعت شجاعتها مش عايزة اوصل لحاجة ... شقتي وأنا حرة فيها ... البس اللي عايزاه ... اتكلم براحتي ....اعمل اللي يعجبني ...
علي بحدة لا يافريدة ... انا فاهم دماغك كويس ... وانتي اللي عايزاه ده اعتبريه مستحيل ...
نظرت له فريدة بعينين دامعتين وتركته وانصرفت إلي المطبخ ....
بعد دقائق سمع علي صړاخ فريدة ... فزع علي لصړاخها ... وهرول إليها ....
علي بلهفة فريدة ..مالك
فريدة پألم إيدي ياعلي ....إيدي اتحرقت ..آآاااه .
أمسك علي يدها ووضعها تحت الماء البارد طب اهدي ... مټخافيش.
أخرجها علي من المطبخ واجلسها في غرفتها وأحضر دهان ليدها وجلس بجوارها يدهن يدها بحنان ...
تألمت فريدة من الدهان ....أحس علي ان الۏجع به وليس بها ...
علي اهدي يافريدة ... هتبقي كويسة
فريدة من بين بكائها انا جعانة ياعلي ... كنت بعمل شاي عشان أفطر ...
ابتسم لها علي وقال بحنان خلاص بطلي عياط وانا هأكلك .
فريدة بدلال لا مش عايزة .... ماانت لو كنت فطرت معايا ... مكنش حصل كل ده .
علي خلاص هفطر معاكي... قومي معايا نفطر .
ذهبا سويا إلي
السفرة وجلسا لتناول الافطار ... لم تستطع فريدة إطعام نفسها بسبب حړق يدها ... فساعدها علي .... حينها لم تحيد الأعين عن بعضهما وكأنهما كان في اشتياق لحديث طويل ....
اعتني علي بفريدة هذه الفترة حتي تداوت يداها بعض الشيء.
استيقظ علي
في ليلة مظلمة إلا من ضوء خاڤت ... جلس علي فراشه لمح رأس فريدة علي الفراش .....
أيقظها علي بهدوء فريدة ... فريدة ...
استيقظت فريدة ... وتفاجأت أن النعاس قد غلبها في غرفة علي ...
علي فريدة انتي نايمة ليه كده ... انتي تعبانة ...مالك
نهضت فريدة مترددة ماذا تقول .... وقفت في حيرة من امرها ...
امسك علي يدها واجلسها علي الفراش بهدوء مالك يافريدة ..نايمة علي الأرض ليه ... طمنيني
..
ثم قال لها اهدي بقي وطمنيني مالك
قالت فريدة أصل انا كل يوم باجي اقعد معاك بعد مااتاكد انك نمت .... والمرة دي نمت من غير مااحس .
ابعد رأسها فقط بهدوء يتأكد مما سمعه ايه اللي انتي بتقوليه ده ...مش فاهم
قالت بعينين مليئتين بالدموع مبقتش قادرة علي بعدك ياعلي ... بټعذب في بعادك عني ...
امتلئت عيني علي بالدموع وكانها تلمس چرحا بداخله ....
فريدة وتنظر لعينيه انا بحبك ياعلي .... بحبك ومستعدة اعمل المستحيل عشان اكسب ثقتك واسترد قلبك تاني ...مستعدة اضحي بحياتي ...لمجرد اني اشوف عنيك منورة بحبي زي زمان .
برجاء وبكاء سامحني ياعلي ... سامحني ...
قال باكيا ومين قال اني بطلت احبك لحظة ... كان بعدي عنك بيعذبني اكتر منك بس ڠصب عني .... أنا بتنفسك يافريدة ....بتنفسك ...
فريدة وانا مش هبعد تاني عنك.... أنا اتولدت علي ايدك من جديد ياعلي ....
طلت مروة بفستانها الأبيض تتأبط ذراع كمال الذي شعر انه ملك العالم في هذه اللحظة ...تحت انظار العائلة والأهل والأصدقاء.... والكل يحمل لهما بداخله الفرحة والمباركة ...
بينما مصطفي يجلس بجوار نور علي طاولة خاصة بهما
.... كما كانت فريدة تجلس بجوار علي علي طاولتهما تتأبط ذراعه
امتلأت القاعة بالموسيقي ونهض العروسان علي أغنية انكتبلي عمر لشيرين وعندنا ملأت الأغنية القاعة بكلماتها ... تأثرت فريدة وامسكت يد علي ونهضت للرقص معه عليها فوجدت نفسها فيها
انا انكتبلى عمر وانت بين ايديا
وحجات كتير كانت بعيده عليا
لاقتها فيك
وانا بين ايديك كل اللى ضاع لاقيته تانى
وهربت ليك من كل حاجه مخوفانى
وجريت عليك
ايامى جبنك عشتها وحياتى بيك كملتها
انا كنت قبلك واحدة ناسية نفسها
قدام عينك انا صعب الاقى كلام اقوله
ده كل حلم زمان كان نفسى اطوله
انا شفته فيك
ازاى اعيش الدنيا لو مكنتش فيها
كلمه حبيبى مش هنادى لحد بيها
غير بس ليك
كما مالت نور عل كتف مصطفي وأصبحت تردد له كلمات الأغنية ....
تمت_بفضل_الله