اخطائي سهام العدل

موقع أيام نيوز

جمال آخاذ ...مختلف بمعني الكلمة ... ولكن الغريب خليط المشاعر الذي تمتليء به عينيها من القسۏة والحزن والجمود والكسرة وهذا ماجعلها غامضة ... ولم ينكر شعوره نحوها بالشفقة فتاة في ريعان شبابها قعيدة كرسي متحرك ويدها اليسري أصابعها منطوية ... هل مرضها هو السبب في عرض أمها للزواج منها ... أم شخصيتها الغامضة ... أم ماذا 
هل تتحدث مثلنا أم أنها بكماء وعينيها فقط التي تتحدث
عندما أطال النظر نكزه علي ليرفع بصره من عليها قائلا طب احنا هنمشي يامصطفي ... ونيجي وقت تاني ياهانم.
مصطفي استرد عقله الذي ذهبت به نور محاولة منه أن يسمع صوتها تشرفنا آنسة نور .
نور بلامبالاة أهلا.
مصطفي في نفسه دي بتتكلم الحمد لله بس شكلها تنكة.
أخرجته من تفكيره فاطمة اتفضل يامصطفي أنت واللي معاك في الاستراحة هنا وأشارت علي أريكة علي اليمين في الحديقة واحنا مش هنتأخر.
علي مقاطعا لا إحنا نيجي وقت تاني .
مصطفي لا ياعلي ... خلاص ياست الكل هنتستناكي وأدار بصره ناحية نور دون أن يتحدث.
فاطمة خلاص اتفضلوا.
في سيارة فاطمة يقود سائقها الخاص بينما هي ونور يجلسان في الخلف ...تتذكر نور صورة الشاب الذي حاوطها بعينيه تتذكر ملامحه وتفاصليه طويل عريض المنكبين رياضي القوام حليق الرأس بينما كثيف الشارب والذقن رغم قصرها عينيه باللون العسلي المائل للخضرة تتذكر نظراته وتتألم منها فهي في أي مكان ملفت الأنظار ومحل العطف والشفقة من الجميع .
وأمها في نفس العالم تتمني بداخلها أن يكون قد وافق مصطفي علي طلبها لينقذ ابنتها من الضياع الذي تعيشه فمشكلتها ليست فقط في مرضها ولكن حالتها النفسية تدمر أي تطور صحي تصل إليه سنوات وسنوات بين غرف العمليات وأروقة المستشفيات بالإضافة الي السفر خارج البلاد للعلاج ...وبعد أن تعافت من الشلل التام واستطاعت الجلوس علي كرسي متحرك بدأت رحلة العلاج النفسي الذي لا ينتج منه أي تحسن بسبب إحباط نور وشعورها باليأس والنقص مما نتج عنه قسۏة وتمرد لكل من يقترب منها رفضها للصداقات والخروج بعد اتمام دراستها اوجع قلب أمها وكأن الله أرسل لها مصطفي لتولد نور من جديد علي يد رجل يشاركها الأطراح قبل الأفراح التمست في مصطفي الشهامة والطيبة بجانب الأدب وسمو الخلق قررت ألاتضيع الفرصة لو ستخسر كل ماتملك ستحاول جاهدة فهو الأنسب لها .
في استراحة الحديقة دار هذا الحوار بين مصطفي وعلي.
علي بس الست دي شكلها محترم أوي يادرش وهتوافق تسلفنا المبلغ.
مصطفي سارحا في نور مش حرام شابة زي بنتها تقعد كده محرومة من متع الحياة.
علي ماهو ربنا مبيعطيش كل حاجة يامصطفي الناس الأغنياء دول تلاقي حياتهم فيها اي حاجة معكراها .
مصطفي عندك حق ياعلي مبتكملش .
علي بس بنتها عاملة زي القطة اللي بتخربش تحسها كده فيها نسبة شړ .
مصطفي الله أعلم بظروفها ياعلي ... ربنا يعافيها.
علي ياااارب ... بس انا حاسس انه خير وهتفرج يامصطفي.
مصطفي ان شاء الله.
في عيادة الدكتور مراد تجلس فاطمة وابنتها في غرفة الانتظار تنتظر الدخول للدكتور وبعد دقائق جاءت السكرتيرة لنور الدكتور
في انتظار ياانسة نور.
تهم الممرضة لمساعدتها بالكرسي بينما تغضب منها نور قولت لك مية مرة مش عايزة مساعدة الكرسي بيتحرك اوتوماتيك .
الممرضة وقد بدا عليها الإحراج أنا اسفة ... اتفضلي حضرتك.
اتجهت نور بالكرسي لغرفة الدكتور وتركت والدتها كالعادة وفتحت لها الممرضة الباب ...عندما رآها الدكتور وقف من
جلسته مرحبا بنور
أهلا أهلا بست البنات ... ازي عروستنا الحلوة.
نور بلامبالاة ازيك ياأنكل مراد ... مفيش جديد نفس الاسطوانة عليها بقالنا سنين ... جدد حتي التجديد مفيد.
مراد وهو يجلس مقابلا لها مش عارف يابت انتي جايبة القسۏة دي منين ... أبوكي الله يرحمه كان رجل طيب وذو أثر ..وأمك ست طيبة وقلبها كبير ... أنتي دايسة في الكل ليه كده.
نور هما شافوا إيه في حياتهم ... إنما أنا الدنيا بتعطيني من يوم ماوعيت عليها.
مراد حالك أحسن من ناس كتير ... بقولك إيه يانور ماتيجي معايا نروح يوم جولة لمستشفي الأطفال للسړطان أو معهد أورام .
نور هو أنا ناقصة كآبة ... لاشكرا .
مراد صدقيني لو وافقتي هتفرق معاكي كتير يانور .
نور شكرا مش محتاجة الفرق ده ... مبقتش حاجة تفرق.
مراد براحتك يانور ... بس أنا زعلان منك .
نور ليه ياأنكل .
مراد مزودة عيار التمرد علي ماما ودادة ليه ... مش اتفقنا الجلسة اللي فاتت .
نور الشكاوي شغالة بقي خط مفتوح ... والله محدش ينتظر مني حاجة.
مراد علاجك مش بتاخديه ليه يانور
نور زهقت أدوية ... أنت لو چرحتني دلوقتي هتلاقي اللي بينزل مني أدوية مش ډم .
مراد يانور ياحبيبتي افهمي ... الحياة مبتقفش عند نقطة ... انتي احسن من غيرك ... انسي اللي فات وتحدي اللي انتي فيه وعيشي حياتك .
نور بوهن مش عارفة ... بقيت بلاقي بنفسي في وحدتي ... مبقتش محتاجة حاجة ...خلاص ... أنا لما بغمض عيني مبشوفش غير سراير المستشفيات وغرف العمليات وصور المحاليل.... حاسة طول الوقت اني جيت دنيا مليش مكان فيها ... وحدة وعذاب وإعاقة ومرض ... منتظر مني إيه !!!
مراد طالما فاكرة كل ده يبقي أكيد فاكرة وانتي نايمة وعندك شلل تام ونايمة مفيش أي طرف فيكي بيتحرك والكل قرر أنك هتكملي حياتك كده... فاكرة ولا لاء
نور تنظر للفراغ فاكرة .
مراد طب ليه متفتكريش كرم ربنا عليك انه خلاكي تقدري تحركي ايدك وتقعدي بدل ماحد يشيل ويحط فيك .
صمتت ونظرت للأرض .
أكمل مراد طب ليه مش فاكرة دموع أمك وهي مبتنشفش من قهرتها عليكي سنين طويلة ولو كانت طالت تضحي بعمرها عشان تخفي وتقومي بالسلامة ... أكيد مش فاكرة .
نور بوهن وضعف فاكرة 
مراد بمكر لا مش فاكرة ... لأنك لو فاكرة استحالة هتعمليها بالقسۏة والجحود ده ... ست فقدت زوجها اللي هو كان كل حياتها وابنها اللي جاي للدنيا وبنتها تتصاب الاصاپة دي وتعيش عمرها مقهورة دي مكافأتها !!
نور بقلة حيلة انكل مراد أنا مش قادرة اعطي حاجة لحد لاحنان ولاغيره ... 
مراد بصرامة نور ... لو سمحتي ... خدي العلاج هيهديكي و يخليكي تبطلي تفكري بسلبية .
نور حاضر.
في منزل الحاج وهدان والد مصطفي .
يدق جرس الباب يهم محمود الأخ الأصغر لمصطفي ليفتح الباب فإذا بأخته الكبري مروة وابنها زياد ذو الخمس سنوات.
محمود فرحا أهلا يامروة ... وحشتيني .
مروة ازيك يامحمود وحشتني ياحبيبي.
محمود مداعبا زياد حبيب خالو وحشتني .
بعد نصف ساعة اجتمعت الأسرة حول والدهم في المنزل البسيط مرحبين بمروة المتزوجة منذ ستة أعوام في محافظة أخري ولا تأتي إلا كل عدة أشهر لزيارة أهلها ولكنها هذه المرة جاءت لتمكث حتي ينتهي زفاف أختها عبير ... ولكنها تعجبت من غياب أخويها مصطفي ومنير .
مروة أمال مصطفي فين ومنير يابابا ... حتي محدش فيهم بيكلمني .
الأب وهدان منير بيشتغل مع ميكانيكي وبيجي كل أسبوع ... ومصطفي الله أعلم هو فين ... ربنا ييسر أمره .
مروة بشك هو فيه حاجة ياجماعة طمنوني.
عبير مغيرة الموضوع لامفيش قومي معايا شوفي الحاجات اللي جبتها هتعجبك أوي.
رن هاتف فريدة المحمول فشعرت بالتوتر بعدما رأت المتصل ثم قامت منسحبة بهدوء إلي الشرف ترد عليه بصوت منخفض ألو ... أيوة 
المتصل.........
فريدة مسمعتش التلفون ولا فتحت الرسايل.
المتصل ........ 
فريدة نتقابل النهاردة !!! مش هينفع.
المتصل ........... 
فريدة أختي لسه جاية من سفر وهنروح نكمل شوية حاجات لعبير ... مفيش فرصة أخرج.
المتصل .........
فريدة مبتسمة أنت كمان وحشتني .... هحاول .
المتصل ...........
فريدة خلاص خلاص جاية ..سلام .
وأغلقت الخط.
عادت نور وأمها من العيادة النفسية ووجدتا مصطفي وعلي مازالا في حديقة المنزل ... اتجهت فاطمة ناحيتهم بينما اتجهت نور إلي مدخل المنزل .
بادرت فاطمة بالسلام ثم الاعتذار عن التأخير آسفة اتأخرت عليكم .
مصطفي ونظره يتابع نور المتجهة للمدخل ولا يهمك حضرتك .. بس انتي هتسيبي الانسة تدخل لوحدها مشيرا بيده علي نور 
شعرت فاطمة بالسعادة لاهتمامه لا عادي هي عارفة طريقها وفيه مكان مخصص
للكرسي بيدخلها البيت ... وفوق كده هي بترفض مساعدة حد .... أهم شيء ااتفضلوا معايا.
دخلا مصطفي وعلي معاها نفس غرفة المكتب التي مكث فيها مصطفي ليلة أمس .
بدأت فاطمة الحديث اسفة اني استضفتكم هنا ... بس الاوضة معزولة بعض الشيء عن بقية البيت .
علي ولايهمك ياهانم.
فاطمة نورتني ياأستاذ ....
علي مقاطعا علي ياهانم
... اسمي علي 
فاطمة تشرفت بك ياابني 
علي الشرف ليا ياهانم.
مصطفي مقاطعا أنا جاي عشان عرض حضرتك ... بس فيه شوية تعديلات ....
يتبع
الفصل_الخامس
مصطفي مقاطعا أنا جيت النهاردة عشان عرض حضرتك ...بس فيه شوية تعديلات .
انتاب فاطمة الخۏف لبرهة ثم استردت قوتها تعديلات ايه مش فاهمة !!! 
مصطفي مترددا في الحديث وعلي ينكزه في كتفه ليتكلم يعني ...يعني ... حضرتك ممكن تسلفيني المبلغ المطلوب مني وتاخدي أي ضمانات توافقي بها و...... 
فاطمة بخيبة أمل وإيه يامصطفي .... كمل .
مصطفي مستكملا حديثه ونتفق علي مدة معينة بحيث اني اسدد كل فرصة جزء من المبلغ ... وان خلفت ...وصمت.
فاطمة كمل يامصطفي وطلع كل اللي عندك وبعدين نتفاهم.
مصطفي وان خلفت وقتها ابقي انفذ طلب حضرتك واتجوز بنتك .
تكلم علي متحفزا صدقيني ياهانم ...احنا هنشتغل ليل نهار عشان نسدد الفلوس لحضرتك .
تنهدت فاطمة بعمق ثم وقفت وقالت تشرفت بزيارتكم ياشباب ...فرصة سعيدة .
نظر كلا من مصطفي وعلي إلي بعضهما ثم بدأ علي الكلام ياهانم أنا مستعد أمضي مع مصطفي وبالفوايد اللي تحبيها ... بس كده هيتحبس وفرح أخته قرب وهتبقي ڤضيحة والفرح هيتقلب ميتم .
تحدث مصطفي بخيبة أمل أنا كنت طمعان في كرمك ياهانم... بس شكلي اتعشمت بزيادة.
تكلمت فاطمة بصرامة أنا يامصطفي عرضت عليك عرض مشروط ...شيء مقابل شيء.. أو خدمة مقابل خدمة ...لكن غير كده معنديش كلام أقوله .
مصطفي بس ياهانم قرار الجواز ده مش سهل زي ماانتي فاكرة ... بالعكس ده قرار مصيري وأنا مقدرش علي مسئوليته حاليا.
فاطمة ومين قال اني هحملك مسئوليتك شيء أنا قولتلك ديونك ومشروع زي ماتختار وبيت طويل عريض هتعيش معانا فيه مقابل سعادة بنتي ومع ذلك أنا مغصبتش عليك ولا هخليك تعمل حاجة أنت مجبور عليها.
نظرت فاطمة إليهما ...وجدت مصطفي ينظر إلي الأرض ويده علي رأسه تتخلل أصابعه شعره والحيرة تقتله ... وعلي ينظر إليها وكأنه يقول لها أين الرحمة فيم تقولين !!
ثبتت فاطمة علي موقفها وزادت من قوتها وجلست مقابلة لهما ووجهت حديثها لمصطفي شوف يامصطفي ..لا عيب ولا حرام اني اشتري سعادة بنتي مهما كان ثمنها ... ولازم تفهم اني اختياري لك عن اقتناع تام لاني
تم نسخ الرابط