اخطائي سهام العدل

موقع أيام نيوز

الفصل_الأول
الظلام يخيم علي المنزل إلا من ضوء خاڤت يخرج من غرفة خالية من الروح يسكنها الۏجع واليأس يتملكها حطام أنثي.
بينما تقف في شرفة المنزل الكبير سيدة تجاوزت الستين من عمرها ينتابها الهم والحزن علي حياتها الماضية والحالية تتملكلها ذكريات سنين مضت وحاډث أليم فقدت فيه جزءا منها وشريك عمرها تركاها في ۏجع لاينضب.

مشهد يرجع بها ليوم مشؤوم وهي تصرخ من ألم المخاض ويهديء من روعها زوجها وهو يقود سيارته في طريقه إلي المستشفي.
فاطمة الحقني يامحمووووود .... بمووووت .
محمود اهدي ياحبيبتي احنا علي وصول ... هانت خلاص.
فاطمة وهي تضع يدها أسفل بطنها آآآآه ... بمۏت من الۏجع ... يارب هونها عليا.
وهنا تبكي طفلة ثلاث سنوات ماما .... ماما ... ماما.
محمود اهدي ياحبيبتي ... ماما كويسة ... هتجيبلك أخوكي يان...........
وهذا آخر ماتذكرته فاطمة عندما أفاقت من غيبوبتها وهي تنظر لبطنها المنخفضة بذهول وهي تنظر إلي أخيها الواقف بجوار سريرها ومعه ممرضة ترتدي الأبيض وتنادي علي الطبيب.
فاطمة تسأل فين بطني ... طب فين ابني... طب رجلي في الجبس ليه
أخوها يميل عليها إهدي يافاطمة ... اهدي ياحبيبتي.
فاطمة تكرر أسئلتها فين محمود ياعادل فين نور
ينظر لها بمنتهي الأسي استعوضي ربنا يافاطمة.
شعرت فجأة بمنتهي العجز وخاڤت أن تكرر الأسئلة فهناك أشياء الجهل بها رحمة من رب العالمين.
سهام_العدل في هذه اللحظة يدخل الطبيب مدام فاطمة ... حضرتك إنسانة مؤمنة ومتعلمة وقدوة فلابد من الرضا بقضاء الله وقدره.
فاطمة وهي تشعر بثقل في لسانها أأأنا أنا مش فاهمة حاجة ...تنظر لأخيها بحسرة وقهر وكأنها تخشي الإجابات فيه إيه ياعادل ...قولي فيه إيه ... اللي في بطني ماټ ... وتهبط دموعها بغزارة في صمت ... إنا لله وإنا إليه راجعون ... اللهم اجرني في مصېبتي واخلف لي خيرا منها.
وتكمل پقهر أنا راضية ومش هعترض بس اندهلي محمود ... قوله إني هادية وراضية وده إختبار من ربنا لنا ...نادي عليه ياعادل وخليه يجيب نور.
وتنادي وهي تتلفت حولها محمود ... محمود... نور... نور.
أخيها محمود عند اللي أحن منه عننا ... ربنا يجعله من أهل الجنة.
ترفع رأسها له وجهها قداختفت ملامحه من أثار البكاء بجد أنت بتتكلم جد ياعادل ...لاء لاء قول لاء
وتصرخ محمود.... محمووود...ثم ترمي برأسها علي الوسادة ... ثم تبتلع ريقها بصعوبة وتشعر أنها في اللاشيء ثم تستأنف والحزن يطيح بكل ذرة في كيانها طب نور بنتي ... بنتي ياعادل تقولها وهي تتمني ألايجيب لو كانت الإجابة ستقتلها .
أجابها عادل مطمئنا نور بخير الحمد لله خرجت من العلمليات وزال الخطړ ...بس ...بس ...
أفاقت من ذكرياتها علي حركة مريبة في حديقة المنزل وشبه شبح يتنقل خلف الأشجار ...شعرت هذه المرأة ال قوية بړعب بعض الشيء فاتجهت للمكتب وأخرجت سلاحا حادا واتجهت إلي الحديقة تنادي علي حارث المنزل ياإبراهيم ... ياإبراهيم ...ياإبر.....
وفجأة تشعر بجدار خلفها يلثمها بيده وباليد الأخري يكتف يدها من الخلف ويهزها بحرفية ليسقط السلاح من يدها وقد نجح في ذلك ... رغم قصر قامتها حاولت جاهدة الدفاع عن نفسها ودفعه من الخلف بقدميها ولكن لامحالة .
تحدث هذا الشخص لتهدئتها إيه ياست أنتي أنا مش عايزة أذيكي ...اهدى والله ماغرضي أأذيكي ...وبدأ يترك يدها ويرفع يده من علي فمها.
الټفت له ونادت بصوت عال ياإبراهيم ...ياإبراهيم ...أنت يازفت.
بعد أن نظر لها اهدي ياامي أنا مش حرامي والله ..
بدأت تتفحصه بنظرة مريبة ثم قالت بعصبية أنا هوديك في داهية...أنا هبلغ الشرطة .
أقسم لك بالله ياأمي أنا بس كنت بتخبي هنا بس لبعد الفجر... أرجوكي بس ساعديني أنا مش مچرم.
أحست بوجود لغز وراء هذا الشخص ولكنها التمست الصدق في كلامه خلاص فهمني بتتهجم علي بيتي في وقت زي ده ليه.
أمسك يدها بتوسل أقسم لك ياست الناس أنا .... ولم يكمل كلامه حين أحس بحركة سريعة خارج سور الحديقة ...ترك يدها فجأة واستأنف حديثه بهدوء أرجوك بس ندخل وهفهمك .
نظرت له نظرة استنكار ثم أكمل أقسم لك أنا مش مچرم ...مټخافيش مني.
واجهته بيدها بقوة ودفعته في صدره أخاف من مين ... دا أنا أوديك في داهية.
أرجوك وطي صوتك أنا طمعان في كرمك بس دخليني بيتك .
رق قلبها لتوسله ولا تعلم مالعاطفة التي تجذبها له
خلاص اتفضل ادخل وأشارت بيدها ناحية مدخل المنزل.
وأشار هو بأن تتقدمه .
جلسا سويا بالتقابل علي كرسيين في مكتب بسيط يكسوه الطابع الكلاسيكي .
بدأت فاطمة بالكلام وإيه اللي حدفك علي بيتي في وقت زي ده ...ومين اللي بيطاردك.
تنحنح الفتي ثم جلي حنجرته وقال متحرجا شيكات بدون رصيد والشرطة بتطاردني.
فغرت السيدة العجوز شفتاها من الصدمة ثم استعادت قوتها وقالت بصوت يشوبه الصدمة نصاب !!!
اندفع الفتي قائلا لا لا مش نصاب والله.
أمال إيه الشيكات دي 
اتنصب عليا ...هحكيلك الحكاية من أولها .
قالت
بنفاذ صبر احكي.
حكي بأسي شغل والله مانصب ...أصل أنا بوزع لشركات أي حاجة يعني بلقط
رزقي زي تسويق كده ... آخد منهم البضاعة وبعدين أوزعها علي التجار والمحلات بسعر الجملة ويطلع لي نسبة من الشركة ومن الزبون ...
فاطمة أ دفت بحماس طب وإيه اللي رماك علي البلوة دي 
أكمل قائلا في مرة أخدت من شركة كمية بضاعة كبيرة ونزلت أوزعها أخدها مني تاجر كبير علي انه هيعطيني فلوس البضاعة ونسبة تخصني بجمعها في شهر بس استني يجمع لي الفلوس لتاني يوم... وأنا بما انه تاجر وله اسمه في السوق فرحت بالنسبة ووافقت ... روحت تاني يوم عمل نفسه ميعرفنيش ولا اخد مني حاجة ...اټجننت كنت بكسر له في المحل ... عماله اتجمعوا عليا ورموني بره المحل وانا معييش اللي يثبت عليه حاجة ... والشركة أخدت عليا شيكات ووصلات أمانة بضعف البضاعة ضمانا لحقها دلوقتي اشتكوني والشرطة بتطاردني.
قامت فاطمة من مكانها واقتربت منه عشان أنت غبي وهنا مفيش مخ وأشارت بيدها علي رأسه.
عندك حق ياست الكل ... واديني بدفع الثمن.
سألته فاطمة اسمك إيه.
مصطفي.
فين أهلك من كل ده يامصطفي
ميعرفوش حاجة ياست الكل ... احنا ٦ أولاد و ٣ بنات... وأهلي حملهم تقيل وأبويا علي المعاش.
رق قلبها لحاله وسألته اتعشيت يامصطفي
تسلمي ياامي ملوش لزوم.
استني هنا ثواني ورجعالك .
اتفضلي
خرجت من الغرفة وسارت في طرقة ونادت عزيزة ...عزيزة .
جاءت لها سيدة تصغرها بقليل أؤمريني ياأبلة فاطمة .
ردت فاطمة لو سمحتي ياعزيزة جهزي عشا معايا ضيف .
ردت عزيزة بانصياع حاضر ياأبلة فاطمة ... بس ...بس ..بس .
قلقت فاطمة بس إيه ..
انطقي قلقتيني.
ردت عزيزة بحزن نور ياأبلة لاراضية تاخد أدويتها ولاتتعشي .
تنهدت فاطمة بأسي سنين طويلة في حلقة مغلقة الصبر من عند يارب. 
عزيزة احنا هنسيبها كده ياأبلة ... كده هتدخل انتكاسة تاني .
فاطمة والتفكير يملؤها ربك هيدبرها يافاطمة ... وقد لمعت فكرة برأسها قد تحل عڈاب السنين الذي عاشته.
يتبع
الفصل_الثاني
في أحد الأحياء الشعبية يدق جرس منزل الحاج وهدان والد مصطفي وتهرول فتاة تبلغ من العمر العشرين سنة لتفتح الباب وهي فريدة الأخت الصغري لمصطفي .
فريدة حاضر ... حاضر ...ياساتر يارب مين هيجيلنا دلوقتي.
وعندما فتحت الباب وجدت الطارق علي أعز أصدقاء مصطفي.
فريدة علي ...أهلا وسهلا ... خير فيه حاجة.
علي عندما فتحت فريدة دق قلبه بشدة وأخفض بصره ورجع خطوة للوراء مساء الخير يافريدة ...اسف علي الازعاج في وقت زي ده ... بس كنت عايز مصطفي.
فريدة مساء الخير ياعلي... بس مصطفي بره مرجعش ... ليه فيه حاجة... أصحيلك محمود أو بابا.
علي لا ملوش لزوم متقلقيش حد .... أنا همشي.
فريدة طب ماترن عليه علي الموبايل.
علي المشكلة اني رنيت علي الموبايل لقيته مع حد تاني بيقول انه لقاه في الشارع ... أخدت منه العنوان وروحت جبته بس مش عارف اوصل لمصطفي .
فريدة وقد وضعت يدها علي قلبها ربنا يستر ... أنا قلبي اتغوغش عليه ... طب هتعمل ايه.
علي ادخلي انتي نامي ومتقلقيش يافريدة ...وان شاء الله اول ماقابله هخليه يطلبك يطمنك.. بس لو جه علي هنا خليه يكلمني ضروري.
فريدة حاضر .
علي سلام عليكم ... وذهب علي يجول الشوارع ويبحث عن صديقه في كل مكان يحتمل أن يتواجد فيه مصطفي ... وقلبه مازال يخفق منذ أن رأي فريدة التي لاتفارق مخيلته أبدا صاحبة جرتي العسل فعينيها جرتين من العسل الصافي لقد عشقها منذ أن كانت طفلة كبرت وترعرعت أمام عينيه ... كان ومازال يخشي النظر لها حتي لاتجرحها نظراته ... يحلم كل لحظة باليوم الذي سيجمعهما سويا في الحلال ولكن هانت فهو يعلم جيدا من مصطفي أن أباها ينتظر أن يزوج ابنته الثانية عبير ليوافق علي خطبة فريدة وحمدا لله لقد تحدد زفاف عبير بعد شهر وسيتحقق حلمه ويتقدم لخطبة فريدة وستصبح ملكه للأبد.
انتهي مصطفي من تناول عشائه وألقي بجسده علي الأريكة في غرفة المكتب التي استضافته فيها السيدة فاطمة يتأمل المكان ويتعجب في نفسه من كرم هذه السيدة العجوز وعطفها عليه بعدما وعدته أنها ستبقيه حتي الصباح في منزلها بعدما يتناول عشاءه .
في نفس المنزل في غرفة شبه مظلمة يسكنها الوحدة واليأس تجلس في أحد أركانها شابة في الثلاثين من عمرها يملؤها الحزن واليأس يشع من عينيها الجميلتين حتي لو أظهرت عكس ذلك ... عاشت وردة معاقة كلما تفتحت غمرها الشوك ومنعها من أن تتفتح وتزهر ...
دخلت عليها أمها السيدة فاطمة وجدتها ملقية برأسها إلي الخلف كالعادة ومثبتة عينيها علي السقف أضاءت المصباح وتوجهت ناحيتها.
فاطمة إيه يانور ... الدادة عزيزة بتشكي منك ليه 
نور ترد بلا مبالاة ليه أنا عملت إيه ... ماانا قاعدة بحطة إيدكم أهوه.
فاطمة نور أنا تعبت من طريقتك دي ... مبقتيش صغيرة علي الكلام ده.
ضغطت نور
علي زر كرسيها المتحرك متجهة إلي سريرها وضغطت علي نفسها بيديها ورفعت نفسها وصعدت علي فراشها ووجهت نظرها لوالدتها عارفة انك تعبتي ... وبقولك أنتي ودادة ووفروا تعبكم ...ومتقلقوش نفسكم
أنا ملزمة بعلاجي .
فاطمة وطالما ناضجة وقد المسئولية مبتاخديش علاجك ليه يانور ... وافتكري ان عندك جلسة عند الدكتور مراد بكرة وهو كلمني واعتذر عن الخروج وانتي هتروحي.
نور حاضر ياماما ... اقفلي النور وراك تصبحي علي خير.
ماما ماشي يانور ... تجاهلي كلامي زي كل مرة 
وخرجت فاطمة من غرفتها تزفر أنفاس الألم علي ابنتها واليأس من عدم تقبلها الحياة ... واتجهت ناحية غرفة المكتب حيث يمكث مصطفي.
طرقت الباب وفتحت الباب فاعتدل مصطفي من نومته.
جلست فاطمة مقابلة له اتعشيت 
مصطفي الحمد لله تسلمي ياأمي ربنا يبارك فيك.
فاطمة بألف هنا يامصطفي .
مصطفي مشيرا علي رأسه الله يهنيك ... جميلك علي راسي.
فاطمة معتدلة جالسة مصطفي أنا هسد
تم نسخ الرابط