أغلال الروح شيماء الجندي
المحتويات
عشانك !!!!
أنهى كلماته منتظرا تكذيبها لما تخيله رغم شعوره بندم طفيف حين رمقته بنظراتها الراكدة ثم ظهرت بسمتها الساخرة تدريجيا و همست بسخرية عاقدة حاجبيها بدهشة مصطنعة
امممم قبل ما اقابلك كنت بسمع أسوأ الأوصاف عني وكنت بقول الناس دي متوزنش عندي حاجة ولا بتفرق معايا و مش هبرر نفسي خليني وحشة يتحرقوا هما وأفكارهم ودلوقت بقولك اۏلع بأفكارك ياآسر و مش بس كدا !
و باغتته بدفع حذائها المدبب پغضب تجاه عظمة ساقه ليعقد حاجبيه و ترتخي يديه لوهلة من فعلتها فاستغلت ماحدث و ابتعدت عن قائلة بنفور و سخرية
مش عاجبك لبسي طيب إيه رأيك بقااا إني مش هلبس غير نفس الاستايل دا و هقول للأمن يمنعك تدخل هنا تاني و حياة أبوك ياآسر لأسود أيامكم و أعرفكم قيمتكم و قول لأبوك أن الورق دا بداية عشان دور القديس اللي عايش فيه مش لايق عليه !!!!
يعني أنت اللي ورا رسايل يوسف !!!!! جبتي الورق دا منين !!!!! تعرفي إيه أصلا تااااني عننا !!!!
لم تتحدث بل اكتفت بتجاهله و جن جنونه اكوازداد ذهولها حين عاد إليها بمنامة حريرية ذات حمالات رفيعة ملقيا إياها بجانبها فوق الفراش قائلا بلهجة آمرة
حدقت بملامحه الغاضبة الجادة بأعين متسعة بعد كلمته و فرغت فاهها تهز رأسها سلبا بالرفض و تعود إلى الخلف بتمرد و
جربي تلبسي القرف دا تاني وشوفي هيحصل إيه!
حاولت دفعه عنها و خدش ماظهر من صدره بأظافرها لكنه كان أسرع منها وكبل يديها معا رافعا إياهم فوق رأسها و عادت يده الأخرى تبحث عن مبتغاها لكنه توقف حين سكن جسدها أسفله و كفت عن مقاومته مستعيدة ذكرى ليلتهم الخاصة و قد تملك منها التخبط و تبخر توعدها له منذ لحظات تحرك عينيها على خصلاته المشعثة و ذقنه الغير مشذب لأول مرة و حين حل عقدة حاجبيه و استقر برماديتيه المنهكة داخل عينيها ازدردت رمقها بتوتر طفيف من استسلامها الوشيك له و قد حدث بالفعل
على الجانب الآخر وقفت نيرة تنظر پغضب جم إلى سليم الذي وقف بجسده حائلا بينها و بين باب الشقة مانعا إياها من الذهاب إلى شقيقتها و صاحت به بحدة يعد أن عجز نائل عن إقناعها بترك مساحة تفاهم بينهم
أنا عايزة انزل لسديم حالا !!!!!
زفر سليم بنفاذ صبر من عنادها و أردف بنبرة ساخرة
كتم نائل ضحكاته و أردف مؤكدا على حديثه بالظبط يانيرة مش كدا ياحبيبتي دا برضه جوزها وحقهم يتفاهموا بهدوء !!!
عقدت حاجبيها و أردفت بدهشة واستنكار وأنا لما اقعد معاهم هوقف التفاهم دا !!! مايتفاهموا قصادي و ابقا مطمنة
عليها !!!
رفع نائل حاجبه و أردف بتهكم و بسمة تفاخر صغيرة مش عارف اجيبهالك إزاي بس هتوقفي التفاهم آه و عن تجربة أنا ياما وقفت تفاهم فهد و أسيف !!!
وبالفعل تحركت و كادت تتجه إلى الباب ظنا منها أن وظيفة إقناعهم انتهت ليردف نائل مسرعا برفض
بروميس أي ونيلة إيه !!! يااابنتييي استهدي بالله هي لو عندها مشكلة كانت طلعت و أشك إن سديم يحصلها مشكلة دا ربنا يستر على
الواد منهااا !!!
اجتمعت الدموع داخل
عينيها و اقتربت منه تردف برجاء و لطف بليز يانائل أنا قلقانه عليها و هو لما بيقعد معاها لوحدهم بيضايقها !!!
عقد حاجبيه و اقترب منها هامسا بتساؤل وصدمة ليه هي اشتكتلك !!!
اتسعت عينيها و سألته باستنكار واضح إيييييه !!! هو أنت مش ملاحظ !!!
هز رأسه بالسلب وصړخ بها بذهول ليه هي باين عليهاااا أصل أنا لسه عارفهم من قريب!!!
هزت رأسها بالإيجاب و صاحت به غافلة عن مقصده الحقيقي ايوااا طبعا !!!!!
ضړب بكف يده فوق جبهته بخفة و هو يردد پصدمة يانهار أسود ياعيلة المفاضيح انتوااا !!!!
اڼفجر سليم ضاحكا بقوة على حديثهم وقد أيقن أنه يتحدث باتجاه و هي تتحدث بعفوية تامة عن حزن شقيقتها لتظن أنه يسخر منها و من تعاطفها فاندفعت فجأة بحديثها و صاحت به معنفة إياه
على فكرة أنا بكرهك أنت اوحش من آسر !!!!
و استدارت تعود إلى الأريكة و تجلس فوقها بحزن شديد تاركة دموعها تهبط فوق وجهها تاركة إياه في حالة من الذهول و التوتر بينما أردف نائل بعدم تصديق إيه البت النوتي دي واحدة تقفل شوارع وبلطجية و التانية أخرها في الزعيق أنا بكرهك !!!!
تنهد سليم و أردف بتوتر وهو يتجه إليها مش لدرجة العياط يعني !!!
راقب نائل بدهشة توجهه إليها يجلس بجانبها فوق الأريكة محاولا الاعتذار لها و قد أردك أن سليم أيضا داخل دائرة محكمة الإغلاق من العشق المذبذب !!!
و بالعودة إلى الزوجين المشتتين قد تصاب بالذهول حيث اعتدل آسر و شرع بارتداء ملابسه شاردا و عينيه مستقرة فوقها بينما هي تنظر إلى بصمت دام دقائق معدودة قبل أن تعتدل هي الأخرى و تجذب الغطاء فوقها جيدا تستند إلى الوسائد خلفها محدقه بظهره بعد أن انتهى من ارتداء بنطاله هامسا لها بسخرية لاذعة
متنسيش تاخدي حباية منع الحمل !
تجاهلت كلماته و تركت رأسها فوق الوسادة بصمت إلى أن أمسك فستانها الملقى أرضا و توجه إلى الخارج لتقف و ترتدي منامتها باحثة عنه بعينيها إلى أن ظهر بعد لحظات يدلف إلى المرحاض و هي خلفه لتشهق حين وجدته يشعل النيران بالفستان مفسدا إياه عن عمد و مراقبا تفاقم ألسنة النيران أمام عينيهما و هو يواصل همسه المټألم مشيرا إلى اللهيب المتصاعد
دا اللي بيحصل في روحي كل ما بتقربي من راجل غيري !!!!
ثم تحرك يفتح الصنبور مخمدا النيران و غادر تاركا إياها تحدق بأثره بعد أن أردف بتحذير
حتى لو مش عيزاني هفضل حاجز بينك و بين أي راجل في الدنيا ياسديم !!!!
عادت عينيها المرهقة تحدق بقطعة القماش المحترقة وبالرماد المتناثر حولها ثم تنهدت وكادت تعود إلى الفراش لكنها توقفت تنظر إلى الآثار المتعمدة التي خلفها على بشرتها
بأماكن متفرقة حتى يتمكن من اجبارها على ارتداء ملابس ساترة لترتفع زاوية فمها بعبث واضح وتهمس بوعيد
ماشي وماله ياآسر هلبسلك اللي نفسك فيه بس والله لأندمك على الليلة دي !!!!
وكل ما أدركته منذ أن قرعت طبول ولهي بك أن روحي تتوهج بأنوار عشقك و تتوهج بنيران هجرك و تنطفئ حين تنسكب فوقها كلماتك القاسېة في لحظة ڠضب عابرة وداخل أحضانك نصبح أنا وروحي غرباء تتمنى هي البقاء
و كبريائي يدفعني إلى الرحيل و كأن روحي المتيمة داخل حلقة من التناقضات ولن تغادرها إلا بأمر روحك
جلس رائف أمام صديقه الصامت الذي طلب منه الحضور وقص عليه ماحدث بالفترة السابقة و ما أثار دهشة آسر هو تغير منظور صديقه و تبدل أحكامه الدائمة تجاه زوجته بأخرى رافضة تصرفه معها و محتدا في حديثه عليه يقول
دا مش أسلوب ياآسر طالما قولت هتتمسك بيها من الأول كان المفروض تكمل مش تتخلى عنها وبعدين متعبتش نفسك وسألتها بتاخد الحبوب ليه و بتعمل كدا ليه مع سليم بدل ما أنت نازل بدبشك عليها
رفع آسر حاجبه بذهول و ردد پغضب من تناقضه والله دلوقت بقيت غلبانة لو الذاكرة مش پتخوني فكلامك عنها كان عكس كدا تماما !!!!
تنهد رائف و أردف بخشونة و هو يعتدل بجلسته مستندا إلى المنضدة الفاصلة بينهما الكلام دا كان قبل ماحضرتك تتكلم دلوقت و أبدأ اجمع خيوط القصة و أشوف ردود أفعالها الغريبة خصوصا إنها بعدت عنك أهي يعني مش طمعانه فيك !!!
كاد بتحدث لكنه قاطعه مردفا بسخرية بلاش غباء على رأيها سليم إيه اللي هي بتحبه وهي واحدة زي دي محتجاك كوبري عشان توصل لسليم دي من أول يوم وهي علاقتها بيه تمام أوي و كان سهل توقعه !!! سليم آه قريب منها بس كصديق هو عارف سرها مش أكتر!!!
عقد آسر حاجبيه و سأله باهتمام بعد أن أثار انتباهه حديثه العقلاني يعني هي خاېفة تتكلم معايا و بتشارك سليم أسرارها
صمت رائف لحظات قبل أن يردف بتردد مفسرا ما يدور حولهم أو أسرارك أنت !!!
رفع الآخر حاجبه مزدردا رمقه ليحقق صديقه مخاوفه ويواصل حديثه قائلا آسف ياصاحبي بس كل دا ملهوش غير تفسير واحد سليم و سديم يعرفوا حاجة غريبة عن عمو رأفت و الحاجة دي هي اللي خلقت الكره والعداوة من ناحيته لسديم وبقا عايز يخلص منها !!!
كاد يرد على حديثه لكن ارتفع صوت هاتفه معلنا عن مكالمة من زوجة عمه نريمان التي لا تتحدث بهذا الوقت المتأخر من الليل إلا في حالة وجود کاړثة و بالفعل حين أجاب أبلغته أن الجدودة بحالة سيئة داخل المشفى و تطالب بتواجده في الحال !!!!
فر إلى مقر المشفى الذي لم يبعد عن المقهي بمسافة كبيرة و حين وصل إلى الغرفة ودلف خرج الجميع بأمر الجدة التي ظلت تحدق به وتتأوه للحظات ثم أشارت إليه بالاقتراب و وضعت يدها المسنة فوق يده تهمس له برجاء ساا ..م..حني ياا بني !
مال بأذنه فوق يحاول الاستماع إلى همسها أو التأكد من طلبها الغريب فكررت الرجاء و أكملت بصوت متحشرج ساا .. محڼي عشان سي ..بتك ليها تد..م .. ر طفولت.. ك و شباب.. ك !
سامحني عشان سيبتك ليها تدمر طفولتك و شبابك !
أغمض عينيه متمنيا أن تخطئ ظنونه فلم يتمكن أحد من فعل ما تتحدث عنه سوى واحدة فقط
و لكن الجدة لا ذنب لها فهي لم تتركه لحظة واحدة منذ ۏفاة والدته !!!!
كاد يبتسم لها و يربت على يدها نازعا شعور الذنب منها لكنها واصلت بما أوقف جميع حواسه عن العمل حيث همست له قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة
هه .. س .. يلا.. كا.. نت أخ .. تك من أب .. وك يا آس .. ر .. من عش.. يقته روزال .. يا .. !!!!
خمحم
وغادرت أرض الظلم و الظلام إلى دار الحق تاركة نيران الماضي تشتعل بين أفراد العائلة التي ظنت أنها أحسنت صنعها و أفاقتها من وهمها
متابعة القراءة