أغلال الروح شيماء الجندي
المحتويات
لأجل خداعه كيف يقابل شعور أنه أفنى سنين عمره في سراب و أن فتاياته المدللات ما هن إلا خدعة من نسج زوجته و ابن أخيه
أفاقت من شرودها وابتسمت له تردف أنا تمام منمتش حلو و نورهان أصرت على النزول فمحبتش ازعلها بس كدا
كور وجهها و ابتسم يقول بمحبة و بهجة
نور اتعلقت بيك جدا طالعة في بيت كله رجالة بقا و فرحت أوي بيك بس بعد كدا لو مرهقة متجيش على نفسك قوليلي وأنا هتصرف تمام
سديم في شوية ورق محتاجين يتظبطوا عشان بكرة لو تقدري نرتبهم و ترتاحي بكرة ياريت
كادت ترفض لأنها على يقين أن الأمر لا يتعلق بالعمل لكن قال عاصم مؤيدا له
أيوا ياحبيبتي روحي وخدي بكرة أجازة و نقضي اليوم سوا مع بعض .
عقدت ذراعيها أسفل صدرها و وقفت تنظر إليه پغضب واضح ولكنه تجاهل نظراتها و خطى تجاهها يجذبها من ذراعها ويقول بشراسة
مين دااا أنت كل شوية تطلعيلي بمصېبة جديدة يعني إيه تجيبي الزفت دا منغير ماتقوليلي
لولا الزفت ده كنت هتروح فيها اسمه كريم و لما تتكلم عنه ياتتكلم بأدب ياتسكت أحسن دا بدل ماتعتذر على معاملتك ليه
عقد حاجبيه واستشاط ڠضبا من طريقتها المتحدية و دفاعها المثير لحنقه عن رجل يرافقها و هو مطالب الآن باحترام رغبتها بصحبة رجل آخر صاح پغضب و قد تركها و طرق فوق الحائط بجانبها بقوة اخافتها من تهوره معها
أشار إلى العقد الذي يزين نحرها بينما عقدت هي حاجبيها تقول بدهشة واستنكار وقد ظهر الامتعاض على ملامحها بوضوح تام
ثم واصلت بملل حين وجدت حالها تتصرف بغرابة و تتجاذب أطراف الحديث معه بل و تفكر الآن بتقلباته المزاجية معها ارعبها هذا الوضع و قررت تجنبه و الفرار منه براثنه قائلة بحدة
أنا واقفة اتناقش معاك ليه أصلا أنت مش هتغير فكرة إني ڼصابة مأجرها بالفلوس من دماغك مهما حصل بينا مش كدا
لأ مش كدااا و تصرفي معاه طبيعي النهاردة المرة الجاية سيبني اموتتت و متخليش واحد زي دااا يبقا ليه جمايل عندي و متخرجيش من الموضوع أنا بتكلم عن تصرفاتك الغريية من وقت ماخلصنا الرقصة
اتسعت عينيها وصاحت به بدهشة
أنا مش قادرة افهم كريم عملك إيه غير كل خير ليه بتتكلم عنه كدا
كان صدره يرتفع ويهبط بقوة و كأنه داخل سباق من فرط كظم غيظه و انفجاره الآن بها وكأنها تتعمد أن تقوده إلى درب الجنون بدفاعها عن رجل آخر صړخ بها بصدق
معرفششش تمام كداااا معرفش مش طايقه ليه ومش قادر اشوف فيه غير أنه عيل ملزق ساب قعدة الرجالة و ماسك في البنت اللي قاعدة يتوشوش معاهااا كأن بينهم أسرار
صاحت به غاضبة حين شعرت أنه يبالغ و يحاول فرض سيطرته على تصرفاتها
مااحنا فعلا بينا أسرار وبعدين هو ميعرفش غيري طبيعي يكلمني أنا فين مشكلتك مش شايف إنك عايز تتحكم في اللي حواليك وبس منغير أي مبرر مقنع
اشتعلت عينيه پغضب يكاد يحرقها ووقود نيران غضبه هو جدالها ودفاعها عن هذا الرفيق و قد شعر أن مبالغته الغير مبررة سوف تتحول إلى کاړثة إن لم يسيطر على حاله في التو والحال و بالفعل هدر بإنفعال
مشكلتي إنك بتتصرفي من دماغك و معرفتنيش أنه جاي كان لازم تقوليلي ودا مش تحكم المفروض إني أعرف هعقد مع مين و أظن دا من باب الذوقيات مش من حقك تفرضي عليا واحد بالشكل دا
ضيقت عينيها لحظات ثم تنهدت بضيق و قالت بإنهاك
تمام ياآسر المرة الجاية هبقا ابلغك ينفع أروح أنام بقاا
تعلقت عينيه بالعقد الذي يلتف حول رقبتها و مشهد سليم و هو يكاد يلتصق بها و يضعه فوق عنقها يتكرر أمام عينيه دون توقف و لكن كيف يتحدث عن العقد مرة أخرى وكأنه يحقد على فعلة ابن العم الراقية و المبالغ بها من وجهة نظره لكن هو على يقين الآن أن بريق عينيها الذي تسبب بإطفائه أناره ابن عمه بتصرفه اللطيف البسيط
طال صمته و لم تحاول الانتظار و إدراك السبب بل أفلتت جسدها و تحركت بجانبه تسير إلى الخارج فأمسك ذراعها وقال بنظرات تائهة
أنا مكنش قصدي اللي قولته أنا حقيقي نظرتي ليك مبقتش زي الأول بس مفيش حاجه حواليا مساعداني أوصل دا ليك
تعمدت تجنب النظر إليه حين لانت نبرته بتلك الطريقة وكادت تلامس الجزء المضيئ بقلبها ما كان منها سوى الرد الجاف و الفرار و إلا سقطت بين براثن هذا الرجل خاصة أنها شبه تميل إلى رؤية حالها كاملة الأوصاف بعينيه وذلك من محظورات قاموس الاحتيال الخاص بها
محدش بيعمل حاجه مش قاصدها وأنا مش متضايقة من كلامك أنت وصفتني ودا مش غلط أنا ڼصابة و اللي زيك بيأجرني تصبح على خير
تركته و خرجت مسرعة و داخلها يلعن هذا الاختناق الذي يكاد ېقتل روحها و كأنها مکبلة بالأغلال وكلما حاولت الفرار تجذبها القيود وتخبرها أنها لن تتحرر إلى الأبد وكأن لهذا الرجل تأثير خاص به أو يحدث لها كل هذا من فرط ألمها و تشتتها بتلك الفترة
أما هو وقف بمحله يتابع انصرافها بضيق واضح ورفع يده يسير بها فوق خصلاته و هو يزفر أنفاسه الغاضبة و دهشته تزداد داخله من تصرفاته الغير مدروسة معها و بالرغم من أنها كان يمكنها انتهاز الفرصة و نهب عمه منذ قليل رفضت بل أنه استطاع رؤية الانزعاج داخل عينيها حالة من التخبط تسيطر عليه و على أفكاره يزعجه تواجد هذا الرجل معها و لا يجد مبرر مقنع لأفعاله يقدمه لها أو لحاله
أغلق باب المنزل و اتجه إلى الأريكة يجلس فوقها ويهمس لحاله ساخرا
بعد ما كنت بتعمد افكرها بحقيقتها بقيت بحاول انسيها
دفع رأسه إلى الخلف و أغمض عينيه بإجهاد و لازالت صورتها تتجسد في مخيلته وهي تستمع باهتمام إلى حديث هذا الكريم اللئيم لها رفيق بل و كادت تحرقه بنظراتها لأجل معاملته مع كريمها السيئ لأول مرة يبغض أحدهم دون محاولة التعامل معه وكلماتها تتكرر داخل عقله مااحنا فعلا بينا أسرار ترى ماهي أسرارهم يعلم عنها مالم يعلمه أحد أما هو قد أدرك أن لديها شقيقه منذ ساعات فقط
وأطلعها على سره الأعظم دون مجهود منها بل برغبته الكاملة وكأنها ساحرة
اعتدل يضع يده فوق جبهته مټألما حين بدأ الصداع يداهمه و يكاد يفتك برأسه و داخله حيرة شديدة من تناقضه و اختلال توازن تفكيره منذ رؤيتها
عقد حاجبيه حين استمع إلى صوت مناوشة خفيفة بالخارج و وقف يتجه إلى مصدر الصوت من جهة الزجاج المطل على الحديقة ورفع حاجبه حين وجدها تقف عاقدة ذراعيها أسفل صدرها أمام الحارس و من الواضح أن النقاش يحتد من طرفها أزاح الزجاج يتجه إلى الخارج و هو يراقب الحارس يركض تجاهه وكأنه أنقذه من ڠضبها الساحق يردف برفض واضح لفعلتها
ياباشا حضرتك قولتلي مينفعش تخرج منغير ماتعرف أنا أول ماجيت اكلم حضرتك دا اللي حصل
ثم
أشار إلى حطام الهاتف أمام قدمها اليمنى و نظر آسر حيث أشار ثم رفع عينيه إليها و قال بهدوء وهو يصرفه
خلاص روح أنت وأنا هجيبلك غير اللي اتكسر
لم يصرف عينيه عنها بل بدأت مقلتيه تجوب ملامحها الساكنة و رأسها التي ترفعها بشموخ و تحدي و تنتظر رد فعله بهدوء كأنها لم ټحطم هاتف الرجل منذ دقائق و كان من الممكن أن يتفاقم الأمر إن لم يستمع إلى النقاش من الداخل
وقف أمامها يضع يده داخل جيب بنطالة ويطل عليها مبتسما من أسلوبها المنتهج معه حيث أخبرته عينيها أنها تنتظر توبيخه على فعلتها لكنه باغتها و قال بهدوء على غير العادة
فداك كل دا رايحة فين بقا في وقت زي دا
صمتت لحظات من دهشتها بالفعل حيث كانت تنتظر منه ثورة عارمة على تصرفها الشرس لكنها حين وجدته يتجاوز الأمر ويسلط الضوء على هدفه أشهرت سبابتها بوجهه و أردفت بنبرة تحذيرية واضحة للغاية
أنا محدش بيحبسني كدا قولهم يخرجوني عشان حقيقي جناني مش هيعجبكم أبدا
تجاهل محاولتها الفاشلة بتشتيت انتباهه و بدأ يتحرك تجاهها و هو يضيق عينيه و يسألها بترقب
رايحة فين ياسديم
عادت إلى الخلف تحاول الابتعاد عنه إلى أن إلتصق ظهرها بالبوابة خلفها و لعنت داخلها تجز فوق أسنانها بقوة حين وجدت الحاجز المعتاد بظهرها وهو يحاوطها بجسده العريض و هذا الوضع يجعلها بأوج توترها و صارت لديها شكوك أنه يتعمد انتهاج سياسة التلاعب بها عقدت حاجبيها حين لاحظت الطريق الذي تسلكه أفكارها في حضرة هذا الرجل فقط دون غيره
حاولت تنظيم أنفاسها و هي تراقب يده التي ارتفعت تستند إلى البوابة بجانب خصرها مباشرة و عينيه ثابتة فوق شفتيها وكأنه ينتظر خروج الكلمات من بينهما لكنها أفسدت رؤيته حين نكست رأسها و قالت بنبرة حادة
دي حاجة تخصني و ياريت تبعد وتنبه عليهم ميحاولوش يوقفوني تاني
مال برأسه تجاهها و أصبحت المسافة شبه معډومة بين وجهيهما وقد تعمد تجاهل حديثها يقترب بوجهه منها هامسا لها بهدوء
أنا اللي موقفك مش هما مش طبيعي اسيب بنت تخرج بعد نص الليل لوحدها
بللت شفتيها و همست له و هي تحاول دفعه من صدره و قد أبعدت رأسها عنه ونظرت إلى الجهة البعيدة و تركت عنها المزين بعقد سليم أمام عينيه وقد تسللت يده بخفة إلى عنقها من الخلف و اقترب منها
دي حاجه تخصني أنا بخرج في أوقات أسوأ من دي كمان اوعاا بقاا
ابتسم حين نجحت يده بنزع العقد من حول عنقها و همس لها بعبث
لا مفيش الكلام دا عايزة تخرجي هخرج معاك لو مصممة
اتسعت عينيها حين أعلن هاتفها عن مكالمة هاتفية و زفرت پغضب تقول بتوتر
عاجبك كدا أهو كريم
متابعة القراءة