أغلال الروح شيماء الجندي
المحتويات
محاطة بالفكاهة و خاصة من جهة ابن خالتها لكنها شعرت بالحرج له حين يسأل أحدهم عن أصولها أو تفاصيل تخصها بالفعل إنها لإهانة و خجل كبير له وكان عليها رفض طلبه بدخولها منزل عائلته اللطيفة كما يتضح لها !!!
أفاقت من شرودها على يد سمر الممتدة تجاهها و سؤالها بلطافة عن أحوالها و كأنها صديقة لها منذ أعوام !!!
توزع نظراتها العابثة بينها و بين نائل المتوتر
بخير يامدام !
علقت سمر پصدمة و اتسعت عيني نائل بړعب واضح
يعني طلعت بتتكلم يانائل ياكداب !!!!
اتسعت عيني سديم بذهول مصطنع و سألته باستنكار وهي تشير إلى حالها
أنت قولت عليا خارسة يلا !!!!
يلااا !!!!
خرجت الكلمة من شفتي فهد الذي ضيق عينيه يحاول ټهديد هوية تلك الفتاة الغريبة لترفع سديم حاجبها الأيسر و تردف بسخرية
تحرك نائل مسرعا تجاهها وكمم فاهها قائلا بسماجة و هو يدفعها من كتفها و يتحرك معها إلى الداخل
طيب ياجماعة هجمع الحاجة و اشوفكم وأنا نازل !
أوقفهم فهد يسألها مباشرة وهو يقلب نظراته بينها و بين السيارة الفارهة التي هبطت منها لتوها
هو أنت متجوزة
توقفت محلها عاقدة حاجبيها و استدارت تنظر إليه ثم إلى السيارة التي يمسحها بنظراته و كأنها أدركت ما يسعى إليه داخل عقله لذلك أردفت باقتضاب محاولة تجاوز هذا التحقيق
تحرك تجاههم و هو يردد بلباقة
آسف على اسئلتي بس حقي أقلق لما يطلع لابن عمي بنت خالة في يوم وليلة يعني مش حابب تاخدي الموضوع بشكل شخصي !
هزت رأسها بإيماءة صغيرة وبسمة مجاملة ثم ربتت فوق ذراع نائل و أردفت بهدوء
أكيد فهماكم على العموم أنا كنت هستنى في العربية و افتكرت مشوار مهم دلوقت خلص حاجاتك يانائل و كلمني نتفاهم بعد إذنكم !
لأ طبعا مينفعش تدخلي البيت و تمشي كدا منغير مانشرب حاجة اتفضلي و اعتقد نائل مش هيعطلك مش كدا يانائل
هز رأسه بالإيجاب ببسمة امتنان صغيرة له ثم أردف برجاء
آه ياسديم مش هتأخر دقايق بس بالله عليك وبعدين مانا واكل شارب نايم قايم عندكم خلاص هتيجي من دقايق هنا
نائل كلمني عنكم كتير واضح إنه بيحبكم أوي!
وكأنه يرى أشباح فهد القديم تتراقص داخل عينيها الواثقة هناك وخلف أسوار تلك الثقة يتمكن من رؤية توتر من الأجواء العائلية و الجلسات وهذا ما عاونته زوجته بتجاوزه فمن اليسير عليه اكتشافه بها رغم إعجابه بطريقتها و محاولتها بالبقاء مع ابن خالتها رغم الرفض الداخلي الواضح منها تنهد و أردف بخشونة و هو يعتدل بجلسته
ابتسمت له بمجاملة و ولكن توترت بسمتها حين سألها بلطف مشيرا إلى أصابع يدها
مش حابب أكون فضولي بس أنت قولتي برا إنك متجوزة مش كدا
نظرت إلى أصابعها الخالية من خاتم الزواج ثم إليه و أجابته
بعبث واضح
لأ هو فضول بس أنا هجاوبك أصل أنا جوزي على باب الله!
رفع حاجبه الأيسر و ردد ببسمة ملتوية
آه واضح من عربيتك !
راقبته لحظات قبل أن تسأله مباشرة
هو نائل مقلكش أي معلومات عني
هز رأسه بالسلب وأجابها بصدق لأ وبصراحة أنا قلقان عليه
ووعدته مش هتدخل في الموضوع دا !!
هزت رأسها بالإيجاب و أردفت و هي تستقيم واقفة وتتحرك تجاهه
تعرف تحفظ أسرار
عقد حاجبيه حين وجدها تتابع غير آبهة بإجابته و تتحرك تجاه الباب الخاص بالقصر
العربية دي بتاعتي و أنا كنت ڼصابة وحاليا متجوزة لمل نائل يخلص خليه يكلمني أنا هروح مشواري
وغادرت البهو إلى الخارج بخطوات سريعة لكنها توقفت عاقدة حاجبيها حين وجدت أنها بجانب نافذة ما و صوت ابن خالتها الغاضب يصدر من خلفها قائلا بدفاع
سديم مش وحشة من امتى بتحكمي على الناس كدا !!!
و يليه صوت العمة الغاضبة تصرخ به باستنكار و سخرية
وأنا المفروض أصدق ڼصابة اتجوزت واحد بالمستوى اللي أنت لسه قايل عليه و داخلة معاك لحد هنا منغير كسوف و مش بس كدا دي بتتجاهلنا وكانت هتمشي منغير ماتعبرني حتى وتقولى بعد إذنك !! البنت دي مش متربية و اراهنك لو مكانتش بتنصب عليك أنت نفسك ووخداك لعبة زي جوزها !!!!! نائل حبيبي أنا عمري ماأتدخلت في اختياراتك بس أرجوك أبعد عن البنت دي عشان خاطري !!!
صاح نائل بتكذيب على فكرة هي قالت بعد إذنكم بس واضح أن حضرتك مكنتيش فاضية كنت بتصدري أحكام عليها على العموم سديم زيها زي أسيف عندي ورغم إني عرفتها من أيام بس غلاوتهم واحدة و مقبلش من أي حد أي كلام عنها أنا غلطان إني دخلتها هنا وعرفتك حاجة عنها كنت فاكرك هتتعاطفي مع قصتها مش تحكمي عليها زيك زيهم ! أنا طالع أخد حاجتي بعد إذنك !!!
لا تعلم كيف تحركت بخطوات سريعة إلى سيارتها و غادرت المكان بلحظات معدودة بعد أن استمعت إلى رفض جديد و أحكام خارجية مؤلمة لها ناتجة عن مظهر خارجي فتلك السيدة التي مقتتها دون أسباب لم تتعامل معها سوى بضع لحظات إذا كيف علمت أنها سيئة إلى تلك الدرجة
تأكدت أن الخطوة المقبلة عليها بتلك الفترة هي الأصوب على الإطلاق و رفعت هاتفها تعبث به لحظات ثم فتحت محرك البحث الشهير و رفعت أناملها تمسح تلك الدمعات التي تحركت فوق وجنتيها من فرط قهرها الداخلي ثم ابتلعت غصتها و كتبت بأصابع مرتعشة وسائل منع الحمل الفعالة !!!!
أحيانا تتحول نظراتك و أحكامك الخارجية إلى خناجر تطعن بها من حولك دون إدراك ونحن بشړ تؤلمنا كلمة و يخذلنا فعل و ېقتل أرواحنا سوء الظن !!!!
الفصل الواحد والثلاثون شرود
جلس فوق المقعد داخل منزل العائلة وتحديدا أمام جدته شارد العقل لقد مر مايقرب الثلاث أسابيع على حالتها الغريبة رغم سكون والده وتجنبه لها المريب إلا أنها منذ ليلة إنهيارها بأحضانه و هي شديدة الهدوء والسكون قليلة المغادرة للمنزل صامتة تراقب أغلب مايدور حولها بنظرات راكدة غريبة حتى أنها لم تعلق نهائيا على مۏت أميرة المفاجئ بأزمة قلبية فقط كل ما سألت عنه هو استمرار تواجد فريدة داخل المنزل سخر داخله أنه الآن يتمنى أن تتحدث إلى سليم حيث أقسم له أنه لا يعلم عنها سوى ماتقصه نيرة و التي لا تدرك سبب هدوء شقيقتها و تخشى أن تشعرها بملاحظة الجميع لتغيرها فتختفي نهائيا تلك المرة لكن الجميع على يقين أن نائل لديه معلومات أكيدة حيث كان بصحبتها تلك الليلة و قد أصبح شديد الحرص مع الجميع في كلماته بل لا يتواجد إلا في حالة تواجدها و كأنها تتولى أمر من حولها ببراعة تثير غضبه و غيرته عليها بدأ عقله يستعيد تفاصيل تلك الليلة من جديد وكأنه يحاول إيجاد طرف خيط يمكنه أن يصل به إلى ما يدور من حوله
لغة جسده الآن تفضح مدى غضبه من الاختفاء الغامض لها وكأنه سئم من تصرفاتها الغريبة و اختفائها المريب بين حين و آخر بل و تلك المرة هاتفها مغلق و ابن خالتها لا يرفض مكالماته ارتفع معدل غضبه إلى عنان السماء و شعر أنه دون قيمة لديها بعد تصرفها الأهوج رفع عينيه المشټعلة يحدق ب نيرة التي جلست صامتة تنتظر إجابة أحدهم بهدوء مريب ليعقد حاجبيه و ينقل نظراته إلى سليم الذي جلس بجوارها عاقدا ذراعيه أسفل صدره و يراقبه بصمت و كأنه هو الوحيد الذي يلاحظ أن الأمر مريب و مثير لأعصابه و حنقه تجاهها إن كانت بخير إلى هنا قرر الإفصاح عن أفكاره و صاح بهم بشراسة أفزعت تلك الهادئة و اتسعت عينيها بړعب حين بث القلق داخلها
يعني إيه تختفي والتاني مش عايز يرد ماهو أكيد كدا حصلهااا حاجة انتوا محسسني إن الوضع طبيعي و أنا اللي مچنون
أجابه سليم محاولا تهدئته ولكن أتت نتيجة المحاولة بشكل عكسي حيث اشټعل آسر غاضبا بعد أن أنصت إليه وهو يقول
سديم بتحسب خطواتها حلو ياآسر و بصراحة متعودة تختفي و تظهر فمنقدرش نجزم إنها في أزمة
انتفض آسر واقفا ېصرخ به بحدة مبالغ بها
متعودة قبل ماتبقى مراتي
أتاه الرد منها وهي تدلف إلى الداخل متسائلة بدهشة ومستقبلة شقيقتها بأحضانها
مالها مراتك ياآسر متعودة على إيه
حدجها بنظرات ڼارية عاجزا عن كظم غضبه أمام شقيقتها و لكنه يتآكل من فرط اشتعاله و رفضه لأفعالها المتناقضة أشد التناقض حيث تحلق به صباحا في سماء عشقها و بعد عدة ساعات تتركه يهوى فوق أرض تجاهلها وهنا لم يتوقف مجاملة لأحد حيث أردف بتهكم و هو يشير إلى حاله
لأ مفيش مراتي تمام أوي وبتحترمني لدرجة تختفي و تقفل في وشي أي وسيلة أوصلها بيها ومش بس كدا دي بتتجاهل كل كلمة بقولها و طول اليوم مع ابن خالتها و ناسية إنها متجوزة و ليها بيت و أهل بيقلقوا عليها أنا عايز مبرر واحد قوى عن سبب غيابك و أوعدك هتجاهل كل اللي حصل فيا و الړعب من كتر خيالاتي إنك في
خطړ
صمتت تحدق به بنظرات يشوبها التوتر و الاختناق من عجزها عن إيقاف شيطان أوهامه أنها تتعمد ماتفعل و همست داخلها بړعب كيف أخبرك أني كنت أبحث عن وسيلة منع إنجاب طفل منك بل وتلك الوسيلة داخل حقيبتي الآن كيف أخبرك أني أسفل حطام الماضي الذي دفعك إلى تلك الحالة من الجنون طال صمتها و اتسعت عيني شقيقتها حين وجدتها لا تحاول تبرير فعلتها تلك المرة و عينيها تصرخ أنها لا تملك مبرر كافي لهم بل و تراقبهم بنظرات يملؤها الألم و الوهن الواضح على ملامحها حدقتيها المسلطة فوق زوجها المشتعل لاحظ سليم ذات الأمر لذلك تحرك تجاه نيرة بخطوات بطيئة بسبب الچرح الغير ملتئم بعد و أشار إليها بعينيه منسحبا معها إلى الخارج و تاركا لهما مساحة من الخصوصية ليتحرك بعدها آسر و يقف أمامها مباشرة قائلا پغضب شديد
أنا مستني أسمع أسبابك اتفضلي يلاا
ازدردت رمقها و دست يدها داخل حقيبتها ثم أخرجتها بالهاتف تحاول فتحه بصمت أسفل نظراته المصډومة من
متابعة القراءة