أغلال الروح شيماء الجندي

موقع أيام نيوز

ياسديم 
هزت رأسها بالسلب ورسمت بسمة صغيرة فوق شفتيها تقول بهدوء لأ لأ ياروحي متقلقيش سليم صاحب كريم و أنا هجيلكم على المكان اللي تروحيه مټخافيش شوية وتلاقيني قدامك 
ابتسمت لها شقيقتها و هزت رأسها بالإيجاب و قالت برقة بالغة أنا خۏفت يا سديم خالص افتكرت حد تبع سامح 
أنهت الحديث مع شقيقتها وارسلت إلى كريم رسالة نصية ثم رفعت هاتفها إلى أذنها و انتظرت لحظات قبل أن تقول بهدوء
قولت لنيرة تركب مع سليم ومتروحش مع السواق ليه 
استمتعت إلى رده و قالت بنبرة ساخرة و ثبات
والله وأنت بقا حددت إن سليم مش هيضرها طيب المرة الجاية ابقا فكر حلو قبل ما تتصرف شكلك مش واخد بالك إن سليم لو عرف بالطريقة دي أول واحد هيتضر فيه هو أنت أصل أنا مش هلبس ليلة مش بتاعتي ولو اتكررت الحركة دي تاني مش هتشوف وشي فعلا 
أغلقت هاتفها ثم أغمضت عينيها لحظات وكأنها تحاول إعادة تنظيم أفكارها بعيدا عن كل تلك الضغوط تنهدت و أردفت بامتعاض من تطور الأمور من حولها بشكل مريب وخارج عن إرادتها
كدا سليم لازم يعرف ولازم نتحرك دلوقت نروحلهم 
رفع حاجبه و كاد يتحدث لكنها اعتدلت بجلستها ورفعت سبابتها تقول بحدة بالغة و نظرات مشټعلة
أنا معنديش أي استعداد إني اغامر بأختي عشان تخبي على سليم أنا مش هدخلها في القرف دا مهما حصل 
تنهد وقال محاولا تهدئتها حين وجد يدها تتجه إلى مقبض الباب و كأنها على استعداد الهرب منه دون أن تستمع إليه
مكنتش هعترض أنا اقدر أضمن سليم و هعرف اتفاهم معاه و متقلقيش هو لا يمكن يضر نيرة قوليلي فين مكان كريم دا 
عقدت حاجبيها وسألته هتيجي معايا وتقوله إنك عارف 
سألها بتلقائية أومال هسيبك تتورطي معاه لوحدك وأنا أصلا اللي جايبك هتروحي تقوليله إيه أنا دخلت عيلتك اخدعكم من دماغي ده مش ذنبك عشان تتحمليه 
حدقت به بذهول و أجابت
عايز تروح تقول لابن عمك إنك أجرتني عشان اخدعهم وبعدين دا شغلي مش ذنب و أنا متعودة على كدا أنت بتدفع لسامح مقابل اللي بيحصل دا كله 
رفع حاجبه و أجابها باستتنكار
مش دي الحقيقة أنا فعلا اللي جايبك و أنت هتعملي كدا دلوقت عشان أختك مش عشان سامح و شغل زي مابتقولي و أكيد مش هسيبكم في ورطة و هي مړعوپة كدا و أقف اتفرج عليكم و أقول أنا بدفع لخالها 
أنهى كلماته و تحرك بسيارته و هي لازالت تحدق به بأعين متسعة و عقلها يحاول استيعاب ما قاله الآن وكأنها لأول مرة تتعرض لهذا الدعم و رغم صډمتها من فعلته إلا أنها تمتن له بشكل غير معهود لأول مرة يدعمها أحدهم منذ ۏفاة والدها صرامته الآن بالحديث و إدراكه أنها تفعل هذا لأجل شقيقتها ذكرتها بأبيها الحبيب حين كان يبتسم لها و يخبرها أنه سوف يدعمها لأنها تتحمل مسؤلية شقيقتها الصغيرة رغم صغر سنها 
اعتدلت بجلستها و نظرت خارج النافذة بأعين دامعة حين هاجمتها ذكريات أبيها الغالي و أفاقها من شرودها حين رفع يده بالمحارم الورقية و تلك البسمة اللطيفة قد زينت وجهه يقول
امسحي ودنك و خلي ايدك عليها لحد ما نوصل المول القريب 
عقدت حاجبيها و لكنها آثرت الصمت و نفذت ما قاله و عقلها لازال داخل حلقة ذكرياتها التي لم تغادر عقلها منذ تعرفت على هذا الرجل وعائلته 
أوقف السيارة و هبط منها يقول باعتذار
دقايق وجاي
رفعت هاتفها إلى أذنها وحاولت التواصل مع كريم هاتفيا لكنه رفض المكالمة ظهر التوتر على

ملامحها و أعادت الإتصال ب سامح الذي رد متسائلا بفضول عملتي إيه مع سليم نيرة بخير 
رفعت حاجبها و أجابت ساخرة إيه الحنية دي على العموم آسر قال إنه هيتصرف مع سليم خد بالك عشان متبوظش الدنيا 
كانت تخشى أن يفسد ترتيباتها أو يشعر بالريبة من كتمانها لأنه لازال يظن أنها سوف تزف إليه خبر استيلائها على أملاك عاصم قريبا و ماهي إلا خطة تحاول حبكها جيدا ليس إلا 
أغلقت الهاتف بعدما تحدث قليلا معها و أخبرها عن معلوماته الجديدة عن عاصمونظرت إلى التوقيت يقترب منها و في يده حقائب مشتريات و دار حول السيارة يضعهم بالخلف عدا واحدة أبقاها في يده ثم دلف يجلس بجانبها ويضع الحقيبة فوق ساقها وهو يقول بهدوء
ألبسي دا عشان أختك متقلقش لما تشوفك 
لم ينتظر ردها بل مال بجزعه العلوي و أخرج صندوق الإسعافات الأولية يعبث بها وهو يقول
أنا مش عارف إزاي نسيت إني معايا هنا العلبة 
أخرج المعقم و القطن ثم رفع ذقنها بطرف أنامله و بدأ يضعه فوق جرحها وهو يقول باهتمام بصي هتحسي پألم خفيف أوي بس هتبقي تمام متقلقيش 
سرت قشعريرة خفيفة بجسدها حين وضع القطن المعقم فوق جرحها و رفعت يدها بعفوية تقبض بقوة على يده و واصل مايفعله إلى أن وضع الضمادة الصغيرة و ارتسمت بسمة صغيرة فوق شفتيه حين وجدها لازالت تغمض عينيها بتوتر و ترفع كتفيها و هي تضم الحقيبة إلى جسدها بقوة تأملها لحظات ثم أردف بعبث و يرتب الأدوات داخل الصندوق بيده الحرة و يعيده إلى مكانه
محتاج أسوق بالإيد دي 
أدركت حديثه وتركت يده على الفور ثم رفعت أناملها تتحسس الضمادة بحرج و تقول بتوتر مأخدتش بالي على فكرة 
ابتسم و اعتدل بجلسته يقول بهدوء براحتك على فكرة 
بدأت تعبث بالحقيبة التي جلبها ثم أفرغت محتوياتها وهي تقول بدهشة إيه دا عرفت مقاسي منين 
لم يتحدث بل اكتفى ببسمة صغيرة و واصل القيادة متجنبا النظر تجاهها أثناء تبديل ملابسها ولاحظت هي ذلك حيث كانت تنظر إليه و هي تسرع بارتداء القميص الذي جلبه إليها و دهشتها تزداد من تصرفاته تجاهها اليوم رغم حديثها الجاف لم يتركها بل هو معها 
اتسعت عينيها من أحكامه المسبقة عليها
و بللت شفتيها تهمس بنبرة مټألمة
هو فعلا شريك ليا أوعى بقااا 
أزاحت يده و انصرفت تعود إلى غرفتها غاضبة منه ومن حالها أيضا ما الذي تنتظره منه لتزداد ظنونه تجاهها و يحدث ما يحدث 
الفصل الرابع عشر وجه جديد 
منذ أن وافقت نيرة على تواجدها معه بالسيارة وهي بهذه الحالة الغريبة تلتصق بالباب المجاور لها وتنظر إليه بتوتر واضح أدهشه و وزع نظراته بينها وبين الطريق يقول بلطف
أنت خاېفة ولا إيه متقلقيش أنا 
رفعت عينيها الفيروزية إليه وحدقت به بصمت لكنه استطاع قراءة رعبها و قد أفصحت رجفة يدها التي تقبض على هاتفها عن مدى رهبتها وخۏفها منه وكأنه وحش يفتك بمن حوله وقع في حيرة و توقف على جانب الطريق يقول بلطف بالغ
مش أنت وافقتي تيجي معايا نروح المستشفى لكريم سوا ليه خاېفة كدا 
هزت رأسها بالموافقة على حديثه و ازدردت رمقها پخوف واضح ثم تحدثت أخيرا بصوتها الرقيق وأردفت
سوري أنا أول مرة أركب مع حد غريب 
عقد حاجبيه حين تسلل صوتها الرقيق إلى أذنه باعتذارها عن خۏفها منه ماذا تفعل تلك الفتاة الفاتنة نظر إلى الأريكة الخلفية ثم وإليها وأردف مبتسما بلين
طيب إيه رأيك ترجعي ورا واعتبريني السواق كدا كدا كريم برا المستشفى و رد عليا قالي هيحصلنا على الكافيه فمينفعش تقعدي خاېفة بالمنظر دا واتفرج عليك 
هزت رأسها بهدوء و هبطت مسرعة من السيارة و كأنها تفر منه و كادت تتجه إلى الخلف لكنها ارتطمت بقوة بالسيارة حين تدافع رجلان بقوة بجانبها واصطدم أحدهم بجسدها يدفعها بقوة ناحية طرف باب السيارة و اختل توزانها إثر ما حدث و ارتطمت رأسها بقوة بطرف الباب المدبب و بدأت الډماء تندفع من رأسها و تسقط فوق قميصها الأبيض و كان سليم قد هرع إليها و عينيه تتسع بړعب واضح حين وجدها فوق الأرضية الصلبة مغمضة عينيها وټنزف الډماء بلحظات قصيرة 
اجتمع المارة حول الرجلين و بدأت الأحاديث خلفه لكنه هبط إليها يتفقدها ثم وضع يده أسفل خصرها والأخرى أسفل ساقيها وحملها يضعها داخل السيارة مرة أخرى و ركض إلى مقعده دون كلمة واحدة يعود إلى المشفى و عينيه فوقها لا يصدق إلى الآن أنها بلحظة واحدة سقطت تلك الجميلة الرقيقة و ذهبت إلى عالمها الخاص ماذا يفعل و كيف يتواصل مع عائلتها و هو إلى الآن لا يعلم صلة قرابتها بهذا الكريم الذي رفض مكالمته منذ ثانية واحدة 
زمجر پغضب و قال بإنفعال وهو ينظر إلى الهاتف
يااااأخي رد هو دااا وقته 
توتر و فقدت أنفاسه صوابها حيث كان جسدها بجانبه مستسلما للغاية و عينيها تحاول إخباره أنها لازالت على قيد الحياة رفعت يدها إلى الهواء تحاول الإشارة إلى حقيبتها لكنه عقد حاجبيه و وضع يده أسفل ذقنها يقول محاولا بث الطمأنية داخلها مټخافيش قربنا على المستشفى 
أرخت يدها و وضعتها فوق ذراعه الذي يمتد تجاهها و سكن جسدها تماما حيث فقدت وعيها لتتسع عينيه و يهمس بړعب
ينهار أسود 
قبض على يدها وتشنجت عضلاته من فرط قلقه عليها و أوقف السيارة أمام المشفى ثم هبط يركض تجاه بابها و يفتحه ثم مال يحملها بين ذراعيه و اعتدل واقفا لكن من سوء الحظ وصلت سيارة ابن عمه آسر بالتوقيت الغير ملائم حيث وجدت سديم شقيقتها بين يديه ملطخة بالډماء و جسدها ساكن بين أحضانه 
اندفعت من السيارة وركضت إلى شقيقتها بينما تسمر سليم بمحله عاقدا حاجبيه ينظر إليها بدهشة حين وجدها تصرخ به بړعب و تتفقد مصدر الډماء من جسد نيرة أنت عملت اييييبه فيهاااا نيرة حبيبتي 
ركض بها إلى الداخل و لازال عينيه تراقب ابن عمه و سديم التي تركض بجانبه و يدها تقبض على يد تلك الفتاة القابعة بأحضانه باستسلام و شعور الصدمة قد سيطر عليه بشكل كامل عجز عن السؤال و قد أصابه الفزع من حالة تلك الرقيقة التي سقطت أرضا في لحظة واحدة أمام عينيه و الآن ابنه العم تقف بجانب فراشها وتراقب بفزع حركة الأطباء حولهم و هي تختلس الحديث من الطبيب المواجه لها والذي يتفقد رأس شقيقتها وربما يتحدث إليه الآن لكنه عاجز عن الإنتباه وتدور داخل تساؤلات عجز عن إخمادها هل تلك الرقيقة شقيقة كريم لذلك يرى الفزع على ملامح ابنة عمه أم أنها على معرفة خاصة بتلك الفتاة 
مرت ساعتين و أصبحت الجميلة الرقيقة بحال أفضل لكنها إلى الآن داخل أحضان سديم تخبئ وجهها من الجميع پخوف واضح و ذراعيها تحيط خصر شقيقتها التي تربت فوق ظهرها بلطف وتهمس لها بكلمات عجز كلا من سليم و آسر عن سماعها من خلف هذا الزجاج الذي يعزلهما عن الفتيات تنهد آسر بصوت مسموع ونظر إلى ابن عمه الذي وقف
تم نسخ الرابط