أغلال الروح شيماء الجندي
المحتويات
الكل هياخد بالنتيجة و أنا هنا عشان احمي البنت دي من نتايج طمع أمها وغضبكم لما تعرفوا إنها مش بنته
سألتها الجدة بصوت مبحوح و أعين دامعة و سيلا بنت ابني مع روزاليا وعارفة كل دا
هزت رأسها بالسلب ونكست رأسها تقول بحزن سيلا مش بنت ابنك أصلا ابنك مش بيخلف و دا اللي لسه محدش منكم يعرفه واضح إن روزاليا خدعتكم من زمان و بتمارس عليكم نفس الخدعة دلوقت
تنهدت سديم و بدأت تتأثر لحالة الجدة و لكنها أخرجت هاتفها و بدأت تعرض عليها التقارير واحدا تلو الآخر وهي تقول بحزن
أنا طلبت من ابنك يعمل تحليل شامل عشان نتطمن على صحته بشكل عام و كريم قام باللازم وقتها و اتأكدنا إنه عقيم و عرفنا نوصل للدكتور بتاعه و اللي أكد كلامي و سجلنا كمان الكلام معاه وتقدري تروحي ليه وتتأكدي بنفسك أنا عارفه إن دي صدمة كبيرة بس صدقيني أنا كنت هسيب كل دا وامشي و مش هتشوفوني تاني و مقدرتش افرط في الصغيرة اللي هتروح وسط الموجة ولا افرط في اللي باقي من عيلتي
على فكرة الخاتم دا بتاع بابا كان دكتور جامعي أنا كان عندي عيلة زي نورهان كدا
نظرت إليها الجدة عاقدة حاجبيها ثم إلى القلادة و راقبت اختفائها من الغرفة بحزن بينما بدأ عقلها يترجم ما قالته و كانت ليلة قاسېة استرجعت بها جميع ذكرياتها و حاوطتها التخيلات و الكوابيس عن رد فعل ابنها سيئ الحظ و بين تساؤلات هل تصدق تلك الفتاة أم تكذبها و إن كانت سيئة ما فائدتها بكشف هذه الأسرار بل و إعلام ابنها أنها ليست ابنته إذا أين مكاسبها إن كانت سيئة كانت أكملت دور الابنة و سيطرت على الأموال وقضي الأمر و لن تغامر بحديث مع عجوز مثلها
قررتي إيه أكمل في اللي بعمله و لا اختفي نهائي
نظرت لها الجدة لحظات ثم قالت ببسمة ماكرة
لا هتكملي بس لازم اعرف قصتك الأول عشان سرك يبقا قصاد ضرر عيلتي
رفعت سديم حاجبها و قالت بعبث حين وجدت داخل عينيها ثقة مهزوزة بعض الشيئ بها
ضحكت الجدة و قالت بمكر و أنا أبان هبلة وسهل يتضحك عليا متنسيش إن أنا الوحيدة اللي كشفتك قولي و زي ماقولتلك اللي هتقوليه هيتدفن معايا مجرد ما الموضوع دا يخلص و احكيلي آسر عرفك إزاي
تنهدت سديم جلست أمامها بصمت دام للحظات تنظر إليها بتردد
قبل أن تقص عليها ما حدث لها منذ أعوام و تخبرها سرها الأعظم وجدت داخل عيني هذه العجوز أمان غريب و رغم أنها تحاول مقايضتها إلا أنها لا يوجد لديها ما تخشاه لتخبر أحدهم أنها ليست بهذا السوء لعلها تجد راحة روحها ولو لمرة واحدة
أفاقت على يد سديم تربت بهدوء فوقها و تستقيم واقفة تقول بلطف
أنا هروح أنام
عقدت الجدة حاجبيها و سألتها بدهشة وقد لاحظت چرح أذنها حين رفعت خصلاتها بشكل عشوائي
إيه دا ياسديم حصلك إيه
ابتسمت و أجابت
بهدوء متقلقيش دا خدش صغير
وضعت الجدة يدها فوق يد سديم و قبضت عليها بحنو قائلة بلطف
لأ أقلق طبعا خدي بالك من نفسك
أنت لما عديتي عليا الصبح مكنتيش لابسة كدا صح ياسديم
أشارت برأسها إلى القطعة الجديدة التي ابتاعها لها آسر واتسعت عيني سديم حين نظرت إلى ملابسها ثم تذكرت أنها ألقت الملابس الملطخة بالډماء داخل سيارته و الآن فقط أدركت ذلك
وضعت يدها الحرة فوق شفتيها بخجل و قالت بتوتر
أوبسس أنا إزاي نسيت
نظرت إلى الجدة التي حدقت بها عاقدة حاجبيها بدهشة واستنكار لحديثها الغير مفهوم فأكملت توضح مقصدها هامسة
أصل النهاردة و إحنا رايحين لنيرة الچرح ڼزف و أنا مأخدتش بالي فطبعا هدومي اتبهدلت بس آسر نزل قال هيجيب حاجات و لقيته راجع بده عشان نيرة متتخضش لما تشوفني المهم بقا إني رميت اللي كنت لابساه في عربيته و نسيت خالص اخده وأنا نازلة حركة بايخة أوي بس أنا نسيت فعلا
رفعت الجدة حاجبها و علقت مبتسمة بمكر آه يعني آسر اشترى دا عشان نيرة متتخضش ماشي ياحبيبتي على العموم متقلقيش الصبح هبعت هدى معاك وأنت خارجة عشان تفكرك تاخديه مش مشكلة يعني روحي ارتاحي
ابتسمت لها و قد لاحظت نظراتها الغريبة و بسمتها الماكرة لكنها قررت تجاهل الأمر والتركيز على خطوتها القادمة في الصباح الباكر و بالطبع فور أن تحصل على ساعات نوم كافية لجسدها و عقلها كادت تفتح الباب لكنها استمعت إلى رجاء الجدة لها وهي تقول بتأكيد
سديم مش هوصيك على عاصم و هستنى تطمنيني بكرة أنا بثق فيك وعارفة إنك مش هتخذليني
بسمة صغيرة ارتسمت فوق شفتيها و هزت رأسها بالإيجاب ثم انصرفت إلى غرفتها و داخلها قلق غريب من يومها القادم اتجهت إلى المرحاض تهمس لحالها بسخرية
مكنتش بقلق وأنا بڼصب و بقيت أقلق و أزعل على واحد معرفوش كمان
وقفت أمام المرآة تنظر إلى انعكاسها و واصلت بحزن
شكل سامح كان صح لما قال المشاعر بتضعف صاحبها أنا اتعاطفت معاهم زيادة عن اللزوم ولا إيه
و كأني عالق في منتصف درب المشاعر يخشى عقلي اختبار قسۏتها ويرغب قلبي تذوق لذتها أما عن روحي فهي زاهدة تتمنى فقط الخلاص من أغلال المشاعر
أعلن هاتفها عن مكالمة هاتفية من كريم عقدت حاجبيها و أجابت بهدوء و هي تتحرك تجاه الفراش
في وقتك أنا كنت لسه بفكر أكلمك
استمعت إليه لحظات ثم ابتسمت وقالت بلطف
لا متخافش على نيرة هي تمام وأنا اتطمنت عليها و غالبا هنسرع كل حاجة فاهمني
كادت تواصل حديثها لكنها تذكرت الحديث الذي دار بين آسر و سليم و أن غرفتها مراقبة من جهته لذلك أنهت مكالمتها معه و ختمتها قائلة برهبة داخلية
خليك على تواصل معايا بكرة ضروري أنا مش ضامنة أي حاجة حواليا
الفصل السادس عشر اعتراف !
غضبنا يشبه تلاطم الأمواج بقوة ثم خمودها ففي بداية الأمر نثور ثورة عارمة تكاد ټحرق الأخضر واليابس و بعدها نهدأ و نتعايش مع الذكريات التي خلفتها المواقف السيئة !
ولأن سديم تعلم جيدا عظم الأمر على نفس عاصم قررت مصارحته بطريقة ملائمة مؤلم أن يعلم المرء أنه قضى ما يقرب نصف حياته في خدعه و من الممكن أن يكون تصرفها هكذا دون علم آسر مربك لها خاصة أنها لديها خطة لإنقاذ نفسها وعائلتها من الوحل و إنقاذ الفتاة الصغيرة من بطشهم لكنها لا تملك خطة مصارحته بما تفعله اليوم !!
وقفت حين وجدت عاصم يقتحم الغرفة باحثا عنها بلهفة وتوتر وحين وجدها أسرع إليها قائلا بدهشة متفحصا إياها بعينيه
مالك ياحبيبتي حصلك إيه
حاولت الابتسام له بينما داخلها يتألم لأجل تلك اللهفة الواضحة على ملامحه و الخۏف البالغ في نبرته لكنها حافظت على إتزان نبرتها و أردفت بلطف
مفيش حاجه أنا بخير بس كنت عايزاك تشوف حاجه بعيد عن البيت !
عقد عاصم حاجبيه انتقلت عينيه إلى الحاسوب الذي أشارت إليه ثم عادت نظراته إليها يسألها پصدمة و قد ارتفع معدل نبضات قلبه من فرط القلق
هنا !! في المخزن دا !!
هزت رأسها بالإيجاب و ازدردت رمقها تقول بلطف
حبيت يكون فيه بينا سر ! مش أنت بتثق فيا
هز رأسه على الفور و أردف بأعين متسعة مؤكدا حديثها و قد اعتلت شفتيه بسمة صغيرة متوترة من طريقتها الغريبة معه و حديثها المريب خاصة أنها لأول مرة يظهر عليها التوتر و الخۏف هكذا
طبعا ياحبيبتي أنا مش بثق في حد في الدنيا كلها قدك !
وكأن كلماته الواثقة أرهبت روحها و دبت القشعريرة بجسدها من خطوتها القادمة معه كادت تتراجع عن الحديث و عن المصارحة وعن كل شيئ حين نظر إليها بهذا الخۏف و تحدث معها بتلك الطريقة رفعت عينيها تراقب ملامحه المتوترة وبسمته التي تحارب بالظهور وقد بدأت عينيه ترتكز فوق شاشة الجهاز المغلقة بانتظار مفاجأتها لكن ارتعشت يدها عن الزر حين ارتفع صوت هاتفها و ظهر اسمه فوق الشاشة وكأنه يشعر بما تفعله مع عمه بللت بتوتر و امتدت يدها إلى الهاتف لترفض المكالمة و تغلق الهاتف نهائيا ثم بدأت حديثها معه بنبرة مهتزة أنت كنت بتروح لدكتور زمان و عملت تحاليل فس أول جوازك من روزاليا ! أنا عرفت حاجه من فترة و اتأكدت منها بصراحة مكنتش ناوية اخليك تشوفها بس أنت لازم تعرفها !
توقفت عن الحديث تراقب ملامحه التي ظهر عليها الدهشة ثم عقد حاجبيه ينظر بعيدا بنقطة وهمية قائلا بعدم تذكر تحاليل إيه يابنتي وزمان من امتا ! أنا آخر تحاليل عملتها معاك لما طلبتي مني دا !
أشارت إليه بالجلوس فوق المقعد المجاور لها و تنهدت ثم باشرت الحديث معه و قد قررت نزع رداء الحرج و التخلص نهائيا حتى تنتهي تلك اللحظات العصيبة على خير
أيوا أنا عارفة دا بس أنا بتكلم عن تحاليل عملتها زمان و أكدت إنك عقيم لكن أنت معرفتش المعلومة عشان روزاليا خدعتك وقتها و فهمتك إنها حامل ف سيلا !
بللت حين وجدته صامت يراقب ملامحها الجامدة و قد ظن أنها تحاول مداعبته بتلك الكلمات الغريبة لكن هذه المرة أخطأت في إصابة الهدف هز رأسه ضاحكا و قال و قد امتدت
يده تقبض على يدها المستقرة فوق المقعد
سديم بلاش الهزار دا مش محتاجة تختبري غلاوتك عندي و تقولي بعدها كنت بهزر و افرض فعلا مكنتش بنتك و تخضيني بقاا أبوك كبر مبقاش حمل الكلام دا خلاص !
لقد توقعت رد فعله منذ أن رسمت خطة مصارحته لكن الواقع شديد الألم على روحها أغمضت عينيها خشية أن تتأثر و تتراجع ثم أفلتت يدها منه بتوتر و نكست رأسها لحظات تستجمع شتات أمرها و قد قررت أن تلجأ إلى الفيديوهات المصورة للطبيب و عرض ما عرضته على الجدة وجهت الشاشة إليه ثم ضغطت على زر التشغيل و ارتكزت ملامحها عليه وهو يعتدل بجلسته و يصغي إلى الطبيب المسن و من الواضح أنه تذكر ملامحه خاصة أنه بدأ يتحدث عن حالته و احتفاظه بملفه الحقيقي و ملف تحاليله الحالي و بدأ يبرهن له ما يقوله بموقف
متابعة القراءة