أغلال الروح شيماء الجندي

موقع أيام نيوز

سليم ما يدور حوله و تحرك تجاهها يقول بثبات و هو يميل قليلا عليها و ينظر داخل مقلتيها المتوهجتين بحريق حقدها و ڠضبها المستثار 
أنا هعتبر نفسي مسمعتش كلمة منك عشان خاطر سديم بس غير كدا متقلقيش هحاول مزهكيش بوجودي كتير بعد كدا 
وانصرف مغلقا الباب
خلفه لتردف نيرة پغضب وهي تحدق بأثره 
كلكم بتهربوا دا العادي بتاعكمممم 
تنهد نائل و اقترب منها ثم رفع يده يربت فوق كتفها لتنهمر دموعها وتواصل باكية بعد أن تمكنت الفترة السابقة من إنهاكها عقليا وجسديا 
أنا تعبت معرفش سديم قادرة تقاوم وتتصرف عادي كدا إزاي 
خرج صوته المتزن مجيبا إياها بلطف 
سديم بتحب آسر يانيرة و هتفضل معاه لحد ما تخلص مشكلة مش هتقدر تتخلى عنه عشان دا طبعها دي مسابتش عيلته اللي طلعوا شوية شياطين هتسيبوا هو 
فتحت عينيها الباكية تحدق به بړعب وعلقت على كلماته الصريحة پألم شديد
يعني إيه لحد ماتخلص مشكلته وبعدها هي هيحصلها إيه 
لفظ أنفاسه بحزن و أردف بخشونة بعد أن تخيل مصير ابنة خالته مع عائلة زوجها 
معرفش يانيرة بس اللي أنا متأكد منه إن سليم وآسر ملهمش ذنب و آسر مختفاش زي ماأنت متخيلة هو كان متابع من بعيد عش آآ
قاطعته قائلة بجفاء وڠضب و هي تستقيم واقفة وتتحرك الباب الذي يقرع 
متجبليش سيرة التاني ولا تدافع عنه ملهوش أي مبررات عندي هي مكنتش عايزة حد يتابع من بعيد على قد ماكانت محتجاه جنبها 
تركت عاصم الذي وصل لتوه يدلف إلى الداخل محاولا استيعاب ما يدور بينهما محدقا بها و هي تواصل پغضب و حدة 
عارف يعني إيه يتهموها دي كان ممكن متطلعش المرة دي او مكانتش مرتبة مع ظابط و بتسجل المكالمات بإتفاق معاه صدفة أنا مش متخيلة نفسي مكانها اصحى فى يوم و ألاقي نفسي لوحدي قصاد الكل و برضه خرجت بتدافع عنه و عايزة تساعده رغم انها مشافتوش ولا مرة الأيام اللي فاتت إحنا بنبقا عايزين نطمن إن اللي بنحبهم حوالينا مش أكتر وحتى الحق دا بقا مش من حقها 
شعر نائل بالحرج لأجله و أردف بلطف بهدف صرفها عن المكان بأكمله حتى يتمكن من الحديث مع عاصم دون تدخلها فربت فوق يدها و لفت انتباهها إلى اختفاء شقيقتها قائلا بنبرة لطيفة 
طيب ادخلي طمنيني على سديم عشان اختفت من بدري جوا وأنا هشوف عمو عاصم يشرب إيه 
و بالفعل تحركت إلى الداخل پخوف بالغ على شقيقتها ليتابعها نائل إلى أن أغلقت الباب خلفها فأردف قائلا بإعتذار موجها حديثه إلى عاصم 
معلش نيرة صغيرة وطبيعي أعصابها تتعب من الفترة اللي فاتت 
تنهد عاصم و هز رأسه بتفهم ثم سأله بقلق وهو يحدق بممر الغرف الذي اختفت به نيرة للتو 
طمني على سديم أنا كلمتها وقلتلها إني هتأخر شوية عشان ورايا مشوار مهم وبعدها هاجي اطمن عليها 
جلس نائل فوق الأريكة و أردف بامتعاض طفيف و هو ينظر إلى الداخل 
مش هكدب عليك بس أنا قلقان أوي المرة دي سديم ساكتة من وقت خروجها ومش بتقول ترتيبها إيه كلمت رأفت من شوية و شبه عرفته إنها مش هتسكتله المرة دي بس الأزمة الأكبر بقا إن الوضع بقا مرعب أخو حضرتك بيتمادى وأنا حقي أخاف على بنات خالتي لو الاڼتقام عمى سديم هتبقا مصېبة وفي نفس الوقت مقدرش ألومها معلش يعني اللي حصل فيها مش هين ولا بسيط دي تقريبا كل يومين في القسم پتهمة جديدة وراها أبو جوزها هتآمن لمين دي بالله عليكم 
توتر عاصم و اكتست ملامحه بالخجل من تصرفات شقيقه وتماديه
مع فتاة لا حول لها ولا قوة ذنبها الوحيد هو عشقها لسليله زفر پغضب وأردف بنفاذ صبر مصدقا على حديثه 
كل كلامك صح وحقك أكيد تقلق عليهم منه أنا كأني بتعامل مع واحد غريب عني و لا أخو حضرتي ولا غيره هو كان عمل حساب لأخوة ولا قام بدوره كأب شوف يابني عايز تتصرف إزاي وأنا معاك ومتقلقش على سديم أنا مش هسيبها أبدا لحد ما تخلص من أزمتها زي ماهي عملت معايا دا حقها عليا مش تفضل مني أما نيرة فأنا شايف إنها محتاجة تبعد عن تعب الأعصاب
دا أنا قولت لسديم هجيب شنطة نورهان تقعد معاها كام يوم عشان وحشاها ونيرة تتشغل معاها الفترة دي و سديم هتلاقيهم مشغولين ببعض و تهدا شوية من ناحية مسؤولية نيرة 
أعجبته الفكرة و أثنى عليها قائلا بحماس وامتنان 
أنا مش عارف أقولك إيه فكرة حلوة فعلا خليهم مع بعض و كمان نيرة تهدا من ناحية عيلتكم لأنها بدأت تكره العيلة كلها بصراحة 
ابتسم عاصم لعفويته وهز رأسه بيأس ثم رفع هاتفه و بدأ مكالماته ليرتب ما قاله للتو أما بالداخل و على
بعد أمتار من مجلسهم كانت تجلس فوق أرضية كابينة الاستحمام الصلبة تضم ساقيها إلى صدرها و تستند بذقنها إلى ركبتيها تاركة دموع عينيها تتحرك بحرية تامة و تختلط بالمياه التي تنهمر فوق رأسها بعد أن تأكدت من تغطية صوت المياة على صوت شهقاتها المتتالية وقد بدأ جسدها ينتفض من فرط انفعالها دون أن تستكمل مخططها القانوني واتفاقها مع الضابط و لكنها تخلصت من زواجها في نفس اللحظة 
أغمضت عينيها ووضعت يديها فوق وجهها تواصل رثاء ما آلت إليه أمورها كل مارغبت به حياة سوية مثل جميع الفتايات و السيدات الصغيرات بعمرها تمنته هو فقط من حياة قاسېة سلبتها جميع أمنياتها واحدة تلو الأخرى وصڤعتها بقسۏة الحرمان و الفراق ثم صڤعتها من جديد ومنحتها شعور الأمان اللحظي لتسلبه هو أيضا منها و كأنها تتلذ بعذاب روحها و إذاقتها الألم خرج صوتها پألم و أردفت بأنين وقد تسارعت وتيرة تنفسها من فرط اختناق روحها و بكائها ياريتني ماقابلتلك 
أشد أنواع الألم هو الخذلان يهوى بنا فوق أرض الواقع الصلبة و يسلبنا عنوة من عالم أحلامنا الوردي و نستيقظ على كابوس النصل يسمى الأحبة فنتمنى حينها أن نعود إلى حالتنا الأولى ليس حالة ما قبل الهجر بل أقصد حالة ما قبل اللقاء 
لا تصدق أنها أصبحت مجرد قطعة بالية بالنسبة له أيضا ألم يشتاق إلى رؤيتها لمرة واحدة تبخرت العهود والوعود و ترك المحامي و ابن عمه الذي اقسم لها أنه بالخارج و قلق حيال أمرها بل و ينتظر خروجها سالمة عن أي قلق يتحدث هذا الأبله و عن أي انتظار ألا يعلم أن ماتمنته بتلك اللحظة هو رؤيته حولها فقط لقد كانت على يقين أن خروجها من مأزقها أمر محتوم لكن تواجده أمر مرغوب كيف تذهب و تخبره جميع حقائق عائلته وهو كل ما يجيد فعله في جميع أزماتهما الهرب تكاد تصرخ بالعالم أنها ما تمنت منه سوى أن يرويها عشقا في لحظات ظمأ روحها الذابلة فتعود ثقتها بالعالم و تخبره جميع أسرارها دون خوف من فراقه و لكنه منحها إشارة واضحة أن ما تفعله هو الصواب 
أرواحنا مثل الورود إن قطفت
ذهبت دون عودة ومن الجهة الأخرى تحيا بل ترتوي بالأفعال منتظرة كل صباح كلمات الأحبة التي تشبه قطرات الندى ترويها فتقنع وترضى و إن أهملها الأحبة ذبلت الأرواح و غادرت الحياة شيئا فشيئ 
شعرت بحركة شقيقتها بالخارج و بعدها بدأت تطرق فوق الباب ورفعت صوتها تناديها باسمها بقلق واضح في نبرتها تنهدت و استقامت واقفة بخمول و إرهاق ممتنعة عن الرد حتى لا يفتضح أمرها من خلال صوتها المبحبوح لكنها أغلقت الصنبور لتنتبه نيرة بالخارج أنها على مايرام فقط تود بعض الخصوصية و تصمت منتظرة إياها بحزن داخلي فما هي إلا لحظات و أطلت عليها بهيئتها الشاحبة لأول مرة منذ ولادتها ترى كل هذا الوهن من شقيقتها اجتمعت الدموع بعينيها و اقتربت من تنظر إلى عينيها الناعستين التائهتين بملامح الغرفة تحاول تحديد المسافة بينها وبين الفراش لتتجاهل تواجد نيرة و تتحرك بخطى متثاقلة إلى أن وصلت إليه وألقت جسدها فوقه تردف بصوتها المتحشرج بعد أن استدارت و أولتها ظهرها تدس وجهها بالوسادة 
أطفي النور يانيرة و اطلعي عايزة أنام شوية 
توجهت إلى جهاز التحكم الصغير و أطفأت الأضواء ثم عادت إليها رافضة تركها بمفردها و أمسك الغطاء الخفيف تضعه فوق جسدها متمددة بجانبها تضع قبلة حانية فوق وجنتها كتفها بينما هي ترتكتها تحاول كيفما شاءت و داخلها يهمس پألم ليتك تتمكني من التمسيد على روحي بتلك اليد الحانية ياشقيقتي لقد انتهكت روحي و انتهى الأمر 
جلس آسر داخل السيارة ينصت إلى مستجدات أمورها التي يقصها عليه ابن عمه للتو و الذي أنهى حديثه بسؤاله المعتاد قائلا بتعاطف شديد
مش ناوي تروح تشوفها بنفسك سديم محتاجالك ياآسر 
رفع حاجبه ساخرا و مط شفتيه يردف باستنكار وتكذيب وڠضب بالغ مستعيدا أفعالها الهوجاء معه ورفضها المستمر له و لدوره الأساسي بحياتها 
سديم محتجااني أنا آخر احتياجات سديم ياسليم أنت بتضحك على نفسك ولا عليا سديم مش محتاجة غير نفسها وبس عشان تعرف تعتمد عليها و تحبها لكن أنا مليش أي لزمة عندها أهي خرجت وبقيت تمام أوي وكلها كام يوم وهترجع لحياتها و شوية و هتنساني أصلا متقلقش عليها هي بخير أوي دلوقت منغيري 
لوهلة كاد ېصرخ به معترفا بجميع الأسرار التي تحاول تلك الفتاة تخبئتها عنه والتي دفعته إلى تلك الظنون و تركها بمفردها بين تيارات والده لكنه قرر بدأ مخططه المتفق عليه مع سديم في التو والحال رافضا تأجيله عدة أيام مثلما طلبت منه فأردف سليم پغضب شديد 
بما إنك خلاص أصدرت أحكامك عليها و طلعتها وحشة أوي كدا حضرتك تعرف بقا إن أبوك هدد سديم في نفس اليوم اللي اتقبض عليها فيه و سبحان الله في نفس اليوم يتقبض عليها 
عقد حاجبيه بعدم استيعاب و عينيه تجوب ملامح ابن عمه الغاضبة بصدق من والده فقد ظن أنه ابتعد بزوجته عن محيط العائلة إذا كيف هددها ومتى هل خرجت هي في هذا اليوم المشؤوم لتقابل والده دون علمه ضيق عينيه حين شعر أنه غافل عن جميع تفاصيل زوجته السابقة و سأله بحدة و استنكار 
هي قابلت بابا في اليوم دا من وراياا وهو دا اللي كانت بتتوشوش معاك بيه 
صعق سليم من رد فعله و صاح به غاضبا وهو يطرق فوق مسند باب السيارة 
هو دا كل اللي
لفت انتبااااهك ماأخدتش بالك من تصرف أبوك يعني 
احتدت ملامح آسر و اكتسبت نبرته العدوانية و صړخ بعتف منفعلا و رافضا اتهامه المشين والقاسې بحق والده صاحب الشأن الرفيع النبيل

والمكانة المرموقة 
أنت اټجننت يا سليم بتتهم أبويااا
صمت لحظة واحدة يراقبه وهو يهبط من
تم نسخ الرابط