أغلال الروح شيماء الجندي
المحتويات
يراقب مايحدث حوله بهدوء مريب و كان تركيز الجميع يتجه إلى الجميلة الرقيقة القابعة بأحضان شقيقتها پذعر واضح وغريب
خرج سليم عن صمته و اعتدل بوقفته يراقب ملامح ابن عمه وهو يردف بسخرية
مش من حقي أفهم إيه اللي بيحصل دا
تنهد آسر و قال بهدوء أشعل ڠضب ابن عمه
مش وقته ياسليم نتطمن على نيرة و بعدين نتفاهم سوا
ضحك و ضړب كف بالآخر ثم أردف ساخرا و أنا اللي كنت مستغرب عرفت المستشفى منين واضح إنك عارف البنت نفسها
لم ينتظر إجابة شافية من هذا الصامت بل استغل قرب المسافة بينه و بين باب الغرفة و اندفع إلى الداخل يقول پغضب وصوت مرتفع
أنا عايز أفهممم حالاااا إيه اللي بيحصل دااا
وقف آسر بمواجهته وقال بنبرة حاسمة حين ظهر الامتعاض على ملامح سديم و كادت تردعه لكنه حاول الإمساك بزمام الأمور قائلا
رفعت نيرة وجهها أخيرا و بدأت بالسعال من فرط بكائها مما استرعى انتباه شقيقتها و أمسكت كوب المياه تناولها إياه وهي تستقيم واقفة و تقول بهدوء متجاهلة ڠضب سليم الغير مبرر من شقيقتها
أنا هاخد نيرة اروحها مش هينفع نستنا هنا أكتر من كدا
ارتكزت عيناه على تلك الفتاة التي رفعت عينيها تنظر إليهما بتوتر واضح و عقدت حاجبيها حين نظرت إلى آسر الذي أصبح ملازما لشقيقتها لذلك أطالت النظر إليه خاصة أنه لم يصدر منه أي تصرف ضدها مثلما يفعل هذا الشرس انتقلت عيناها پخوف إلى الآخر الذي يحدق بها بصمت و ملامح ثابتة ثم أبعدت عينيها على الفور عنه
متقلقيش ياحبيبتي چرحك بسيط و الدكتور قال الموضوع بسيط
عقد سليم حاجبيه من علاقته الغريبة بهن ونظر إلى ابن عمه الذي ظهر الڠضب على ملامحه هو الآخر مع ظهور هذا الرجل لكنه كظم غيظه و قال بفتور
لم ينتظر لحظة أخرى و غادر الغرفة يتبعه سليم الذي علق عينيه بتلك الفتاة بينما أبعدت عينيها عنه بتوتر و بللت شفتيها تنظر إلى شقيقتها تنتظر قرارها الأخير
وقف يحملق به بذهول و كأن الكلمات قد عجزت عن وصف شعوره في تلك اللحظة تجاه ابن عمه الذي خدع جميع أفراد عائلته بل و ڠضب من بحثه عن كريم و يتهمه الآن أنه سبب أذى تلك الفتاة القابعة بالداخل وأنه أخطأ حين تحفظ عليها دون مبرر
يعني اللي جوا دول ڼصابين دخلتهم عيلتناا بفلوسك دفعت للناس عشان بنصبوا علينا يااا آسر
عقد حاجبيه و أردف بخشونة و قد أثار حفيظته بحديثه المليئ بالإزدراء
نيرة ملهاش أي علاقة ولا كنت أعرف إنها موجودة و سديم أنا جايبها لغرض محدد ولو عندك حل تاني اتفضل قوله
أجابه بدهشة غرض محدد الڼصب على عمك أنت متخيل هيحصله إيه لما الڼصابة دي تختفي
أشعل غضبه بنعته المتكرر لها بهذا اللفظ و صاح به پغضب عاقدا حاجبيه
الڼصابة دي أنقذت أبوك وكنت متصاحب عليها أكتر من الكل الفترة اللي فاتت إيه اللي اتغير سديم هي هي
ضحك ساخرا ثم واصل حديثه بإستهزاء
صحيح إيه اللي اتغير فعلا اللي اتغير إن حضرتك دلوقت قولتلي إن كل دا تمثيل و أنها منتحلة شخصية بنت عمي وأنت قابل كدا على عيلتك أنا كنت مصاحب بنت عمى مش الڼصابة دي
لاحظ الامتعاض على ملامح ابن عمه لذلك تنفس بهدوء وأكمل بحزن شديد
آسر أنا مقدر إنك بتفكر في مصلحة الكل و إنك مش بتطيق روزاليا ولا عايزها تاني و دخولها هيخرب العيلة لكن مش معاك في وجود ڼصابة في بيتنا دي ممكن تكون أسوأ من روزاليا نفسها وعمك مسيره يعرف أن بنته ماټت صډمته وقتها هتكبر لأنك فتحت عليه أبواب الأمل كلها برجوع بنته لأحضانه
تركه وغادر المكان بخطوات غاضبة و سريعة بعدما ألقى نظرة خاطفة و سريعة تجاه الفتيات وكأنه يحاول تكذيب ماحدث له في ساعات قليلة معهن لكن دون جدوى ورغم رغبته بالإطمئنان على هذه الفتاة منعه غضبه المتفاقم داخله يدفعه الآن إلى الابتعاد عنها وعن شقيقتها المحتالة و إلا قد تتدهور الأحوال
بعد مرور ساعتين و داخل السيارة الخاصة ب آسر ..
راقبت سديم شقيقتها التي سكنت و أغمضت عينيها بهدوء بالأريكة الخلفية تنهدت و ابتسمت بهدوء ثم اعتدلت بجلستها تنظر أمامها شاردة العقل لاحظ ذلك و حمحم قائلا بصوت أجش مقاطعا شرودها عن عمد
فرق كبير أوي بينكم
نجح بما أراد حيث عقدت حاجبيها و سألته بدهشة
بتكلمني
هز رأسه بالإيجاب وأشار إلى المرآة الأمامية حيث انعكاس شقيقتها النائمة ثم أوضح قائلا
نيرة مش
كدا
ابتسمت وهزت رأسها تؤكد معرفته بالاسم ثم أردفت
آه نيرة كان قصدك إيه بقا بالفرق بينا
نظر إليها يقول بهدوء بعدما أوقف السيارة بعيد عن بوابة قصر خالها
اقصد هي رقيقة جدا و مسالمة كدا اعتقد متعلقة بيك كأنها بنتك مش أخت صغيرة
رفعت حاجبها و قد شق ثغرها ابتسامه صغيرة ثم سألته بترقب واضح
وأنا مش رقيقة ومسالمة كدا
ابتسم لها ثم قال بمكر متعمدا هذا السؤال
يهمك أنا شايفك إزاي
ضحكت بخفة و رفعت يدها تضع أناملها فوق شفتيها تكتم صوت ضحكتها ثم هزت رأسها بيأس و قالت بعبث
أنا مبهتمش بنظرات حد ليا بس مش هكدب عليك كان عندي فضول لما قولت إني عكس نيرة
قرر مجاراة لعبتها معه واستخدام أساليبها الملتوية مما دفعه إلى الابتسام لها رافعا حاجبه و أجابها بعبث هو الآخر ثم اعتدل و بدأ يواصل سيره تجاه القصر
بس أنا مقولتش إنك عكسها قولت فيه فرق كبير بينكم
رفعت حاجبها الأيسر وسألته باستنكار
أنت بتلاعبني
مر من خلال البوابة و هو يقول بصوته الأجش الذي يتراقص داخله العبث
أنا بوصفك بس للأسف أنت مش بتهتمي برأي حد فيك مش دا كلامك
عقدت حاجبيها و ردت بعفوية بس أنا قولت إن عندي فضول أعرف
رفع كتفه بلا مبالاة و أجاب بهدوء
مش مبرر كافي فضولك هيفيدك لوحدك أنا مش مستفاد
اتسعت عينيها تقول بدهشة
و لما أقولك اتفضل اوصفني إيه فايدة حضرتك
تنهد و نظر إلى عينيها وقد شق ثغره تلك البسمة الخلابة قائلا بصدق
كلامي هيلمسك لكن لو عشان أرضي فضولك هتاخدي كلامي مجاملة لو كان حلو و هتعتبريه نقد لو كان وحش
توترت نظراتها حين أطال تحديقه بها و كأن عينيه تقذفها بالسهام و حديثه الصادق بهذه اللحظة قد وقف حائرا فوق الجسر الواصل بين قلبها و عقلها بللت شفتيها و رفعت يدها تضع خصلاتها خلف أذنها و قد قررت التلاعب بمجرى هذا الحديث الذي أربكها للغاية
لتوزع نظراتها بينه وبين شقيقتها و تهمس بهدوء
هو أنت عملت إيه مع سليم
غريبة الأطوار و بالغة الفتنة حين ترتبك و تتوتر نظراتها كهذه اللحظة تماما يذوب جليد عينيها كاشفة عن فتاة بريئة شديدة الخجل رغم تظاهرها بالعكس دوما اتسعت بسمته لا إراديا و أجابها بثبات
سليم عاقل عارف هو بيعمل إيه كويس .
قاطع حديثهم طرقات خفيفة فوق الزجاج المجاور لها لتعقد حاجبيها و تضغط على زر فتح النافذة تنظر إلى سامح الذي وقف مبتسما و قال بإسلوب لبق للغاية
أهلا وسهلا إيه النور دا مقولتيش ياسديم ليه إنكم جايين كنا استقبلنا آسر استقبال يليق بيه
انتفضت شقيقتها بفزع عاقدة حاجبيها حين تسرب إلى أنفها رائحة عطره وظنت أنها بمفردها معه ولكن اعتدلت سديم ونظرت إليها ببسمة صغيرة تقول بلطف
يلا يانيرة عشان اطلعك واتطمن على أدويتك
عقد سامح حاجبيه و مال برأسه قليلا يراقب ملامح الفتاة لتتسع عينيه حين وجد الرباط الطبي يحيط رأسها و هرع تجاه بابها وهو يقول بفزع
إيه اللي حصلك يانيرة
اتسعت عينيها وحدقت بشقيقتها بړعب و انكمشت إلى الداخل لتهبط سديم بسرعة وقد لاحظ آسر نظرات القلق المتبادلة بين الشقيقتين ثم هبط هو أيضا يستمع إليها تقول بإتهام وهي تغلق الباب مرة أخرى على نيرة بالداخل
على أساس إنك متعرفش اللي حصل
أجابها بعجب و قال بصدق أنا وعدتك مش هراقبكم من وقت اتفاقك معايا إلا لما تطلبي مساعدتي يبقا هعرف منين
نظرت بطرف عينها إلى آسر الذي وقف يطالع ملامح وجوههم باهتمام واضح لتغمض عينيها وتتنفس بهدوء قائلة بإرهاق بعدما هبطت يدها عن الباب
طيب على العموم هي بخير دلوقت أوعى عشان اساعدها تطلع اوضتها ترتاح
طريقة الحديث فيما بينهم مٹيرة لدهشته و كأن الجفاء يسيطر بشكل كامل على نبرتها أما شقيقتها قد خرجت من السيارة بهدوء تنظر إلى الأرض و تستند إلى سديم بيد ترتعش قليلا وكأنها تخشى هذا الرجل لكنها تعيش معه بمنزل واحد
أفاق من شروده على صوت سامح يقول رابتا فوق كتفه
صحيح نسيت أقولك حمدلله على السلامة تعالى اتفضل لحد ما سديم تنزل
فضوله دفعه إلى الابتسام بتكلف رغم تحفظه على حركة يده و سار بجانبه يراقب ملامح المنزل من حوله وكأنه يستكشف الثراء الفاحش الذي يناقض تماما عملهما و الإجابة المنطقية الوحيدة أن هذا الرجل شديد الجشع كيف تنشأ فتاة مثلها معه يذكر أنها إلى الآن لم تحاول إعلان دفعها أجر المشفى نيابة عن السائق
جلس داخل البهو الواسع ينتظر عودتها و يحاول مجاراة ثرثرة سامح بردود مقتضبة و لاحظ سامح نظراته المعلقة بالدرج المؤدي إلى الأعلى حيث صعدت سديم و نيرة منذ قليل لذلك قال بهدوء وهو يستقيم واقفا
بعد إذنك هطلع أتطمن على نيرة و انزل تحب تيجي معايا ونشوف سديم أخرت ليه
عرض غريب من رجل غريب الأطوار لكنه أعلن قبول عرضه و استقام واقفا يتجه معه إلى الأعلى و قد وصلا إلى غرفة نيرة و طرق سامح الباب بهدوء و كاد يدلف إلى الداخل لكن خروج سديم تضع إصبعها فوق شفتيها بنظرات تحذيرية موجهة إلى خالها كما يذكر لكن من الواضح أن العلاقة معكوسة بشكل كبير بينهما حيث أذعن سامح لها وابتعد خطوتين إلى الخلف يرفع يديه باستسلام و يهز رأسه بتفهم و هو يستمع إليها تحذره قائلة
أنا كلمت الدكتور نيڤين وهي هتبعت كمان شوية حد يتابع أدوية نيرة محدش يقرب من اوضتها خالص ولا يصحيها ڼزفت كتير ومحتاجة
متابعة القراءة