أغلال الروح شيماء الجندي
المحتويات
علاجه و مصاريف البيت لاني مكنتش عارفة هي نفسها هتتصرف إزاي وتاني سوم الصبح جاتلي بدري و قالتلي يلا بسرعة ياسديم اتحلت خلاص و هنجيب علاج بابا !!!
تفكير عبيط أوي بس أنا مصدقة نفسي و سمعت كلامها بالحرف و مقولتش ليه حاجة لما رجعنا بالعلاج غير إني بشتغل مع جدو نجيب و طبعا دي كانت فكرتها هي في اليوم دا روحنا لسامح وهو اللي اداها الفلوس عربون يعني لبيع بنتها !!! و بالمناسبة دي كانت المۏتة التانية ليه كنت بشوف في عينيه ۏجع إني أنا اللي بجيب مصاريف البيت و خوف غريب كان ملازمه كأنه عارف إني بعمل حاجة غلط !!! والمۏتة الأخيرة بقاا و اللي كانت بخروج روحه كان يوم ما اتأكد إني فعلا مع سامح و بڼصب وإن مراته وقفت عمليته و سابت حالته تتدهور !
ماټ على ايديا دي و عينيه كلها ألم نظراته كانت زي الخناجر على تعبه اللي راح معايا و مبادئه اللي زرعها سنين وأنا مۏتها مستحملش وماټ !!! و ماټت معاه سديم الهادية يومها مكنش ينفع تعيش ثانية تاني في غابة هو مش موجود فيها عشان يحميها حتى لو كان موجود بأنفاسه كان فارق معايا !!!!!
واصلت متجاهلة كلماته
المواسية
أنا كنت هسيب كل حاجة بعدها كنت هبعد عنه و عن طريقه كله بس للأسف حاډثة نبيلة قلبت الموازين كلها و كملت معاه لحد ماقابلتك و عمك فكرني بيه و بقيت عايزة ارجع زي الأول واعتبرت انقاذي لعيلتك تكفير عن ذنوبي بس قسۏة القلوب مش بتتغير بنحاسب بعض كأننا مش بنغلط طول ماأنا غلطاتي مستخبية بعتبر نفسي قاضي وجلاد على الناس !
ظهرت بسمته و هز رأسه عاقدا حاجبيه و أغمضت عينيها مقررة إنهاء دور عقلها و ترك قلبها يقودها تلك المرة قبل أن تهمس داخلها و إن كنت سيئة بنظر الجميع عليهم باليقين أني بالفعل سيئة ترغب بحياة فتاة طبيعية
الفصل الرابع والعشرون قريب !
أفاقت من غفوتها فوق الأريكة تتلفت حولها بحثا عنه بعينيها و مدت يدها إلى قميصه الأسود ترتديه قبل أن تستقيم واقفة تفرك عينيها الناعستين وتجمع خصلاتها بعشوائية تتبع الصوت الصادر من جهة غرفة الطعام ثم توقفت حين وجدته يعبث بحقائب فوق المنضدة موجها ظهره لها لكنه أردف بخشونة مداعبا إياها حين شعر بها خلفه
تحركت إلى الداخل بخطى متثاقلة ثم وقفت بجانبه مباشرة و إلتقطت الحقيبة تفتحها و تميل برأسها مستنشقة رائحة الطعام الشهي ثم ظهرت بسمة عابثة فوق شفتيها لمحته بطرف عينها يتوقف متأملا إياها بصمت طط
اها كنت مستنية تتجوزني عشان أعرف أنام !
دي تريقة ولا حقيقة
مش قولت إنك عارفني كويس أوي
لأ دا اعتراف صريح و حصري و مينفعش يتقال خطڤ كدا !
آسر !! اوعاا بجد جعااانة وبعدين هي الساعة كام أخرنا على نيرة!!!
خلينا هنا لبكرة مش عايز ارجع !
كان نفسي بس
مش هينفع نيرة لوحدها و أنت عارف لايمكن اسيبها
كما
توقعت ظهر الأسى داخل عينيه لكنه حاول الاحتفاظ بثبات ملامحه متجنبا نقل شعور غضبه من الوضع المحيط بهم و كأنه يسرقها بضعة ساعات أو تزوجها سرا و بدأ شعور سخطه على عائلته يتكون داخله ساخرا من حاله أنه منذ شهور جلبها إليهم رغبة في سعادتهم و إنهاء مأساة عمه والآن لا أحد يحاول لأجله أو يثق به و برغبته !
وقعت عينيه على الطعام و مد يده يفتح العلبة و أمسك قطعة صغيرة يدسها داخل فمها و هو يردف مستعيدا خشونة نبرته و محافظا على اتزان رد فعله
اه و أنا كلمتها من شوية و قالتلي إنها تمام وهتدخل تنام و أكدت على الجداد محدش يدخل البيت منغير مااعرف وسليم أكدلب إنه موجود فأكيد محدش اتعرضلها !
مضغت الطعام و هي تنصت إليه مبتسمة بشرود و ممتنعة عن التعليق و إبداء إعجابها بتحمله مسؤولية شقيقتها لكنها لم تمنع حالها من النظر إليه وتأمله بصمت ليسألها بدهشة مقربا الطعام من شفتيها
مالك ساكتة ليه
أطلقت أنفاسها بإنهاك و عادت إلى الخلف بجزعها العلوي تستند بيديها فوق المنضدة التي اجلسها فوقها منذ قليل وكادت ترد على سؤاله لكنها عقدت حاجبيها و أردفت فجأة بتذكر
هو أنت مش كنت هتقعد مع عمك عاصم إزاي محدش منكم معاه دلوقت
ضيق عينيه و سألها مباشرة دون مقدمات
وأنت عرفتي منين إنه رجع
لوهلة شعرت بالتوتر لكنها هزت كتفيها بلامبالاة و أردفت بهدوء
يوسف كان بيقول لسليم قدامي ! و بصراحة أنا كنت هكلمك في الموضوع دا بس بعدها قولت استني اشوف هتعمل ايه و من كلامك كدا أنت مش حاطط أي خطط لوجودي أنا ونيرة بعد رجوعه !
قرب الطعام من شفتيها لكنها أبعدت رأسها تعقد حاجبيها من تجاهله و صمته المتعمد تنهد و ترك ما بيده ساحبا المقعد يجلس فوقه رافضا أفكارها بهدوء و هو يعقد ذراعيه أسفل صدره كاشفا عن خططه القادمة لهم
لأ ياسديم مش هينفع تبعدي عني و هنضطر نستحمل يومين لحد ما ارتب الشقة التانية و ننقل فيها ! أنا
كنت مستني ناخد خطوة في علاقتنا وأعرف أنا بالنسبالك إيه و بعدها اعمل كدا !
عقدت حاجبيها و سألته باستنكار واضح
وعيلتك !! هتبعد عنهم !!!
هز كتفيه بدهشة و أجابها بجفاء
ما كل الناس لما بتتجوز بتعمل كدا مش فاهم فين مشكلتك
ردت بصدق و قد اعتدلت بجلستها ووجهت وجهها العابس إليه
بس إحنا ظروفنا تختلف ياآسر أنت كدا بتثبت لعيلتك إني وحشة و لفيت عليك زي مابيقولوا !!!
رفع حاجبه و تشدق پصدمة حقيقة من كلماتها هازا رأسه بعدم تصديق
و أنا المفروض اقتنع إن سديم بيفرق معاها كلام حد
اتسعت عينيها و أجابت بسخط و تجهم و هي تشير إليه
الكلام دا كان ما ابقا مراتك لكن دلوقت أنا شايلة اسمك و سمعتي هتضرك خصوصا مع عيلتك !!
مراتك وشايلة اسمك في جملة واحدة ! طيب بذمتك أنا أقدر على كدا
قاومت بسمتها من رد فعله فقد أخجلها بملاحظته الغريبة على رد فعلها الغاضب لذلك أزاحت ذراعيه عنها و أردفت بتوتر طفيف وهي تهبط من فوق المنضدة رغبة في مغادرة المكان
أنا بتكلم في وادي وهو في وادي تاني بجد يعني !!!
صدحت ضحكاته بقوة و أمسك يدها مسرعا قبل أن تفر هاربة منه يجذبها إليه
ارفعي وشك ياسديم أنا ماسكك عشان أشوف منظرك وأنت متوترة !!
ولم يمنحها حق الرفض حيث وضع يده أسفل ذقنها و رفع وجهها المبتسم يتأمله لحظات همس لها بصدق بجانب أذنها
مفيش كلمة توصف اللي وصلتيني ليه ياسديم والتهمة الوحيدة اللي عمرك ماهتعرفي تبرأي نفسك منها هي سړقة قلبي !!!
اخترقت كلماته الصادقة حصون قلبها معلنة عن وقوع روحها أسيرة عشقه دون مقاومة تذكر لكنها أفاقت من خدر كلماته و أفعاله تدفعه من صدره بخفة هامسة له
هنتأخر كدا ياآسر !
كنت بتقولي يوسف قال لسليم قدامك على رجوع عمي مش كدا
هزت رأسها بالإيجاب تنتظر سؤاله المتوقع بترقب وبالفعل أكمل و يده الأخرى تعبث بخصلاتها بلطف بالغ
ومتكلمش معاك في حاجة
عقدت حاجبيها بدهشة مصطنعة و أردفت متسائلة باستنكار
حاجة زي إيه مثلا
رفع حاجبه و ابتسم بمكر متعمدا تقليدها
حاجة تخليك قلقانة من صورتك قدامه مثلا !!
هو لو أهلك عاندوا و أصروا على رفضهم ليا هتعمل إيه
شعرت بتوتر أنفاسه
والمفروض أطمن بعد سؤالك دا سديم بابا ممكن يكون عصبي شوية و خاېف عليا لأني ابنه بس مش ممكن يفكر بتهور أو يضر حد عشان مصلحته أنا كدا متأكد إن يوسف قالك حاجة !!!
ابعد جسدها رغبة في النظر داخل عينيها وهي تتحدث إليه وبالفعل تابع ملامحها و هي تسأله مستنكرة
هو أنا محتاجة كلام من يوسف عشان أفهم رفضهم ليا أنا مش عايزاك ټندم على اختيارك ليا ياآسر و مش عايزة أحس إني أنانية بالخطوة دي
ضيق عينيه و سألها بدهشة وكل دا شوفتيه دلوقت أنا متأكد ياسديم إنك مش هتاخدي خطوة اعترافك من فراغ حصل إيه خلاك تاخدي القرار دا وتقلقي من عواقبه دلوقت
أغمضت عينيها تدفع رأسها المزدحم بالأفكار إلى الخلف و قد عجزت إيقاف عقلها الذي ېصرخ بها أن تصارحه الآن بحقيقة والده مهما كانت بشاعتها و إلا اضطرت إلى إخراج خالها من السچن والعمل على حفظ السر إلى ماشاء الله !!! لكنها لا ترغب إيضا بتحطيم تلك
الثقة التي تحدث بها عن والده و يقينه أنه لن يتسبب لها أو لشقيقتها بأذى كيف تخبره أنه المتسبب و الشاهد الأول على حطام أخيه منذ أعوام و لم تأخذه الشفقة به يوما ما لقد شعرت الآن بفداحة تسرعها لأول مرة بالاعتراف لكنها الحړب و لن تتركه تائه داخلها أو تشاهد قلبه ېنزف دماء المحبة و تغادر إلى نعيمها !!!!
تنهدت بضيق شديد و اعتدلت بجلستها تنظر إلى الطعام ثم جذبت طبق التقديم ووضعت فوقه الأصناف قبل أن تعتدل مرة أخرى أسفل نظراته المصډومة و
أنا مبحبش الأكل بارد يلا عشان نلحق نمشي بقا !!!
تنهد بهدوء حين أدرك محاولتها بالخروج من النقاش دون خسائر و قرر هو أيضا إنهاء اليوم بعيدا عن التوتر يكفيه ماحدث من إنجاز عظيم و تعرفه على وجه جديد مسالم و بسيط كانت تخفيه إلى يومها هذا خلف قناع القوة و الشراسة ألا يكفيها حروبها الداخلية ليشن عليها حربا خارجية تدفعها إلى الابتعاد عنه مرة أخرى !!
ابتسم لها و ابتلع ما دسته داخل فمه يقول كأنه تذكر للتو وما هي إلا محاولة لطمئنتها أن الأمور من جهته على مايرام !!
صحيح مش اللي وصل اوردر الأكل قالي إن في واحد تحت فتح معاه تحقيق وطلع روحه لحد ماطلع ومن وصفه كدا اعتقد إن هو اللي سلمتي عليه و إحنا طالعين وفعلا و أنا بحاسبه اتخض لما سمع صوت بينادي من تحت !
كانت تستمع إليه عاقدة حاجبيها ومالبست أن اڼفجرت ضاحكة بقوة وهي تهز رأسها بيأس مردفة من بين ضحكاتها
جدو نجيب !!!! كان نفسي اشوفه قبل ماامشي بس هو أكيد روح !
ثم واصلت ترفع الطبق أمام عينيه بس براڤوا عليك عرفت تطلع أطباق و تستخدم المطبخ لوحدك منغير ما
متابعة القراءة