أغلال الروح شيماء الجندي
المحتويات
بدهشة
هي مش في اوضتها !
أجاب پخوف
لا مش في الأوضة و عمال اتصل مش بترد !
عقد حاجبيه و اخرج هاتفه و كاد يعبث به لكنهما استمعا إلى ضحكاتها وهي تهبط الدرج الصغير داخل الحديقة بجانب يوسف الذي امسك يدها يشير إلى شيء داخلها و هو مبتسم اسرع عاصم تجاههم يحتضنها بقوة و هو يقول بعتاب
كنت فين ياسديم خضتيني !
كنت مع سليم فوق عند مامته بنحكيلها اللي حصل و قعدت معايا شوية توريني الصور بتاعة العيلة و بعدها نزلت !
تدخل يوسف قائلا
وأنا قابلتها وأنا نازل ياعمو !
اخرجها عاصم من أحضانه و قال بأعين دامعة
افتكرتك مشيتي !
نظرت إليه بحزن و أجابت بلطف
همشي فين بس أنا حاجتى كلها جوا ياحبيبي متقلقش !
تمشي فين ياعمي دا حتى هي وعمى أمجد مع بعض للصبح و اتصاحبوا أوي على بعض استهدى بالله كدا و متبقاش عاطفي اومااال !
ابتسم عاصم وقال
وهو أمجد قاعد لحد الصبح ليه
صمتت سديم و رد الصامت الذي لم يفارقها بنظراته
تعب شوية بليل ودلوقت بقا أحسن متقلقش !
اتسعت عيني عاصم وقال
رد يوسف بهدوء
متقلقش على العموم هو نازل دلوقت و بابا كمان لسه معرفش احنا محبناش نخضكم و كمان بنتك سديم قامت بالواجب بصراحة !
هز عاصم رأسه بالسلب و قال بقلق
لا أنا هطلع أشوفه بنفسي لسه هستنى ينزل !
لاحظ يوسف توتر الأجواء و نظرات أخيه الغاضبة ليقول بلطف
طيب إحنا نطلع كلنا بقا بالمرة !
أنا هشوف فوني فين و بعدها هحصلكم اطلعوا انتوا !
تركتهم و سارت إلى غرفتها و مشهد لهفة عاصم و خوفه من فقدانها يتكرر داخل عقلها دون توقف تشعر بالألم تجاهه و لأول مرة منذ أعوام تعود إليها تلك المشاعر بقوة كانت تظن أن ليلة ۏفاة والدها هي ذاتها ليلة ۏفاة مشاعرها بل هي كانت تواشي حالها أن قلبها ډفن بجانب والدها داخل مقبرته لكن هذا الرجل الخمسيني منذ أمس يثير شفقتها و تتألم كلما نظرت إليه !
براڤوا حقيقي عجبني الأداء جدا بعد ما تخلصي معايا لازم تشوفي مستقبلك في التمثيل !
ابتسمت و داخلها ېصرخ به أنها بالفعل تتعاطف مع ذلك الرجل و أن ذكرى والدها تلاحقها منذ رأت دموع عينيه لكنها أجابت بهدوء خارجي معاكس لتلك الحروب داخلها
ثم عادت بجسدها إلي الخلف و وضعت ساق فوق الأخرى و قالت بسخرية
أما قصة التمثيل دي لأ محبهاش أصل أنا متعودة على تقدر تقول بيجري في دمي كدا حوار سهل و مش محتاج مجهود يجي واحد شاطر زيك كدا و يعمل ملاك و يأجر واحدة شريرة زيي عشان تمثل دور صغير و تمشي الشريرة بمقابل شغلها و يرجع الملاك اللي مبيعرفش يمثل خالص لعيلته و خلصت الحكاية !
أثارت غضبه للغاية و أشعلت الفتيل مرة أخرى فجذبها بقوة من ذراعها لتستقيم واقفة بمواجهته عاقدة حاجبيها تراقبه وهو يهدر پغضب
بت أنت اتعدلي معايا عايزة تساويني أنا بيك يانصابة !!
حلت عقدة حاجبيها وعاد الفتور يحتل ملامحها تراقب عروق وجهه و حديثه المليئ بالإزدراء
فوقي لنفسك واعرفي بتتعاملي وتتكلمي مع ميننن !
أنا ابن ناس و عيلتي معروفة
قطع حديثه تلك الصڤعة المدوية و قست ملامحها فجأة تركله أسفل معدته لتحل يده عن ذراعها وتتحرك مبتعدة عنه تنظر إليه وهو يستقيم واقفا يعقد حاجبيه و قد برزت عروق وجهه وعنقه من فرط غضبه و اتجه إليها بخطوات صغيرة و عينيه تجوب ملامحها الثابتة و قد تعمدت رفع عنقها بشموخ و لامبالاة و كأنها تخبره أنها غير آسفة على تلك الإهانة المتعمدة منها وقف أمامها يقول بخشونة و صوت آمر
قدامك فرصة واحدة تعتذري فيها أو هساويك أنت و خالك النصاب بالأرض بالشيكات اللي معايا ليه !
ابتسمت ببرود و همست بخفوت
يظهر إنك محتاج قلم تاني عشان تلم لسانك عن أهلي !
ثم عادت إلي الخلف تقول ساخرة
اللي كان بيتكلم عن الابتزاز من دقيقة واحدة دلوقت بيمارسه على بنت !!!
عقدت ذراعيها أسفل صدرها و تعمدت النظر إليه باشمئزاز و هي تكمل
اسمعني أنت بقا وشوف الابتزاز بتاع النصايين اللي زيي عمك متعلق أوي بيا و اديك شوفت بنفسك لما صحي ملاقنيش يعيني عمل إيه و كل دا وهو لسه شايفني امبارح ويمكن كمان مش واثق إني بنته بس شكله مشتاق أوي ليها تخيل بقا لو خرجت دلوقت وقولتلهم إن ابنكم ابن الناس المتربي ! مأجرني أمثل عليكم و مش بس كدا دا ممضي خالي على وصل أمانه وشيكات بالدفعات اللي بياخدها منه مقابل ڼصبي على عيلته بعلمه !
اشتعلت عينيه و كاد يهاجمها مرة أخرى لكن أنقذ الوضع سليم الذي كان ينادي باسمها بصوت واضح أثناء اقترابه من غرفتها ثم طرق الباب و انتظر ردها قائلا
سديم أنت هنا
استدارت تنظر إلى الباب ثم تنفست و أجابت بهدوء
آه تعالى ياسليم !
شعرت أنه انسحب من الغرفة من جهة الحديقة ودلف سليم يقول مبتسما بلطف
الكل في الجاردن الصغيرة اللي ورا بيفطروا و عمو عاصم كان جاي ياخدك عشان مشوفتيهاش امبارح بس قولت اعدي عليك وأنا نازل !
ابتسمت له سديم و هزت رأسها بالإيجاب قائلة
تمام يلا بينا أنا كدا كدا ملقتش الفون !
عقد حاجبيه و قال بدهشة
هو ضاع منك
رفعت كتفيها بلامبالاة وقالت
مش عارفة ممكن وقع في مكان أو حاجه مش مهم يلا أنا جاية معاك !
خرجا من الغرفة و سار بجانبها ينظر إليها بتوتر لاحظته و قالت
شكلك عاوز تقول حاجه !
ضحك بخفة و رفع يده اليسرى يعبث بخصلاته الخلفية قائلا بحرج
هو باين عليا أوي كدا ! ولا دي فراسة زيادة عندك وعارفة يعني إيه فراسة ولا إيه حكايتك بس !
ابتسمت و أجابت بعبث وتعمدت تجاهل نص السؤال
توترك فضحك بصراحة ! قول اللي عايزه عادي !
تنفس بهدوء و توقف بمحله لتتوقف هي الأخرى تنظر إليه باهتمام حين تشدق قائلا
متزعليش من آسر هو أكيد عمل كدا من قلقه على بابا دي أول مرة يحصل كدا و من الضغط اتصرف بالشكل دا و بصراحة يعني آسر مبيتعاملش مع الچنس الآخر كتير حتى في الشغل بيخليني أنا أو يوسف نتعامل عشان كدا تحسيه دبش شوية .
رفعت حاجبها الأيسر و قالت متسائلة
شوية ! و الچنس الآخر !!
حمحم و قال مبتسما
دبش أوي بصراحة ! و آه هو مش معقد لأ هو بس شايف هو تعامله ناشف شوية عشان كدا بيتجنب التعاملات وكدا .
ضحكت و قالت بهدوء
أنا
مزعلتش منه أصلا و شايفه إن ردي عليه نهى الحوار كله بس أنت مهتم أوي بصورة آسر عندي كدا ليه أنا مؤمنة إن كل واحد مسؤول عن تصرفاته سيبك منه و قولي انتوا بتفطروا ايه هنا عشان أنا جعانة و مكلتش حلو امبارح !
ابتسم لها ثم أشار لها بيده لمواصلة السير وهو يقول
لا دي تيتة أشرفت على الفطار بنفسها النهاردة هنبهرك متقلقيش !
وصلت إلى المائدة المستطيلة المجهزة بإسلوب لطيف مميز لكن عينيها بحثت عن شخص واحد ولم تحصل على مرادها لم يحضر الإفطار و استمعت إلى أحد المعاونين بالمنزل يقول أنه انصرف سريعا و أبلغهم هاتفيا أنه لن يحضر طعام الفطور الجماعي بسبب بعض أعماله و حين شعرت أنها المتسببه بذلك همست لحالها
يستاهل القلم مكنش لازم يتكلم عنهم بالشكل دا !
قطع حديثها الداخلي عاصم الذي قال فجأة
نورهان و أميرة راجعين النهاردة ياسديم بليل .
عقدت حاجبيها و سألت بدهشة
نورهان وأميرة مين
توترت نظراته قليلا وقال بتوجس
هو مش أنت بليل قولتيلي إنك عارفة عن آآ
قاطعته حين استوعبت أنه يقصد زوجته الأخرى وابنته و قالت بلطف
آآه سوري مكنتش أعرف الاسماء !
ظهرت معالم الارتياح على وجهه و قال بحماس
ولا يهمك ياحبيبتي كنت هقولك إيه رأيك اخدك جولة كدا في المجموعة والمصنع و ممكن نتغدا برا سوا لو تحبي !
ابتسمت له وقالت
تمام زي ماتحب !
تحدثت الجدة أخيرا وقالت بلطف
اقتراح حلو أوي ياعاصم و سديم محتاجة تعرف أكتر عن عيلتنا وبالمناسبة ياحبيبتي أنا قولت ليوسف أنه مسؤول عن اختيارك لعربيتك هيروح معاك المعرض اللي بتتعامل معاه تختاري اللي يعجبك !
أجابت بالرفض قائلة بتهذيب
لا بلاش موضوع العربية دا !
عقدت حاجبيها و قال رأفت
لو حابه نشوف حد يعلمك السواقة متتكسفيش ياحبيبتي !
اجابته بهدوء
لا لأ أنا بعرف اسوق أنا مش حابة بصراحة الفكرة يعني أنا كمان مش متعودة أوي على الشوارع دلوقت و لو محتاجة مكان مش ممكن اخد السواق و لا ايه
أجاب عاصم على الفور بترحيب
طبعا ياحبيبتي كل حاجه ملكي تحت أمرك !
ثم استقام قائلا
يلا ياشباب خلصوا فطاركم وحصلونا أنا هاخد حبيبتي و اسبقكم !
داخل مجموعة آل الجندي
غلطان من الأول ياآسر لما دخلت ڼصابين زي دول عيلتك ! أنت متخيل البنت دي هددتك بإيه دي شيطانة ! ازاي أصلا تسمحلها تضربك
قالها رائف صديق آسر المقرب بإنفعال واضح و هو يرمقه بنظرات غاضبة لوامة حين استمع إلى ما دار بينهما بالصباح ثم أنار عقله فجأة و قال پصدمة
وسيبتها مع عيلتك وجيت !!! واحدة بالدماغ دي تأمنلها إزاي كدا
طرق آسر بقوة فوق المكتب و صاح غاضبا
كنت عايزني اعمل ايييه يعني اقعد قصادها نضحك سوا بعد اللي هببته معايا ولا اخرج اقولهم معلش ياجماعة الڼصابة اللي جت امبارح دي كانت ترتيبي أنا و لا اخرج اقول لعمي عاصم أنا عملت كدا لما لقيتك كاتب نص ثروتك دا عايش حياته كلها بيتمنى يبص في عينها مرة واحدة أنت مشوفتش منظره من امبارح كأنه امتلك الدنيا كلها والنهاردة لما لقاها مش موجودة الصبح كان قلبه هيقف عايزني اسيب يضيع نفسه و فلوسه عشان
وهم واسيب واحدة رمتنا كلنا وقت أزمتنا وشبه خطفت بنته منه واختفت و دمرتنا زمان ترجع تلعب عليه !!!!!
زفر الآخر أنفاسه بحزن هو يعلم أن صديقه على حق لقد عاصر ألم العم و رأى لهفته الواضحة كلما ظن أن ابنته عادت كان يعشق تلك الصغيرة و يميل إليها كل الميل و ركض خلف حلم استعادتها أعوام دون كلل أو ملل إلى أن أصبح حلم عودتها هاجس يومي له و كانت العائلة تخشى أن يظلم فتاته الصغيرة نورهان من فرط ولهه
متابعة القراءة