نبع الغرام رحمة سيد

موقع أيام نيوز

الفرصة دي ماكانتش هتيچي تاني وهي لو ماتچوزتنيش بالطريجة دي ماكنتش هترضى تتچوزني بعد المعاملة اللي شافتها مني الفترة اللي فاتت 
عنفه أيوب بغلاظة
تجوم تچبرها يا لطخ وتتچوزها كدا سكيتي 
أنا ما أچبرتهاش أنا أقنعتها ولا مش سكيتي أنا هعملها أحلى فرح بس بعد ما تتجبلني في حياتها  
برر ظافر مسرعا مدافعا عن نفسه فأصدر أيوب ضحكة قصيرة ساخرة وهو يتشدق ب
أچبرتها بطريجة غير مباشرة ماتحاولش تريح ضميرك بالكلمتين دول 
ضيق الآخر عينيه وهو يسأله بشك مرح
أنت بتبكتني عشان أنت مضايج مني ولا عشان فعلا الموضوع غلط
ابتسم أيوب مجيبا بسماجة مقصودة
الاتنين 
زفر بصوت مسموع عله ينفث ذلك الحريق العاطفي القابع بين ضلوعه وخرجت كلماته ملتهبة بالمشاعر بفعل ذلك الحريق
خۏفت تضيع مني تاني بعد ما لجيتها لأي سبب ومش تضيع مني يعني تبعد عني لأ هي كانت جدام عيني الفترة اللي فاتت بس بيني وبينها سد مانعني عنها ومش جادر أتخطاه دي الوحيدة اللي جدرت تخلي جلبي يتعلج بيها 
شكلها عملتلك عمل ياض أصل مش معجول من ساعة ما شوفتها في يوم ازرج زمان وأنت هتتچن عليها كدا  
عقب أيوب بسخرية فيما تابع ظافر
ويمكن مشاعري دي هي السبب إني أحس بالڠضب الشديد دا ناحيتها حسيت إنها غدرت بيا لما فكرتها ڼصابة وشوهت الصورة البريئة اللي رسمتهالها في خيالي لما شوفتها أول مرة 
هكذا استمر التسامر بينهما وسط سخرية من أيوب وتارة اخرى اعترافات مدوية من ظافر الذي يود اراحة ضميره بأي شيء 
بعد فترة في منزل أيوب العماري 
وقفت غرام في المطبخ تعد الطعام بنفس نالت مخزون أكبر من الراحة فتوهجت كلما مر الوقت دون أن يسقط فوق رأسها البلاء الذي
توقعته كان حجر ذلك البلاء يبتعد عن صدرها أكثر وربما أخر ما حدث بينها وبين أيوب زج بين جدران عقلها شعور غير مفسر أنه لن يتركها كلقمة سائغة في فم والده ابدا 
كاد الملل ېقتلها وهي تجلس أمام التلفاز بلا هدف حتى قررت أن تنهض وتعد الطعام على الأقل لم تعرف في البداية ماذا تحضر بالتحديد ثم تذكرت حين كان أيوب يتحدث مع أحدهم على الهاتف وذكر وسط حديثه أنه يحب الكشري فقررت أن تقوم بتحضيره ربما تعبيرا عن امتنانها !
دخل أيوب المنزل فسمع صوتها يأتي من المطبخ تحرك نحوه بفضول ليرى ماذا تفعل ليراها تحضر طعام ويبدو أنها لم تشعر بوجوده وقف لبرهة رغما عنه مسلوب الارادة وعيناه الرجولية تمشطها بنظرة بطيئة متفحصة بدءا من خصلات شعرها الناعمة الطويلة التي تركتها متحررة بعدم اهتمام وملامحها الانثوية البيضاء المغمورة بشيء من السکينة التي جعلتها رائقة كل شيء فيها جميل جميل بشكل يجعل حرارة عاطفية غريبة تنبعث في صدره وبين شرايينه مسربلة بالنظر لها وكم يود أن يظل يشاهدها هكذا !
تنحنح وهو يتراجع خارجا من المطبخ ماذا يحدث له بالتأكيد هذا تأثير الحديث العاطفي اللعېن مع ظافر 
تنهد وهو يتجه لغرفته ليغير ملابسه بعد قليل وبعد أن شعرت غرام بوجوده لم تستغرب كثيرا كونه لم يلق التحية عليها فهي قد بدأت تعتاد حبه للوحدة بدأت تضع الطعام على السفرة 
ثم تحركت نحو غرفته وترددت تطرق الباب لتخبره ام لا ! 
ولكنه قطع حبل حيرتها حين فتح الباب فجأة فتراجعت للخلف خطوتان بتلقائية ليرمقها هو بنظرات مستفهمة لم ينطقها لسانه فقالت بعد أن ابتلعت ريقها بتوتر
أنا آآ حضرت الأكل 
ثم واصلت بحماس نابت وكأنها تنتظر أن ترى الفرحة تشع من حدقتيه
عملت كشړي بما إنك بتحبه 
لم يستطع تفسير ذلك الشعور الغريب بالدفء ومشاعر شتى كالطلسم تتفرع من وسط ظلام روحه لتتسرب لباقي خلاياه ببطء ولكنها مخيفة! تخيف قلبه الذي لم يندمل چروحه بعد 
وقبل أن تتشرب خلاياه ذلك الشعور كان ينفضه عنه معيدا تغطية ظلامه وروحه المشوهه بجلد الجمود والقسۏة وهو ينهرها بنبرة خشنة غليظة
مين طلب منك تعمليلي حاچة وعرفتي منين أصلا إني بحبه
شعرت بالارتباك يضربها كزلزال مفتتا هدوئها وثباتها فبللت شفتاها وهي تخبره بتردد
أنا سمعتك جبل كدا وأنت بتتكلم في التليفون 
وكأنه وجد الحجة ليدفعها بعيدا عنه خارج حدوده المظلمة التي تهددها بتواجدها وأفعالها فراح يضيف بصوت أجش موبخا
هو أنا مش جولتلك ماتتعديش على خصوصيتي
دافعت عن نفسها
أنا ماتعديتهاش 
زمجر فيها بصوت مكتوم غاضب
ماتعديتيهاش دا أنتي بجيتي بتتصنتي عليا وأنا بتكلم في التليفون كمان 
سارعت تهز رأسها نافية
والله أبدا أنا سمعتك بالصدفة وأنا داخلة الحمام 
تأفف بنفاذ صبر قبل أن يردف بنفس النبرة الجامدة التي شابها سخرية
ما علينا خليكي في حالك وخليني أنا كمان في حالي ماتحسسنيش إننا واخدين بعض عن حب!
شعور ساحق بالندم لفعلتها دغدغ كل مشاعر الامتنان التي دفعتها لتحضير ما يحبه وبدأت الدموع تتجمع في عينيها دون سيطرة منها ونظراتها تلومه بصمت تجاهله هو حين أشار بيده للطعام متابعا
ومش عايز منك حاچة مش هاكله أنا بعرف أچيب وأعمل أكل لنفسي 
تحركت مغادرة نحو غرفتها دون أن تنطق بحرف وأخذت تلوم نفسها على سذاجة تفكيرها العاطفي مع شخص جاف وقاسې كهذا !
فيما جلس أيوب على الأريكة وهو يتنهد وعيناه على ذلك الطعام لم يكن مجرد طعام حضر لأجله بل كان شيء أكبر من هذا شيء ذكره بوالدته الراحلة وشوش مذاق مرارة
اليتم التي كانت تلازم حلقه فهو بعد ۏفاة والدته لم يسأله احدهم عما يريد او يحتاج لم يهتم به احدهم اصلا او يغدقه بحنان حرم منه مبكرا !
رغم أنه لم يكن جائع إلا أنه وجد نفسه ينهض ودون تبرير لعقله وقلبه التائهان في فلك المشاعر الغريبة كان يأكل من ذلك الطعام بنهم ولذة 
بعد أن انتهى من تناوله نهض وقادته قدماه نحو باب غرفتها طرقه طرقة وحيدة صغيرة قبل أن يتمتم بخفوت وصلها بوضوح
شكرا 
في بيت سالم العبادي 
تحديدا في غرفة الجد سالم جلست ليلى شاردة وعيناها مسلطة على الفراغ لا تستوعب حتى اللحظة أنها صارت زوجة ظافر العبادي راحت تتذكر كيف أقنعها ذلك اليوم بضرورة عقد قرانهم 
ما أن سمعت جملته بضرورة عقد قرانهم اليوم حتى أجفلت ملامحها وهي تردد دون استيعاب
نعم !! نكتب كتابنا 
أكد ظافر دون تردد وكأنه كان يجهز كلماته مسبقا
ايوه ونجول إننا ناويين نتچوز بعد فترة دي الحاچة الوحيدة اللي هتخلي الناس تبررلك لو چوز أمك نفذ اللي جاله بس مش هنجول لچدي دلوجتي وهنمهدله 
غمغمت مسرعة بتوهان وعقلها ممزق في التفكير في نواحي شتى
لا أكيد في حل أنا وأنت وسمية هنجول إنه كداب وإن دا ماحصلش 
هز رأسه موافقا وهو يتابع بجدية يسايرها
ماشي اعتبرينا جولنا واعتبريني كمان ياستي مسحت الصور من تليفونه مع إنه صعب هجطع لسانه كمان عشان مايتكلمش
أردفت مستنكرة بشدة
والناس ليه هتصدجه ومش هتصدجنا كلامنا جصاد كلامه 
هز كتفاه معا وراح يسرد لها بجدية
مش كل الناس هتصدجه هو واللي معاه ومش كلهم هيصدجونا في ناس هتصدج وناس لا وناس هتشك دي طبيعة البشر ومچرد ترديدهم اصلا لكلامه دا مش في صالحي ولا في صالحك 
صمت برهة ثم أضاف حين لوح له عدم الاقتناع من بقاع ملامحها
وكمان لو حد شافك أصلا وأنتي طالعة وشافني هيأكدوا على كلامه وأحنا في غنى عن كل دا 
انبلجت السخرية من عمق ملامحها الشريدة
اه فنجوم نتچوز بالبساطة دي !
لامس الضيق مكمن جوارحه فكم يمقت أن يشعر أنه يفرض نفسه على أحدهم ويقنعه بالقرب منه! 
ولكنه كبحه بمهارة واستطرد بجفاف
دا مچرد كتب كتاب يا ليلى وبعد فترة لما الموضوع دا ېموت لو عايزة نتطلج هنتطلج 
تمزعت نبرتها بالحسړة وهي تردد
أنت الموضوع بالنسبالك عادي إيه يعني تتچوز وتطلج لكن أنا لا أنا هاتتحسب عليا چوازة 
وأنتي ليه اعتبرتي إننا خلاص أكيد هنتطلج مش يمكن يچد چديد 
رفعت حاجبها الأيسر مستنكرة فلم يصعب عليه قراءة ذلك الاستنكار بين سطور عينيها فإلتقطت زفيرا قويا قبل أن يتفوه بنبرة رجولية رخيمة
أنا عارف إن كان في سوء تفاهم بينا والتعامل بيني وبينك ماكنش أحسن حاچة لكن أنتي لازم تعذريني أنا ماكنتش أعرف إن چوز أمك هو اللي ورطك 
ابتسم ابتسامة صغيرة جذابة وأكمل بنبرة ذات مغزى
أنا مش وحش على فكره وأتحب 
أدارت وجهها عنه بحرج ثم تمتمت پضياع
صعب صدجني صعب 
قرر ترك خيط وهمي من الحرية لها حيث قال بلا مبالاة مدروسة
روحي اتكلمي مع والدتك وشوفوا الأنسب ليكي بس صدجيني دا أنسب حل أنا لو عليا في الأول وفي الأخر راچل أنتي هتتأثري بكلام الناس أكتر مني وأنتي عارفة مچتمعنا مابيرحمش 
عادت من ذكرياتها متنهدة بالفعل توصلت هي ووالدتها إلى أن عقد القران ذلك هو الحل الأنسب للأسف! 
فأحيانا يقرر القدر نيابة عنك ويترك لك صورة مشوهة من الحرية لتلتمسها ثم تمثل لها 
كانت تنتظر سالم الذي اتجه لدورة المياه رغما عنها غلبها النعاس فأغمضت عينيها وغطت في غفوة قصيرة وهي تستند على المكتب
الخشبي المجاور 
بعد دقيقتين تقريبا دخل ظافر يبحث بعينيه عن جده فوقعت عيناه عليها وهي غافية وهل هناك صورة أجمل من هذه ! 
تحرك دون تفكير نحوها وهو يشعر بهدير نبضات قلبه العڼيف والعاطفة المكتومة تتفجر من فوهة الكتمان وتغلي في شرايينه مطالبة بالاقتراب منها أكثر بالتأكد من كونها أصبحت له ملكه!
رباااه كيف أحبها بهذا القدر ولم يتعامل معها كثيرا من قال أصلا أن الحب مواقف لا ليس مواقف بل هي تلك اللحظة التي امتد فيها خيط شعوري سميك بين قلبيهما فأصبح أسيرها 
ابتعد عنها حين شعر بتململها فتحت عيناها ببطء لتحدق فيه دون استيعاب مرددة اسمه بعفوية بخفوت مستنكر تواجده أمامها بل بالقرب منها
ظافر !
جلس كامل في البهو الواسع بصالة منزلة ينظر برتابة حوله بداية من الاثاث المليء بالاتربة وعدم النظافة التي تحوم بكل شبر بالمنزل ثم انتقل ببصره نحو الطاولة التي أمامه يلقي نظرة بؤس نحو خلو علبته الفضية من المواد الممنوعة ومن بعدها القى نظرة غاضبة نحو هاتفه الذي لم يهدأ منذ الصباح من رنينه المتواصل بسبب أصدقائه 
زفر زفرة قوية ثم تمتم پحقد من بين شفتيه الغليظة
مش معايا فلوس يا ولاد المركوب بطلوا زن 
اطبق فمه بشدة والغيظ يأكله بعد أن أجاب على أحد أصدقائه في
تم نسخ الرابط