نبع الغرام رحمة سيد
المحتويات
يديها بيديه وهو ينحني فتراجعت تلقائيا للخلف ملتصقة بالكرسي من خلفها ولكنه دون شعور وبتلقائية كان يقترب أكثر فهدر فيها پغضب ڼاري
قسما بالله لو ما هديتي لأهديكي أنا بطريجتي ومحدش هيندم غيرك
اهتزت عيناها البنية باضطراب ملحوظ لقربه منها ورمشت بعينيها اللتان بدت بريئتان للغاية هذه اللحظات فتتضح لها للمرة الاولى ملامحه الرجولية الوسيمة رغم الڠضب الذي يلطخ رونقها معظم الوقت ويجعلها اخرى مخيفة
إنتفض مبتعدا عنها وكأن الادراك ثعبان لدغه في غفلة منه فعاد هسيس شيطانه يتردد بعقله انثى بوجه جميل وعقل شيطاني خبيث
كز على أسنانه وهو يهز رأسه مؤكدا سامحا للڠضب الذي تراجع بضع إنشات أن يعود لاحتلال كيانه من جديد
أنت خاطفني وعايزني اهدى وماتكلمش
إلتفت رأسه نحوها فجأة وهو يشدد على حروف كلمتها
خاطڤك
ثم إلتوت شفتاه بسخرية جارحة متعمدة وهو يردد
ماتديش نفسك حجم أكبر من حجمك أنتي مين أصلا عشان أخطفك
على صكيك أسنانها الذي يروي انفعالها المكتوم ثم سألته من بين أسنانها
امال واخدني على فين
استرسل ببرود كأنه صار أمر واقع
إتسعت حدقتاها ذهولا من تباسطه من فرض الأمر عليها ثم زمجرت بغيظ دفين
بس أنا مش عايزة أكمل
ضړب على المقود پعنف وهو يهدر بوجهها بشراسة
جولتلك مش بمزاچك أنتي اللي چيتي للبيت دا بمزاچك لكن إنك تمشي منه دي بمزاچي أنا
صدح صوت ساخر داخله يخبره أنه كاذب فلولا الشجار الحاد الذي صار بينه وبين جده لأول مرة منذ فترة طويلة بسببها !
رفعت ليلى حاجبها الأيسر وهي تواصل بتحدي سافر
ولو ماكملتش هتحبسني بالعافية أنت مفكر البلد مافيهاش قانون
اقترب بوجهه قليلا منها ثم رسم ابتسامة كريهة خبيثة على شفتيه قبل أن يتفوه بنبرة ذات مغزى تحمل ټهديد مبطن
دا اللي هايچبلي حجي منك اللي أنا اتنازلت عنه في المرة الأولى يا ڼصابة!
بعد فترة
كانت غرام ملتزمة الغرفة التي أخبرها أيوب أنها ستمكث فيها منذ مجيئهم كانت في حاجة ماسة لترتيب أفكارها المشوشة للغاية فهي لا تدري ماذا سيحدث بعد
هل انتهى الټهديد المتمثل في والده لا تظن
الالغاز تحيط بحواف حياتها بأكملها فحتى أيوب العماري بالنسبة لها لغز فمن جهة ترى وتشعر أنه لا يطيقها ولا يطيق عقد الزواج الذي جمعهما ومن جهة لا تدري لم قرر مساعدتها بل هو الذي عرض عليها الزواج أيضا
على ذكر المتاعب فتح مترأسهم أيوب الباب فجأة دون استئذان وكأنه اعتاد على ذلك
ثم ألقى على الفراش كيس بلاستيكي به ملابس وهو يقول لها بصوت خاو
الهدوم دي ليكي ابجي إلبسيها عشان هانعمل عزومة في البيت بمناسبة چوازنا
هزت رأسها نافية في اعتراض لم تتردد في إخراجه للنور هذه المرة
بس أنا مش محتاچة هدوم معايا هدومي
تأفف أيوب بصوت مسموع ومن ثم تابع بنفاذ صبر
ليه مابتفهميش الكلام من أول مرة لازم أعيد مرة واتنين وعشرة جولتلك أنتي بجيتي مرتي يعني بتمثليني يعني لازم تبجي زيي
ها هو يعيد من جديد كلماته المسمۏمة التي تغتال كرامتها فانتفضت وهي تزئر في وجهه بحدة
مش هلبسها أنت اتچوزتني وأنا كدا وهفضل كدا
تنفس بصوت عال وأشهرت عيناه ټهديد صريح لأول مرة يلتمع فيهما وهو يزجرها بخشونة
إلبسيهم أحسنلك يا غرام واتجي شړ الحليم إذا ڠضب
فهو لن يسمح لكامل أن يشمت به ولو للحظة واحدة لزواجه ممن هي أقل منهم في المستوى لن يسمح أن يرى انتقاص او ثغرة واحدة في أي ركن من أركان حياته عليه أن يبدو أمامه تحديدا في غاية المثالية!
بينما غرام هذه المرة لم تستطع منع لسانها الأحمق الذي تمتم بعفوية هوجاء
من شابه أباه فما ظلم برضو مش هلبسهم مهما تجول
أردكت متأخرة أنها بجملتها التي شبهته فيها بوالده حررت المارد الشيطاني داخله ليعلو ظلامه الحالك المخيف قمم عيناه التي تسلحت بقسۏة ضارية واشتدت عضلاته بالكامل قبل أن يتحرك نحوها فانحسرت أنفاسها هلعا وهي تتراجع خطوة للخلف ولكنها كانت خطوة بطيئة للغاية فلم تلحق الهرب منه
فشهقت بفزع أكبر فيما قال هو بجمود بارد قاس
هتلبسيهم ڠصب عنك !
ثم استدار مغادرا الغرفة صاڤعا الباب خلفه بينما هي تلتقط أنفاسها المسلوبة رباااه مع من تورطت هي هل هربت من شيطان لتقع في إبليس !
يتبع
الفصل الرابع
عاد ظافر من عمله واتجه للداخل مباشرة للمرور على جده اولا كعادته ولكن هذه المرة بدافع مختلف فهذه المرة جده مستاء منه بعد شجارهما الأخير وكله بسبب تلك الحرباء المسماه ليلى راح يتذكر حين استدعاه جده لغرفته ذلك اليوم قبل أن يحضر ليلى
اقترب من فراشه راسما على وجهه ابتسامته المعتادة المغموسة بالود
ايوه يا چدي
سأله الجد بصوت أجش
ليلى فين يا ظافر
أجاب ظافر بثبات بارد
مشيت
سؤاله التالي كان في قالب الإقرار وليس التساؤل
مشيت ليه أنت اللي مشيتها صح
فنفى ظافر برأسه وهو يتلفظ بنفس الثبات
لأ مش أنا هي اللي مشيت لوحدها
إنقشعت قشور الجمود عن كلمات جده وهو يزمجر فيه پغضب نحو ظافر يرسى على شواطئه لأول مرة منذ فترة طويلة
وهي هتمشي لوحدها فچأة ليه هي مچنونة أنت أكيد عملتلها حاچة عشان تمشي أنا ماعرفش أنت حاططها في دماغك ليه من ساعة ما شوفتها مع إنها بت غلبانة وفي حالها ورغم إني جولتلك أنا مرتاح لها لكن ازاي طالما ظافر باشا مش مرتاح لها مش مهم أي حاچة تاني ولا مهم حتى تعمل اعتبار لچدك ماهو خلاص كبر وخرف ومابجاش له لازمة
أسرع ظافر ينفي وهو يسترضيه بعذوبة واحترام
لا طبعا ما عاش ولا كان اللي يجول عنك كدا يا چدي وأنا فعلا ماعملتلهاش حاچة واحترمت رغبتك
ولكن غضبه لم يخفت وكأن الزيت المسكوب عليه كان شديد الفاعلية فلا يسنح لأي محاولات بإطفائه
هو العمل بالنسبالك يعني إيه هو لازم تطردها عشان تبجى عملت ما أنت اهانتها واتعاملت معاها بغشومية وأخرهم على يدي كنت عايز تمضيها على وصولات أمانة
تنهد ظافر تنهيدة طويلة تحمل انفعال أهوج في باطنها نحو ليلى قبل أن يترك الخبر لينساب من لسانه المنقبض
يا چدي البت دي كانت بتشتغل مع ناس مش مظبوطين
استكانت نظرات سالم الغاضبة للحظات وتريث لسانه قبل أن يفصح عن الرد المتوقع
اديك جولت كانت أنا طول الشهرين ماشوفتش منها أي حاچة تشككني فيها وبعدين ما يمكن أنت ظالمها عندك دليل حجيجي عليها لو عندك روح سلمه للشرطة خليها تجبض عليها
لم ينبس ظافر ببنت شفة بل كانت ملامحه متجهمة ساخطة على ما يحاول جده توجهيه له فهز سالم رأسه مؤكدة
ماعندكش فهمت إن اللي أنت عرفته عنها مش شرط يكون حجيجي
صمت برهة ثم أردف آمرا بنبرة صلبة
أنت مش هاتمشي اللي في دماغك عليا يابن رضا تروح تسترضى البنية وترچعها
أدرك حينها ظافر أن هذا الشجار ليس عادي وإنما هو تحدي من نوع آخر بينه وبين جده الذي تلاعبت الشيخوخة بحكمته بالإضافة لتلاعب آخر يعرف أن مكمنه ليس سوى زوجة عمه التي يشعر بكرهها المنبثق من عينيها نحوه وإصرارها على إثبات خطاؤه في أي شيء!
عاد من ذكرياته القريبة على صورة شيطانة الأنس ليلى وهي تجالس زوجة عمه في البهو الخارجي للبيت وكم لاق بهما الجلوس سويا !
إلتوت شفتاه بابتسامة ساخرة ملغمة بالنفور قبل أن يتحرك نحوهما بخطى ثابتة تنشد إفساد وتعكير صفوهم فهي لن تهنأ في بيتهم بينما هو يحاول إصلاح علاقته مع جده والتي أفسدها وجودها المشؤوم!
ما أن صار أمامهما حتى صمتتا فنظر ظافر نحو ليلى هاتفا بخشونة جامدة
أنتي جاعدة هنا بتعملي إيه
وقبل أن تنطق ليلى بأي حرف كانت زوجة عمه تتدخل مجيبة ببرود
جاعدة معايا بتشرب جهوة يا ظافر تحب نعملك كوباية
هز رأسه نافيا بسخرية ضمنية
لا شكرا
ثم عاد يوجه بصره صوب ليلى من جديد مضيفا بقسۏة
بس أظن إن هنا مش كافية هنا البيت
اللي حضرتك چاية تأدي فيه دورك كممرضة بس
تدخلت زوجة عمه قائلة بحنق معلن
أنا اللي جولتلها تجعد تشرب الجهوة معايا إيه في يا ظافر !!
فجاءت نبرته قوية وحادة كسيف باتر
في إنك يا مرت عمي بتخلي ناس مش من مجامنا تاخد علينا وبتفتحي باب لحاچات كتير احنا في غنى عنها
وقبل أن ترد أتى صوت العاملة بالمنزل مقاطعا سيل جارف من الشجار العڼيف كان على وشك البدء
ست راوية في واحدة عايزاكي على التليفون الارضي
كم تمنت ليلى ألا تغادر راوية فهي التي تحول بينها وبين ذلك الۏحش الذي يود الانقضاض عليها ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه
إلتصقت ليلى يظهرها للكرسي وكأنها تحتمي به فيما اقترب ظافر خطوتين منها فابتلعت ريقها بينما ظاهريا حاولت أن تضفي غطاء حجري سميك على ملامحها ثم خرج صوتها أخيرا مكتوم بسبب التوتر ولكنه جاد
لو حضرتك مش طايج وچودي للدرچادي خليني أمشي أحسن ليا وليك لكن كدا آآ
هدر فيها منفعلا بعروق بارزة
كدا إيه اه مش طايج وچودك عشان أنتي واحدة خبيثة وچدي هو اللي عايزك تكملي علاچه
وضعت يدها أخيرا على مكمن غيظه وإنفعاله اذن هو يشعر أن الأمور تخرج عن سيطرته ولكنها لم تستطع أن تنثر تخمينها في وجهه المفعم بانفعالات شتى
ثم رفع إصبعه يشير لها بتحذير قارص
وچودك هنا لسبب معين أي حاچة هتعمليها في البيت دا خارچ إطار السبب دا مش مسموح بيها فاهمة الكلام
كزت على أسنانها بغيظ عڼيف تفجر داخلها مسببا اهتياج عارم لخلاياها ولكنها آثرت لجم زمامه فأومأت برأسها على مضض
ماشي يا استاذ ظافر
استدار ظافر وتحرك بضع خطوات ينوي المغادرة ولكنه تراجع ليعود من جديد نحوها ثم بحركة مباغتة جعلتها تشهق كان يدفع الكرسي الذي يحمل فوقه أكواب القهوة لتسقط متهشمة وتنسكب القهوة ارضا ثم انحنى ليمسك الكوب المكسور ووضعه بين يديها وهو يواصل بحروف شديدة اللهجة
ثقتي العادية فيكي كإنسانة بجت زي الكوباية المکسورة دي وأنتي عارفة كويس إنك السبب في كدا ف اوعي تعيشي دور المظلومة
ثم ضغط على كفيها بينما هو يتابع
متابعة القراءة