نبع الغرام رحمة سيد
المحتويات
الصباح وسرد له الأخر عن أهمية الليلة في المأوى الخاص بهم للعب القماړ لمعت عيناه بوميض الطمع متخيلا نفسه يجني المال الوفير ليعوض خسارته الفادحة في الليالي السابقة!
ما العمل! ظل يكرر لنفسه مرارا وتكرارا وعقله يجوب في محيط معارفه كي يستغل أحدهم ويجني منه المال الكافي للدخول في مسابقة الليلة ولكنه للأسف لم يجد أحد فالجميع بدأ ينفر منه بعدما علمه بأسوأ صفاته شخص استغلالي بدرجة كبيرة حتى أنه ذات مرة وصفه أحد أقاربه في نبرة يملأها الغل
وما أن تذكر كلماته حتى سب بأقذر الشتائم وقام بلعڼة كلا من حوله وأولهم ابنه أيوب الذي لم يستطع حتى الآن استغلاله أبدا حتى تلك الساذجة لم يستطع لوي ذراعه بسببها!
ولكن فكرة شيطانية تسربت لعقله وبدأ في التخطيط لها فلمعت عيناه من جديد بوميض الطمع والكره البداية ستكون من خلالها الطريق ممهدا وسينحر ولده الجامح عن طريقها الآن فتحت له أبواب السعادة وسينعم بالمال الوفير من خلال تلك الحمقاء البائسة والتي من السهل جدا إرباكها واستغلالها فهمس پحقد
الفصل السابع
اعتدلت ليلى في جلستها والتعجب يفترش قسماتها من تواجد ظافر أمامها تحديدا فيما تنحنح ظافر بخشونة قبل أن يجلي صوته قائلا بتوتر أخفاه بمهارة وهو يحاول مداراة سبب تواجده الحقيقي
امال فين چدي
أشارت ليلى وأشباح التوتر تشوش ثباتها
اومأ برأسه ثم تحرك مغادرا الغرفة لم يشعر مسبقا بهذا الكم الهائل من الزلزال العاطفي الذي عاث فسادا في كافة خلاياه الجامدة!
مسح على خصلاته السوداء بقوة وهو يتنهد بصوت مسموع متذكرا نقطة البداية اللقاء الأول بل اليوم الأول للعڼة التي ألقيت عليه لعڼة العشق!
كان قد تشاجر مع أحد أخصامه في ذلك اليوم واصيب ذراعه بچرح يحتاج إلى غرز فاتجه منفردا للمستشفى التي تعمل بها ليلى وكانت ليلى في نفس اليوم اجازة من عملها ولكنها جاءت لتنهي بعض الأوراق الخاصة بها
أسفة چدا مش جصدي
همهم ظافر بخفوت وهو يهز رأسه
ولا يهمك
انتبهت للدم الذي يلطخ ملابسه عند ذراعه فقالت بقلق ونظراتها مسلطة على جرحه
دراعك شكله متعور چامد !
حاچة بسيطة
اندرجت ردود أفعالها تحت بند العفوية البحتة بطبيعة عملها كممرضة فأشارت له متابعة بهدوء
بس الڼزيف دا غلط يستمر كدا
ثم صمتت برهة وكأنها تفكر قبل أن تخلع الكوفية التي كانت تلفها حول عنقها ونظرت له متمتمة برقة فطرية
ممكن تفرد دراعك
استجاب ظافر بتلقائية وسوداوتاه تتوهج بالإعجاب مدققا النظر لوجهها البهي بسماره المميز ورقته لا يرى أنثى جميلة للمرة الاولى ولكنها ليست كأي أنثى هي مميزة بطريقة آسرة لم يفطن بعد لماهية اختلافها ولكنه يشعر بجوهر ذلك الاختلاف
المستشفى اهي خلاص جربت روح الاستجبال بسرعة عشان لو دراعك فضل ېنزف كدا ممكن ضغط الډم يوطى ويغمى عليك
ثم سألته بشك
تحب أچي معاك أوصلك
ولكنه غمغم بهدوء خشن يغلب عليه الامتنان
شكرا أنا كويس ماتجلجيش
بادلته ابتسامة حلوة لا تنسى قبل أن تغادر في طريقها ويكمل هو سيره نحو المستشفى
مر على ذلك اللقاء ثلاث أسابيع تقريبا ثم رآها مرة اخرى في السوق وهي تشتري اشياء مع صديقاتها دون ارادته استرقت نبضة من قلبه الذي انتعش برؤيتها وتشققت قشرة الجمود المحيطة به
ثم وجد نفسه يسير خلفها يود معرفة أسمها عائلتها كل شيء عنها ظل يسير خلفها حتى يعرف أين تسكن ولكن وسط الازدحام فقدها ولم يعلم أي شيء أصاب اليأس قلبه ولكنه لم ېقتل نبضة أحيت به عشق لم يجربه سابقا بل لم يدرك أنه عشق سوى مؤخرا بعد أن ظل شهرين صورتها تداعب خياله يكاد يجن ليحصد أي معلومة عنها ثم رآها من جديد مع زوج والدتها في ذلك اليوم فأخبرته البهجة التي سرت في قلبه وروحه أنه سقط أسير شباك عشقها
عاد ظافر لواقعه متنهدا وكم كان طريق ذلك العشق ملبد بالأشواك!
بعد فترة
بعد أن أعطت سالم علاجه وأنهت كل ما يخصه خصته بابتسامتها المشرقة وهي تسأله بمودة حقيقية
محتاچ حاچة تاني مني يا چدي جبل ما أمشي
فهز الآخر رأسه نافيا بابتسامة مماثلة
لا تسلمي يا حبيبة چدك
طب أنت إيه هتعمل دلوجتي
استفسرت فهز كتفيه بقلة حيلة
إيه هعمل يا بتي اديني جاعد
سألته باهتمام وهي تفكر كيف تقضي على الملل الذي تعلم جيدا أنه يستوحش أيامه
طب أشغلك التلفزيون تتفرچ شوية ولا تحب ننزل نجعد
في الشمس نتهوى أنا كدا كدا مش ورايا حاچة يعني
هز رأسه نافيا بنفس تأبى رمي حمولها على الآخرين مهما بلغ تفانيهم في تقبل ذلك
لا تسلمي يا غالية ممكن تچيبيلي شرايط أم كلثوم تسليني
رحبت بالفكرة مستعلمة
عنيا حاضر هي فين
في اوضة الشغل بتاعت ظافر
أجاب بنبرة عادية ولكنها بالنسبة لها لم تكن كذلك بمجرد ذكر اسم ظافر شعرت لجزء من الثانية بومضة كهربائية تمس قلبها ربما لارتباطها باسمه بشكل رسمي حتى لو لم يعلم الجميع بعد!
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تهز رأسها موافقة على مضض مطمئنة نفسها أنه غير موجود الآن
بالفعل توجهت للغرفة التي تخص أعماله وبدأت تبحث عن تلك الشرائط مرت بضعة دقائق على وجودها في الغرفة ووجدت الباب يفتح وظافر يدخل فتواجه كلاهما عقد ظافر ما بين حاجبيه متسائلا بدهشة
إيه بتعملي هنا
فسارعت تبرر على الفور وقد اعتادت على هجومه فلم تلحظ اعتيادية السؤال ونبرته
كنت بدور على شرايط ام كلثوم لچدي سالم والله ولو مش مصدجني تعالى اسأله
ابتسم ظافر بخفة وهو يناغشها
إيييه كل دا راديو ! أنا بسألك عادي على فكره
صمتت برهة قبل أن تصرح بتردد
بس نظرتك مش بتسأل عادي
أنا باصص عادي أغمي عنيا طيب
أخفى عينيه بالفعل بيديه ثم سألها وهو ينظر لها من بين أصابعه بمرح مشاكس
كدا حلو أفتح ولا عنيا هتجول حاچة تاني
ابتسمت ليلى عفويا ولأول مرة ترى انحسار قناع القسۏة والجمود ليترآى لها الوجه الآخر منه المرح المشاكس ثم تمتمت بحرج
خلاص
أبعد يديه وهو يردد ضاحكا
فظيعة بچد
رفعت حاجبيها معا باستنكار
أنا
فهز رأسه نافيا بنبرة شقية
لا عنيا طبعا
ثم أكمل وبقايا الابتسامة عالقة بفمه
استني هاچيبلك الشرايط
اقترب منها قبل أن يمهلها فرصة الابتعاد حتى صار أمامها مباشرة يفصلهما انشات قليلة مربكة تظاهر أنه يبحث عن الشريط بينما هو مستمتع بمناورتها هكذا وباقترابه منها حتى تغلغلت رائحتها المهلكة أنفه وشعر بأنفاسها المضطربة الساخنة ټضرب عنقه يودها أن تعتاده وتعتاد قربه أن تزول هذه الحساسية التي يلحظها بينهما فيما ابتلعت ليلى ريقها بتوتر وهي تشعر وكأن الثواني تتآمر ضدها فتمر ببطء شديد لأول مرة تقترب منه لتلك الدرجة هيبته الرجولية وهيمنة وجوده جعلها معدتها تتقلص وأنفاسها تحشر داخلها في ظل شعور غريب مربك يداهم انوثتها بعاطفة لحظية وليدة
وهو قريب منها قال باستمتاع ونبرة صبيانية قاصدا اقترابه منها لتلك الدرجة
الشرايط دي عملت اللي ماعرفتش أعمله في 6 شهور كد إيه الشرايط دي عظيمة وچميلة و
ثم دقق النظر لعينيها البنية التي تشبه وجه القهوة الشهي وتابع بنبرة تهيم عشقا مغموسة بالمرح اللذيذ
وبحبها جوي
سألته بعفوية بحتة
هي مين
أكد ببراءة
الشرايط طبعا
قالت ببلاهة
ليه عملت إيه
هز كتفاه معا ضابطا نغمته على البديهية الماكرة المصطنعة
عدلت مزاچ چدي هتكون عملت إيه يعني يا ليلى دا أنتي بتسألي اسئلة غريبة چدا
رغم شعورها أنه يقصد شيء آخر ولكنها فضلت الصمت وأخيرا انتهى حصاره فإلتقطت منه الشريط بأصابع مضطربة كحالها كله وفرت هاربة على الفور تحت أنظاره المستمتعة ثم همس لنفسه بابتسامة ماكرة
مسيرك يا ملوخية تيچي تحت المخرطة
بعد أيام
خرجت غرام من المطبخ حاملة بين يديها كوب الشاي الذي أعدته لنفسها قبل أن تعود لغرفتها من جديد اثناء ذلك مرت على الغرفة التي يقطن بها أيوب ولم تستطع كبح سؤال حائر من الطفو على سطح عقلها لماذا يخفي أيوب نفسه داخل غرفته اليوم حتى عمله لم يذهب له!
طيلة الأيام السابقة كانت تسلح نفسها من قسوته الخادشة بتجاهله واللامبالاة ولكن فطرتها الحانية تغلبت عليها اليوم فوجدت نفسها تقترب
من الباب باذنها حتى تسمع أي صوت يصدر عنه فتعلم أي شيء
ولكن لم يصدر عنه صوت ف ثار الشك داخلها أكثر استسلمت لفضول قلق داخلها وفتحت الباب ببطء وصوت داخلها يردد أنها ستندم وأنه حتما سيوبخها بسبب تطفلها !
تفاجأت برؤيته ينام في فراشه ولكن ليس نوم عادي بل كان مجعد الجبين يئن بصوت مكتوم كأنه يتألم!
تحركت نحوه بتردد إلى أن وقفت أمام الفراش نادته بخفوت متوجس
أيوب أيوب
ولكن لم تجد رد بدا غارقا في نومه بطريقة مقلقة فمدت يدها تتحسس جبينه لتجد حرارته مرتفعة عضت على إصبعها بحيرة وقلق وهي تفكر ولكن تفكيرها لم يدم طويلا إذ تحركت نحو المطبخ على عجالة لتحضر قطعة قماش وماء بارد ثم عادت وجلست جواره على الفراش وبدأ تقوم بعمل كمادات له
بينما أنينه المټألم لم يخفت آناته أثارت الشفقة داخلها ومست شغاف قلبها ترى كم مرة مرض هكذا ولم يجد من يعطيه العلاج او يساعده
مر بعض الوقت ولا زالت كما هي وقررت بقلب مفعم بالحنان الفطري ألا تتركه بمفرده هذه الليلة مهما كانت العواقب
انتبهت له حين تحرك ولا زال يغط في نوم عميق ودون وعي كان يضع رأسه على قدميها ويده تحاوط خصرها بينما يده الاخرى أمسكت بكفها قابضا عليه بكفه العريض الخشن ثم غمغم بصوت متحشرج
وحشتيني جوي
تجمدت لثوان وحركته سقطت عليها كالصاعقة مخلفة بعدها انتفاضة مشاعر أولها شعورها الفطري بالأمومة والحنو تجاهه الرغبة في احتواءه بهذه الصورة الضعيفة الطفولية منه
ولكن جملته التالية كانت كلوح خشبي عزلها عن تلك المشاعر الماسية وأخذت تفكر دون ارادتها ترى من التي يقصدها ويناجيها بهذا الشوق والألم
أ هي واحدة أحبها وتركته أ لهذا يعاملها بهذا الجفاء والقسۏة لم تزوجها اذن !
أحست بالغيظ يتدفق من كل إنش فيها مما توصلت له أفكارها ثم زفرت أنفاسها بصوت مسموع وهي تحدق في ملامحه المستكينة بين أحضانها وكأنه ينشد الدفء منها ملامحه الرجولية السمراء التي
متابعة القراءة