عشقي الأبدي
المحتويات
فحصها لإحدى المرضى بهدوء وبعد حوالى نصف ساعه كان يقف امامها بمفرده يراقب ما تفعله كالصقر والتجهم يكسو كل ملامحه اما عن نظرته فهى نفسها منذ البارحه فقد الڠضب ولا شئ الا الڠضب كان الفضول بتأكلها تريد ان تساله اين الدكتور طارق ولكنها تراجعت لا تريد الاحتكاك به خرج مريض ودخل اخر وهو مازال يراقبها بتركيز مما اثار ذلك حنقها كانت على وشك ان تقوم بفحص المړيض المستلقي امامها عندما اوقفها صوته العميق يوجهه لها حديثه
رفعت اسيا حاجبيها معا تنظر إليه مستنكره ولكن نبرتها خرجت هادئه على عكس توقعها
بس انا بكشف على المړيض كشف ظاهر
مراد بنبره جليدية
ميهمنيش تفاصيل ..احنا هنا مستشفى محترمه وكبيره وكل طلباتكم بتكون موجوده فى لحظه ..والأدوات موجوده وبوفره .. يعنى مفيش اى مبرر ليكى انك متبدليش الجوانتى بين كل مريض والتانى .. ولو مش ده النظام اللى كنتوا ماشيين عليه من النهارده هيتغير واللى قلته يتنفذ..
تمام هاخد تعليمات حضرتك بعد كده فى عين الاعتبار ..
كانت على وشك العوده للمريض عندما اوقفها صوته مره اخرى وهو يرفع احدى حاجبيه ينظر بتحدى
اسيا بضيق اوك .. فهمت ده كويس ..
ثم استدارت تأخذ زوجان من القفاز المعقم من الطاوله التى امامها لترتديهم فقاطعها صوته مره اخرى
قدامى يا دكتوره من فضلك .. اشوفك بتلبسيهم قدامى ..
كانت تفكر ان كل تلك الاهانه تحدث امام المړيض فلم تستطيع السيطره على أعصابها لأكثر من ذلك فالټفت اليه پحده والڠضب يملؤ نظرتها فخرج صوتها قوى متحدى
ثم بسطت كلتا يديها فى اتجاهه وهى ترفع حاجبيها بتحدى
ولدهشتها جاءت نبرته هادئه وهو يجاوبها عكس ما توقعت
لا .. يكفينى انك تعملى كده قدامى ..
ظلت تنظر إليه پغضب وتحدى وهى تقوم بخلع القفازين من يديها ثم اخذت الآخرين ترتديهم وهى مازالت تنظر إليه دون خفض عينيها عن عينيه اما هو فلم يحرك عينيه عن يدها ينظر بتمعن فى كلتا اليدين قبل ان يلوى فمه بأبتسامه انتصار ويستدير خارجا تاركها تشعر بالڠضب والإحراج من حديثهم امام المړيض .
بتحدى وهى تصرخ فى وجهه
عشقى_الابدى
الفصل التاسع عشر ..
أنهت حديثها وهى ترى الصدمه واضحه على ملامحه كان صدرها يعلو ويهبط امامها من سرعه تنفسها وڠضبها فتح فمه ليجيبها ولكن أوقفه رنين هاتفها الخلوى أخرجته من جيب ردائها تنظر فيه فظهر التوتر على ملامح وجهها أجابت مسرعه فالمتصله هى معلمه اسيا استمعت إلى حديثها ووجهها يتحول إلى اللون ابيض من انسحاب الډم منه سألها مراد بقلق
اسيا فى ايه !!!!! ..
خرج صوتها ضعيفا لا يزيد عن الهمس
مراد .. اسيا وقعت والمدرسه بتقولى ركبتها اتصابت ولازم اروحلها دلوقتى .
لم تنتظر رده وخرجت تركض إلى خارج المبنى غافله عن مراد الذى كان يركض خلفها يستدعى سيارته من الجراج وصلت إلى الشارع تحاول إيقاف تاكسى ولكن مراد هو الذى وقف امامها بسيارته يفتح لها باب العربه فصعدت مسرعه دون تردد فلم تكن فى وضع يسمح لها بمجادلته او حتى الاعتراض قاد مسرعا وبعد ٥ دقائق كان يقف امام الحضانه واسيا تخرج من السياره راكضه إلى الداخل كان مراد خلفها بخطوه واحده دائما وعند رؤيتها لصغيرتها ممده كان يقف بجوارها يشعر بأرتجاف جسدها وهى تشهق بفزع و تضع يدها فوق فمها والدموع تملئ عينيها حدثته بهمس مكتوم
مراد.. الچرح ده عميق ولازم يتخيط بسرعه .
لم تكن تشعر انها تستطيع التقدم خطوه واحده فجسمها كان يرتجف بشده من رؤيه صغيرتها بذلك الوضع والدم يسيل منها فكان هو اسرع منها فى الحركه ورد الفعل والسيطره على أعصابه تقدم فى الحال يحمل طفلته بين ذراعيه يركض بها إلى السياره واسيا تتبعه وجسدها مازال يرتجف صعدت أولا إلى السياره فوضع اسو فى حضنها ثم استدار مسرعا يجلس فى مقعد القياده يدير محرك السياره ويتحرك بها سريعا بعد اقل من ٤ دقائق كان يقف مره اخرى امام باب المشفى يفتح باب مقعده ويتجه راكضا إلى اسيا التى كانت لاتزال ترتجف وهى تنظر إلى طفلتها بين ذراعها پصدمه واسو تبكى من شده الالم اخذ منها الطفله وركض بها إلى غرفه الاستقبال فورا طالبا من احدى الممرضات استدعاء دكتور طارق فى الحال بعد دقيقه صړخ فى الممرضه مره اخرى بسبب تأخر دكتور طارق اما اسيا فكانت تبكى بصمت وهى تقف عند مدخل الغرفه لا تستطيع الاقتراب اكثر وصل طارق فى الدقيقه التاليه فوجدها شاحبه ترتجف وهى تبكى فى صمت نظر بقلق داخل الغرفه فوجد اسيا الصغيره ممده على الفراش ركبتها ټنزف وهى تبكى من الالم ومراد يجلس على ركبه واحده بجوارها يمسك بكلتا يديه يديها الصغيره و يبدو عليه التألم من اجلها وعضلات جسده جميعها مشدوده من شده التوتر ركض طارق فى خطوه واحده يصل إليهم طالبا من مراد اخذ اسيا إلى الخارج هزت راسها نافيه بحزم بصمت فصړخ بها طارق محذرا
اسيا لو مخرجتيش مش هبدء أخيط الچرح .. خليكى واقفه كده شايفه بنتك بتتألم قدامك بسببك ..
تحرك مراد يقف امامها يسحبها من ذراعها ليحثها على السير خرجت على مضض تقف امام الغرفه بعد ان اغلقت الممرضه الباب خلفهم كانت لاتزال على ارتجاف جسدها فأقترب منها مراد يتنهد بعمق ويضمها بين ذراعيه محاولا إيقاف ارتجاف جسدها وهو يهمس لها بحنان يطمئنها
اسيا.. مټخافيش .. اسيا هتبقى كويسه .. دى حاجه بسيطه مش مستاهله منك كل ده ..
كان لهمس كلماته كل الأثر عليها فوجدت نفسها تجهش فى البكاء وهى بين ذراعيه بقوه اخذ مراد يمسح
على شعرها ويزيد من احتضانه له هامسا بكلمات مهدئه وكلما زاد احتضانه لها زاد نحيبها كانت تعلم ان صغيرتها بخير ولكنها لم تدرى تماما لما اڼفجرت فى البكاء ربما من حيرتها وربما من الم قلبها ربما من طريقه اهتمامه بطفلتهما او ربما لوجوده جوارها او من اجل ذلك كله ظلت تبكى وتبكى وهى بين ذراعيه وهو يقبل شعرها وجبهتها هامسا لها برقه ذاب معها قلبها
هششششش .. اسيا لو سمحتى اهدى .. اسيا كفايه عياط انا هنا جنبك مټخافيش .. اسيا كويسه صدقينى ..
بعد فتره هدئت تماما وتوقف ارتجاف جسدها ولكنه لم يتركها تذهب وظل يحتضنها برقه حتى فتحت الممرضه باب الغرفه وهى تبتسم لها تطمئنها
دكتوره اسيا .. تقدرى تدخلى ..اسو بخير ودكتور طارق بيناديكى عشان تشوفيها وتطمنى . ابتسمت لها براحه وهى تمسح دموعها بكلتا يديها ثم تحركت للداخل ومراد يتبعها .
.. دخلت الغرفه تنظر إلى طفلتها النائمه فتجمعت الدموع داخل مقلتيها مره اخرى وهى تنظر إلى الضماده البيضاء المحاطه بركبتها وأثر الډماء حول ملابسها تقدم طارق يقف امامها يضع كلتا ذراعيه على كتفيها يحاوطها وهو يتحدث بهدوء
اسيا الموضوع بسيط ومش محتاج منك كل ده هما ٥ غرز مش اكتر .. اقل من اسبوع مع اهتمامك بيها هتكون زى الفل وبتجرى قدامك كمان .. يلا روحى اغسلى وشك وفوقى ونص ساعه تكون اسو ارتاحت وتاخديها وتروحى على بيتك مشوفكيش هنا لمده ٣ ايام ع الاقل ..
ثم ربت على وجنتها بحنان هزت له راسها بأيجاب واستدرت لتخرج فرأت مراد مازال يقف عند مدخل الباب يعقد كلتا يديه معا امامه ينظر إلى اسو پألم واضح تحول نظره إليها ما ان تقدمت فى اتجاهه فتلاقت أعينهما لجزء من الثانيه قبل ان يدير راسه مره اخرى عنها كانه لم يكن هو الذى يحتضنها برقه منذ عده دقائق !!!
عادت بعد قليل بعد ان اوقفها نصف عاملى المشفى تقريبا ما بين مساند ومواسى ومطمئن دخلت إلى الغرفه ولدهشتها انها وجدت مراد مازال بداخلها يقف بجانب الدكتور طارق اقتربت من طفلتها تتلمسها لتأكد من عدم وجود حراره دخلت عائشه فى الدقيقه التاليه تحمل حقيبه اسيا التى شكرتها وطلبت منها ان تستدعى لها تاكسى للذهاب فتدخل مراد على الفور مقاطعا
عائشه متطلبيش حاجه انا هوصل اسيا بنفسى ..
قاطعته اسيا معترضه
لا مفيش داع عائشه من فضلك اطلبيلى تاكسى فورا..
رد مراد بحزم اسيا لو سمحتى فكرى شويه !! تاكسى ايه والبنت فى الحاله دى !! مش معقول هتعاندى مع بنتك كمان !! ..
شعرت اسيا باللون الاحمر يتسرب إلى وجنتها من الخجل فهو محق اذا كانت ستعانده فربما فى وقت لاحق وليس الان وطفلتهم فى ذلك الوضع هزت راسها موافقه على مضض ثم تحركت لتحمل طفلتها ولكنه امسك ذراعها يوقفها ثم انحنى يحمل اسو بين ذراعيه ويتحرك بها إلى الامام تاركا اسيا تلحق به وصلا إلى السياره فصعدت إلى المقعد الخلفى اولا ثم انحنى يضع اسو النائمه بين ذراعيها فلامست يديه يداها فشعرت بالقشعريرة تغزو جسدها من اثر لمسته الغير متعمده اغلق خلفها الباب بهدوء ثم تحرك يجلس فى مقعد المجاور لها بصمت طلب من سائقه
متابعة القراءة