غابة الذئاب و السحر الأسود فاطمة الألفي

موقع أيام نيوز

وأنت
تركها بضيق وقال 
يجب أن أبحث عن خطيبتي 
فلديه شعور بالذنب بسبب ما فعله وما فكر به والخلاص من خطبتها والآن يشعر بتأنيب الضمير ولن يسامح نفسه إذا حدث لها مكروه وقرر أن يبحث عنها بالمشفيات القريبة من الفندق ..
وقف لاواي خلفها سعيدا بما قصته عليه واصبح يعلم عنها كل شيء أخرج نفسا عميقا ثم قال
لا تجعلي حزنك منما حدث لك بأن تتخلي عن حلم البطولة أنت تستحقي أن تكملي في طريقك ثم أستطرد حديثه قائلا 
قاطعته بحزن قائلة 
أحببته يا لاواي قلبي نبض بعشقه ليس هينا أن أقابل حب بخېانة وچرح مشاعر لقد أصابني بسهام الغدر والخېانة والكبرياء دعس كل شيء أسفل قدميه ولا يبالي بمشاعر من فطر أنا حزينة على قلبي وعلى وقع أختياري من شخص لا يستحق لقد وقع أختياري غير صائب في الإنسان الذي دق قلبي له
بعد يومان ..
أشكرك لاواي ثم اردفت قائلة
هيا أخبرني عن حياتك
هتف بكذب 
أنا شابا عاديا لدي بعض المشاكل مع عائلتي لذلك اختلي بنفسي هنا هذا مكان عزلتي ودائما ألجا له الحياة مليئة بالمتاعب والصعاب وعلينا تخطيها لكي أكمل في طريق حياتي نتعثر ونتخبط ونعود كما كنا سابقا هذا طبع الحياة.
هزت رأسها مؤكدة على حديثه وهو لم يخبرها إلا ببعض الإشارات المبهمة عن حياته .
طرق الباب وولج مسرعا لداخل ليجد جده مازال مستيقظا هو الآخر تطالع له وشعر بفزع الصغير فنظر له بقلق وقال 
لماذا ترتجف يا صغيري
ارتمى عزيز بجوار جده على الفراش ودنا منه قائلا بصوت مضطرب خاڤت
ساقص عليك ما حدث معنا يا جدي ولكن هذا سر بيننا 
هز رأسه بالايجاب وقال
أعدك بهذا يا صغيري
همس بأذن جده وقص عليه ما حدث قبل ساعات وما فعله هو واصدقائه عندما تم أستدعاء 
الفصل السادس لا تراجع ولا استسلام
أنهكه التعب و نال منه الإعياء فخارت قواه وثقلت حركته و أخذ يجر رجليه جرا لم يعد قادرا على الحراك ولا تعلم والدته بما أصاب طفلها الذي يبلغ من العمر السادسة عشر في بداية مرحلة الثانوية العامة رافضا لتناول الطعام والشراب ورافضا لذهابه للمدرسه وقد سأم كل شيء حتى لم يعد يمسك بهاتفه الخاص أو يستهوي اللعب على الايباد والحاسوب متقوقع داخل فراشه طوال اليوم وعندما يحل ظلام الليل يطالب والدته بالمكوث بغرفته دخل في حالة نفسية 
لن تتحمل ريم رؤية صغيرها على تلك الحالة هاتفة زوجها بضرورة العودة من سفره ويترك وعاد على وجه السرعة لم يكن يتوقع هو الآخر بحالة طفله أن تكون بهذا الوضع هذا جسد الصغير وضعفت قوته وحركته وكأنه شبح باهت ملامحه.
بدأ الطبيب في فحصه وغرز بوريده محلول مغذي يساعده على استرداد وعيه وعندما قصت والدته على الطبيب ما يعاني منه طفلها من كوابيس وهواجس وشدة خوف ورهبة من كل شيء علم بأنه ينهار ويعاني من صدمة نفسية أثرت على وضعه الصحي وعقله ولذلك يظل شاردا طوال الوقت أقترح عليهم الطبيب بعرضه على طبيب مختص في الطب النفسي لمتابعة حالته النفسية.
وظلت
ريم ماكثة بجوار طفلها داخل المشفى حزينة على ما أصابه بين ليلة وضحاها.
عندما علمت جميلة بما يحدث مع صديقتها لن تستطيع أخبارها باختفاء سيران فيكفي حزنها على صغيرها سادم 
وذهب عزيز مع والدته يتفقد وضع صديقه وهو ميقن تماما أن ما يحدث لصديقه هو سبب لعبة المۏت اللذين جلبوها لأنفسهم رغم خطرها على حياتهم إلا أنهم قبلوا بالتحدي والمواجهة.
ظل ينظر لصديقه بحزن ولا يعلم بماذا عليه أن يقول.
فقد كان سادم بعالم أخر رافضا للواقع الذي يعيشه ولن يشعر بمن حوله عيناه تتطلع للخواء 
أغرقت مقلتيه بالدموع على ما أصاب صديقه وهو على علم بالسبب ولكن رفض الإفصاح 
في روما وبالتحديد عند الجزيرة الذي لا يقربها بشړ 
ساخوض مبارة اليوم ولن أتراجع عن ذلك القرار
حسنا وأنا معك 
ولكن يجب علي العودة للفندق لابدال ملابسي وأخبار مدربي بخوض البطولة ولن أتراجع ولن أستسلم بعد اليوم
فرد لها ذراعه فنظرت له بعدم فهمطلب منها اغماض عينيها وأن تقترب منه تلامس ذراعه فعلت ذلك كالمغيبة منصاعه خلفه بقوة خفية تقودها لفعل ذلك لامست كفه بأطراف أناملها وهي مغمضة العينين أطبق لاواي ذراعيه عليها بأحكام وأخفاها داخله وفي لمح البصر كان داخل غرفتها بالفندق.
فرد ذراعيه لتتحرر من داخله وهي تنظر حولها بعدم تصديق كيف أتت إلى هنا نظر لها
تبسمت له ونظرت له بامتنان وقالت
أشكرك لاواي على كل ما فعلته من أجلي
سانتظرك بالخارج ريثما تبدلين ثيابك
ترك غرفتها ووقف على أعتاب الباب بينما سيران بالداخل ترتدي ملابسها الرياضية الخاصة ب الإسكواش
وبعدما أنهت حملت حقيبتها الرياضية وغادرت الغرفة لتجد لاواي ينتظرها سارت جانبه وهي تقول بصوت هادئ 
سنذهب إلى الملعب الآن ليس لدينا وقت المبارة ستقام خلال ساعة من الآن
امسكها من ذراعيها على حين غفلة ولفح وجهها بانفاسه منما جعلها تغمض عينيها ليختفي بها في لمح البصر وبعد ثواني جلعها تفتح عينيها داخل الملعب الخاص بالاسكواش وهي تتطلع حولها بإنبهار حيث تقام البطولة.
اختفى لاواي عن أنظار الجميع ولكن كانت رؤيته واضحة لها هي وحدها فقط من تستطيع رؤيته يود مراقبتهم لكي يبعد الأڈى عنها.
سارت هي بخطوات واثقة وولجت لداخل الملعب حيث كان يتابع الكابتن تسديد ميلا لضربات الكورة المطاطية
سيران هل أنت بخير هل حدث لك مكروه لقد كنت قلقا للغاية بسبب غيابك المفاجئ حمدا لله على سلامتك
استشعرت القلق في نبرة صوته ولهفته بعودتها أما عن الأخيرة تتطلع لها بغيظ وحقد أبعدت سيران أنظارها عنها واشاحت بوجهها للجهة الأخرى ولا تبالي بوجودها من الأساس 
أعطاها زياد المضرب وهو يبتسم لها ويشجعها قائلا 
كنت سأعلن عن عدم المشاركة في البطولة ولكن الشباب رفض الأمر الآن سعيد جدا بعودتك يا بطلة العالم
بادلته الإبتسامة بود وأخذت منه المضرب وبدأت في التسديد بضربات قوية ولديها دافع قوي للفوز ظلت هكذا لا تكترث سواء المضرب الذي بيدها والكورة التي أمامها توجهها أينما تشاء.
لديهم اليوم مباراة لنصف نهائي ثم المباراة الأخيرة وهي النهائي فاليوم ستواجه خصمها من بلجيكا
وبدأت المباراة في حضور الجميع وزياد يطالعها بقلق من خلف اللوح الزجاجي فقد كانت داخل ملعب الإسكواش ولا تهتم إلا بتسديد الضربات القوية الكورة المطاطية في الجدران الأربعة.
ولاواي واقفا مستمتعا بما تفعله محبوبته ويتطلع من حين لآخر إلى الوجوه المحاطة بها رأ الفرحة تعم بوجوه بعضهم وفتاة تشتعل بالڠضب علم بأنها هي نفسها ميلا التي تجرأ الشاب على خيانته لسيران معها.
أما عن ميلا كانت تشتعل ڠضبا كانت تظن بأنها ستترك لها البطولة ولن تقدر على مواجهتها بحثت عن هاتفها واخرجته تهاتف كارم وتخبره بعودة سيران اغلق كارم الهاتف فورا عندما أستمع لحديث ميلا
ثم غادر الفندق مسرعا متوجها إلى ملعب البطولة وهو يتنفس الصعداء فقد كان يحمل نفسه ذنب أختفائها المفاجئ.
عودة إلى القاهرة..
غادر عزيز المشفى بوجه عابس بسبب ما يعانيه صديقه المقرب سادم
عند عودة للمنزل ركض إلى حيث جده ليقص عليه ما حدث لصديقه أثر اللعبة وهو يشعر بالخۏف هو الآخر فهو صاحب فكرة التحدي وتجربة لعبة كهذه ولم يكن يظن بأنها خطړا لهذا الحد.
جلس الصغير بجوار جده وقال بصوت مهتز 
جدي سادم ليس بخير على الإطلاق كأنه شبح يصارع المۏت جدي أرجوك جدي ساعدني ماذا أفعل لصديقي هو بحاجتي الآن ولا أعلم ماذا أفعل 
ربت الجد عزيز على كتفه وقال 
لا تخشى يا صغيري حفيد سيرين قوي وسيواجه مثلما فعلت جدته بالماضي
نظر له
الصغير بترقب وقال 
وماذا فعلت جدته يا جدي
زفر عزيز أنفاسه بهدوء ولاحت إبتسامة عذبة تشق تجعيد وجهه وقال 
كانت سيرين فتاة قوية لا تعرف للمستحيل طريق خطت الصعاب وواجهت المحڼ ولن تستسلم قط.
عاد بذاكرته لما يقرب من ثمانون عاما بعدما تزوج من معشوقته نيروز وأتت سيرين في زيارة لصديقتها ومعها صديقتها الآخرى ماري وقصت عليهن ما فعله والدها عند والدتها منما المارد دهمان هو من يتصور في صورة حبيبها سادم ليرغمها على الخضوع له.
وقرر عزيز والفتيات مساعدتها للخلاص من المارد دهمان ومن هنا تدخل ماكسر أيضا بالأمر ووجدوا الخلاص من دهمان بوضع خطة محكمة مثلما فعلوا مع المشعوذة جونجان وتذكر ماكسر التعاويذ والسحر الأسود ولكن لن يمتلك أحد منهما على فعله وليس لديهم قوة تحارب دهمان بما هو أقوى من ذلك عكفت على نفسها في المساجد تستمع لخطب المشايخ وتتردد على مشيخة الأزهر الشريف جاهدت في حفظ القرآن الكريم وعلوم الفقه والسنه وظلت محصنة نفسها وجسدها من مس الشيطان الرجيم .
وفي تلك الفترة الزمنية أختفى دهمان نهائيا وعادت سيرين تكمل دراستها في الطب بجانب تعاليم الإسلام وتلاوة القرآن الكريم ودائما تحصن نفسها من الشيطان ونسله ومرت عليها الايام بسلام وقابلت شابا وسيما في ذلك الوقت كان طبيبا لوالدتها وتم التقارب بينهما ونمى بينهما اعجاب وتزوج منها خلال عاما من لقاءهم بعدما صارحته بكل شيء خاص عن حياتها وفي أول أيامهم لاقوا الكثير من العثرات والضغوط وظلت صامدة وهو بجوارها لن يكل ولن يمل من التحديات والعقابات التي واجهتهم.
ظل زوجها جانبها داعم ومساند لها إلى أن ټوفي بعد عامين من الزواج وترك لها ابنة وحيدة ريم عاد دهمان الظهور أثناء فترة حدادها وحزنها على فقدان زوجها لازال يطلب منها تهبه روحها وروح صغيرتها .
خاڤت سيرين على طفلتها وعندما تحدثت مع الشيخ أقترح عليها الإبتعاد والذهاب بابنتها رمضان المبارك وهي داخل الحرم غفوت وهي محتضنة ابنتها وإذا بسيدة ترتدي ثيابا
خدي هذه التمييمة المحصنة ستخفظك وتحفظ نسلك بأذن من الله ولا تخافي ولا تحزني الله لا يضيعك
فاقت من نومتها تبحث عن تلك السيدة فلم تجدها ووجدت القلادة موضوعة بحجرها تبسمت بسعادة وأنسابت دموع الفرحة بأن الله معها ولن يتركها فلا تخاف بعد الآن ومنذ ذلك اليوم و سيرين قوية لا تخشى من شيء ووهبت حياتها لمساعدة الاناس فقد كانت طبيبة تعمل دون أجر لتنال رضى الله سبحانه وتعالى وكانت على يقين بمحبة الله لها وانتهى دهمان من حياتها للأبد..
همس الصغير بعدم فهم 
لم أفهم شيئا يا جدي
ربت على ظهره برفق وقال 
أحفاد سيرين لن يصيبهم الأڈى بأمر الله لن يستطع تشارلي ولا دهمان بالعثور عليهم ولن يحدث لهم مكروه إلا بإرادة الله قل لن يصبينا إلا ما كتبه الله لنا
في روما
انتهت المباراة بفوز سيران بطلة مصر على جاسكا بطلة بلجيكا وتأهلت مصر لنهائي البطولة 
ونقلت المباراة عبر شاشات التلفاز ولكن عائلتها كانت تمكث بالمشفى بجانب شقيقها ونسوا تماما أمر البطولة
فقد صدقت سيران حلمها التي سعت من أجله وبالنهاية حصلت عليه 
أت كارم يقترب منها يريد احتضانها
تم نسخ الرابط