غابة الذئاب و السحر الأسود فاطمة الألفي

موقع أيام نيوز

تتحدث فقط أشارت بكفها لكي يجلسوا أمامها 
ساعد منصور زوجته على الجلوس بسبب كبر حجم بطنها كان الأمر صعبا عليها وجلس بجانبها لتتكئ زوجته عليه.
هتفت بصوتها الغليظ أشبه بصوت الرجال
ما الأمر 
هتفت هدى بصوت مرتجف أثر رهبتها من هذه السيدة
هذا طفلي الثالث عشر حملت قبله اثنا عشر مرة وفي كل مرة عند ألم المخاض تتعثر الولادة ويختنق الطفل ويولد مټوفي لا روح فيه أخبرنا إحدى الجيران بمنطقتنا ان نأتي إليك وسنجد مطلبنا
حكت خصلاتها البيضاء وقالت 
حسنا سوف أخبرك بما يجب عليك فعله لسلامة الطفل ولكن لا وأريد مالا أريد الاساور الذهبية التي تحتضن معصم يديك الجميلة 
لم تتردد هدى في نزع
الاساور واعطتها لمنصور الذي قدمهم إلى العرافة 
عادت تهتف بغلظة صوتها وقالت وهي تنظر لمنصور
بعد ثلاث ليالي سياتي زوجتك ألم المخاض خذها واذهب بمكان خاوي تماما من العمار وعند هطول الأمطار أستدعي دهمان هذا المارد سيحفظ لك طفلك القادم وعندما يكمل طفلك عامه الأول احضره معك لي وسوف أحصنه بالهالة الذهبية لا تخاف بعد ذلك طفلك سيعيش عمرا مديد
هتف منصور بتسأل 
وكيف أستدعي دهمان هذا
احفظ ما أردده عليك ولا تنسى تلك الكلمات تضعها حلقة في أذنيك
أيها المارد الأعظم دهمان العظيم جن الابالسة والملاعين أحضر لكي أهبك روح طفلي فهو في حمايتك منذ الآن
سوف تردد تلك الكلمات إلى أن تنشق الأرض ويخرج المارد من الطين وتجف الأرض حينها ويتهيء لك في دخان كثيف فلا تخف وأثبت مكانك وسوف يتم العهد بينكم هيا خذ زوجتك وأرحل ولن تأتي إلا وعمر طفلك عام.
انهض زوجته وسار سويا مغادرين منزل العرافة عائدين إلى بلدتهم وطوال تلك الليالي لم يغمض لهم جفن ساهرين مترقبين القادم
وعند الليلة الثالثة شعرت هدى پألم المخاض وعلى صوت صړاخها سحبها منصور برفق وطلب منها التحمل إلى أن ذهب إلى المكان المنشود وفي تلك اللحظة هطلت الأمطار فظل منصور يردد الكلمات التي أخبرتها عنهما العرافة سمردان إلى أن أنشقت الأرض وخرج منها دخان كثيف تهيئ في صورته الأخيرة وظهر المارد دهمان بملامحه المخيفة الذي ارتد على اثارها منصور للخلف وكاد ان يسقط أرضا ولكن صرخات زوجته جعلتنا يتلاشى خوفه ويطالبه بأن يحفظ طفله.
قال دهمان بصوته الغليظ
ما مطلبك
قال منصور بصوت مهتز
تحفظ لي طفلي وزوجتي
ستهب لي حياة طفلك القادم
قال منصور دون تردد
أهب لك حياة طفلي
لن تستطيع أن تنقض العهد بعد تلك اللحظه ستلد زوجتك الأن طفلة جميلة وسوف أعود بعد أعوام لأخذ روحها لكي اعيش حياة أطول
قهقه ضاحكا بصوت جلي واختفى في لحظة وبالفعل تمت الولادة وأنجبت هدى طفلة جميلة أسمتها سيرين
ومعناه الزهرة عند الاغريق..
عودة للوقت الحالي..
هتف منصور قائلا
من يومها ولم أرا دهمان ولم أستدعيه ثانيا وكلما كبرتي نسيت تماما أمر العهد وعندما أصبح عمرك عام ذهبت بك بالفعل إلى العرافة وعندما رأتك فعلت لك تحصين بهالة ذهبية ولا أعلم بأن تلك الهالة تحفظ عمرك فقط لكي يعود دهمان ويسترد روحك
صړخت رافضة التصديق وقالت
كيف تفعل ذلك من يهب الحياة ومن يسلبها منا هو الله الله سبحانه وتعالى كيف يا والدي تستعين بالدجل لانقاظ روحي وسلامتي أنا وأمي كيف
المۏت والحياة بيد الله تعالى ما فعلته هو ضد أرادة الله ولن يستطيع دهمان هذا أو غيره أن يأخذ روحي لان روحي ملك لخالقي لله الواحد الأحد
قال تعالى وما كان لنفس أن ټموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين سورة آل عمران
قال الله تعالى في سورة المؤمنون ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ثم إنكم بعد ذلك لمېتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون
في إيطاليا تم أستدعاء ماكسر من قبل الشرطة الفيدرالية وذهب على الفور ليقص عليه المحقق ما حدث ل ماري ولازالت لعڼة الساحرة تلاحقها حزن على ما حدث لها وطلب من المحقق مساعدته في أستخراج هويته سريعا لكي يذهب إليها وعندما غادر مخبر الشرطة ذهب إلى الغابة بحثا عن تلك النبة فهو يعرف أوراقها وعندما وصلا لهناك تذكر كل ما دار من أحداث على أرض تلك غابة الأشباح الغابة الملعۏنة
وجد الشجرة وقطف أوراقها ثم وضعهم داخل حقيبة جلدية وعاد إلى المحقق الذي اخرج له بطاقة هوية لكي يسافر بها إلى المملكة المصرية واقله المحقق بنفسه إلى المطار وجلس ماكسر ينتظر الإعلان عن إقلاع طائرته.
ظل داخل المطار قرابة الثلاث ساعات وعندما تم الإعلان عن التوجه للطائرة ركضا مسرعا يستقل بمقعده داخلها وهو جالس بجانب النافذة يتطلع للسحب والسماء ويتنهد بأشتياق لمحبوبته الرقيقة ماري ذات القلب الأبيض كنقاء بشرتها وهمس صوتها ونعومة جسدها كيف لملاك رقيق كهذا تظل تلك اللعڼة محاصرتها وتعيش داخل جسد الذئبة هذا ليس عدلا بهذه الملاك الجميل فقد أسطونت قلبه وأصبح مكانها في القلب هو القلب كله..
مقلتيه الزيتونتي تلمع بأشتياق تتلهف رؤية محبوبته ومعشوقته بعد عدة ساعات من تحليق الطائرة هبطت الأراضي المصرية وعندما ترجل من الطائرة وجد ضابط مصري في استقباله بعدما ابلغتهم الشرطة الفيدرالية بموعد وصوله وذهب به على الفور حيث العنوان المنشود المنزل المهجور الخاص بعائلة ماري
التقي ماكسر بوالدها داخل ذلك المنزل وكانت ماري ساكنة دون حراك يبدو عليها الاعياء بسبب عدم تناولها للحوم البشر لذلك قبلت بضعف قوتها ريثما تمر تلك الليالي القمرية.
وفي أخر ليلة قبل بذوغ الفجر دلف ماكسر مهرولا إليها انسابت
دموعه وهو يتحسس فروتها ثم اخرج الحقيبة الجلدية ليغلي الوريقات التي قطفها من النبة السامة وعاد إليها يمسح على جسدها بأكمله من الاناء الذي غلي به الوريقات الذي بدت في تحول لون جلدها الرمادي لاحمر قاني واغمضت ماري مقلتيها الحمرويتين وهذا بفعل السم الموجود داخل النبتة وسيظل جلدها في التغير لحين انقشاع ظلام الليل وعند إسدال الشمس أشعتها سوف تعود ماري فتاة كما كانت وتنتهي تلك اللعڼة للأبد.
ظل ماكسر حزينا بجوارها يمسد على جسدها بحنو ولا يعي بتلك الساعات التي قضاهما بجوارها في حين كان والدها يتابعه عن بعد وعلم بمدا حب هذا الشاب لابنته يبدو أن ابنته محظوظة بحبيب مثله ورفاق مثل صديقتيها نيروز وسيرين..
هكذا هوالحب الحقيقي هو شعور مختلف عن أي شعور فهو شعور بالأمان والاحتواء والسعادة والتوازن العاطفي. وهو من أجمل ما قد يمر به أي شخص وينعكس أثره بشكل إيجابي عليه وعلى تعامله مع من حوله
الحب قوة ومعين على تحمل وطأة الواقع على القلوب. الحب سعادة حتى وإن كان حلما.
الحب الحقيقي هو أن ترمي لهم بطوق النجاة في لحظة الڠرق وتبني لهم جسر الأمان في لحظات الخۏف وتمنحهم ثوبك في لحظات العري كي تسترهم تم لا تنتظر المقابل! 
.. .
الفصل الخامس والعشرون ليلة عرس
أشرقت شمس يوم جديد يحمل في طياته الكثير من السعادة على كل من يستحقها بدايات جديدة لحظات حالمة وفاصلة على البعض.
وأتى الصباح وافترشت الشمس قلب السماء وأدلت بجدائلها الذهبية خيوط أمل تثنت على زجاج نوافذنا بغرور تغمز للأحلام بطرفها وتنقش حروفا يتلألأ نورها هنا وهناك تطل علينا ببهائها الجذاب فتنبعث أشعتها لتبعث بالدفء في كل الوجود حينها تغرد كل الطيور وتصحو الورود وتتفتح كل الأزهار وتسقط كل قطرات الندى من الأوراق هكذا يبدو لنا هذا الصباح الجميل حينها يبتسم النهار بإشراقته المنعشة فتبدأ معه الحياة وتعانق خيوطه كل أرجاء السماء..
فتحت ماريخضرويتيها الساحرتين لتجد ماكسر يتطلع إليها بنظرات حالمة بوجوده معها يعيشون في سعادة أبدية لحظات سړقت من الزمن يفضلون فيها عن الجميع يعيشون معا في جزيرة نائية على ضفاف البحر لا يوجد بها سواهم ينعزلون عن الجميع يغمرها فقط بحبه وحنانه وينهال عليها بمشاعره الجياشة فهو يحمل في قلبه مشاعر واحسايس لا يبوح بها أحسايس ملموسة ينعمونها ويتذوقون لذة حلاوتها.
رغم الألأم المتفرقة بجميع أنحاء جسدها إلا أنها عندما رأته قفزت بسعادة كبيرة تحتضنه داهمتة بقوة على غفلة منما جعله يرنح للاسفل وسقط في جلسته وأصبح هي أعلاه منقضة عليه مثل 
أشتقت إليك ماكسر
ضمھا بحنان ولم يفلتها وقال وهو يلثم وجنتها اليسرى بحب 
وأنا أشتقت إليك حد الجنون يا ملاكي الحارس
رفعت حاجبيها بتراقص وقالت بمشاكسة 
لقب جديد يضاف ولكن لا بأس
تنحنح شوقي وقال 
إلا تشتاقين لوالدك يا طفلتي المشاكسة
ابتعدت من أعلى ماكسر مسرعة وقفزت تعانق والدها وتعلقت بعنقه ليحملها عن الأرض ويهمس بصوت دافئ
يبدو أنك تعلمتي شيء جديدا ولعڼة القفز لن تتحرري منها 
ضحكت برقة وضمته بقوة لتنهمر دموعها وتهمس قائلا
لم أتذكر شيء هل أصبتك هاجمتك أو هاجمت أي شخص أخر
هز رأسه نافيا ثم قال
لا حبيبتي تحاملتي ورفضتي الطعام وضعف جسدك وظللتي راقدة وسيرين ونيروز ات إلى هنا وكان أقتراح سيرين هو أن أخبر الشرطة وهي تتواصل مع الشرطة الفيدرالية لعودة ماكسر وجلب النبة السامة معه وبالفعل نشكر الرب لقد عاد ماكسر ومسح على جسدك بهذا العشب السام وظل جوارك ينتظر إفاقتك وهذه أسطورة جديدة يجب أن أكتب بنفسي عنها وتأرخ لكي تخلد في تاريخ الاساطير
عادت ضحكاتها للعڼان ثم ارسلت غمزة لوالدها وقال مستأذنة إياه
تسمح لي أن أعانق ماكسر مرة أخرى
ضحك والدها على جنون صغيرته لقد اشتاق حقا لمشاكستها ولصوت ضحكتها التي تغرد داخل أذنه وهز رأسه بالايجاب
ليحملها ماكسر تلك المرة ويدور بها بفرحة تدغدغ مشاعرهما معا 
بعد طوال العناق صحبهم والدها إلى منزلهم لكي تطمئن والدتها على عودتها بخير ويمكث ماكسر معهم بالمنزل فهو ليس لديه عائلة ومنذ تلك اللحظة وأصبح فردا من عائلتهم ..
ظلت سيرين صامتة لا تعرف ماذا عليها أن تفعل بعد كل ما سمعته من والديها يجب عليها أتخاذ قرار 
وجدت نفسها في حيرة من أمرها ماذا عليها أن تفعل 
نهضت من فراشها وفتحت دولابها تنتقي ثوب مناسبا للخروج ثوبا طويلا وأخذت وشاحا لفته حول عنقها وغادرت المنزل بعد أن أخبرت والدتها بأنها سوف تلتقي بصديقتيها وهي عازمة النية على الذهاب لأحد المشايخ لكي تقص عليه ما فعله والدها عند لحظة ولادتها وأنا المارد هذا يطاردهم ويريد أخذ روحها لكي يبث في أمرها وتنتهي تلك الغمة.
ساقتها قدميها إلى مشيخة الأزهر الشريف ارتدت الوشاح على رأسها وولجت لداخل تبحث عن شيخ للتحدث معه بالأمر المتعلق بها.
وجلست تنتظر ريثما يتفرغ الشيخ لمقابلتها وبعد مرور عدة دقائق إذن لها الشيخ بالدخول ولجت لداخل
مكتبه وهي تلقي تحية السلام 
السلام عليكم
أجابها في حبور 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تفضلي يا ابنتي 
جلست أمامه ليقول الشيخ بتسأل 
ما الأمر 
كانت تشعر بالتوتر وارتجفت شفتيها وهي تحاول أن
تم نسخ الرابط