امرأة العُقاب ندا محمود

موقع أيام نيوز

حين غرة انحنى وحملها فوق ذراعه وهو يقول ضاحكا 
_ مسكتك يا مكارة .. بتستخبي مني !
أصدرت هي صړخة عالية مڤزوعة وسرعان ما تحولت لضحكة عالية لكن لم تدم ضحكتها كثيرا حيث زمت شفتيها بحزن وقالت 
_ لا أنا زعلانة منك يابابي عشان قولتلي هتيجي مع جدو الصبح ومجيتش 
دنى منها ولثم شعرها ووجنتها بلطف هامسا في اعتذار حقيقي 
عقدت ذراعيها أمام صدرها ومطت شفتيها للأمام ثم اشاحت بوجهها بعيدا عنها كإشارة على رفضها لأعتذاره فضحك هو ورد غامزا بعيناه البندقية 
_ طيب اوعدك مش هتتكرر تاني 
التفتت له وقالت بنظرة قوية تماما كنظرة أمها 
_وعد !
أماء لها بالإيجاب وهو يبتسم فسكنت قليلا ثم ابتسمت هي الأخرى بدورها وراحت ترتمي عليه تعانقه وهي تهمس بنبرة تسلب العقول 
_ أنا بحبك يابابي ومقدرش ازعل منك خلاص 
أثرت قلبه بكلماتها ونبرتها التي تسلب عقله جعلته يحلق في السموات وسط أفضل شعور يمكن أن يداهم أي أب .. فلم يشعر بعاطفته سوى وهي تدفعه لتقبيل شعرها وجبهتها ووجنتيها ثم يضمها لصدره بقوة ډافنا وجهه بين ثنايا شعرها هامسا بنبرة انبعثت من صميم قلبه 
_ وأنا بعشقك ياهنايا وفرحة وسعادة بابي .. ربنا يخليكي ليا ويقدرني واسعدك دايما إنتي وماما 
دامت عناقها لأبيها للحظات طويلة حتى ابتعدت عنه ونزلت من فوق ذراعيه لتبدأ في إخراج دميتها من الكيس الشفاف الذي يحاوطها وهي تضحك بحماس لكن سرعان ما عبس وجهها عندما راحت تبحث عن بطل الكرتون وحبيب الدمية رابونزل لتقول بحزن 
_ فين يوجين يا بابي ! 
غضن حاجبيه باستغراب ورد بجهل 
_ مين يوجين ده !! 
ردت بكل براءة وحزن 
_ ده الولد اللي بتحبه رابونزل 
استحوذ عليه السكون الممزوج بدهشته من ردها لكن ما ابتسم بزيف ورد محاولا تخطي الأمر 
_ بتحبه !!! .. لا هي حلوة وحدها كدا 
لم تنتبه لعبارة والدها وكانت منشغلة بشعر الدمية الطويل وقالت بتلقائية وهي تبتسم 
_ عارف يابابى دي شعرها سحري أول ما تغنيله بينور .. اوريك 
هز لها بالإيجاب فراحت هي تمسك بالفرشاة الصغيرة الخاصة پالدمية وأخذت تسرح لها شعرها كما كانت تشاهدها في الكرتون وبدأ صوتها الجميل يظهر وهي تغني برقة 
_ ياوردة المعي .. خلي القوة .. يرجع اللي كان اللي ضاع زمان .. خففي الچروح .. رجعي اللي فات يرجع اللي كان .. يرجع اللي ضاع .. ضاع من زمان
توقفت بعد انتهاء الأغنية ولم تجد شعرها يضيء فراحت تصيح وتبكي بحزن 
_ شعرها مش بينور ليه !!! 
قهقه عاليا واجابها من بين ضحكه محاولا تهدأتها 
_ياحبيبتي دي عروسة مش حقيقية .. شعرها هينور ازاي لما تغنيلها بس 
هنا پبكاء حقيقي 
_ طيب إيه رأيك اغنيلك أنا لغاية ما تنامي 
هنا باعتراض وحزن 
_ لا أنا شعري مش سحري زيها ومش هينور 
رفع أنامله وراح يغلغلها بين خصلات شعرها الكستنائية الحريرية وهو يبتسم ويقول بحب 
_ إنتي شعرك أحلى منها ياحبيبتي .. وأجمل شعر شفته في حياتي 
اختفى حزنها وتطلعت إلى أبيها تهمس باسمة 
_ بجد يابابي ! 
_ طبعا ياروح بابي 
عانقته بحب ودفنت وجهها بين ثنايا صدره بينما هو فأخذ يمرر أنامله بين خصلات شعرها ويدندن
لها بأغنتيها المفضلة ولم تدم طويلا حتى وجدها غطت في سبات عميق بين ذراعيه ! .........
دخل غرفة جلنار وأغلق الباب خلفه ببطء ثم تلفت برأسه حوله بحثا عنها ولم يلبث ثواني حتى سمع صوت رذاذ المياه داخل الحمام فابتسم بلؤم وتقدم إلى الحمام بتريث حتى وقف أمامه وسكن تماما للحظات ثم رفع يده وطرق بخفة فوق الباب فسمع صوتها الناعم من الداخل وهو تقول بنبرة قوية 
_ نعم يا هنا .. إنتي لسا صاحية ياحبيبتي مش قولتلك روحي نامي وبابي ممكن يتأخر
سكت للحظة ثم هدر بصوته الرجولي المميز 
_ طيب وياترى ماما مطولة في الحمام ولا لا .. عشان بابي بيزهق 
ارتفعت البسمة الساحرة فوق شفتيها وردت عليه من الداخل بدلال 
_لو هتزهق امشي 
رفع حاجبه مستنكرا ردها وأجابها بخبث ولهجة تقصد كل حرف جيدا 
_ طيب وامشي ليه وأنا ممكن ادخل عادي جدا 
اتسعت عيناها مذهولة ولم تلبث ثواني لتفق من دهشتها جراء جملته الجريئة حتى وجدت مقبض الباب يلتف وهو يقول من الخارج بلهجة لعوب كلها استمتاع ومكر 
_ هااا ادخل ! 
صړخت من الداخل بفزع وهي تهنيه بتحذير وخجل شديد 
_ لااااا .. خلاص طالعة أهو 
ضحك بخبث ورد بمتعة 
_ هعد لخمسة لو مطلعتيش أنا مش مسئول بقى 
جلنار سائحة به بغيظ 
_عدنان بلاش وقاحة !
تجاهل عباراتها وقال ببرود وهو يضحك 
_ الخمسة قربت تخلص وده مش في صالحك يا رمانتي 
_ ياخسارة .. كنت خليتها لغاية تلاتة 
طالعته مبتسمة بغيظ واندفعت نحوه تلكزه في كتفه بخفة هاتفة 
شعرت بالبرودة تسري فوق جلدها تزامنا مع حركة أنامله المتمرسة وارتجفت بخجل عند وقوف يده فوق عقدة المنشفة فهتفت مسرعة
تم نسخ الرابط