امرأة العُقاب ندا محمود
المحتويات
متسع وبمرح
_ شوفت ضحكت .. اعترف بقى هااا اعترف إني دمي خفيف وبضحك يبقى متسكتنيش تاني لما اتكلم عشا......
قاطعها عمدا وهو يبتسم بمشاكسة
_ اسكتي يامهرة ويلا
مهرة بنفاذ صبر
_ اووووف سكت أهو حلو كدا !!
اماء برأسه في إيجاب وأشار لها بأن تلحق به فسارت خلفه باقتضاب لكن سرعان ما عادت تتحدث إليه من جديد هاتفة بعفوية
________________________________________
!
غضن حاجبيه باستغراب من سؤالها لكنه ابتسم واجابها ببساطة
_ عشان احنا في الضلمة لازم مش هيبان لونها الطبيعي
وقفا أمام المصعد الكهربائي وبمجرد ما أن انفتح ودخلا فاقترب بوجهه منها فجأة وهمس مداعبا بابتسامة
انتفضت للخلف بزعر وهتفت مڤزوعة
_ إيه الهزار البايخ ده ياعم
قهقه بخفة فوجدها تبعده لآخر المصعد هاتفة بغيظ
_ خليك بعيد كدا عني
آدم بتعجب وعدم فهم
_ ليه !!
_ مش واثقة فيك
عاد يضحك مرة أخرى لكن دون صوت حتى انفتح باب المصعد وخرجا .. يسيران معا إلى خارج الشركة بأكملها .. فيهتف هو محدثا إياها باستنكار
مهرة بعفوية ومزاح
_ هتخطفني !
زم شفتيه بجدية مزيفة يبادلها المزاح
_ على حسب لو صدعتيني في العربية ممكن اعملها
هتفت بثغر متسع وبطريقة كوميدية وحماسية
_ يبقى هصدعك
رمقها مدوهشا وهو يبتسم بحيرة فأسرعت تعدل جملتها بضحكة بلهاء
_ إنت بتصدق أي حاجة كدا علطول .. بهزر طبعا أنا هاكل دماغك بس
_ طيب اركبي يابلائي
ابتسمت له باتساع في عفوية ولطافة كالأطفال ثم استقلت بالمقعد المجاور له .
كانت كامنة في فراشها وتسحب الغطاء فوق جسدها .. تولي ظهرها للباب كالعادة وعيناها تحدق في الفراغ أمامها بسكون تام لكن يدها امتدت لعنقها تعبث بعقدها الذي البسها إياه بصباح اليوم .. وإذا بها تسمع صوت باب الغرفة ينفتح وتلتقط أذنها صوت خطواته داخل الغرفة .
كان صوت زفيره وانفاسه العالية فقط المسموعة في الغرفةةحتى مرت دقائق وشعرت به يعتدل في نومته ليقترب منها يعانقها من الخلف وذراعه يلفه حول جسدها .. اضربت وانزلت يدها لكي تبعده لكن بمجرد ما إن لمست يدها كفه سمعت همسه الضعيف
تنهدت بعمق وردت في خفوت
_ عدنان لو سمحت ااا......
وصلها رجائه في صوته يهمس لها وهو يدفن وجهه في شعرها ورقبتها
_ لو سمحتي إنتي خليني احضنك .. هحضنك بس صدقيني
استسلمت لرجائها ومنحته ومنحت نفسها متعة الشعور بالدفء والحب لساعات .. تشعر بأنفاسه الدافئة تلفح رقبتها من الخلف .. يتنفسها بقوة كالأكسجين يأخذ نفسا عميقا يستنشق فيه رائحتها ثم يعود ليزفره متهملا في حرارة تبعث رجفة في جسدها ..
أخيرا سمعته يهمس بصوت به لمسة الانكسار لأول مرة
_ طلقتها !
كان هذا المتوقع لكن سماعها منه تحديدا بتلك النبرة كان كافيا ليجعلها تتجمد قليلا ويغلف الاجواء بينهم حالة من الصمت القاټل حتى تلتفتت برأسها له تقطع عليه استنشاقه لعبيرها وتسأل باهتمام
_ وهي فين دلوقتي !
حين التفتت برأسها أصبحت في مواجهة وجهه تماما لا يفصلها عنه سوى سنتي مترات لا تحسب .. ليجيب عليها متطلعا في عيناها بعمق
_ عمها اخدها .. مش عايز اشوف وشها تاني .. مش طايق اشوفها أساسا
جلنار برقة
_ كويس إنك فكرت في هنا ومعملتش فيها حاجة
استند بجبهته فوق خاصتها هامسا
_ انتوا كل حياتي دلوقتي
اغمضت عيناها للحظات تستمتع بجمال اللحظة لكن سرعان ما فتحت عيناها وابعدت وجهه تعود لوضعها الطبيعي فتسمع تنهده القوى في عدم حيلة ثم عاد يدفن وجهه من جديد في شعرها وهدأت أنفاسه تدريجيا وهي معه حتى غطوا كلاهما في نوم عميق بعد دقائق طويلة نسبيا .
بصباح اليوم التالي ......
كانت تجلس هنا فوق فخذ أبيها تشاهد التلفاز معه .. تستند برأسها فوق صدره وعيناها عالقة على التلفاز .. وفجأة دون مقدمات تذكرت شيء فابتعدت عن صدره وهتفت برقة
_ بابي !
عدنان مبتسما بحنو
_ نعم ياروح بابي
هنا بعفوية طفولية
_ إنت تعرف عمو حاتم
اختفت ابتسامته وظهر محلها القوة في الملامح ليجيب على صغيرته بمضض
_ أيوة اعرفه ياحبيبتي ماله
اكملت هنا بنفس عفويتها غير مدركة لما تتفوه به وكيف سيكون تأثيره على أبيها
_ لما كنا أنا وماما في أميكا امريكا .. هو في يوم فضل يلعب معايا كتير
متابعة القراءة