تائهة بين جدران قلبه دعاء الكروان
المحتويات
كلية عشان
تشرفنا .. و ادى اخرتها بقيتى بتتنمردى علينا و بتتبترى على عيشتك .
لينا اما اللى انتى قولتيه دا كله هرى ف الفاضى و انا مش هتجوز زفت مصطفى دا و اللى عندك اعمليه . . ها .. و الله بقا ما انا غاسلة المواعين النهاردة و ﻻ طابخة كمان هاه يﻻ .
ثم انصرفت من امام والدتها الى غرفتها التى تشاركها فيها اختيها اللتين يصغرنها . و دخلت فى نوبة بكاء مريرة تندب حظها و ترثى حالها .
فى الملهى الليلى عند زينة ...
بعد أن انتهت من مكالمتها مع على الرفاعى طرقت سهام باب غرفتها فراحت لتفتح لها و ادخلتها الغرفة ثم أغلقتها مرة أخرى و جلستا على الأريكة المجاورة للباب فبدأت سهام الحديث قائلة ها يا موزة سبع و لا ضبع
ردت بحماسة عيب عليكى دا انا زوزة و الأجر على الله كله ماشى تمام و اديت الاوكى لعلى باشا كمان ثم أضافت بتفكير بس على الرفاعى دا طلع شيطان بلوة مسيحة انا بيتهيألي ان يوسف دا ميجيش ذرة ف خبثه و لوعه .
شردت زينة فى اللاشيئ متمتمة ربنا يستر.. ثم صمتت قليلا و اردفت قائلة ألا صحيح مفيش اخبار عن جلال
سهام لسة فاكرة يا منيلة .. كلمنى الصبح اول ما وصل و سأل عليكى قولتله انك نايمة
زينة عفارم عليكى يا خالتى دا انتى بتعرفى تتصرفى اهو !!.
سهام اومال ايه .. دا انا سهام العايقة على سن و رمح.
فقالت زينة بس اوعى يا خالتى تقوليله أن معايا موبايل أصل يطين عيشتى و يدخلنى ف سين و جيم و يقولى بقى جبتيه منين و بتكلمى مين و موال مش هخلص منه .
زينة حاضر يا خالتى اهو يعتبر هبدأ ف التقيل من بكرة و هحاول أجر معاه ناعم و أخليه ياخد باله منى و اشغله بيا بأى طريقة .
سهام بخبث و مكر بس خلى بالك لازم تخليه يطمنلك الأول و متحسسهوش انك بتمثلى عليه أصله شكله كدا راجل عقر .
سهام زينة .. زوزة .. انتى يا بت .
زينة ايه يا خالتى خضتينى !!
سهام بقالى ساعة بكلمك و انتى و لا هنا.. ايه روحتى فين
زينة هروح فين بس ما انا مرزوعة معاكى اهو ..
سهام اومال كنتى سرحانة ف ايه
زينة بضيق من تطفلها ف إللى هنيله بكرة .
سهام طب قومى يا حبيبتى اتعشى و اشربيلك كوباية شاى و اقعدى بقى تكتكى مع نفسك كدا و شوفى هتعملى ايه بكرة .
سهام بتقولى حاجة يا زوزة
زينة بابتسامة مصطنعة بقول شاء الله يخليكى يا خالتى دا انا ھموت من الجوع ...
نهضت سهام من الأريكة و قالت لها و هى تسير ناحية الباب
طب يلا مستنياكى برا متعوقيش عليا ..
و بمجرد أن خرجت من الغرفة قامت زينة بإغلاق الباب و استندت بكتفها على الباب قائلة هووف .. ربنا يتوب عليا من ثقالتك انتى و ابنك ... يا ساتر .
مساء بتوقيت لندن .....
بعدما انتهت سهرته مع صديقه عاد إلى شقته و فتحها ودخل وتقدم للجلوس على الأريكة التى تتوسط الصالة فوصله اشعارا برسالة من سهيلة تطلب فيها أن يهاتفها ان أمكن له ذلك .
زفر پعنف فهو قد نوى فى نفسه ألا يفكر بها و يركز فقط فى دراسته حتى يستطيع أن ينساها و يخرجها من تفكيره فأمر زواجه منها بات أمرا مستحيلا من جميع الاتجاهات فهو لن يسمح لنفسه أن يتزوجها و هو يعرف أنها تحب شقيقه حتى و إن سنحت له الفرصة لذلك قام بالاتصال عليها و انتظر الرد ....
يحيى الو ..السلام عليكم
سهيلة و وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. ازيك يا يحيى عامل ايه
يحيى انا تمام يا سولى انتى اخبارك ايه
سهيلة انا كمان تمام ... كدا يا ندل انت كالعادة يعنى متتصلش بيا غير لما ابعتلك انا مسدج
يحيى يا بنتى انتى ف بالى علطول بس اعمل ايه بس مشغول جدا و متنسيش فرق التوقيت .
سهيلة ربنا معاك يا يحيى .. انا علطول بدعيلك ربنا يوفقك و تخلص الرسالة و ترجع بسرعة بقى .. وحشتنى اوى القعدة معاك و الرغى و الهزار و الشعر إللى كنت بتقوله فى لون عيونى
أغمض عينيه بالم جم فهو ايضا اشتاق إليها كثيرا و لكنه يحاول كبح جماح مشاعره لعل وعسى ياتى اليوم الذى يستطيع فيه أن يراها مثلما يراها شقيقه يوسف و تصبح سهيلة ليس إلا أخته الحبيبة .
رد عليها بنبرة حزينة يلا هانت يا سولى .
سهيلة عارف يا يحيى انت احن من يوسف و ساعات بحس ان انت بتحبني اكتر منه .
ارتبك كثيرا و احمر وجهه و تعرق جسده على إثر سماعه لتلك العبارات و ظن أنها كشفت أمر حبه لها إلى أن أكملت حديثها بمرح مكنتش حبيتك انت !
تنفس الصعداء بعدما أحس من نبرتها أنها كانت تمازحه و قال لها القلب و ما يريد بقى يا سولى .
سهيلة فعلا القلب و ما يريد... سكتت قليلا ثم اردفت عرفت ان بابا جايبلى عريس
يحيى بدهشة عريس!... لا محدش قالى .
سهيلة ايوة يا يحيى و المرادى بابا مصمم ... حتى يوسف كمان قعد معايا عشان يقنعنى أوافق و قالى أدى نفسك فرصة تتعرفى على شخص تانى يمكن تحبيه تصور يوسف حبيبى هو اللى بيقولى كدا
شرد فى هذه الكلمات القلائل و التى و كأنها قيلت له هو و ليس سهيلة فيوسف محق فى ذلك و لو يعلم أن شقيقه يحب من لا تشعر به و لا تحبه فسوف ينصحه بذات النصيحة خرج من شروده قائلا بتأكيد على فكرة بقى يوسف عنده حق و كلامه مظبوط مية ف المية .
سهيلة بخيبة أمل كبيرة انت دايما كدا بتغلطنى و تأيد كلام يوسف .
يحيى بجدية سهيلة انتى
عايزاني اقف معاكى ف الغلط عشان تتبسطى يعنى .. اومال بتكلميني ليه و عايزة نصيحتي ليه طالما شايفة ان انا بغلطك و بأيد يوسف
سهيلة بس يا يحيى ...
قاطعها منهيا الحوار من غير بس قولتلك مېت مرة قبل كدا يوسف مش هيتغير و حافظى بقا على شوية الكرامة إللى فاضلينلك .
ردت بمزيد من الحزن و الألم يعنى انت شايف كدا يا يحيى .
يحيى بصوت مرتفع قليلا ايوة .. و وافقى ع العريس دا .. عشان خاطر عمى راشد ريحيه و فرحيه بقى يا سهيلة .
سهيلة بنبرة حزينة خاڤتة حاضر يا يحيى هوافق
.. هوافق و إللى عايزه ربنا هو إللى هيكون .
يحيى ببعض الإرتياح الله يفتح عليكى ... كان فين الكلام دا من زمان !
سهيلة لما ربنا أذن .. ثم اردفت متصنعة المرح يلا روح نام بقى انا صدعتك النهاردة .
رد عليها بابتسامة يا ستى صدعينى كل يوم ميهمكيش .. اهم حاجة تبقى كويسة و مبسوطة .
سهيلة شكرا يا احلى أخ ف الدنيا .. سلااااام
يحيى مقهقها سلام ثم قال بصوت خاڤت غير مسموع سلام يا واجعة قلبى .
فى صباح يوم جديد على أبطالنا يوسف و زينة .....
استيقظت زينة مبكرا و ارتدت ملابس مناسبة عبارة عن بنطال جينس ازرق واسع تعلوه كنزة طويلة رمادية بأحكام طويلة و لكنها مجسمة بعض الشئ و ربطت شعرها برابطة بسيطة فكان مظهرها بسيط للغاية و لكنه أنيق .تممت على حقيبتها و تأكدت من وجود ملف السيرة الذاتية الذى أعده لها على و ارسله لها الليلة الماضية و الهاتف و النقود ايضا ثم انصرفت إلى وجهتها ألا و هى شركة آل سليمان .
استقلت سيارة أجرة و انطلقت و فى منتصف الطريق استوقفت السيارة امام محل بيع زهور و انتقت مجموعة جميلة من الزهور ذات رائحة زاكية و انطلقت مرة أخرى باتجاه الشركة .
وصلت الشركة و من ثم إلى مكتب يوسف و طلبت من رامز أن يفتح لها غرفة المكتب لكى ترتبها و تنظفها قبل مجيئه دخلت الغرفة و قامت بتنظيف الأثاث و تعطيره و ترتيب طاولة الاجتماعات الصغيرة الموجودة بالغرفة و ايضا المكتب الخاص به ثم بدأت فى نثر الزهور فى جميع أركان الغرفة و وضعها فى المزهريات فأصبحت الغرفة نظيفة و مرتبة تبعث الراحة فى نفس من يدخلها بفضل لمستها الأنثوية ذات الذوق الرقيق .
انتهت من عملها بمكتب يوسف و أغلقت الغرفة مرة أخرى ثم ذهبت للعم إبراهيم و ألقت عليه تحية الصباح و أخذت تتحدث معه فى شتى المواضيع حتى قدوم يوسف .
حضر يوسف فى تمام التاسعة صباحا و ألقى تحية الصباح على كل من يقابله من موظفى الشركة إلى أن وصل غرفة مكتبه فتحها ودخل و تفاجأ من شكل الغرفة المملوء بالزهور و الجو المعبأ بالرائحة العطرة و الروح الجديدة التى دبت فى الغرفة و لكنه لم يخطر بباله أن كل ذلك من صنيع يدها .
تقدم إلى المكتب و جلس على كرسيه الوثير مندهشا من هذا الجو الجديد قام بتشغيل شاشة التلفاز الكبيرة على قناة القرآن الكريم بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد و بعدها طلب من رامز عبر الهاتف الداخلى أن يحضر له القهوة .
ذهب رامز لمقهى الشركة و طلب من زينة أن تحضر القهوة و تذهب بها ليوسف أمات له بالإيجاب و شعرت بفرحة داخلية لانها سوف تراه و كذلك انتابها شعور القلق مما هى مقدمة عليه و على كم الكذب الذى سوف تفعله لاحقا .
الفصل الثالث عشر
فى شركة آل سليمان ....
كانت
حاملة قدح القهوة متوجهة ناحية مكتبه و داخلها ثورة من المشاعر
المتناقضة فجزء منها يتوق لرؤيته و جزء آخر يتظاهر باللامبالاة و جزء ثالث ينهر ضعفها أمامه و لكنها عزمت أمرها أن تتحلى بالثبات و أن تغلق قلبها حتى لا تقع فى المحظور .
وصلت إلى باب الغرفة و طرقت الباب فأذن للطارق بالدخول ومن ثم
متابعة القراءة