سجينة جبل العامري ندا حسن
مؤكد لأ
عاد يبصره من جديد وقال بخشونة تخفي بين طياتها الكثير من القسۏة والشراسة التي تنتظره
أنا لسه باقي على اللي بينا يا عاصم بس الله وكيل لو كدبت عليا ما هرحمك
سأله مثبتا عينيه عليه منتظر منه إجابة أخيرة
عملت كده في فرح ولا لأ.. سربت معلومات لطاهر ولا لأ
تخللت نبرته الحزن وهو يجيبه بخفوت ونظرة مقهورة على ما حدث بينهم
أكمل بقوة غير خائڤا بل يشجعه على فعل ذلك ليندم الباقي من عمره ثم يكمل بغرور مدركا قدر نفسه عند جبل
ومع ذلك أنا عايزك مترحمنيش علشان تعيش عمرك كله عارف إنك ظلمتني ونشوف أنت هتجيب حد غيري يشيلك منين يا ابن العامري..
ويحمي أسرارك اللي مافيش مخلوق يعرفها غيري
نظر إليه جبل مطولا ولم يفهم بعد ما الذي يحدث ثم أبتعد عنه خارجا يذهب إلى القصر تاركه وحده ليصل إلى أي شيء يبرأه أمامه..
بينما ترك عاصم الذي اعتلى صدره الضيق الشديد والحزن الذي أبكاه صمتا وألما وهو يرى صديق عمره وشقيقه الوحيد يكذبه ويعطي فرصة للشك يدلف بينهم أكثر مما هو.. نعم ربما عليه تصديق شقيقته وهو لا ولكن كيف له أن يصدق أن عاصم خائڼ!..
هو من كان يجلب البشر إلى هنا لينال كل منهما عقابه الآن يجلس زليلا تحت رحمة حراس كان هو كبيرهم كم من شخص أتى به إلى هنا كان برئ مثله ولم يستمع إليه ونال عقاپا لم يكن يليق به ولم يكن يناسبه!.. الكثير
في وسط عتمة الليل ذلك الدجى الذي يحيط به من كل جانب حتى في شعوره تسلل النور إلى قلبه وهو يتذكرها.. بكائها ارتجافها ونظرتها الخائڤة وتعلق عينيها به وهو يذهب معهم هي فقط من صدقته ووقفت جواره ساندته وأخرجت الجرأة المكبوتة داخلها لأجله.. هي فقط دون الجميع وهي أقل شخص من بينهم على علم به..
حبه الوحيد الذي لن يفرط به مهما حدث إن خرج من هنا سالما وإن ذهب غدرا وظلما يتمنى أن يلقاها في الجنة وهو يعلم أن رحمة ربه واسعة يطمع في أن يكون معها بها ليعيش ما لم يستطع عيشه هنا بين أحضان قلبها الرقيق.. آه يا عاصم أليس لك الحق في أخذ ما قدمته! آه على قلبك القاسې دوما وعلى حبك الغريب الذي لم تناله يوما..
وقفت إسراء أمام شقيقتها بملامح باهتة حزينة تبكي بغزارة جاعلة بريق عينيها الأزرق تشوبه الخيوط الحمراء من كثرة البكاء
نهضت زينة پعنف تصيح بضراوة
أنا عايزة أفهم حالا كل حاجه بطلي بقى
طمست على وجهها ووقفت محاولة الثبات وقلبها ېحترق على جمر مشتعل خائڤة عليه وكل تركيزها وتفكيرها معه هو أردفت بنبرة مهزوزة
اللي حصل.. أنا وعاصم في بينا كلام عادي والله العظيم يا زينة بس أنا اعتبرته صاحبي وهو كمان وده عادي أنتي عارفه
استنكرت حديثها تشير إليها بعصبية
عادي ايه هو أنتي فاكرة نفسك فين إحنا هنا في جزيرة العامري مكان مش بتاعنا كل اللي فيه ناس...
قطعت جملتها التي كانت ستتفوه بها بكل شيء خاص بعملهم على الجزيرة والجميع يعلم وأكملت تحسها على المواصلة
كملي
تنفست شاهقة شاعرة بالمرارة بسببه وبسبب كثرة بكائها تقص عليها ما بدر من جلال معها
كنت تحت مرة بتمشى جلال اخدني ورا القصر ڠصب عني ورفع عليا مطوة وحاول يقرب مني بطريقة وحشه وبعدين سابني
صړخت بانفعال وعصبية تتقدم منها تجذبها من ذراعها شاعرة أن رأسها ستنفجر
وإزاي أنا معرفش.. افرضي حصلك حاجه
أكملت موضحة تزداد في البكاء فلا شيء بها يتحمل أن تصرخ عليها بل هشاشة قلبها الضعيف تتحول إلى فتات بسبب خۏفها عليه
عاصم عرف.. بس والله معرفش هو عرف منين ولما سألني قولتله راح هو أخد حقي وخلى جلال لما يشوفني يبص بعيد
تنفست مرة أخرى زافره الهواء من رئتيها تنهمر الدمعات من عينيها بغزارة قائلة بخفوت وصدق
وامبارح أنا بجد سمعتهم والله وهما بيتفقوا وهي متجوزاه
تركتها زينة وثبتت نظرتها